الخليج الجديد:
2024-11-16@08:40:43 GMT

من يحمي النظام السوري من الأقليات؟

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

من يحمي النظام السوري من الأقليات؟

من يحمي النظام السوري من الأقليات؟

الآن اتضح أن النظام السوري أكبر عدو للأقليات والأكثرية في آن معاً، ماذا بقي لديه من أكاذيب كي يتاجر بها؟

إن الهجرةَ الكبرى للمسيحيين السوريين كانت على مدى السنواتِ الثلاثين الماضية، أي خلال حكم النظام السوري الحالي.

السؤال اليوم: هل كان النظام يحمي الأقليات أم كان يحتمي بها؟ من سيحميه من الآن فصاعداً من الأقليات بعد سقوط وانفضاح خرافة «حماية الأقليات»؟

بلدات علوية أصبحت بلا رجال لأن آل الأسد زجوا بها في الحرب ضد الأكثرية.

فماذا كانت مكافأة الأقلية العلوية التي ذبحها النظام في حربه على السوريين؟

لم يترك أهالي السويداء شعاراً أو لافتة أو أغنية من لافتات وشعارات وأغاني ثوار الأكثرية إلا رددوها بساحة الكرامة بقلب المدينة التي تطهرت تماماً من صور وتماثيل بشار وأبيه.

* * *

من أكثر النكات إثارة للضحك والسخرية على مدى نصف قرن من التاريخ السوري الحديث النكتة التي كان يضحك بها النظام السوري على العالم، ألا وهي نكتة «حماية الأقليات» موحياً بذلك أن الأقليات في سوريا تعيش في رعب دائم من الأكثرية، وهي بالتالي تحتاج إلى حام على الدوام، مع العلم أن الأقليات السورية لم تتعرض في تاريخها لواحد بالمائة من الأذى الذي تعرضت له على أيدي النظام الأسدي.

وللأمانة فقد نجح النظام في ترويج وتعميم تلك الكذبة السمجة لفترة من الزمن، لكن حبل الكذب مهما طال يبقى قصيراً، حيث يظهر اليوم أمام الجميع عارياً تماماً بعد أن سقطت ورقة حماية الأقليات التي كان يغطي بها عوراته التي لا تعد ولا تحصى.

لا شك أن النظام وحلفاءه الطائفيين نجحوا في استغلال البعبع الإسلامي على مدى سنوات لمصلحته الخاصة داخلياً وخارجياً، لكن ماذا بعد أن انكشفت خدعة حماية الأقليات وبعد أن راحت بعض الأقليات كالموحدين الدروز مثلاً يمسحون الأرض برأس النظام ويغلقون مقرات حزبه الحاكم ويدوسون على صوره وتماثيله بنفس الطريقة التي داست بها الأكثرية على رموز النظام قبل أكثر من عشر سنوات.

لا بل إن أهالي السويداء لم يتركوا شعاراً ولا لافتة ولا أغنية من اللافتات والشعارات والأغاني التي أنشدها ثوار الأكثرية إلا ورددوها في ساحة الكرامة بقلب المدينة التي تطهرت تماماً من كل صور وتماثيل بشار ووالده.

وهذا أكبر دليل على أن الأقليات لم تصدق يوماً الكذبة التي حاول بها النظام خداع العالم لتبرير همجيته بحق الأكثرية وتقديم نفسه على أنه يحمي الغرب من الإرهاب الإسلامي. لقد سقطت كذبة مواجهة الخطر الإسلامي تماماً، ولم يعد هذا النظام الفاشي قادراً أن يستر عوراته بأي شعارات جديدة.

والمؤلم جداً في الأمر أن كذبة «حماية الأقليات» انطلت لردح من الزمن على الغرب نفسه دون أن يعلم الغرب المسيحي أن أكبر المتضررين من النظام السوري هم المسيحيون السوريون أنفسهم.

ويقول الباحث السوري المسيحي جورج كدر في دراسة له بعنوان «هندسة الفتن» إن «الهجرةَ الكبرى للمسيحيين السوريين كانت على مدى السنواتِ الثلاثين الماضية، أي خلال حكم النظام السوري الحالي.

والأرقام تقول إنّ أكبر هجرة للأقليّات كانت في عهد الديكتاتوريّة التي ادّعت حماية الأقليّات، فقد انخفض عدد المسيحيين منذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة بشكل كارثيّ؛ فبعد أن كانت نسبتهم 16.5 بالمئة من السوريين مطلع السبعينيّات، قد تصل اليوم إلى أقلّ من 6 بالمئة وربما أقل بكثير، حسب كدر.

وحتى الحاضنة الشعبية للعائلة الحاكمة في سوريا في الساحل السوري لم تدفع بتاريخها ثمناً باهظاً كالثمن الذي دفعته خلال العشر سنوات الماضية، فقد استخدمها النظام كرأس حربة ضد الأكثرية، وورطها في صراع تاريخي مع المسلمين في سوريا الذين يشكلون أكثر من ثمانين بالمائة من سكان البلاد.

لقد صرح أحد المتحدثين باسم النظام في السنوات الأولى للأحداث وعلى شاشة الجزيرة بأن العلويين فقدوا أكثر من مئتي ألف قتيل، وهذا يعني أن الرقم ربما تضاعف خلال السنوات اللاحقة من المواجهة بين النظام والأكثرية السنية.

وقد ذكرت صحيفة «الحياة» في تقرير لها من الساحل قبل سنوات أن العديد من البلدات العلوية أصبحت بلا رجال لأن العائلة الحاكمة زجت بهم في أتون الحرب ضد الأكثرية. وماذا كانت مكافأة الأقلية العلوية المذبوحة التي يستخدمها النظام في حربه على السوريين؟

إنها تعيش منذ سنوات أسوأ فترة في تاريخها، ويكاد يكون وضعها اليوم أسوأ بمرات من وضع النازحين السوريين الذين تجمعوا في الشمال السوري أو حتى في بلاد اللجوء. وقد خرجت أصوات علوية قوية للغاية في الآونة الأخيرة ضد النظام رغم القبضة الأمنية الوحشية المسلطة على الحاضنة الشعبية للعائلة الحاكمة في الساحل السوري.

ولمن لا يعرف فإن عقاب العلوي الذي يتمرد على النظام أكبر من عقاب أي مكون سوري آخر، فالمطلوب من العلويين المسحوقين المذبوحين المهمشين المنتوفين أن يصمتوا حتى لو لم يجدوا لقمة الخبز لأطفالهم.

لكن مع ذلك، هناك حالة تململ غير مسبوقة في العلاقة بين العائلة الحاكمة والمجتمع العلوي الذي قدم مئات الألوف من القرابين على مذبح العائلة ليجد نفسه اليوم في أسوأ وضع معيشي كارثي بعد أن هرب عشرات الآلاف من شبابه إلى العراق وغيره بحثاً عن لقمة عيش، وبعد أن كانت مكافأة العائلات التي فقدت شبابها في الحرب ساعة حائط صناعة صينية وفي أحس الأحوال «سحارة برتقال» أو «باكيت متة».

واليوم لو خفّت القبضة الأمنية الوحشية قليلاً في الساحل السوري لربما شاهدنا انتفاضة شعبية ضد العائلة الحاكمة بنفس قوة انتفاضة الموحدين الدروز في السويداء.

ومن الواضح أن الأمور في الساحل طال الزمن أو قصر تتجه في اتجاه الانتفاضة، خاصة وأن غالبية الشارع العلوي يضع اليوم ألف إشارة استفهام على أصل وفصل العائلة الحاكمة، والنسبة الكبرى من العلويين اليوم تشكك في أن يكون آل الأسد علويين أو سوريين أو حتى عرباً أو مسلمين.

حاول اليوم أن تسأل علوياً على انفراد عن أصل عائلة الأسد فسيقول لك إنها مجهولة النسب ولا تمت للعلويين بصلة، وهي فقط تستخدم الطائفة كرأس حربة لتنفيذ مخططات شيطانية لصالح مشغليها في الخارج ضد سوريا والسوريين والعرب والمسلمين.

ولو كانت العائلة من أصل سوري لما دمرت سوريا وشردت شعبها وباعتها بالجملة والمفرّق للغزاة والمحتلين الذين استقدمتهم لحماية عرشها الذليل.

والآن بعد أن اتضح أن النظام السوري أكبر عدو للأقليات والأكثرية في آن معاً، ماذا بقي لديه من أكاذيب كي يتاجر بها، فقد أثبت الباحثون المسيحيون أنفسهم بأن العائلة الحاكمة في سوريا هي المسؤولة عن تهجير غالبية المسيحيين، بينما يرى العلويون أنهم لم يعانوا في تاريخهم كما يعانون اليوم بسبب استغلالهم من قبل العصابة الحاكمة في مشاريع شيطانية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

أما الموحدون الدروز فقد قطعوا شعرة معاوية مع النظام تماماً كما نرى يومياً في انتفاضتهم المباركة التي ستدخل شهرها الثاني. ولا يبدو أن هناك رجعة إلى النظام بعد أن أصبحت السويداء محسوبة على مناطق المعارضة.

وبالتالي فإن السؤال اليوم: هل كان النظام يحمي الأقليات فعلاً أم كان يحتمي بها؟ من سيحميه من الآن فصاعداً من الأقليات بعد أن سقطت وانفضحت خرافة «حماية الأقليات»؟

*د. فيصل القاسم كاتب واعلامي سوري

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سوريا العلويون المسيحيون الدروز الأقليات النظام السوري القبضة الأمنية بشار الأسد حافظ الأسد النظام السوری الحاکمة فی النظام فی فی الساحل فی سوریا على مدى بعد أن

إقرأ أيضاً:

كثرة تناول الدجاج يحمي من الإصابة بالخرف والسكري

نصحت الدكتورة نوريا ديانوفا لحم الدجاج في نظامهم الغذائي بشكل أكثر نشاطًا، وبحسب الطبيبة فإن الدجاج أكثر صحة لجسم الإنسان من اللحوم الحمراء لهذا السبب، يجب أن يكون وجود اللحوم الحمراء في النظام الغذائي محدودًا بشكل صارم، بينما يُسمح وحتى يُنصح به بالاستهلاك المتكرر للدجاج.

 

وقالت ديانوفا في تعليق لراديو 1: “يوصي العلماء باللحوم الحمراء مرة واحدة في الأسبوع، والدواجن عدة مرات في الأسبوع: ثلاث إلى خمس مرات” .

 

ولفتت الطبيبة إلى أن لحم الدجاج يتمتع بمزايا أكثر مقارنة بلحم البقر، إذ يحتوي الدجاج على كمية أقل من الدهون المشبعة والدهون المتحولة، بينما يحتوي على نسبة أكبر بكثير من البروتين والحديد، وأكدت ديانوفا أنه بفضل هذا فإن الاستهلاك المتكرر للحوم الدجاج يحمي بشكل فعال من الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر والسكري.

 

فوائد لحم الدجاج 

يحتوي الدجاج على جميع الأحماض الأمينية اللازمة لجهاز مناعة قوي، كما يحتوي على الكولاجين والإيلاستين المفيدين للوقاية من أمراض المفاصل.

 

كما أنه يحتوي على الكثير من الفيتامينات - على سبيل المثال، فيتامينات ب الضرورية لصحة الجهاز العصبي، بالإضافة إلى الفيتامينات A وE المفيدة للرؤية والأداء النشط لجهاز المناعة.

 

بالإضافة إلى الحديد، يحتوي الدجاج على العديد من المعادن الأخرى، مثل الفوسفور والبوتاسيوم والمغنيسيوم والسيلينيوم والكروم والزنك وبفضلهم، يتم دعم عمل القلب والأوعية الدموية والدورة الدموية والجهاز المناعي.

مقالات مشابهة

  • عصير شائع يحمي من خطر النوبات القلبية.. غني بفيتامين سي
  • كثرة تناول الدجاج يحمي من الإصابة بالخرف والسكري
  • الجزائر تتكتم على تحطم طائرة عسكرية كانت تقل مرتزقة وعسكريين من كوبا إلى تندوف
  • اليوم.. عرض عربي أول لفيلم "غزة التي تطل على البحر" بمهرجان القاهرة السينمائي
  • عرض فيلم «غزة التي تطل على البحر» في مهرجان القاهرة السينمائي اليوم
  • اليوم.. عرض فيلم "غزة التي تطل على البحر" ضمن مسابقة آفاق السينما العربية
  • اليوم.. العرض العربي الأول لفيلم "غزة التي تطل على البحر"
  • FP: لماذا لم يدعم النظام السوري غزة وتجنّب دخول الحرب المستمرة بالمنطقة؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض 4 مسيرات صباح اليوم كانت قادمة من لبنان
  • تعطل منظومة صرف الخبز المدعم في مصر اليوم.. ارتباك بالمخابز وجهود لإصلاح العطل