رايتس ووتش تدين قرار واشنطن برفع الحظر عن المعونة العسكرية لمصر
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قرار الإدارة الأمريكية برفع الحظر عن جزء من المعونة العسكرية لمصر، كانت معلقة بسبب السجل المصري في ما يتعلق بملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأفرجت واشنطن عن 235 مليون دولار من إجمالي 320 مليون دولار من المعونة الأمريكية، ما يعد بحسب المنظمة تنازلًا عن شروط حقوق الإنسان، ونكث لتعهدات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بوضع حقوق الإنسان في قلب السياسة الخارجية الأمريكية.
وأشار بيان "هيومن رايتس" الذي صدر السبت، إلى مجموعة من الانتهاكات الحقوقية التي ارتكبتها السلطات المصرية، مثل: اعتقالات تعسفية، وأحكام جائرة، وعدم المساءلة عن الانتهاكات التي يرتكبها عاملين بمؤسسات نظامية، وكذلك إبعاد المدنيين الفارين من النزاع المسلح في السودان عبر فرض شروط دخول جديدة.
وسمحت الولايات المتحدة بمواصلة تقديم الكثير من المساعدات العسكرية الخارجية لمصر، بتدخل من وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، رغم الأوضاع الحقوقية المتردية هناك.
وتبرر واشنطن مواصلة تقديم المعونة العسكرية بالقول، "إن القاهرة مهمة لمصالح الأمن القومي الأمريكي"، على الرغم مما قاله المنتقدون عن انتهاكاتها واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
كم حجبت أمريكا من المعونة؟
ولم تحجب واشنطن سوى 85 مليون دولار من المساعدات التي يشرطها القانون الأمريكي بإحراز مصر "تقدما واضحا ومستمرا" في إطلاق سراح السجناء السياسيين، وهو ما قالت واشنطن إن سلطاتها لم تنفذه.
وهذا المبلغ المحجوب يمثل جزءا صغيرا من 1.3 مليار دولار سنويا مخصصة لمصر.
وتزود الولايات المتحدة مصر بمساعدات عسكرية كبيرة، وغيرها من أشكال الدعم، منذ أن وقعت اتفاق سلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1979، ولا تزال القاهرة حليفا إقليميا وثيقا لواشنطن.
وذكر مسؤولون أمريكيون أن القانون يسمح بحجب مبلغ إضافي قدره 235 مليون دولار؛ لأن هذا الجزء مشروط أيضا بوفاء مصر بمتطلبات الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن استخدم حقه في تعليق هذه الشروط.
وقال مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية أطلع الصحفيين على القرار: "صوت مصر حاسم في العديد من القضايا في جميع أنحاء المنطقة، ونحاول العمل معا صوب تحقيق السلام والأمن الإقليميين".
وقال مسؤولون أمريكيون آخرون، تحدثوا أيضا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن القرار لم يقلل من التزام الولايات المتحدة بتعزيز حقوق الإنسان في مصر. وأضافوا أن واشنطن أجرت "محادثات صعبة" مع القاهرة بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان، وفق "رويتر".
لكن الجماعات الحقوقية، التي دأبت على اتهام مصر بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في ظل نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشمل التعذيب والاختفاء القسري، قالت إن القرار الأمريكي يبعث برسالة خاطئة.
وقال اتحاد يضم 16 جماعة حقوقية، منها فريدم هاوس ومشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط (بوميد)، في بيان: "الإدارة تبلغ حكومة السيسي فعليا أنها حققت تحسنا في وضع حقوق الإنسان خلال العام الماضي، في حين أن الأمور في الواقع تدهورت بشدة".
وأضاف: "هذا يقوض أي جهود تبذلها الإدارة لمعالجة المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان في مصر، ولن يؤدي إلا إلى زيادة السيسي جرأة، ما يهدد بالمزيد من زعزعة استقرار البلاد".
وينفي السيسي وجود سجناء سياسيين في مصر، ويقول إن الاستقرار والأمن لهما أهمية قصوى، وإن السلطات تعمل على تعزيز حقوق الإنسان من خلال محاولة توفير الاحتياجات الأساسية مثل الوظائف والسكن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية هيومن رايتس المصري حقوق الإنسان مصر حقوق الإنسان هيومن رايتس سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حقوق الإنسان ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
الناتو يواصل أكبر مناوراته العسكرية لعام 2025 وسط تزايد القلق من سياسة واشنطن الجديدة
يواصل أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) تنفيذ أكبر مناوراتهم القتالية لعام 2025، في اختبار لقدرتهم على نشر قوات على نطاق واسع على الحدود الشرقية للحلف، الذي يضم 32 دولة. وتأتي هذه التدريبات في ظل تنامي المخاوف داخل أوروبا من توجهات الولايات المتحدة، أقوى أعضاء الناتو، في عهد الرئيس دونالد ترامب.
تجري المناورات في رومانيا، المتاخمة لأوكرانيا، وسط حالة من الترقب الأوروبي لمسار السياسة الأمريكية الجديدة. ومع اقتراب الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية، تشارك في مناورات "السهم الصامد 2025" قوات قوامها نحو 10 آلاف عسكري من تسع دول، ضمن "قوة الرد" التابعة للناتو.
وتمتد التدريبات على مدار ستة أسابيع، وتشمل مواقع في رومانيا وبلغاريا واليونان.
وكان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث قد طالب الدول الأعضاء بزيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الأولويات الأمنية لواشنطن باتت تتركز في مناطق أخرى. وأثارت هذه التصريحات تساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة بالضمانات الأمنية التي طالما وفرتها لأوروبا.
ورغم عدم إعلان إدارة ترامب عن أي خطط لسحب القوات الأمريكية من المنطقة، إلا أن تصريحات هيغسيث الأخيرة فتحت باب التكهنات بشأن واقع جديد قد تضطر فيه أوروبا إلى تحمل مسؤولية أمنها دون الاعتماد على الدعم العسكري الأمريكي كما كان الحال سابقًا.
وفي هذا السياق، حذر رادو تيودور، وهو محلل لشؤون الدفاع في بوخارست، من أن أي تقليص للوجود العسكري الأمريكي في رومانيا سيمثل "هدية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرًا أن ذلك سيجعل الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي أكثر هشاشة في مواجهة السلوك العدواني لروسيا.
وأضاف تيودور أن هذا السيناريو سيجبر رومانيا على مطالبة حلفائها في الناتو بنشر قوات إضافية وإرسال أسلحة لتعويض الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية، والذي يقدر بآلاف الجنود.
في السياق نفسه، أكد قائد قيادة القوات المشتركة لحلف شمال الأطلسي الأدميرال ستيوارت مونش، أن التهديدات التي تواجه الحلف باتت "أكثر تعقيدًا وأقل قابلية للتنبؤ" خلال العقد الأخير.
وقال مونش خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء: "لمواجهة هذه البيئة الأمنية المعقدة، شهد الناتو تحولًا جذريًا في استراتيجيته القتالية. لقد انتقلنا من وضع الخطط الدفاعية على الورق إلى تطبيقها على أرض الواقع".
Relatedترامب والناتو.. هل حان وقت الفراق؟وزير الدفاع الأمريكي: عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل عام 2014 وسعيها لعضوية الناتو أهداف "غير واقعية"زيلينسكي: بوتين قد يهاجم دول الناتو بداية العام المقبلوأضاف: "يمثل هذا التمرين تتويجًا لجهودنا وبداية قوتنا الجديدة التي ستدافع عن كل شبر من أراضي الحلف".
في غضون ذلك، أبدى الحلفاء الأوروبيون مخاوفهم من تهميشهم في المحادثات التي جمعت دبلوماسيين أمريكيين وروس الثلاثاء الماضي في السعودية، حيث ناقش الطرفان سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وتزامن ذلك مع تحركات دبلوماسية أوروبية مكثفة، إذ دفع تسارع التطورات، الرئيسَ الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دعوة مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المملكة المتحدة، لإجراء محادثات طارئة هذا الأسبوع في باريس.
الناتو يعزز جناحه الشرقيشهدت التدريبات القتالية هذا الأسبوع في رومانيا مناورات بالذخيرة الحية وتمارين لمحاكاة حرب الخنادق، في إطار جهود حلف شمال الأطلسي لتعزيز جاهزية قواته على الجبهة الشرقية.
وفي اليونان، قادت وحدات من مشاة البحرية اليونانية والإسبانية تدريبات عسكرية الأسبوع الماضي، تضمنت تنفيذ هجوم برمائي وهمي، في خطوة تهدف إلى رفع مستوى التنسيق والجاهزية العملياتية لقوات الحلف.
وتأتي هذه التدريبات ضمن إطار "قوة الرد"، التي تم إنشاؤها في تموز/يوليو الماضي، والتي صُممت للانتشار على نطاق واسع خلال مهلة لا تتجاوز عشرة أيام، مع دمج قدرات القوات التقليدية والعمليات السيبرانية والفضائية.
وتتولى بريطانيا قيادة التدريبات، بمشاركة 2,600 جندي و730 مركبة، فيما تشمل المناورات العسكرية دولًا مثل رومانيا وبلغاريا وفرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسلوفينيا وتركيا. ويتم استخدام أكثر من 1,500 مركبة عسكرية، وأكثر من 20 طائرة، وأكثر من 12 قطعة بحرية، خلال التدريبات.
ومنذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022، عزز الناتو وجوده في جناحه الشرقي عبر نشر مجموعات قتالية متعددة الجنسيات إضافية في رومانيا والمجر وبلغاريا وسلوفاكيا، في محاولة لتعزيز الدفاعات الأوروبية ضد أي تهديد محتمل.
وفي هذا السياق، باتت رومانيا تلعب دورًا متزايد الأهمية داخل الحلف، حيث قدمت منظومة صواريخ باتريوت لأوكرانيا، كما افتتحت مركزًا دوليًا لتدريب طياري مقاتلات F-16، بهدف تأهيل الطيارين من دول الحلف، بما في ذلك أوكرانيا، على تشغيل هذه الطائرات المتطورة.
المصادر الإضافية • AP
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب والناتو.. هل حان وقت الفراق؟ زيلينسكي: بوتين قد يهاجم دول الناتو بداية العام المقبل أمريكيون يتظاهرون ضد ترامب في بروكسل عشية اجتماع حلف الناتو في العاصمة البلجيكية الغزو الروسي لأوكرانيادونالد ترامبرومانياروسياأوكرانياحلف شمال الأطلسي- الناتو