إيران تصف قرارها بسحب تصاريح مُفتشين في الوكالة الدولية للطاقة بـ”السيادي”
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
الجديد برس:
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الترويكا الأوروبية قامتا بتسييس مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية لمصالحهما الخاصة.
وقالت الخارجية الإيرانية، في بيانٍ، إن واشنطن والترويكا الأوروبية أساءتا استغلال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة لتخريب تعاون طهران والوكالة.
ووصفت إيران قرارها بسحب تصاريح مُفتشين في الوكالة الدولية للطاقة بالقرار السيادي، كونه يستند إلى القرارات الدولية واتفاق الضمانات.
وأوضحت أن طهران ستواصل تعاونها الإيجابي في إطار الاتفاقيات المبرمة، داعيةً الوكالة الدولية إلى التزام الحياد.
وفي وقتٍ سابق، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران أبلغتها قرار إلغاء تعيين عدة مفتشين من الوكالة من أصحاب الخبرة، في إطار اتفاق ضمانات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وقالت الوكالة إن الإجراء نُفّذ بطريقةٍ تؤثر مباشرةً، وبصورة كبيرة، في قُدرة الوكالة على إجراء عمليات التفتيش بفعالية في إيران.
من جهته، وصف المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، رافاييل غروسي، القرار الإيراني بأنه “يشكل ضربةً غير ضرورية للعلاقة المتوترة بالفعل بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران”.
ودعا غروسي الحكومة الإيرانية إلى إعادة النظر في القرار، مطالباً إياها بـ”العودة إلى مسار التعاون مع الوكالة”.
ودان غروسي الإجراء الإيراني الأحادي، مؤكداً أنه “غير ملائم وغير مسبوق، لأنه يؤثر مباشرةً وبشدة في قُدرة الوكالة على إجراء عمليات التفتيش”.
وفي وقتٍ سابق، اتهمت إيران دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا، ألمانيا وفرنسا)، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، بأنها استخدمت التعاون الفني بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أساساً لتحركاتها السياسية، إذ تسعى تلك الدول لتشويه حقائق التعاون الصادق لإيران مع الوكالة.
وقبل أيام، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، إنه “لا يمكن للدول الأوروبية أن تتوقع التنفيذ الكامل من إيران لخطة العمل المشترك الشاملة، وهي لا تفي بأيٍّ من التزاماتها”، مشيراً إلى أن طهران تتصرف وفقاً لمصالح شعبها.
وفي مايو الماضي، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إغلاق التحقيق في المنشأة النووية “التي تثير الجدال” في إيران، والتي تحدث عنها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه في سبتمبر 2019، الأمر الذي شكل ضربةً لـ “إسرائيل”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الوکالة الدولیة للطاقة الذریة
إقرأ أيضاً:
إيران بين العقوبات والطموحات النووية: أيهما سيكسر الآخر؟
22 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تحت مظلة تعقيدات الشرق الأوسط التي تشهد توترات متصاعدة على مختلف الجبهات، تبرز قضية التفاوض الإيراني مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كأحد الملفات الأكثر حساسية وتأثيراً على مستقبل المنطقة.
التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤول الإيراني كاظم غريب آبادي تعكس موقفاً مرناً من طهران، التي ما زالت تبدي استعدادها للتفاوض بهدف رفع العقوبات، رغم المتغيرات الإقليمية والضغوط الداخلية.
و تعاني إيران من تأثيرات خانقة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن، ما أدى إلى تداعيات مباشرة على الاقتصاد الإيراني والشعب. هذه الضغوط أجبرت القيادة الإيرانية على إعادة تقييم مواقفها التفاوضية، خاصة في ظل انحسار نفوذها الإقليمي في لبنان وسوريا، مما أضعف من قوتها التفاوضية التقليدية التي اعتمدت على بسط النفوذ الخارجي.
في المقابل، يشير الخبراء إلى أن طهران لا تريد أن تبدو في موقف الضعف؛ بل تسعى لتحقيق مكاسب ملموسة مثل رفع العقوبات قبل أن تبدأ أي جولة تفاوض جديدة.
و يُظهر هذا الموقف لعبة معقدة من المناورات السياسية، حيث تحاول إيران الحفاظ على هيبتها الدولية مع مراعاة الضغوط الشعبية الداخلية.
تصريحات رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعكس قلقاً متزايداً حيال برنامج إيران النووي، خصوصاً مع زيادة إنتاجها لليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 في المائة. هذا التقدم يضع إيران على أعتاب إنتاج أسلحة نووية، وهو ما يثير مخاوف دولية من تصعيد قد يقود إلى مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.
رغم هذه المخاوف، فإن إيران تدرك أن استمرارها في زيادة التخصيب يضعها في موقف تفاوضي أقوى، حيث يمكنها استخدام هذا الملف كورقة ضغط لتحقيق تنازلات من الطرف الآخر، سواء في رفع العقوبات أو في تقديم ضمانات أمنية.
اما قرار ترامب بتجميد عضوية الولايات المتحدة في الاتفاق النووي فكان بمثابة نقطة تحول كبيرة في هذا الملف. فالاتفاق الذي كان يهدف إلى تقليص أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات، انتهى إلى مرحلة من التصعيد المتبادل، حيث أقدمت طهران على تخفيض التزاماتها تدريجياً.
و اليوم، تعود هذه الحقبة لتلقي بظلالها على المفاوضات المحتملة، مع إدراك الطرفين أن العودة إلى الاتفاق القديم لم تعد خياراً واقعياً، بل يجب صياغة تفاهمات جديدة تتماشى مع الواقع الحالي.
مستقبل غامض وحسابات دقيقة
الحديث عن استئناف المفاوضات يتزامن مع متغيرات إقليمية ودولية، أبرزها الانشغال الأميركي بمواجهة الصين وروسيا، وانقسام المواقف الأوروبية حيال التعامل مع طهران. هذه العوامل تضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد، حيث تحاول كل من واشنطن وطهران الاستفادة من اللحظة الراهنة لفرض شروطها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts