صدر حديثًا عن دار قناديل للنشر والتوزيع، كتاب «انبعاث بابل»، تأليف: روبرت كولدفاي، وترجمة: تُـقى محمد الخفاج.

يعدُّ هذا الكتاب إنجيل التنقيبات البابلية، فقبل أن يظهر (روبرت كولدفاي) المهندس والرسَّام والمنقب، كانت عمليات التنقيب العشوائية هي السائدة في عالم الآثار، وكان البحث عن الكنوز هو الهدف الأسمى لها، وكانت الأنفاق تحت التلال الأثرية تحطم تسلسل الطبقات وتتلف التاريخ، حتى جاء كولدفاي، فبنى علم آثار حديثًا ومتقنًا وحسَّاسًا.

في هذا الكتاب عصارة لما فعل كولدفاي في بابل، وما أنجزه وغامر فيه ونجح به خطوة بخطوة، لذلك يُعدُّ هذا أهم ما كُتب عن بابل؛ لأنَّه كُتب بقلم أهم من نقَّب فيها، والأكثر دقةً وكفاءة والأشد حرصا بين كل من وطأت أقدامه أرضها. 

الكتاب الحافل بالصور والمخططات والخرائط والمتابع لكلِّ الأدوار الحضرية للمدينة الشهيرة، مِمَّا لا يغتفر للآثاري أن يتخطَّاه أو يغفل عنه، فهو أوَّل مدرسة في التنقيب الآثاري الحديث لأعرق مدن الإنسان على الأرض.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الطَّائفيَّة.. «لا تَلد الحَيَّة إلا الحَيَّة»

آخر تحديث: 12 مارس 2025 - 10:34 ص بقلم: رشيد الخيّون منذ عقود والخلاف السّياسيّ أخذ يتلبد بالنّزعة الطّائفيّة بأقصى درجاتها، بين الأديان والمذاهب والقوميات، لكنَّ أفظعه القائم على أساس دينيّ، ومع أنَّ الله واحد للجميع، لكنَّ كلَّ دين ومذهب يتحدث عن إلههِ، ويظهر في صِدام مع معتقدات الآخرين، وعندما أقول بأقصى درجات الطَّائفية، أقصد سفورها عن سفك الدَّماء، وسّيف الحزب المسلول باسم الدّين، لا يخشى حرمة إنسان ولا تعاليم إله، فلأبي العلاء المعريّ(ت: 449هج): «طَموحُ السّيفِ لا يخْشَى إلهاً/ولا يَرجو القِيامَةَ والمَعادا(سَقْطُ الزَّندِ). لا يعتقد صاحب الخِطاب الطَّائفيّ، سيبني ويُعمر وطناً، وهنا نأخذ حالة العِراق، ونكتب ذلك لعلَّ هناك مَن يتعظ، ويعرض نفسه على الأطباء للشفاء مِن هذا المرض، فللتاريخ أعينٌ وآذان. بعد حرب 1991، كتبت الصّحافة الرّسميّة سلسلة مقالات ضدّ مواطنيها، وهي سابقة أن يَقذف نظامٌ شعبه في جريدته الرَّسميّة، بما يعاف(جريدة الثورة 5 أبريل 1991)، وهي جريدة حزب يضم أهل المذاهب كافة، فلو حصرها بمن ثاروا ضده، لعفى نفسه، فكم مِن هؤلاء قُتل بسلاح المنتفضين حينها، ووكم منهم بين أركان النِّظام الكبار، وأكثر من نصف البعث كانوا مِنهم؟ كذلك نشرت جريدة «بابل» (تأسست1991) سلسلة مقالات ضدّ مذهب ودين، من مواطنيها (بابل، 10,13 أبريل (نيسان) 2002). كتبت «الثَّورة» و«بابل» هذا ببغداد، بينما كانت جماعات بالمنافي تناقش الطَّائفيّة بالعراق، فأصدرت ما عرف بإعلان طائفيّ. جاء فيه:«من أجل إلغاء الممارسات الطَّائفيّة، التي مارستها الأنظمة المتعاقبة، لا بدّ أن يعاد النَّظر في التَّركيبة الإداريّة للدولة العراقيّة، ومؤسّساتها العسكريّة والمدنيّة، من خلال إعادة النظر في طريقة التوظيف في هيئات ومؤسّسات الدولة. واعتماد مبدأ الكفاءة المهنيّة»(الإعلان، جريدة الزَّمان 20 يونيو 2002). فإذا كان خطاب«الثّورة» و«بابل» «حيَّة رقطاء»، فقد أولدت حيَّات، والعبارة لمحمد صالح بحر العلوم(ت: 1992)، قالها(1934) قبل تحول الطَّائفية إلى مقاتلٍ: «وأترك شعور الطائفيةِ جانباً/ فالطَّائفية حيَّة رقطاءُ»(شعراء الغري). أقول أولدت حيَّات، بقانون الفعل ورد الفعل. بعد 2003 صارت الطَّائفية شائعة، حملت المجتمع مآسي الإقصاء والتهجير والقتل والخطف، وصارت مادة «أربعة إرهاب» وحش يجول على مدن وقرى أهل مذهب بعينه دون غيره، وحملت المناهج الدراسية، ودوائر الدّولة طائفيّة على طائفيّة، ولم ينبس الموقّعون على الإعلان المذكور، وهم ما زالوا أحياء -منهم تبوأ منصباً ومكانة في النِّظام الجديد- ببنت شِفة ضدّ الطّغيان الطّائفي، حتَّى صار واقعاً يعيشه العراقيون، لأنهم توهموا الانتصار على المواطنة بالطّائفيَّة، الطائفيّة التي انتقدوها رياءً. إنها دواليب المصائر، تحتاج إلى ضمائر مصلحين كفاةُ، لا ضمائر معبأة بالسّموم. فإذا كتبت جرائد السابقين، بما يدينهم، فاليوم تحوّل البرلمان إلى ساحة ردحٍ طائفيّ، والتّجاوز الطُّفولي على مقدسات الشُّركاء بالوطن، وإذا كان الموقف مِن الحوادث السّوريّة، جرى بالشُّعور الطّائفيّ، ظناً أن المنتصر بالحشد الطائفيّ لا يُهزم، وإذا رياح الأقدار تهبُ بما ليس في الحسبان، فلو فكر النّظام السَّابق، وهو سلطة الأمس، ومعارضوه، سلطة اليوم، بخطورة ما مارسوا لعتقوا العراقيين مما جرى ويجري عليهم. فهل يجري التّفكير باِنهاء اللُّعبة، التي يؤرخ لها بالقرون، وإلى متى تبقى هذه الصّفحة الدّامية مفتوحة؟! نعود إلى أبي العلاء، وقصيدته «عاند مَن تُطيق عناده، أو أرى العَنقاء تكبرُ أن تُصادا»، وبيته: «جَهولٌ بالمَناسِكِ ليس يَدري/أغَيّاً باتَ يَفْعَلُ أم رَشادا«(سَقْطُ الزَّندِ)، لا يجب أنّ يتصرف الطّائفيّ بحرية، ممارساً طائفيته بأقصى صورها، مِن موقع السُّلطة، على أنها الحرية والدّيمقراطيّة، يشتم مَن يشاء، ويحرض الجموع ضد الجموع. أقول: لا تأخذه نشوة النّصر، فالدوائر تدور، مثلما تُفاجئنا اليوم، والحليم مِن يعصم نفسه بخطاب المواطنة، لا خطاب«الحيّة لا تلد غير الحيَّة» (الخوارزمي، الأمثال المولّدة).

مقالات مشابهة

  • اتهام شاب مصري بالهجوم السيبراني على منصة x
  • الطَّائفيَّة.. «لا تَلد الحَيَّة إلا الحَيَّة»
  • 250 من الأهرامات شاهدة على حضارة الكوش في السودان
  • الروح الروسية بين الشرق والغرب.. كتاب يرصد تطور الفكر الروسي ومصيره
  • قيصرية الكتاب تنظّم أمسية يوم العَلَم السعودي
  • علماء يعثرون على شبكة ري متطورة تكشف أسرار حضارة بلاد الرافدين
  • وزير الثقافة الفلسطينى: سنحمل الكتاب من تحت الركام ونواصل المسيرة
  • متى تعود الحالات الجوية الى بلاد الشام ومصر والعراق وشمال السعودية؟
  • انبعاث نيران من باطن الأرض يثير حالة من الذعر.. فيديو
  • أخطر سجين في بريطانيا يضرب عن الطعام