تتواصل جهود البحث عن المفقودين جراء السيول في درنة شرقي ليبيا، في حين أعلن عن حالة طوارئ في درنة تمتد لعام كامل وسط مخاوف من احتمال الوصول إلى مرحلة الوباء بسبب تحلل الجثث وتلوث المياه.

وأفادت وسائل إعلام ليبية بانتشال أحياء كانوا عالقين تحت الأنقاض في مدينة درنة بعد أسبوع من كارثة السيول. ونشرت قنوات ليبية مقطعا مصورا لإخراج عائلة مؤلفة من 11 شخصا كانوا عالقين تحت أنقاض بناية هدمتها السيول في درنة.

وأعلنت هيئة البحث والتعرف على المفقودين في ليبيا انتشال 9 جثث مجهولة الهوية قرب شواطئ مدينة درنة، وأضافت الهيئة أن العمل جار على أخذ عينات للجثث للتعرف على أصحابها.

وقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لإخراج عائلة من تحت أنقاض منزل هدمته السيول في مدينة درنة. وتُظهر الصور مشاركة فرق إغاثة دولية ومتطوعين ليبيين في عملية الإنقاذ.

كما تداول ناشطون صوراً تظهر محاولة فريق إغاثة إسباني التواصل مع أحد العالقين تحت الركام في مدينة درنة شرق ليبيا.

وتُظهر الصور الصعوبات التي يواجهها فريق الإنقاذ ومحاولات البحث عن أي إشارات لمعرفة مكانه تحت الأنقاض.

وأعلن وزير الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان عثمان عبد الجليل ارتفاع عدد الضحايا في مناطق شرق ليبيا إلى 3252 قتيلا.

وقال مراسل الجزيرة في طرابلس أحمد خليفة إن الغواصين أفادوا بوجود عشرات السيارات المحملة بالعائلات تحت مياه البحر، مشيرا إلى أن الكثير من العائلات حاولت الفرار في اللحظات الأولى للفيضانات، ولكن السيول جرفتها إلى البحر.

أولويات المرحلة الحالية

ومع تصاعد أعداد القتلى والمفقودين، واتجاه فرق الإغاثة إلى عزل مناطق في درنة وإخلاء أخرى، ارتفعت وتيرة المناشدات طلبا لمزيد من فرق الإنقاذ والآليات والمعدات والخدمات.

وقال رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا محمد المنفي إنه يجب الاستعانة بالقدرات والخبرات الدولية لأن الكارثة أكبر من الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة لدى بلاده، وأضاف المنفي أن الوضع الراهن يتطلب حلول حقيقية وآليات واقعية وفعالة.

هذا وقال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ في ليبيا أسامة علي إن أولويات في المرحلة الراهنة تتركز على الإسراع في حصر العدد الفعلي للضحايا والمفقودين وتحديد جنسياتهم.

وقالت وزيرة العدل في حكومة الوحدة الوطنية حليمة إبراهيم إن مجهولي الهوية جراء السيول لا يدفنون في مقابر جماعية.

وأشارت في مقابلة مع الجزيرة، إلى الشروع في عملية منظمة لجمع عيّنات مرقمة من الحمض النووي لتسهيل التعرف على هويات المتوفّين.

حالة طوارئ طويلة الأمد

في الأثناء، أعلن مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض التابع لحكومة الوحدة حيدر السايح حالة الطوارئ لمدة عام في كامل المناطق الشرقية، في حين تتواتر التحذيرات من انتشار الأوبئة والأمراض في المدن الأكثر تضررا بالسيول، خاصة مدينة درنة.

ويأتي هذا الإعلان في وقت نفت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا السبت أن تكون أمرت بأي إخلاء في درنة.

وقال رئيس فريق الطوارئ بحكومة الوحدة الوطنية بدر الدين التومي، إن عدد حالات التسمم بمياه الشرب الملوثة ارتفع إلى 150.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في طرابلس، أنه تم إعلان حالة الطوارئ لمدة عام كامل في المناطق المتضررة تحسبا لتفشي الأمراض.

مخاطر تفشي الأوبئة

على المستوى الصحي؛ قال مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان إن هناك خطرا حقيقيا لتفشي الأوبئة والأمراض في درنة وإن هناك حاجة الى فرق متخصصة للمساهمة في جهود الإغاثة فيها.

وأضاف برينان في مقابلة مع الجزيرة أن عدد قتلى السيول بدرنة تجاوز 4 آلاف وتجاوز عدد المفقودين 9 آلاف.

وبدوره، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي إنه عاين الدمار والخراب الذي ألمّ بالمدينة وغادرها والألم يعتصر قلبه. ووصف الكارثة بأنها أكبر من قدرات ليبيا وتتجاوز شؤون السياسة ومسائل الحدود.

وأكدت جورجيت غانيون نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا أن المنظمة الدولية تعمل مع الشركاء والسلطات المحلية لمواصلة تقديم وتنسيق المساعدة الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل للمحتاجين.

وكان وزير الصحة في الحكومة التابعة لمجلس النواب الليبي عثمان عبد الجليل حذّر سكان مدينة درنة من استعمال المياه الجوفية لاحتمال اختلاطها بالجثامين ومياه الصرف الصحي.

وقال عبد الجليل في مؤتمر صحفي في مدينة درنة، إنه سيتم عزل المناطق التي مازالت فيها جثث للحد من الإصابات.

بدورها حذرت الأمم المتحدة من مغبة اعتماد سكان مدينة درنة في ليبيا على مصادر المياه الطبيعية في المدينة، مؤكدة أن التلوث قد وصل إلى هذه المصادر.

ويتزامن هذا التحذير مع مناشدة أطلقتها السلطات الليبية لسكان المناطق المتضررة بضرورة استخدام المياه المعلبة فقط. وكانت السلطات قد سجلت عشرات الإصابات بالتسمم في درنة.

وفي السياق ذاته، قال نقيب الأطباء في ليبيا محمد الغوج إن هناك مخاوف من مرحلة ثانية قد تصل حد انتشار الوباء بسبب تحلل الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض أو منتشرة في مدينة درنة.

وأكد الغوج في مقابلة مع الجزيرة، أن لجنة الأزمة في وزارة الصحة تكثف جهودها لتقديم الرعاية الصحية للمتضررين وأن الأولوية تتمثل في انتشال الجثث.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی مدینة درنة فی لیبیا فی درنة

إقرأ أيضاً:

فلسطينيون يشكرون مصر والرئيس السيسي: «أكتر من يدعمنا داخل وخارج مصر»

قدم عدد من الفلسطيينيين الشكر لجمهورية مصر العربية وللرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم المساعدات الإنسانية والغذائية لهم داخل قطاع غزة.

وقال أحد أهالى القطاع: «بشكر جمهورية مصر العربية وقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبشكركم لجهودكم المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني والنازحين في قطاع غزة».

مخيم مصري لسكان قطاع غزة النازحين.. دعمًا للأشقاء الفلسطينيين#الوطن pic.twitter.com/C5pStrbDp7

— بوابة الوطن (@ElwatanNews) November 7, 2024

وقال آخر: «أتقدم بالشكر والتقدير إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة على الدعم والمساندة لأبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة».

وقال إحدى السيدات: «أنا بشكر جمهورية مصر العربية، أنا مصرية وعايشة في غزة، وهذا هو المخيم بتاعنا، وبصراحة هما داعمينا كتير هنا وواقفين معانا، وبشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي لأن هو أكتر واحد بيدعمنا داخل وخارج مصر».

مقالات مشابهة

  • وزير الري يتابع حالة منشآت ومخرات السيول للاستعداد لموسم الأمطار
  • هبوط اضطراري لطائرة تزويد بالوقود أمريكية في الخليج
  • فلسطينيون يشكرون مصر والرئيس السيسي: «أكتر من يدعمنا داخل وخارج مصر»
  • "طوارئ مطروح" ترفع تراكمات مياه الأمطار من المناطق المتضررة من الطقس السيئ
  • "نيسان" تشطب 9 آلاف وظيفة بعد تراجع مبيعات سياراتها
  • فرق «طوارئ مطروح» تستجيب لنداءات الأهالي وتزيل تراكمات مياه الأمطار 
  • سقوط أمطار على مرسى مطروح.. وإعلان حالة الطوارئ
  • تصاعد الخلافات داخل الحوثيين بعد اتهامات بالتواطؤ لنهب الأراضي وتشريد العائلات
  • ” الكوني” يبحث مع وجهاء واعيان مدينة زوراة مستجدات الأوضاع في ليبيا
  • حالة طوارئ تنتشر ببريطانيا بعد ارتفاع مصابي أخطر سلالة من جدري القرود