شاهدة عيان من درنة لـعربي21: الأوضاع مأساوية وسكان المدينة بدأوا يهجرونها
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
أكدت شاهدة عيان من مدينة درنة لـ"عربي21"، أن الأوضاع في المدينة تزداد سوءا، خاصة مع بطء عمليات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض والخشية من انتشار الأوبئة بفعل تحلل الجثث، مشيرة إلى حالة من الفوضى تعيشها المدينة المنكوبة.
وقالت الصحفية صافينار المحجوب، إن المشهد في درنة "لا يوصف، ولا كلام يعبر عن حقيقة ما جرى"، فالوضع مأساوي إلى أبعد حد، والمدينة تعيش حالة من الذهول والصدمة من هول ما جرى، "إذ لا يوجد أحد في المدينة إلا ولديه شهيد أو جريح أو مفقود" بفعل الكارثة، مضيفة: "للأسف الشديد سكان مدينة درنة يهجرونها الآن، ولا أحد يريد البقاء فيها من هول الكارثة".
وحول أوضاع المشردين، قالت المحجوب إنه جرى تسكينهم في مدارس المدينة في ظروف صعبة، داعية إلى الإسراع في جلب البيوت الجاهزة لتجميع الأهالي من المشردين في ظروف لائقة، مشيرة إلى حالة من الفوضى في المدينة جراء الكارثة، ونقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، والطواقم الطبية.
كارثة جديدة
وحذرت من أن فوضى تجميع الناس في المدارس قد ينذر بكارثة إضافية جديدة، فهناك خشية من انتقال الأمراض والعدوى بينهم، خاصة وأن بعضهم جرى انتشاله من بين الأنقاض بعد أيام من الكارثة، وهؤلاء لم يتلقوا على الأرجح رعاية طبية خاصة بعيدا عن تجمعات المشردين من الأهالي.
وذكرت المحجوب في حديثها لـ"عربي21" إلى أن هناك حاجة ماسة لإخلاء المدينة من سكانها مؤقتا، إلى حين الانتهاء من عمليات الإغاثة وانتشال جثث الضحايا من بين الأنقاض، خاصة بعد تحلل الجثث والخوف من انتشار أوبئة قاتلة قد تتسبب في كارثة جديدة.
تورط مسؤولين
واتهمت المحجوب مسؤولين بالتورط فيما جرى، وقالت: "ما جرى ليست كارثة طبيعية، بل تخاذل من المسؤولين في صيانة سد درنة، بالرغم من أن خبراء أكدوا سابقا أن عدم صيانة سد درنة سيتسبب في كارثة، لكن المسؤولين في المدينة وغيرها تجاهلوا التحذيرات". وفق قولها.
وأدى تجمع كميات هائلة من الأمطار خلف سدين على مجرى وادي مدينة درنة الليبية، إلى ضغط هائل فاقت قدرتهما على التحمل، ما أدى إلى انهيارهما وإطلاق العنان لسيل هائل اجتاح المدينة التي يقع أكثر من نصفها في وجه المجرى الذي ينحدر من أعالي الجبل الأخضر.
وذكرت المحجوب أن "كارثة درنة أصبحت ورقة ضغط سياسي تعمل عليها الجهات المتصارعة في ليبيا، وأصبحت المدينة غنيمة حرب".
من جهته، أكد عميد بلدية درنة أحمد أمدورد أن الوضع في المدينة كارثي وأكثر من سيء، مؤكدا أن درنة ستصنف كمنطقة موبوءة في حال لم يتم إخراج جميع الجثث من تحت الأنقاض في أسرع وقت ممكن.
وأضاف أمدورد، في تصريح لـ"منصة فواصل"، أن هناك احتمالية إغلاق جزئي للمدينة نظرا لعدم وجود الفرق المتخصصة للتعامل مع الجثث المتحللة تحت الأنقاض وقلة الإمكانيات وانقطاع الطرق.
وأوضح العميد أن المناطق التي جرفها السيل كان فيها أكثر من 3 آلاف بناية، بعضها فيها 14 طابقا، وقد اختفت كل هذه البنايات بمن فيها من سكان من على وجه الأرض، ما قد يعطي مؤشرا على حجم الكارثة التي شهدتها المدينة الساحلية.
تسعة آلاف مفقود
وكشفت منظمة الصحة العالمية، السبت، أن أكثر من 9 آلاف شخص في مدينة درنة شرقي ليبيا لا يزالون في عداد المفقودين.
وتعمل فرق المنظمة مع وزارة الصحة الليبية للبحث عن المتوفين والمفقودين، وقد تم حتى السبت انتشال جثث 3958 شخصا والتعرف على هوياتهم وإصدار شهادات الوفاة لهم، حسب بيان للمنظمة.
وأضاف البيان أن "حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع مع انتشال فرق البحث والإنقاذ المزيد من جثث الضحايا".
وفي 10 أيلول/ سبتمبر اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفا أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، في 13 من الشهر نفسه.
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، قال إن البلاد "لا يمكنها" مواجهة تداعيات إعصار دانيال بمفردها.
وأضاف أن "حجم خسائر وأضرار الإعصار يفوق ما يمكننا تخيله، وأن هذه الأزمة لا يمكن لليبيا أن تواجهها بمفردها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي المرأة والأسرة حول العالم حول العالم درنة تحلل الجثث الكارثة المشردين كارثة درنة تحلل الجثث حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم تغطيات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة درنة فی المدینة أکثر من ما جرى
إقرأ أيضاً:
نجل الشيخ سلمان العودة يتحدث لـعربي21 عن وضع والده في السجن
قال الحقوقي والأكاديمي السعودي عبد الله العودة، إن السلطات السعودية لا تزال تعزل والده في زنزانة انفرادية منذ اعتقاله في أيلول/ سبتمبر 2017.
العودة وهو أمين عام "حزب التجمع الوطني" المعارض، كشف لـ"عربي21"، أن وضع والده الصحي سيء، ويكاد يفقد النظر في إحدى عينيه بالكامل.
وأوضح أن الاستمرار في عزل والده بزنزانة انفرادية هو بحد ذاته شكل من أشكال التعذيب، وفقا للقانون والأعراف الدولية.
ولفت إلى أنه رغم الوضع الظروف الصعبة للغاية التي يعيشها، إلا أن والده بحالة نفسية ومعنوية جيدة، ويمضي وقته في قراءة القرآن والصلاة.
وفيما يتعلق بمسار ملف والده أمام القضاء السعودي، أكد العودة أن المحاكمة معلقة منذ سنوات، ولم يصدر بحقه أي حكم.
وجاء حديث العودة في وقت يشهد فيه ملف المعتقلين بالسعودية انفراجة ملحوظة، بإطلاق سراح مجموعة من الدعاة والناشطين، بعد انتهاء محكومية بعضهم، وخفض محكومية آخرين بهدف إطلاق سراحهم.
محاكمة متوقفة
وعقدت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب سلسلة جلسات للشيخ العودة آخرها في العام 2021، إلا أن المحاكمة توقفت على نحو مفاجئ منذ نحو 4 سنوات ونصف.
وقبل توقف المحاكمة، كانت النيابة العامة طالبت بإعدام الشيخ العودة (القتل تعزيرا)، والشيخ عوض القرني، والداعية علي العمري، بتهمة متعلقة بالإرهاب.
ورغم أن القضاء السعودي أصدر أحكاما لاحقا بالإعدام ضد مجموعة من المعتقلين، على غرار عدد من معتقلي قبيلة الحويطات، وغيرهم، إلا أنه واصل تجميد ملف الشيخ العودة.
وشدد عبد الله العودة في تصريحات عديدة، أن جلسات محاكمة والدته كانت سرية بالكامل، ولا تحضرها أي منظمات دولية، ولا أطراف محايدة.
وفي جلسات محاكمته، قدمت النيابة العامة نحو ألفي تغريدة على "إكس" كان الشيخ العودة قد نشرها خلال السنوات الماضية، وأسندت له بناء على هذه التغريدات 37 تهمة، بينها مشاركته في إنشاء "منظمة النصرة للدفاع عن الرسول عليه السلام في الكويت"، وعضويته في مجلس الإفتاء الأوروبي، واتحاد علماء المسلمين.
استجابة للضغوط
فيما يتعلق بالإفراجات المتتالية عن المعتقلين في السعودية، والتي لم تشمل حتى الآن دعاة بارزين ممن اعتقلوا في حملة "سبتمبر 2017"، قال عبد الله العودة إنه ليس هناك تصور واضح، لكنه نوه إلى أن هذه الإفراجات جاءت "بعد سنوات طويلة من الضغط والعمل المكثف في هذا الملف، لدرجة أنه أصبح على رأس أولويات العمل الإعلامي الغربي والعربي".
وقال العودة لـ"عربي21" إن الملف الحقوقي في السعودية تحدث عنه المشرعون الدوليون، ومبعوثي الأمم المتحدة، وهو ما جعل من هذا الملف وتحديدا الاعتقالات التعسفية أمرا "مرهقا" بالنسبة للحكومة السعودية.
ولم يستبعد عبد الله العودة أن يكون ما جرى في سوريا من إسقاط لنظام بشار الأسد "المستبد" علاقة في الإفراجات المتتالية عن المعتقلين في السعودية، مضيفا "مشاهد انكسار قيود الأسر بفعل ثورة شعبية، هو سيناريو يخيف المستبدين".
وأضاف "محمد بن سلمان أراد أن يخفف من عملية الضغط، وأيضا اختار أن يبدو وكأن هذه الإفراجات ليست استجابة لضغط إعلامي أو شعبي، ولكن في كل الأحوال نحن غير معنيين بكيف تريد الحكومة أن تظهر هذه الإفراجات، ونرحب بها ونعتقد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح".
وتابع "نأمل أن تشمل حملة الإفراجات كافة معتقلي الرأي والضمير، وكافة المعتقلين تعسفيا في البلاد".
وتوقع العودة بالفعل أن تشمل هذه الإفراجات في المستقبل شخصيات متنوعة، لكن دون معرفة ما إن كان هناك توجه رسمي بالفعل لإغلاق هذا الملف بالكامل أم لا.
وتابع "أعتقد أن الطريقة الوحيدة لإغلاق ملف معتقلي المعتقلي الرأي بالكامل. هو وجود آليات وضمانات تكفل حرية الرأي والتعبير، وحرية الصحافة ،وحرية تشكيل الجمعيات، والحريات العامة".