مدير البرنامج: إجراء تسلسل «جينوم» لـ 30 ألف مواطن
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
كشف الدكتور سعيد إسماعيل مدير برنامج قطر جينوم التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن إجراء تسلسل الجينوم لـ 30 ألف مواطن و3 آلاف مقيم عربي، وذلك بهدف إنشاء أول جينوم مرجعي قطري شامل.
وقال إسماعيل، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: إن مصطلح «الجينوم» يستخدم لوصف مجموع الموروثات الموجودة في جسم الإنسان، حيث يمكن النظر إلى الجينوم على أنه «شيفرة» مفصلة جدا تقدم معلومات دقيقة عن الفرد، كمظهره والطريقة التي يعمل بها جسمه والطفرات الجينية التي يحملها وتجعله عرضة للإصابة بأمراض معينة، موضحا أن مصطلح «علم الجينوم» يعنى بدراسة مجمل الجينات التي تشكل الكائن الحي، ما يتيح التنبؤ بالأمراض وتشخيصها وعلاجها بشكل أدق وبصورة فردية.
وأضاف أنه عند استخدام الرعاية الصحية الدقيقة، تكمن الخطوة الأولى في تحديد التسلسل الجيني للفرد، وهو معرفة ترتيب ما يزيد عن 3 مليارات زوج قاعدي تشكل في مجموعها الجينوم البشري، حيث تعتبر الاختلافات في هذه الأزواج القاعدية أمرا حيويا في تفسير التباين بين الأفراد، مبينا أن المعلومات الجينومية تعد أحد أهم مكونات الرعاية الصحية الدقيقة، التي تدعم التحول من نهج الرعاية الصحية التقليدية إلى الرعاية الشخصية المخصصة.
وأكد أن دولة قطر تشهد تطبيق الرعاية الصحية الدقيقة على أرض الواقع، لا سيما في مجالي علم الصيدلة الجيني وطب الأورام المخصص لتشخيص السرطان وعلاجه ودراسته، سواء كان ذلك باستخدام تسلسل الجينوم لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان أو للكشف المبكر عنه، أو بهدف اختيار علاجات للسرطان تكون أكثر ملاءمة لفرد معين يتم تخصيصها وفقا لتركيبته الجينية، موضحا أنه يجري تطبيق الطب الدقيق في قطر للتوصل إلى تشخيص أكثر كفاءة للأمراض النادرة التي تنجم في الغالب عن الطفرات الجينية.
وأشار مدير برنامج قطر جينوم، في تصريحاته لـ «قنا»، إلى أنه يمكن لأي شخص بالغ (18 عاما على الأقل) سواء كان مواطنا أو مقيما يعيش في قطر منذ ما لا يقل عن 15 عاما، أن يجري تسلسل الجينوم الخاص به، من خلال المشاركة في الدراسة التي يجريها مركز «قطر بيوبنك» عضو مؤسسة قطر، وتعبئة النموذج الخاص بالمشاركة. ونوه إلى أن الخطوة الأولى في طريق تحقيق الاستفادة من الرعاية الصحية الدقيقة لأي شعب، تكمن في تحديد تسلسل الجينوم الخاص به، وهذا ما ركز عليه مركز»قطر بيوبنك» وبرنامج قطر جينوم خلال السنوات الثماني الماضية، حيث عملا بجهد، ليس نيابة عن دولة قطر فحسب، بل عن المنطقة والعالم العربي، لإضافة المعلومات التي تفتقر إليها قاعدة بيانات الجينوم العالمية.
وقال إسماعيل: «إننا الآن نعرف المكونات الرئيسية للجينوم المرجعي القطري، ولدينا فهم أفضل لعوامل الخطر الجينية الخاصة بالسكان القطريين والعرب، والتي تلعب دورا كبيرا في قدرتنا على تشخيص بعض الأمراض والتعامل معها في وقت مبكر».
وأوضح أن أكثر من 50 بالمائة من الأمراض النادرة تصيب الأطفال، 30 بالمائة منهم يفارقون الحياة قبل سن الخامسة بسبب نقص التشخيص وخيارات العلاج، فيما يعد الطب الجينومي عاملا أساسيا في الكشف عن أسباب الأمراض النادرة، ووصف العلاج المناسب لها في المستقبل.
ولفت إلى أن الرعاية الصحية الدقيقة تتجاوز المفهوم التقليدي للطب وعلاج ما يظهر من أمراض، حيث تكمن أهميتها في التنبؤ بما قد يظهر من أمراض وعلاجها والوقاية منها، مبينا أن الهدف الرئيسي للرعاية الصحية الدقيقة يتمثل في تعزيز الصحة والحفاظ عليها إلى أبعد حد ممكن.
وأشار إلى أن أغلب العلاجات الطبية وبروتوكولات الرعاية الصحية المعمول بها، صممت بطريقة تناسب عامة الناس دون التركيز على الاحتياجات الفردية لكل منهم، موضحا أن هذا النهج وإن كان ينفع البعض، إلا أنه ليس نافعا للجميع بشكل مطلق، حيث تؤثر في صحة الفرد عوامل كثيرة، منها المكان الذي يعيش فيه والجينات والتاريخ الطبي للعائلة وأنماط الحياة والبيئة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مؤسسة قطر تسلسل الجينوم إلى أن
إقرأ أيضاً:
مشروع الرعاية الصحية المتنقلة بـ “حلب وإدلب” يقدم خدماته لـ 46.184 فردًا
واصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ مشروع تشغيل منظومة الرعاية الصحية المتنقلة في المناطق المتضررة من الزلزال في محافظتي حلب وإدلب بالجمهورية السورية العربية خلال شهر ديسمبر2024م.
وجرى استقبال 46.184 مريضًا قدمت لهم 99.247 خدمة توزعت على الخدمات الصحية والصحة المجتمعية، وزيارة 25 قرية ومخيم في 18 منطقة من محافظتي حلب وإدلب، حيث بلغت نسبة الذكور 48 % ونسبة الإناث 52%، بينما شكلت نسبة النازحين 78 % والمقيمين 22%، كما استفاد 321 فرداً من ذوي الإعاقة المتوسطة والشديدة من الخدمات الصحية المقدمة.
ويأتي ذلك امتداداً لجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة؛ لمساعدة متضرري الزلزال والمحتاجين في سوريا والوقوف إلى جانبهم.