صداقات الأطفال.. ضرورة لتعزيز مهاراتهم الاجتماعية
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
يمكن أن تكون الصداقات من جميع الأنواع ضرورة اجتماعية، لأنها تساعد على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتنمية مهارات الاتصال لديه. ويجب على أولياء الأمور تشجيع أطفالهم على تكوين صداقات، لأن افتقار الطفل إلى الصداقة في المدرسة يجعله منطوياً بسهولة وغير قادر على التعامل مع الناس واكتساب مراحل جديدة في حياته التنموية.
غالباً ما يترافق دخول بعض أطفالنا إلى المدرسة مع عقبة تكوين صداقات، وبالأخص إذا كانت فئة منهم تتسم بالانطوائية وعدم القدرة على التكيف مع الوضع الجديد.
فما دور الأهل في إرشاد أبنائهم نحو عقد صداقات صحية سواء للأطفال الذين يدخلون المدارس للعام الأول أو للطلبة الذين لا يعرفون كيفية إدارة علاقاتهم؟ وكيف نعزز مفهوم الصداقة لدى أبنائنا ونرسخ لديهم أهمية هذا البعد؟
أسس عقد الصداقات
يقول الخبراء إن الصداقة محور مهم جداً للأطفال في المدرسة «هناك أطفال اجتماعيون ذوو شخصيات واثقة يستطيعون بناء صداقات بسرعة، في حين بعض الأطفال انطوائيون وآخرون يتسمون بقوة الشخصية ولكن صداقاتهم محدودة».
يركز المختصون والخبراء على تزويد الطفل بمهارات تكوين الصداقة، وكيفية انتقاء الصديق والأسس المشتركة بين الطرفين، بالإضافة إلى آليات بدء الحوار مع الصديق، وكيفية تعامله في حال نشوء خلاف وكيفية حله، كما أنه يجب أن نوضح للطفل مجالات مساعدة أصدقائه.
في هذا السياق، يجب أن يتنبه الأهل لضرورة اكتساب الطفل لمهارة عقد صداقات قبل خوض مجال المدرسة، عبر آليات عملية على رأسها:
- سرد قصص من قبل الأهل للفئة العمرية ما بين 3 إلى 5 سنوات: هذه الآلية توجه الطفل نحو مفهوم الصداقة، ولماذا يجب أن يكون لدينا أصدقاء، أهمية الصديق وكيف أكون صديقاً جيداً وكيف يكون الشخص صديقاً سيئاً. الحوار: وسيلة فعالة في عمر (ما بين 7-11) للإطلالة على صداقات أطفالنا وترسيخ القيم والنقاش حول تأثير الصديق السيئ على حياتنا، وكيفية اكتساب أصدقاء جيدين، إذ يمكن فتح باب النقاش من منطلق القيم والمبادئ الدينية استناداً إلى أحاديث نبوية عن الصداقة (المرء على دين خليله)».
في مرحلة المراهقة: نترك لهم حرية اختيار أصدقائهم مع تزويدهم بالثقة والمسؤولية، بحيث نتابعهم من بعيد ولكن بحرص شديد، مع إشعارهم بقدرتهم على اتخاذ القرار وقيادة مسار حياتهم.
صداقات صحية
يلعب الأهل دوراً أساسياً في إرشاد الأبناء لتكوين صداقات صحية سليمة، وتقع على عاتقهم عدة مسؤوليات، أولاها ضرورة أن ينشأ الطفل في بيئة اجتماعية أسرية سوية على أسس تربوية سليمة بعيداً عن التدليل الزائد أو الحماية الزائدة أو تعنيف أسري أو حرمان بيئي، وتنشئته على أسس ومبادئ سليمة تحفزه على اختيار الصديق الذي يشبهه. كما يجب على الأهل تسجيل الطفل، بعد عمر السنتين، في حضانة ليكتسب خبرات الصداقات والتفاعل مع الأطفال في نفس المرحلة العمرية، فيشعر بقوة الشخصية والاستقلال النفسي عن الأم ويكون أفضل مهارياً وتفاعلياً واجتماعياً.
وتعد الأسرة النافذة الأولى التي ينظر منها الطفل نحو العالم الخارجي ويحكم منها على هذا العالم. فإما تشوه الأسرة هذا البعد أو تدعمه فيكون إنساناً سوياً ويستطيع إقامة صداقات مع أقرانه وتوظيف التفاعلات الاجتماعية الإيجابية في علاقاته. كما أنه يجب توفير مساحة أمان بين الأم أو الأب وطفلهما عبر إقامة حوار وتعزيز ملامح الصداقة بين الطرفين، ما يرشده إلى اختيار موفق لأصدقائه على أسس أخلاقية ودينية سليمة. تعد الأم هي المصدر الأساسي للطفل في كل ما يمكن أن يتعلمه مستقبلاً من مهارات وآليات تعامل مع واقعه الجديد، وتماسها مع طفلها يساهم في تنشئة طفل سوي قادر على تكوين الصداقات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مهارات الاتصال
إقرأ أيضاً:
بلاغ غرق يحرك أجهزة بورسعيد.. والمفاجأة: الطفل كان بيلعب استغماية!
في واقعة مثيرة شهدتها مدينة بورفؤاد بمحافظة بورسعيد، تحولت مشاعر القلق والرعب إلى دهشة وضحك، بعدما استجابت الأجهزة الأمنية بسرعة لبلاغ يفيد بسقوط طفل في ترعة الملاحة، قبل أن تكتشف أن الأمر كله مجرد لعبة "استغماية" بريئة بين مجموعة أطفال!
البداية جاءت عندما تلقى قسم شرطة بورفؤاد ثاني بلاغًا من حارس عقار وزوجته يفيدان بسقوط طفلهما، البالغ من العمر 8 سنوات، في مياه ترعة الملاحة أثناء لهوه مع أصدقائه. وعلى الفور تحركت فرق الإنقاذ والطوارئ، بقيادة قوات الحماية المدنية ومباحث القسم، بالتنسيق مع غرفة عمليات مجلس مدينة بورفؤاد، برئاسة الدكتور إسلام بهنساوي، بالإضافة إلى فرق المطافئ والإسعاف، وتم استدعاء فرق الضفادع البشرية لتمشيط مياه الترعة بحثًا عن الطفل المفقود.
ساعات من البحث المكثف وأعمال التمشيط المتواصلة خلف مسجد السيدة خديجة، لكنها لم تسفر عن العثور على الطفل. ومع استمرار حالة الاستنفار الأمني والقلق الذي خيم على الأهالي، جاءت المفاجأة الكبرى: عُثر على الطفل في شارع محمد علي، بعيدًا عن منطقة الترعة، يلعب بمرح وكأنه لا يدري عن حالة الطوارئ التي تسبب بها.
وبمواجهته، كشف الطفل بسذاجة أن ما حدث كان جزءًا من لعبة "الاستغماية" مع أصدقائه، حيث اتفقوا على أن يختبئ هو ويذهب باقي الأطفال إلى أسرته ليخبروهم بأنه سقط في الترعة، مما دفع أسرته لإبلاغ الأجهزة الأمنية، التي بدورها تعاملت مع البلاغ بكل جدية.
انتهت الواقعة دون أذى، لكنها خلفت وراءها دروسًا في أهمية رقابة الأطفال والتأكد من صحة المعلومات قبل تصعيدها، خاصة أن الأمر استنفر جهودًا أمنية وإنقاذية ضخمة.