يمكن أن تكون الصداقات من جميع الأنواع ضرورة اجتماعية، لأنها تساعد على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتنمية مهارات الاتصال لديه. ويجب على أولياء الأمور تشجيع أطفالهم على تكوين صداقات، لأن افتقار الطفل إلى الصداقة في المدرسة يجعله منطوياً بسهولة وغير قادر على التعامل مع الناس واكتساب مراحل جديدة في حياته التنموية.


غالباً ما يترافق دخول بعض أطفالنا إلى المدرسة مع عقبة تكوين صداقات، وبالأخص إذا كانت فئة منهم تتسم بالانطوائية وعدم القدرة على التكيف مع الوضع الجديد.
فما دور الأهل في إرشاد أبنائهم نحو عقد صداقات صحية سواء للأطفال الذين يدخلون المدارس للعام الأول أو للطلبة الذين لا يعرفون كيفية إدارة علاقاتهم؟ وكيف نعزز مفهوم الصداقة لدى أبنائنا ونرسخ لديهم أهمية هذا البعد؟
أسس عقد الصداقات
يقول الخبراء إن الصداقة محور مهم جداً للأطفال في المدرسة «هناك أطفال اجتماعيون ذوو شخصيات واثقة يستطيعون بناء صداقات بسرعة، في حين بعض الأطفال انطوائيون وآخرون يتسمون بقوة الشخصية ولكن صداقاتهم محدودة».
يركز المختصون والخبراء على تزويد الطفل بمهارات تكوين الصداقة، وكيفية انتقاء الصديق والأسس المشتركة بين الطرفين، بالإضافة إلى آليات بدء الحوار مع الصديق، وكيفية تعامله في حال نشوء خلاف وكيفية حله، كما أنه يجب أن نوضح للطفل مجالات مساعدة أصدقائه.
في هذا السياق، يجب أن يتنبه الأهل لضرورة اكتساب الطفل لمهارة عقد صداقات قبل خوض مجال المدرسة، عبر آليات عملية على رأسها:
- سرد قصص من قبل الأهل للفئة العمرية ما بين 3 إلى 5 سنوات: هذه الآلية توجه الطفل نحو مفهوم الصداقة، ولماذا يجب أن يكون لدينا أصدقاء، أهمية الصديق وكيف أكون صديقاً جيداً وكيف يكون الشخص صديقاً سيئاً. الحوار: وسيلة فعالة في عمر (ما بين 7-11) للإطلالة على صداقات أطفالنا وترسيخ القيم والنقاش حول تأثير الصديق السيئ على حياتنا، وكيفية اكتساب أصدقاء جيدين، إذ يمكن فتح باب النقاش من منطلق القيم والمبادئ الدينية استناداً إلى أحاديث نبوية عن الصداقة (المرء على دين خليله)».
في مرحلة المراهقة: نترك لهم حرية اختيار أصدقائهم مع تزويدهم بالثقة والمسؤولية، بحيث نتابعهم من بعيد ولكن بحرص شديد، مع إشعارهم بقدرتهم على اتخاذ القرار وقيادة مسار حياتهم.
صداقات صحية 
يلعب الأهل دوراً أساسياً في إرشاد الأبناء لتكوين صداقات صحية سليمة، وتقع على عاتقهم عدة مسؤوليات، أولاها ضرورة أن ينشأ الطفل في بيئة اجتماعية أسرية سوية على أسس تربوية سليمة بعيداً عن التدليل الزائد أو الحماية الزائدة أو تعنيف أسري أو حرمان بيئي، وتنشئته على أسس ومبادئ سليمة تحفزه على اختيار الصديق الذي يشبهه. كما يجب على الأهل تسجيل الطفل، بعد عمر السنتين، في حضانة ليكتسب خبرات الصداقات والتفاعل مع الأطفال في نفس المرحلة العمرية، فيشعر بقوة الشخصية والاستقلال النفسي عن الأم ويكون أفضل مهارياً وتفاعلياً واجتماعياً.
وتعد الأسرة النافذة الأولى التي ينظر منها الطفل نحو العالم الخارجي ويحكم منها على هذا العالم. فإما تشوه الأسرة هذا البعد أو تدعمه فيكون إنساناً سوياً ويستطيع إقامة صداقات مع أقرانه وتوظيف التفاعلات الاجتماعية الإيجابية في علاقاته. كما أنه يجب توفير مساحة أمان بين الأم أو الأب وطفلهما عبر إقامة حوار وتعزيز ملامح الصداقة بين الطرفين، ما يرشده إلى اختيار موفق لأصدقائه على أسس أخلاقية ودينية سليمة. تعد الأم هي المصدر الأساسي للطفل في كل ما يمكن أن يتعلمه مستقبلاً من مهارات وآليات تعامل مع واقعه الجديد، وتماسها مع طفلها يساهم في تنشئة طفل سوي قادر على تكوين الصداقات.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مهارات الاتصال

إقرأ أيضاً:

“مبادرة واعد” تجذب الأطفال وأسرهم في مهرجان جامعة الحدود الشمالية الصيفي

 

شهدت “مبادرة واعد” تفاعلًا واسعًا من الأطفال وأسرهم ضمن فعاليات مهرجان جامعة الحدود الشمالية الصيفي، الذي تنظمه عمادة شؤون الطلاب بالتعاون مع جمعية براعم لتنمية الطفل “براعم”، وذلك في المركز الثقافي بالجامعة بمدينة عرعر.

وتهدف المبادرة إلى تنمية مهارات الأطفال وتطوير قدراتهم ضمن بيئة تعليمية وترفيهية آمنة ومحفزة، حيث تستهدف الفئة العمرية من 7 إلى 12 عامًا، من خلال برنامج مصمم بعناية ليتوافق مع خصائص هذه المرحلة العمرية، ويجمع بين التعليم والتربية والترفيه.

أخبار قد تهمك جامعة الحدود الشمالية تنشر أكثر من 6000 ورقة علمية ضمن شبكة العلوم لعام 2025 18 يونيو 2025 - 3:30 مساءً أمير الحدود الشمالية يترأس اجتماع لجنة إعداد الإستراتيجية الجديدة لجامعة الحدود الشمالية 12 مايو 2025 - 7:08 مساءً

ويستمر البرنامج على مدى شهر كامل، متضمّنًا سلسلة من الورش التفاعلية والأنشطة المهارية التي تركز على تنمية المهارات الحياتية والاجتماعية والإبداعية، كمهارات التواصل، والعمل الجماعي، وصناعة الأفكار، والحلول المبتكرة، إلى جانب أنشطة فنية ورياضية وألعاب تعليمية هادفة تسهم في صقل شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه.
وأكدت جمعية براعم لتنمية الطفل أن المبادرة تنفَّذ بمشاركة نخبة من المختصين في مجالات التربية وتنمية الطفولة، باستخدام أساليب تعليمية حديثة تُحقق التكامل بين المتعة والفائدة، وتسهم في دعم النمو النفسي والعقلي والاجتماعي للأطفال المشاركين.

وتُعد “واعد” من المبادرات المجتمعية النوعية التي تنفذها الجامعة ضمن مهرجانها الصيفي، تحت شعار “صيف واعد.. وبرامج تُلهم المجتمع”، بما يعكس التزام الجامعة بتفعيل دورها التنموي في خدمة المجتمع، وتعزيز جودة الحياة، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجالات الطفولة والتعليم غير النظامي وتمكين الجيل الناشئ.

يذكر أن المهرجان يشهد إقبالًا متزايدًا من مختلف شرائح المجتمع، في ظل تنوع برامجه وتكاملها، بما يلبي اهتمامات الأسرة والطفل، ويُعزّز من مفهوم الترفيه الهادف خلال العطلة الصيفية.

مقالات مشابهة

  • «صحتي في غذائي» و«احلم بمهنتك».. مبادرات لـ الأطفال بجناح الأزهر بـ معرض الكتاب
  • “مبادرة واعد” تجذب الأطفال وأسرهم في مهرجان جامعة الحدود الشمالية الصيفي
  • الأمم المتحدة: ضرورة إيصال المساعدات بشكل آمن إلى السودان
  • التبول اللا إرادي واضطرابات الأكل والكوابيس الأبرز.. سلوكيات تنذر بتعرض طفلك للتحرش
  • استشارية:الحوار الأسري الدافئ والاحتواء العاطفي خط الدفاع الأول لحماية الطفل
  • الصناعة وأهميتها في الاقتصاد في نقاشات ثقافة الفيوم مع استمرار برنامج النشاط الصيفي
  • استشارية صحة نفسية: البيدوفيليا مرض عصبي سلوكي يستهدف براءة الأطفال
  • رئيس جامعة أسيوط يفتتح المرحلة المجمعة السادسة والثامنة من فعاليات جامعة الطفل
  • التأمين الإجباري عن المرض يدخل مرحلة مفصلية لتعزيز نظام الحماية الاجتماعية
  • رئيس جامعة أسيوط يفتتح المرحلة المجمعة من فعاليات جامعة الطفل