تتويج الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى.. قطار «الهاكاثون» يصل محطته الأخيرة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
اختتمت مساء أمس الأول فعاليات هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد «البرمجة من أجل النزاهة»، الذي نظمته هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وشركة مايكروسوفت قطر، بمشاركة 117 مبرمجا من 17 دولة.
وكُرّم خلال الحفل الختامي الذي أقيم في فندق الشيراتون، الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى وهم: فريق «مفككون الكود» من لبنان، وحصل على جائزة مالية قدرها (150000) مائة وخمسون ألف ريال قطري، وفريق «الغربان» من المغرب الذي نال المرتبة الثانية، وحصل على جائزة مالية قدرها (100000) مائة ألف ريال قطري، وفريق «هامة طويق» من السعودية الذي حصد المركز الثالث، وحصل على جائزة مالية قدرها (50000) خمسون ألف ريال قطري.
وذلك فضلا عن تكريم العديد من الفرق التي فازت بالمسابقات المساندة على هامش الفعالية، وقد حصل جميع المشاركين على شهادات المشاركة «Knowledge Token» بقيمة «350» دولارا أمريكيا لاستخدامها في الأغراض التعليمية والأنشطة والمؤتمرات العلمية.
وكانت هناك جوائز للفريق الأفضل فنيًّا، وحصل فريق Corruption Combat Coders على جائزة التعاون من مؤسسة المعرفة والتي سوف تساعدهم على تطوير مشروعهم، الفريق الأكثر ابتكارًا، حيث حصل فريق Heartizm على جائزة التعاون من مؤسسة المعرفة والتي سوف تساعدهم على تطوير مشروعهم، أما الجوائز الخاصة المقدمة من مؤسسة المعرفة فقد حصل عليها الفريقان: فريق Start Up، وفريق Palestinian Elites وسوف تساعدهم على تطوير مشروعهم.
تطوير حلول إبداعية
لتعزيز النزاهة والشفافية
وبهذه المناسبة، أوضح سعادة السيد حمد بن ناصر المسند رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، أن هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد يعد بمثابة مبادرة عامة في إطار جهود دولة قطر لدعم مساعي المجتمع العربي الدولي لإيجاد حلول ابتكارية لمكافحة الفساد باستخدام التكنولوجيا الحديثة ودعم دور الشباب، مشددًا على ضرورة تسخير التكنولوجيا وتعزيزها بمكافحة الفساد.
وأشار المسند خلال كلمته، إلى أن المبرمجين الشباب المشاركين بالهاكاثون قد تنافسوا على تطوير حلول إبداعية تهدف لتعزيز النزاهة والشفافية، وطرحوا أفكارًا ومبادرات جديرة بالاحترام والرعاية، معربًا عن فخره بجميع الشباب المشاركين بالفعالية الذين يمثلون بلدانهم بحرفية ومسؤولية عالية.
ونوه إلى أن الفساد «آفة خطيرة» لا يكاد يخلو منها أي مجتمع وفي حال تركت دون وقاية أو مكافحة ستعصف بمقدرات الشعوب ومستقبلها، وتكون أكثر تأثيرا على الفئات الضعيفة وتسهم بحرمان الأجيال من حقوقهم في الصحة والتعليم وغيرهما.
وشدد على أهمية تضافر الجهود الوطنية والدولية لمواجهة ومجابهة هذه الآفة الخطيرة والاستجابة لتحدياتها المتجددة التي تفرضها العولمة والتكنولوجيا الحديثة التي يسرت بأكثر من أي وقت مضى لإخفاء الفساد.
وفي ذات السياق، أكد المسند أن دولة قطر لم تدخر جهدًا في أي وقت مضى، لتعزيز الأطر القانونية والمؤسسية للنزاهة ومكافحة الفساد وتطويرها باستمرار وفق أفضل المعايير والتجارب العالمية بما يتسق مع الثقافة والقيم الراسخة في المجتمع القطري الرافض لكل صور الفساد، لتكون قطر تجربة يحتذى بها، تتبوأ باستحقاق المؤشرات الدولية ذات الصلة.
وأضاف أن دولة قطر أولت أهمية كبيرة للمساهمة بدعم الجهود الدولية للوقاية من الفساد ومكافحته وتعزيز تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وخاصة في ضوء الإمكانيات والخبرات المتراكمة التي تتمتع بها، مشيرا إلى المساهمات والمبادرات التي أطلقتها الدولة في هذا المجال منها: (جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد) التي تمنح سنويا للبارزين في مكافحة الفساد عالميا بما في ذلك فئة الشباب.
وفي ختام حديثه، أعرب سعادة السيد حمد بن ناصر المسند رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، عن شكره لجميع الجهود المبذولة للخروج بهذه النتائج المميزة ممثلة بموظفي هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وشركة مايكروسوفت قطر لخروج هذا الحدث بهذه الاحترافية العالية، مشيدا بالشراكة الإستراتيجية بين دولة قطر ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بالعديد من المجالات على المستوى المحلي والدولي.
تمكين المجتمع والشباب
وتحفيز الابتكار لمواجهة الفساد
بدوره، قال الدكتور حاتم فؤاد علي، الممثل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، إن هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد «البرمجة من أجل النزاهة» استضاف الشباب من 17 دولة للعمل على تمكينهم ومنحهم الفرصة ليصيغوا الأفكار لوضع البرمجيات لمواجهة هذه التحديات التي تعد عملية مكافحتها بمثابة مسؤولية على الجميع.
وثمن الشراكة الإستراتيجية بين دولة قطر ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة التي تركت إنجازات كثيرة امتدت بدعم ومساعدة كافة دول المنطقة منذ عام 2015 عندما استضافت الدوحة مؤتمر الأمم المتحدة الـ13 لمنع الجريمة والعدالة الجنائية، ووضعت توصياتها الملزمة لدعم الدول لمواجهة هذه التحديات، من خلال إعلان الدوحة الذي ضم أهم التوصيات الممثلة بتمكين المجتمع والشباب وتحفيز الابتكار لمواجهة الفساد لدعم ركائز النزاهة والشفافية.
تطوير الجهود والاستفادة
من الأفكار التي قدمها الشباب
وفي ذات الإطار، قالت السيدة لانا خلف المدير العام لشركة «مايكروسوفت - قطر»، إن الشراكة مع الشباب العربي لمكافحة الفساد جاءت لمساندة الشباب ودعمهم على أفكارهم المميزة باستخدام أحدث التقنيات لابتكار حلول للمشكلات والتحديات المتعلقة بالفساد، آملة أن تكون هذه الفعالية هي البداية الأساسية لتطوير الجهود والاستفادة من الأفكار التي قدموها لمعالجة هذه المشاكل.
وأوضحت خلف أن العالم يشهد اليوم ثورة تكنولوجية جديدة بالذكاء الاصطناعي توازي سابقتها المرتبطة بإطلاق أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية والإنترنت والسحابة الإلكترونية، متوقعة أن ينقل الذكاء الاصطناعي عالمنا إلى حقبة تطويرية جديدة لم يسبق لها مثيل، مما يستدعي تطوير أحدث الابتكارات بالذكاء الاصطناعي لكافة الأفراد حول العالم لتقديم حلول جديدة.
وكانت عملية التسجيل في مسابقة البرمجة من أجل النزاهة «هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد»، قد شهدت إقبالا كبيرا منذ اليوم الأول، حيث بلغ إجمالي المشاركين 1299 مشاركا، يمثلون 17 دولة عربية بعد عملية التسجيل، ولكن مع انتهاء مرحلة التأكيد النهائية وتشكيل الفريق تم اختيار 117 مشاركا، من بينهم 60 شابة، تم توزيعهم في 25 فريق «هاكاثون».
وتجدر الإشارة إلى أن هناك 15 مشاركًا من دولة قطر، وهو رقم يظهر بوضوح اهتمام الشباب القطري بالتعرف على آلية مكافحة الفساد واستخدام مهاراتهم في برمجة الكمبيوتر لدعم تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بشكل استباقي، حيث يطلب من المشاركين في «الهاكاثون» تطوير فكرة أو حل قائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يعالج أحد التحديات المتعلقة بمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في المنطقة العربية.
استثمار طاقات
وإمكانيات الشباب للابتكار
وتهدف مبادرة هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد إلى استثمار طاقات وإمكانيات الشباب للابتكار وتطوير حلول تكنولوجية للرد على المشاكل المتصلة بالفساد التي تؤثر سلبا على مجتمعاتهم المحلية، كونها تجمع بين الابتكار الرقمي وتشجيع المشاريع الاجتماعية، توفر مبادرة البرمجة من أجل النزاهة «هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد» فرصة للشباب العربي من عمر 18 إلى 30 سنة لتوسيع معرفتهم بالمواضيع المتعلقة بالفساد وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية والقيادية والتقنية.
وانقسمت فعالية «الهاكاثون» على مرحلتين، كانت المرحلة الأولى بانطلاق المعسكر التدريبي عبر الإنترنت لمدة خمسة أيام خلال الفترة من 27 – 31 أغسطس الماضي، حيث تم تزويد المشاركين ببعض التدريبات ذات الصلة، التي تغطي كلا من الخبرة الفنية والخبرة في مجال مكافحة الفساد، كما قدمت كل من هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) وعدد من الشركاء المحليين والعالميين تدريبات مخصصة، تهدف إلى إعداد المشاركين في هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد.
أما المرحلة الثانية، فهي انطلاق مسابقة البرمجة من أجل النزاهة «هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد»، التي استضافتها قطر خلال الفترة من 10 - 14 سبتمبر الجاري، إذ تتيح هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، وشركة مايكروسوفت قطر، الفرصة للفرق الفائزة لمواصلة تطوير الحل التكنولوجي المقترح بدعم من شركاء هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد، الذين يسعون إلى تعزيز استخدام حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضمن جهودهم لمكافحة الفساد.
وقدمت مايكروسوفت قطر دعما مباشرا لما يقرب من 150 مبرمجا شابا من البلدان المشاركة، لاسيما في مجالي الإرشاد والابتكار التكنولوجي، وتشجيع الشباب للمشاركة في جهود مكافحة الفساد، بالإضافة إلى زيادة فرص توظيف الشباب وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا.
وقام المشاركون الشباب، الذين يعملون في فرق الترميز، بتطوير حلول تكنولوجية ذات صلة بأحد التحديات الستة لمبادرة «هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد» التي ضمت الشفافية في المشتريات العامة وتعزيز نزاهة عمليات المشتريات العامة.. بالإضافة إلى تعزيز وحماية المبلغين عن المخالفات، من خلال ابتكار الإبلاغ عن الفساد وحماية المبلغين عن المخالفات، وكذلك حماية الرياضة من الفساد، باستخدام التكنولوجيا للكشف عن التلاعب بنتائج المباريات داخل الملعب وخارجه، وأيضا الإبلاغ عن الفساد المرتبط بإدارة المياه، عبر حماية مورد قيم من الفساد، إلى جانب تعزيز قدرة القطاع الخاص على مواجهة الفساد، من خلال نهج يراعي الفوارق بين الجنسين، وابتكار التعليم، لضمان دعم رقمنة الأنظمة التعليمية لقيم النزاهة والشفافية.
وضع حلول مستدامة قائمة
على تكنولوجيا المعلومات
وتعد مبادرة «البرمجة من أجل النزاهة» «هاكاثون الشباب العربي لمكافحة الفساد» التي أقيمت فعالياتها على هامش الذكرى العشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNCAC) في قطر من أهم عناصر المبادرة العالمية للتعليم وتمكين الشباب في مجال مكافحة الفساد (GRACE) التي أطلقها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بدعم من دولة قطر، حيث تهدف إلى الاستفادة من طاقات الشباب وإمكاناتهم الابتكارية في وضع حلول مستدامة قائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمكافحة الفساد، بالإضافة إلى زيادة فرص توظيف الشباب وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا.
وقام فريق مايكروسوفت قطر بتصميم برنامج الهاكاثون ومجالات التحديات والسياقات المختلفة، بالإضافة إلى ذلك تقدم الشركة فرصة نادرة للفرق الثلاثة الفائزة للانضمام إلى برنامج تطوير الأعمال Microsoft Start Up Garage للاستفادة من إرشاد كبار خبراء صناعة التكنولوجيا في العالم لتطوير حلولهم.
وتأتي مشاركة مايكروسوفت في الهاكاثون لتوفير أحدث التكنولوجيا وحلول الذكاء الاصطناعي، لتمكين المطورين والمؤسسات من تطوير واستخدام والاستفادة من قدرات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي في حل العديد من التحديات الأكثر إلحاحا في عالمنا، وكانت تسعى مايكروسوفت من خلال هذا الهاكاثون إلى تعريف المشاركين بريادة الأعمال وتشجيعهم على تأسيس مشاريعهم الخاصة لتعزيز الابتكار من قطر إلى العالم.
وتعتبر دولة قطر من أولى دول العالم التي استضافت مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، حيث استضافت الدوحة الدورة الثالثة للمؤتمر عام 2009، وخلال تلك الدورة تم تبني آلية الاستعراض الأممية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي ما زالت تلعب الدور الأكبر في تعزيز تنفيذ الاتفاقية وتبادل الخبرات الدولية ذات الصلة.
وكانت دولة قطر وما زالت، دولة سباقة في وضع وتحديث الأطر القانونية للوقاية من الفساد ومكافحته، والتي كان أحدثها اعتماد الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية 2019-2022، ومشروعات قوانين في مجالات الشفافية وتضارب المصالح وتجريم الرشوة الدولية تم إعدادها وفقا لأفضل المعايير والخبرات الدولية، مما جعل الدولة تتبوأ مراتب مرتفعة على المؤشرات الدولية المعنية بمكافحة الفساد.
وتشير المعطيات إلى أن مكافحة الفساد ليست مهمة سهلة، إنها بالتأكيد معركة لا يمكن خوضها بمفردها، كما أن مكافحة الفساد ليست في الواقع مسؤولية الحكومات ووكالات إنفاذ القانون وحدها، ويجب أن تسعى الاستجابات المؤسسية التقليدية للفساد إلى تعزيزها واستكمالها بنهج يشمل المجتمع بأسره ينظر إلى التعليم والشباب باعتبارهما المفتاح لإطلاق العنان للتأثير والاستدامة في نهاية المطاف.
مشروع إبداعي يركز على الشباب ويعتمد على التعليم والابتكار
وتعرف سلسلة هاكاثون الشباب لمكافحة الفساد بأنها مشروع إبداعي يركز على الشباب ويعتمد على التعليم والابتكار الرقمي وريادة الأعمال الاجتماعية، باعتبار أن مبادرة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الرائدة التي تهدف إلى الاستفادة من المهارات والمواقف المتنوعة والمبتكرة للشباب لتعزيز تدابير مكافحة الفساد باستخدام التكنولوجيا.
واجتمع المبرمجون الشباب من الجزائر والبحرين ومصر والكويت والعراق والأردن ولبنان وليبيا وعمان وقطر والمغرب وفلسطين والمملكة العربية السعودية والسودان وتونس واليمن والإمارات العربية المتحدة في العاصمة القطرية الدوحة للتعلم وتطوير مهارات جديدة وعلاقات هادفة واستخدام شغفهم بالتكنولوجيا لبناء حلول مبتكرة للقضايا المتعلقة بالفساد.
وفي هذا السياق أعرب المكتب الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ROMENA)، عن تقديره لالتزام دولة قطر بالشراكة طويلة الأمد، في هذه الأنشطة التعليمية منذ وقت مبكر، على أساس إعلان الدوحة بشأن دمج منع الجريمة والعدالة الجنائية في عام 2015، وقد حرصت هيئة الرقابة الإدارية والشفافية على استضافة وتمويل هذا الهاكاثون المهم، الذي يجمع – لأول مرة – أكثر من 100 شاب وشابة من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
ويعد منع الفساد ومكافحته أحد أخطر التحديات في عصرنا، حيث يتم استهلاك موارد ضخمة يوميا وعالميا مما يجب أن تخدمه، وهي التنمية والتعليم والصحة والبنية التحتية وأكثر من ذلك بكثير من أجل المستقبل المستدام ورفاهية الأجيال الحالية والمستقبلية، لذلك تمثل التقنيات الرقمية فرصة غير مسبوقة لرواد الأعمال الشباب لحل القضايا الاجتماعية المنهجية بشكل مبتكر وفعال، باعتبار أن التقنيات الرقمية تقدمت بسرعة أكبر من أي ابتكار في تاريخنا وأظهرت إمكانات هائلة لتلبية الاحتياجات والتحديات المجتمعية في جميع البلدان بغض النظر عن دخل مستوى التنمية؛ ودفع الابتكار والإنتاجية والمنافسة، وتعزيز خلق فرص العمل، وإنشاء حكومات أكثر انفتاحا وشفافية وابتكارا وتشاركية وموثوقية.
خلق ثقافة رفض الفساد
بين الأطفال والشباب
وكجزء من التزام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تجاه الشباب، تم إطلاق مبادرة الموارد العالمية للتثقيف في مجال مكافحة الفساد وتمكين الشباب (GRACE) في عام 2021، والتي تهدف إلى خلق ثقافة رفض الفساد بين الأطفال والشباب من خلال تسخير القوة التحويلية للتعليم والشراكات، كما يعزز دور الشباب كعوامل للتغيير في خلق بيئة من عدم التسامح مع الفساد على جميع مستويات المجتمع من خلال تسهيل مشاركة الشباب وتمكينهم بشكل هادف.
ومنذ إطلاق المبادرة انخرط مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في العمل مع مختلف البلدان في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بما في ذلك مصر وليبيا والمغرب وفلسطين للنهوض بتعليم مكافحة الفساد في المناهج والمدارس والجامعات، بناءً على الجهود الجارية في مختلف البلدان، حيث ركز المكتب في عمله على تطوير المحتوى ليشمل مكافحة الفساد في المناهج الدراسية، بطرق مختلفة ومع شهادة مؤهلة أو ائتمان جامعي اعتمادا على النموذج الذي يستخدمه كل بلد.
ويوفر منهج مكافحة الفساد أشكالًا/ممارسات للفساد، ولماذا نحتاج إلى الاهتمام بمكافحته، وكذلك العلاقة مع الحوكمة، بما في ذلك الروابط مع القطاع الخاص. بالإضافة إلى ذلك، يعمل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مع المؤسسات التعليمية على طرق وأشكال المنصات والشبكات التي تجلب الطلاب وتمكنهم ليصبحوا سفراء أو قادة النزاهة، داخل وخارج بلدهم ويضطلعون بدور نشط كعوامل للتغيير التحويلي في المجتمعات ونحو مكافحة الفساد، كما يعتمد مشروع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة Youth4Impact في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا على التغيير التحويلي الذي يمكن أن يحدثه العمل مع الشباب في منع المخدرات والجريمة والعنف والفساد، حيث يتم العمل في هذا البرنامج مع الشباب أنفسهم وأسرهم والمهنيين وواضعي السياسات من المؤسسات ذات الصلة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر هاكاثون الشباب العربي مكافحة الفساد
إقرأ أيضاً:
أسيوط.. التوسع فى تدريب الشباب لتأهيلهم لسوق العمل لمكافحة الهجرة غير الشرعية
أكد الدكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، على الدور الرائد والحيوي لوزارة الخارجية واللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، في تنفيذ الحملات والبرامج التوعوية بمختلف أنحاء الجمهورية للتعريف بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار محافظ أسيوط إلى أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية من الملفات التى تهتم بها القيادة السياسية حيث أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية أول استراتيجية وطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى مبادرة "مراكب النجاة" كمبادرة قومية لبناء الوعي وربط أهدافها بأهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز القرى المنتجة ودعم أصحاب الحرف وتأهيل الشباب لفرص العمل المتاحة بسوق العمل الداخلي والخارجي.
جاء ذلك خلال استقبال الدكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، بمكتبه بديوان عام المحافظة، السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية للهجرة وشئون المصريين بالخارج، والسفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، والوفد المرافق لهما، في إطار سلسة من الزيارات الميدانية بالمحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية وذلك تنفيذاً لخطة العمل الوطنية الرابعة لمكافحة الهجرة غير الشرعية ( 2024 - 2026 ) المنبثقة عن الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية ( 2016 - 2026) و يأتي ذلك ايضاً تحت مظلة المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" لبحث سبل التوسع في المشروعات والبرامج التوعوية وتنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات لمجابهة تلك الظاهرة ونشر الوعي بين فئات المجتمع لتحقيق أهداف التنمية الشاملة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتكليفات الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء في هذا الشأن.
وبحضور الدكتور مينا عماد نائب المحافظ والمحاسب عدلي أبوعقيل سكرتير عام مساعد المحافظة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ وايهاب عبدالحميد رئيس جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر كما ضم الوفد المرافق كلا من، مها شاهين مستشار بوزارة الخارجية والهجرة ووائل فرج بوزارة الخارجية المصرية وبيشوي بنيامين باحث باللجنة الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ومحمد علي باحث بصندوق مكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية المهاجرين والشهود وأحمد عبد الجيد باحث أول بالمجلس القومي لحقوق الانسان وخالد معروف باحث أول بالمجلس القومي لحقوق الانسان.
وقال السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية ـ خلال الأجتماع ـ إن محافظة أسيوط تعد من أكثر المحافظات تصديرًا للهجرة غير الشرعية موضحًا أن وزارة الخارجية أصبحت معنية بملف مكافحة الهجرة بعد دمج وزارة الهجرة.
وأكد أن الدولة تولي ملف الهجرة غير الشرعية اهتمامًا كبيراً حيث أن مبادرة "مراكب النجاة" التي أطلقها رئيس الجمهورية في مؤتمر الشباب 2019 حققت نجاحات كثيرة بفضل تضافر جهود كافة الجهات لافتًا إلى أن المبادرة تعمل على عدة محاور منها محور التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية الذي يعد من أهم المحاور ومحور التدريب والذي يتضمن تدريب الشباب لتأهيلهم لسوق العمل وتوفير فرص عمل لهم من خلال جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر وتوعية الشباب بأن بلدنا بها فرص للنجاح بعيدًا عن المغامرات غير المحسوبة التي يمكن أن تؤدي إلى التهلكة فضلاً عن محور تدريب مدربين لتحقيق الاستمرارية في توعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية حيث تم تدريب العديد من المدربين بأسيوط وسيتم تسليمهم شهادات تأهيلهم للتدريب كما تم تنفيذ حملات طرق الأبواب لتوعية الأسر الفقيرة بمخاطر الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى تنفيذ العديد من البرامج لتمكينهم اقتصاديًا كما يجري تنظيم قوافل طبية بالتعاون مع مبادرة "حياة كريمة" لهذه المناطق في جميع التخصصات.
ومن جانبها ، استعرضت السفيرة نائلة جبر، الجهود التي تبذلها الدولة المصرية للحد من أعمال الهجرة غير الشرعية، حيث أنشئت الدولة جهازًا معنيًا بهذا الموضوع منذ عام 2014 كما تم عمل أول قانون في الشرق الأوسط وقانون رقم 82 لسنة 2016 لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وكذلك إنشاء وتأسيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر عام 2017 لافتة إلى أن اهتمام الدولة المصرية بمكافحة الهجرة غير الشرعية يأتي انطلاقًا من الحفاظ على كرامة المواطنين المصريين وتوفير الحماية القانونية لهم، مؤكدة أن مصر لم تعد معبرًا للمهاجرين غير الشرعيين بفضل السيطرة على الحدود المصرية حيث أن مصر لم تشهد خروج أي مركب غير شرعي من سواحلها منذ عام 2016 قائلة: أن النجاح الذى حققته مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية لم يكن ليتحقق لولا الجهود المتضافرة لكافة الجهات الوطنية المعنية التي عملت بتنسيق تام مما أسفر عن تحقيق نتائج ملموسة ونجاحات كبيرة في هذا المجال مشيرة إلى تنظيم زيارات متعددة للمحافظات المصرية المختلفة للقاء المباشر مع القيادات السياسية والدينية والاجتماعية إلى جانب الشباب وأسرهم للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية ومكافحة كافة أشكال الاتجار بالبشر.