دبلوماسيون وخبراء يشيدون بالمنتدى الوطني لحقوق الإنسان
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
أشاد عدد من السفراء والدبلوماسيين والخبراء، بالمنتدى الوطني لحقوق الإنسان في نسخته الثانية، مثمنين مبادرات دولة قطر لدعم حقوق الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، والحرص على منحهم فرصا متساوية ودمجهم في المجتمع. واعربوا عن شكرهم للجنة الوطنية لحقوق الإنسان والقائمين على المنتدى، مؤكدين أن تمكين ذوي الإعاقة عمل نبيل تضطلع به دولة قطر من خلال تنظيم المنتدى الوطني الثاني لحقوق الإنسان.
وأشاروا إلى أهمية المنتدى وفاعليته، كونه افتتح مجالا أكبر للشركات والوزارات لكي يشاركوا في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة، منوهين إلى ما يحمله المنتدى من فائدة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة بما يخدم تطلعاتهم ويوفر لهم شعار المنتدى الحماية والتمكين في شتى المجالات التي يحتاجون إليها في حياتهم.
ثمنت سعادة السيدة ناتالي بيكر، نائب السفير الأمريكي في قطر، مبادرات دولة قطر لدعم حقوق الإنسان، وتحديدا فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، لضمان حصولهم على فرص متساوية، والدمج الاجتماعي، وإمكانية الوصول إلى كل مكان، معربة عن سعادتها بالمشاركة في حضور فعاليات المنتدى الوطني الثاني، الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، تحت عنوان: «حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة: حماية، تمكين» والذي يركز على الأشخاص ذوي والفرص المتاحة لهم، مؤكدة أن الولايات المتحدة متمثلة في السفارة الأمريكية بالدوحة ستبقى مستمرة كشريك لهذه المبادرات الإنسانية.
خدمة الإنسانية
وصف سعادة السيد محمد نعيم، القائم بالأعمال في سفارة أفغانستان بالدوحة، المنتدى الوطني الثاني، الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، تحت عنوان: «حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة: حماية، تمكين»، بأنه عملا إنسانيا لخدمة الإنسانية، معربا عن شكره للقائمين بهذا المنتدى، والذين يعملون بهذا المجال، من أجل تقديم الخدمة لهذه الفئة المظلومة، باعتبار أن فئة ذوي الإعاقة في الكثير من المجتمعات تعاني من التهميش وعدم الاهتمام، ولكن الوضع مختلف تماما في دولة قطر التي تهتم بجميع فئات المجتمع وبالأخص فئة ذوي الإعاقة، داعيا المولى عز وجل أن يمن على دولة قطر بالتقدم والازدهار في جميع المجالات.
جزء من المجتمع
أكد سعادة السيد يوليان غريغوريتش، سفير مولدوفا في الدوحة، أن الأشخاص ذوي الإعاقة جزء مهم من المجتمع في أي دولة، سواء في قطر أو بلده مولدوفا، مبينا أن حماية هذه الفئة من الناس عمل نبيل تضطلع به دولة قطر من خلال تنظيم المنتدى الوطني الثاني لحقوق الإنسان، تحت عنوان: «حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة: حماية، تمكين»، مؤكدا أن موضوع هذا المنتدى جزء مهم من حقوق الإنسان بالفعل لأننا في بعض الأحيان نمر على الأشخاص ذوي الإعاقة بدون أن نعيرهم أي انتباه، لكنهم جزء مهم من مجتمعاتنا في كل دولة.
وأعرب سعادة سفير مولدوفا في الدوحة، عن تقديره لجهود دولة قطر على تنظيم هذا المنتدى، متقدما بالشكر للمنظمين على تقديم الدعوة له، وكذلك دعوة أعضاء السلك الدبلوماسي لحضور حفل افتتاح المنتدى، مؤكدا أن قطر بتنظيمها لهذا المؤتمر بشكل عام، تضع نفسها مرة أخرى منبرا آمنا للفعاليات الدولية الكبرى، خاصة أن مسألة حقوق الإنسان يتزايد حضورها يوما بعد يوم في كل بلد، منوها بأن ما استمع إليه من معلومات عما تفعله قطر ودول أخرى لتنفيذ ما يتعلق بحقوق الإنسان لفئة الأشخاص ذوي الإعاقة عمل عظيم بالفعل.
دمج مجتمعي
أعرب السيد عبد الله محمد الغانمي، ممثل الاتحاد العربي للمكفوفين، عن سروره بنقل شكر وتحيات سعادة رئيس الاتحاد العربي للمكفوفين، الدكتور خالد بن علي النعيمي، للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، على إقامتها فعاليات المنتدى الوطني الثاني، الذي نظمته اللجنة على مدار يومين تحت عنوان: «حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة: حماية، تمكين»، مؤكدا أن المنتدى يلم بكثير من الاحتياجات التي يتطلبها الأشخاص ذوي الإعاقة، مبدئيا شكرهم وتقديرهم لدولة قطر على اهتمامها بهذه الفئة، مؤكدا أن فئة ذوي الإعاقة تحتاج إلى الاهتمام الأكثر وادماجها في المجتمع بشكل أكبر، كون العادات والتقاليد أحيانا تحول دون ادماج هذه الفئة في المجتمع، متمنياً أن يساهم هذا المنتدى في الإلمام باحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة والخروج بتوصيات تساهم في إدماجهم بالمجتمع، ونيلهم الحقوق أسوة بإخوانهم من أفراد المجتمع، وفقا للحقوق التي منحتها إياهم الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
إبراز المهارات
أشاد الدكتور طارق العيسوي، مستشار الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، بجهود اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وتعاونها معهم في تقديم معرض لأعمال ومنتجات منتسبي مراكز الجمعية، بالإضافة إلى بعض الورش التفاعلية، الأمر الذي يعكس المهارات والتدريب والتأهيل والخدمات التي تقدم على مستوى الدولة، وكذلك الخدمات التي تقدمها الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وقال مستشار الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة أن المنتدى الذي تنظمه اللجنة الوطنية لحقوق للإنسان يحقق شعاره: «حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة: حماية، تمكين»، وهذا ما نسعى إليه جميعا، منوها بأنه تم توقيع اتفاقية تعاون وتنسيق مشترك ما بين الجمعية واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لتفعيل التعاون المشترك وإبراز الخدمات في مجال التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات المختلفة في تمكين وحماية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتا إلى أن المعرض عكس التدريب والبرامج التي تقدم لذوي الإعاقة، كما وضح المهارات التي يتمتع بها الأشخاص ذوي الإعاقة وما يساعد في عملية الاندماج الاجتماعي.
نشر الوعي
قالت السيدة فاطمة حمد أبو شريدة، رئيس قسم التكنولوجيا المساعدة، بمركز النور للمكفوفين، ان المركز يهدف إلى تقديم خدمات نموذجية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من جميع الأعمار، مشيرة إلى أهمية المشاركة في المنتدى الوطني الثاني، الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، تحت عنوان: «حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة: حماية، تمكين»، موضحة أنه يركز على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وما وصلت إليه التدابير المتبعة من اتفاقية الأشخاص ذوي الإعاقة التي تم التصديق عليها منذ عام 2008م، مبينة أن أهم ما تم التوصية به هو نشر الوعي بشأن التغيرات المناخية من خلال البرامج التوعوية وكيفية مواجهة التحديات عن طريق تصميم وتنفيذ برامج تدريبية موجهة للأشخاص ذوي الإعاقة للتغلب على التحديات الناتجة عن الظروف المناخية، وكذلك تضمين المهارات الخاصة بمواجهة تلك التحديات، وأيضا ضمان المشاركة الفعالة في اتخاذ القرار وصناعة القرار فيما يخص الأشخاص ذوي الإعاقة.
مسيرة الحماية والتمكين
قال الدكتور محمد تلفت، مدير إدارة الخدمات العلاجية بمركز الشفلح، يسرني تلبية دعوة الحضور للمنتدى الوطني الثاني، الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، تحت عنوان: «حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة: حماية، تمكين»، والذي ناقش مع كل المعنيين بحقوق ذوي الإعاقة سواء من أسرهم أو المنظمات الحكومية أو منظمات المجتمع المدني سبل تطوير وعلاج أيا من المشكلات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، لحمايتهم وتمكينهم، ودمجهم في المجتمع وتوفير عبورهم للعوائق التي يمكن أن تعيق مسيرة توفير الحماية والتمكين لهم.
إشراك في المبادرات
أشار السيد طالب عفيفة المري، المدير التنفيذ بالإنابة للجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى حرص اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في مثل هذه المبادرات والفعاليات التي تناقش فيها المؤسسات الوطنية حقوق وحماية الأشخاص ذوي الإعاقة، متوجها بالشكر إلى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على المبادرات الهادفة التي تخدم ذوي الإعاقة والتي أبرزها تنظيمها للمنتدى الوطني الثاني، تحت عنوان: «حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة: حماية، تمكين» على مدار يومين بمشاركة نخبة من المختصين.
حضور قوي
أفاد السيد فيصل محمد الكوهجي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي للمكفوفين، بأن المنتدى الوطني الخاص بذوي الإعاقة الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، يأتي هذا العام تزامنا مع مرور «15» سنة على مصادقة دولة قطر على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في العام 2008م، مبينا أن هذه المنتدى يأتي للوقوف على ما هي الجهود المبذولة من بقبل مختلف القطاعات في الدولة، ولتقييم ومعرفة مدى الخدمات والتسهيلات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، قائلا: ما يميز هذا المنتدى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التواجد بقوة لفي تقديم أوراق العمل وإدارة الجلسات حتى ممثلين لجهات عملهم وليس فقط لمؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال الإعاقة، منوها بأنه دور اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان يأتي كلجنة مستقلة تقوم برصد وتقييم تنفيذ حقوق الإنسان في الدولة، ومن مهامها كذلك متابعة تنفيذ اتفاقية الأشخاص ذوي الإعاقة، وإعداد بعض التقارير الدولية في هذا الجانب.
مجالات أكبر
عبرت السيدة نبيلة جاسم فخري، نائب رئيس أول التقطير والمشاريع، بالخطوط الجوية القطرية، عن سعادتها بحضور الشركة في المنتدى الوطني الثاني، الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، تحت عنوان: «حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة: حماية، تمكين»، مشيرة إلى أهمية المنتدى وفاعليته كونه سيفتح مجالا أكبر لذوي الإعاقة، باعتبارهم الأشخاص الذين يستحقون أن نفرد لهم مساحات أكبر حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم وليس الاعتماد على الآخرين، معربة عن شكرها وتقديرها للجنة الوطنية لحقوق الإنسان على هذه المبادرة الطيبة، كونها افتتحت مجالا أكبر للشركات والوزارات لكي يشاركوا في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة، موضحة أنهم يستقبلون في الخطوط الجوية القطرية أعداد كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة بغرض التدريب والتطوير الأمر الذي ينطبق على الشركات الأخرى كذلك في الدولة، متمنية أن يكون هذا المنتدى مفيدا لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وأن يخدم تطلعاتهم ويوفر لهم شعار المنتدى الحماية والتمكين في شتى المجالات التي يحتاجون إليها في حياتهم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر منتدى حقوق الإنسان حقوق ذوي الاحتياجات الوطنية لحقوق الإنسان تمكين ذوي الإعاقة الأشخاص ذوی الإعاقة حقوق الأشخاص هذا المنتدى فی المجتمع هذه الفئة تحت عنوان مؤکدا أن دولة قطر
إقرأ أيضاً:
الأشخاص ذوو الإعاقة .. تميز وإصرار على النجاح في بناء مجتمع ملهم
تظهر قصص نجاح الأشخاص ذوي الإعاقة قدرتهم على مواجهة التحديات والتغلب عليها، والإسهام في التنمية والتطوير بطرق ملهمة، ورغم الإعاقة، إلا أنهم أصبحوا مصدر إلهام، ونموذجًا ناجحًا على كفاح الإنسان، وقدوة للمجتمع على الإبداع والإصرار، حيث أسهمت إنجازاتهم في تغيير الصورة النمطية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، ما أعطاهم حق التساوي مع الأشخاص الأسوياء في تحقيق الحلم والوصول إلى أعلى المراتب. ومن النماذج البارزة في المجتمع الدكتور رائد الفارسي، كفيف البصر وملحن وموزع وموسيقي، كان له حضور بارز خلال مشاركته في تلحين لوحات المهرجان الطلابي العماني، ودائمًا ما تجده يحدثك بروح متوقدة بالطموح العالي والإيجابية، فقد تحدث عن تجاربه في المجال الموسيقي والاجتماعي، مشيرًا إلى التحديات التي واجهها، مثل عدم توفر أنظمة تشغيل موسيقية مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، ما اضطره أحيانًا لرفض بعض الأعمال، وأهمية حضور مساعدين في إدارة الأنظمة وتنفيذ اختيار المكتبات الصوتية، ما أسهم في تشكيل مشاريعه الموسيقية وتطبيق أفكاره وألحانه.
كما أشار الفارسي إلى تحديات المناهج التعليمية بطريقة برايل والطريقة المسموعة، فقد كانت آنذاك خلال فترة دراسته محدودة جدًا، وكان أول كفيف يتخرج من الجامعة، إلا أنه تجاوز هذه المرحلة بعزيمة وإصراره لمواصلة مشوار تحقيق النجاحات وإيجاد الحلول لكل العقبات التي تقف أمام طريقه، ورغم التحديات، استطاع رائد تجاوز العديد من العقبات بفضل دعم أسرته وأصدقائه، الذين لعبوا دورًا حيويًا في نجاحه وتقديم النصائح والإرشاد.
وأكد الفارسي أن للتكنولوجيا دورًا في تسهيل حياة المكفوفين، خاصة من خلال استخدام تقنيات مساعدة مثل البرامج الصوتية والشاشات الناطقة، فقال: أصبح حال الكفيف كحال الإنسان السليم، يستخدم التكنولوجيا في حياته اليومية ويسخرها في مجال عمله أيضًا، كإرسال البريد الإلكتروني والتواصل مع الآخرين وقراءة التقارير، وهذه التقنيات المساعدة ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي أسهمت بصورة كبيرة في مساعدة الكفيف حتى في وصف الصور والفيديوهات، وأعطت الكفيف دفعة إيجابية بالتساوي مع الشخص السوي.
التعلم المستمر
كما تحدث عن أهمية اكتشاف المهارات الشخصية، مشيرًا إلى أن الإصرار والتعلم المستمر يعززان من قدراته، ونصح رائد أقرانه من الأشخاص ذوي الإعاقة بالسعي لنيل حقوقهم والاندماج في المجتمع، مؤكدًا أن العلم والمعرفة والقراءة والتحدث مع الآخرين كلها تعد سلاحا قويا لتحقيق النجاح، وفي المجال الموسيقي بدأ بالعزف واندمج بالموسيقى، ما ساعده في اكتشاف مهاراته الموسيقية.
ويتطلع الفارسي إلى أن تقوم المؤسسات وجهات الاختصاص بمنح الأشخاص ذوي الإعاقة حقهم الكامل في توفير الإمكانيات في بيئة العمل الداعمة، وتهيئة المرافق وتسهيل مهام العمل التي تتطلب تهيئة وتسخير بعض الظروف الخاصة، ومنح الأشخاص ذوي الإعاقة حقهم في الترقيات والحصول على مناصب إدارية، وتوفير الموارد والإمكانات حتى يكون ذوو الإعاقة منتجين كحال الأشخاص الأسوياء.
ويسعى الفارسي إلى إنتاج ألبومات موسيقية متميزة، وهو هدف يتطلب دعمًا كبيرًا، ويطمح الدكتور إلى أن يصبح مثل الموسيقيين المشهورين في جميع أنحاء العالم، حيث يتطلع إلى إقامة حفلات كبيرة تعرّف الجمهور بأعماله الخاصة، كما يسعى إلى تقدير الموسيقيين العمانيين من خلال إتاحة الفرص المرموقة لهم وإقامة حفلات خاصة في أماكن مثل دار الأوبرا السلطانية، بالإضافة إلى ذلك، يأمل الفارسي في مواصلة التعلم والتطوير الذاتي، مع استمرار اطلاعه على كل ما هو جديد في عالم الموسيقى، كما يسعى إلى صقل مهاراته ومواكبة متطلبات السوق الحالي، ليحقق طموحاته ويترك بصمته في هذا المجال.
بصمة وطنية
ومن جانب آخر، تحدث أمير بن ناصر الحديدي، وهو كفيف البصر تحدى إعاقته البصرية ليعبر عن قصة نجاحه التي تجسد معنى الإرادة القوية الطموحة فقال: لم تكن الإعاقة في يوم ما عائقًا أمام مسيرتي التعليمية والعملية، درست في معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين من صفوف التهيئة حتى الصف الثاني عشر، وتعلمت طريقة برايل، وفي عام 2012، التحقت بجامعة السلطان قابوس، حيث تخصصت في التاريخ ودرست المسرحية كتخصص فرعي، وتخرجت في 2017.
وبعد التخرج، انطلق أمير في مسيرته المهنية، حيث عمل في وزارة الاقتصاد كمنسق، وعبر عن شعوره بالنجاح قائلًا: شعرت بأن لي بصمة في المجتمع من خلال مشاركاتي في الأعمال الوطنية في مجال الإنشاد والمسرح وحققت بعض الجوائز الخاصة، وأكد أمير أن الطموح والإصرار يحولان التحديات إلى فرص، ولا يوجد حدود للإبداع والنجاح، والعمل الجماعي يعزز القدرة على التميز، ورغم التحديات استطعت التغلب على العقبات بفضل الالتزام والتعليم المستمر، ومن التحديات التي واجهتها مواصلة التعليم بطريقة تتناسب مع إعاقتي البصرية، والتحدي الآخر تقبل الآخرين لمشاركتي في الإنشاد والمسرح، ومن خلال إتقاني لطريقة برايل تمكنت من خلالها من مواصلة مشوار التعليم، وتقبل المجتمع لمواهبي عن طريق البحث عن الفرص والمشاركة في الفرق المسرحية وجهات مختصة تهتم بالأشخاص ذوي الإعاقة ومواهبهم مثل جمعية النور للمكفوفين، وبفضل إيماني بقدراتي ومواهبي استطعت إيصال رسائل وطنية توعوية واجتماعية كشخص ممثل ومنشد مع شخصيتي الاجتماعية وقدرتي على التفاعل مع الجمهور، ما أكسبني احترام المجتمع ودعمه.
وأشار أمير إلى أن الدعم الاجتماعي كان له دور كبير في نجاحه من الأسرة والأصدقاء، حيث شارك في العديد من الأنشطة والفعاليات والمهرجانات للمؤسسات والجمعيات ومجموعة إبداع البصيرة التي كانت منصة لتعزيز وتطوير مواهبه، وهذه الإنجازات والحضور للأشخاص ذوي الإعاقة أسهمت في تغيير نظرة المجتمع حول الأشخاص ذوي الإعاقة والتوعية بقضايا المكفوفين والأشخاص ذوي الإعاقة.
وحول مستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة، يتمنى أمير توفير بيئة تعليمية مناسبة ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة وقدراتهم وتوفير منصات لممارسة المواهب وزيادة الوعي الاجتماعي بقضاياهم.
وشارك الحديدي في عدة مبادرات وفعاليات، منها المهرجان الخليجي للمسرح الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة حيث شارك في هذا المهرجان 3 مرات، ما أسهم في تعزيز الفنون المسرحية للمكفوفين، ومبادرة الإنشاد وملتقى إبداع البصيرة الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة والمهرجان الشعبي العماني.
وأشاد أمير بدور التكنولوجيا في حياته فقال: كان للتكنولوجيا دور كبير في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، فالهاتف النقال كان حلمًا لكفيف، والآن أصبحت الهواتف الذكية متاحة بفضل تقنيات متطورة مثل قارئات الشاشة.
ويتطلع أمير إلى المزيد من الدعم لرؤية مستقبلية مشرقة للأشخاص ذوي الإعاقة، فقال: برز الوعي الاجتماعي بصورة أكبر الآن في المجتمع بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، ما أحدث فرقًا واضحًا في الرعاية والخدمات المقدمة لهم، ونتمنى المزيد من الفرص لفتح حوارات مفتوحة والاستماع لهم لتحقيق الأهداف وتعزيز المهارات وتهيئة البيئة والمرافق العامة وتطبيق الوصول الشامل من خلاله التوسع في استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع في المؤسسات والأماكن العامة.
روح التحدي
وعبرت سارة بنت إبراهيم العنبورية، لاعبة المنتخب الوطني للألعاب البارالمبية للأشخاص ذوي الإعاقة وموظفة حاليًا في قطاع التعليم وخريجة بكالوريوس إدارة أعمال، حيث قالت: كان من أحلامي الكبيرة دمج شغفي بالرياضة مع تطوير ذاتي أكاديميًا، خاصة أن الطريق لم يكن سهلًا، لكنه كان مليئًا بالتحديات التي دفعتني إلى التطور والنمو والتحدي، وبدأت مسيرتي في ألعاب القوى منذ 6 سنوات، حيث اكتشفت شغفي بالرياضة والإصرار على تحقيق الإنجازات، وخلال هذه السنوات، أصبحت الرياضة جزءًا لا يتجزأ من حياتي، فهي لم تكن مجرد تدريب جسدي، بل كانت درسًا يوميًا في الالتزام والانضباط والعمل الجماعي.
وخلال مسيرتي الرياضية، تشرفت بالعمل مع زملاء من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين كانوا مصدر إلهام حقيقي بالنسبة لي، فقد أظهروا لي قوة الإرادة وروح التحدي التي تتجاوز حدود الجسد، وتعلمت منهم الكثير من الدروس الحياتية المهمة، مثل الصبر، وتحقيق الأهداف بالرغم من العقبات، ولقد ساعدوني في فهم حقوقي وفرصي المتاحة، ما وسّع آفاقي وساعدني على تطوير نفسي.
وأضافت: كوني خريجة إدارة أعمال، استفدت من دراستي في تطوير مهاراتي التنظيمية والقيادية، ما ساعدني على تحقيق توازن بين الرياضة والدراسة، وتعلمت كيفية إدارة وقتي بفعالية وكيفية العمل تحت الضغط، وهو ما انعكس إيجابيًا على أدائي، ورحلتي لم تنته بعد، فلا أزال أطمح إلى تحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية والمهنية، وأؤمن أن النجاح ليس مجرد هدف، بل هو رحلة مليئة بالتعلم والتحدي، وأشعر بالفخر لما حققته حتى الآن، وإدارة الوقت، والقدرة على التكيف، من أساسيات تحقيق أهدافي، وهذا ما عبرت عنه العنبورية خلال حديثها عن تحقيق أهدافها، فقالت: علمتني الرياضة الانضباط والعمل بروح الفريق، بينما أعطتني دراستي لإدارة الأعمال منظورًا شاملًا لكيفية التعامل مع التحديات بفعالية. وعن دور الدعم الاجتماعي (مثل الأسرة، والأصدقاء، والمؤسسات) فذكرت سارة قائلة: كان الدعم الاجتماعي محوريًا في رحلتي، وعائلتي كانت دائمًا مصدر تشجيع وإلهام، وأصدقائي وزملائي في ألعاب القوى كانوا محفزين لي للاستمرار، خاصة زملائي من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة والمؤسسات الرياضية التي دعمتني أيضًا، وفرت لي البيئة المناسبة للتدريب والتطور.
وتابعت حول تأثير إنجازاتها على المجتمع بقولها: أعتقد أن إنجازاتي تُظهر للآخرين أن التحديات يمكن أن تُحول إلى فرص، حيث إن العمل مع زملاء من الأشخاص ذوي الإعاقة ساعد في تعزيز فهم المجتمع لقيمتهم وأهمية تمكينهم.
ونصحت سارة الأشخاص الذين يسعون لتحقيق أهدافهم بالمرونة ومواجهة التحديات؛ فهي جزء من الرحلة، والاستفادة من الفرص المتاحة والتعلم من الآخرين، والصبر.
وأكدت العنبورية أن دور المؤسسات والمجتمعات في تحسين فرص النجاح للأشخاص ذوي الإعاقة عبر توفير بنية أساسية مهيأة لاحتياجاتهم، وتقديم برامج تدريب وتأهيل مهني متخصصة، وتعزيز التوعية المجتمعية حول قدراتهم ودورهم المهم، وتشجيعهم من خلال منحهم منصات لعرض مواهبهم.
وأوضحت سارة أنها قامت بأدوار وإسهامات تنموية في مشاريع ومبادرات حيث شاركت في تنظيم فعاليات رياضية شملت الجميع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، وكانت هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز الدمج وإظهار قدرات الجميع بشكل متساوٍ.
وأشارت إلى أهمية استخدام التكنولوجيا في حياتها، فقد كانت أداة رئيسية في تطوير مهاراتها، واستخدمت تطبيقات إدارة الوقت لتنسيق تدريباتها ودراستها، واستفادت من المنصات التعليمية الإلكترونية في تعميق معرفتها،
وحول رؤيتها المستقبلية، قالت: أطمح إلى رؤية مجتمع أكثر شمولية، حيث يحصل الأشخاص ذوو الإعاقة على فرص متساوية في التعليم، والعمل، والرياضة، وأؤمن أن تمكينهم ليس فقط حقًا أساسيًا، بل أيضًا وسيلة لجعل المجتمع أكثر توازنًا وازدهارًا.