مريم العطية: لجنة لمتابعة التقدم المحرز لتوصيات المنتدى الوطني الثاني لحقوق الإنسان
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
كشفت سعادة السيدة مريم بنت عبد الله العطية رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عن تشكيل لجنة مختصة لتقديم توصيات المنتدى الثاني لحقوق الإنسان حول «حقوق الإنسان والأشخاص ذوي الإعاقة: الواقع الراهن وآفاق الحماية والتمكين»، للجهات ذات العلاقة، ومتابعة التقدم المحرز في تنفيذ هذه التوصيات، بالإضافة لتضمينها ضمن التقرير الموازي السنوي الذي تقدمه اللجنة إلى هيئات ولجان الأمم المتحدة تنفيذاً لالتزاماتها.
وأضافت سعادتها أن اللجنة ستضم مسؤولين من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وعددا من ممثلي الجهات العشر التي شاركت في المنتدى، وممثلين لذوي الإعاقة أنفسهم، مؤكدة أن أبرز ما ميز المنتدى هو مشاركة ذوي الإعاقة أنفسهم في المناقشات التي امتدت ليومين، والإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم وبلورتها إلى توصيات من شأنها تسهم في تحسين مستقبلهم، وتقرير مصيرهم.
وأكدت أن جلسات المؤتمر وورش العمل والنقاشات الثرية والتوصيات من شأنها أن تزود صناع القرار بدليل شامل، وسترسم خارطة طريق للاستراتيجيات والخطط لرسم ملامح مستقبل ذوي الإعاقة، لاسيما مع المشاركة الواسعة التي شهدتها هذه الجلسات من المتخصصين وأصحاب الشأن، والمشاورات المكثفة التي سبقت إعلان التوصيات، ومن ثم تقييم الأفضل.
وأشادت العطية بالجهود الحكومية وجهود منظمات المجتمع المدني المبذولة لدعم ذوي الإعاقة والتي شكلت نموذجاً يحتذى به عالمياً، ودعت إلى المزيد من العمل لتذليل أية تحديات تطرأ أمام هذه الفئة وتعزيز حقوقها، مشيرة إلى أن أوراق العمل التي قُدمت كشفت عن الحاجات المتزايدة لهذه الفئات الضعيفة.
التشريعات والبروتوكولات
وأكدت العطية أن التنفيذ الجدي الممنهج لتوصيات المنتدى سيسهم بشكل كبير في تجاوز أية عقبات، منوهة على ضرورة الإسراع بإصدار قانون بشأن حماية وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة يتواءم مع اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يستند في جوهره على النهج القائم على حقوق الإنسان في التعامل مع هذه المسألة، مضيفة أن قطر صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الإنسان، وتم نشرها في الجريدة الرسمية بموجب المرسوم رقم (28) لسنة 2008.
وأوضحت أن موائمة الأحكام ذات الصلة بالأشخاص ذوي الإعاقة في عموم التشريعات مع اتفاقيات حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إضافة إلى إدماج منظمات المجتمع المدني المعنية بالإعاقة والأشخاص ذوي الاعاقة بمناقشة مشاريع القوانين ذات الصلة قبل إصدارها، سيعمل على الخروج بتجربة فريدة ومتميزة عالمياً.
ودعت إلى إنشاء نظام تسجيل وطني مركزي شامل لجمع البيانات المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة، والاهتداء بالتجارب الإقليمية والدولية المثلى في هذا المجال.
الصورة النمطية
وفيما يتعلق بالفئات الأكثر هشاشة، أوضحت العطية أن هنالك مراكز متخصصة بالدولة تعمل بتدابير التمييز الإيجابي لإعمال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مع إيلاء عناية خاصة بحقوق الأطفال والنساء، وكبار السن، من ذوي الإعاقة.
وثمنت الجهود القائمة على العمل على لإزالة الحواجز السلوكية، والصورة النمطية السلبية عن الأشخاص ذوي الإعاقة داخل المجتمع، وذلك عبر سياسات وخطط وبرامج وطنية تكرس قيم ومفاهيم إيجابية تعتبر الإعاقة جزءاً من التنوع البشري.
وقالت: هذا العمل ظهرت نتائجه من خلال مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجال العام، ومواصلة النهج القائم على إدماجهم في انتخابات المجلس البلدي ومجلس الشورى، والذي سجله المشاركون في المنتدى ببالغ الاعتزاز، فضلاً عن توسيع فرص اسهامهم في النقاش الوطني حول قضايا ذات صلة بحركة الدولة والمجتمع.
ولفتت إلى أن من بين التوصيات المهمة هي إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في الترتيبات التحضيرية لإعداد استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة المزمع إصدارها، إضافة إلى الاستراتيجيات القطاعية، ليكون أصحاب المصلحة من بين صانعي القرار والمشاركين في تحديد مصيرهم.
العمل والشركات
وفيما يتعلق بالقطاع التجاري طالبت العطية إدماج حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، في معايير المسؤولية الاجتماعية للشركات، وإرساء نظام لتحفيز أصحاب الأعمال الذين يقومون بتعيين أشخاص من ذوي الإعاقة بما يزيد على الحد الأدنى للنسبة الموفرة، ومراعاة تحديد السن التقاعدي بما يتلاءم مع خصوصية هذه الفئة.
وفي نفس الإطار دعت إلى تجنب الآثار السلبية للذكاء الصناعي على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال إشراكهم في تطوير الأنظمة الذكية ووضع السياسات المتعلقة باستخدامها، والاعتراف بحقهم في الموافقة الحرة والمستنيرة على استخدامها.
مبادئ توجيهية
ودعت العطية إلى إعداد مدونة مبادئ توجيهية للأداء الوطني في انفاذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والتشريعات الوطنية ذات الصلة، وتشجيع إنشاء منظمات المجتمع المدني الخاصة بحماية ذوي الإعاقة وإدماجهم في صياغة التشريعات والسياسات المتعلقة بقضايا الإعاقة، وتبني الدعوة لإقرار صك قانوني إقليمي عربي لتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، على غرار الصكوك الإقليمية لحقوق الإنسان.
وفي ختام تصريحاتها أكدت العطية أن المنتدى الوطني الثاني والمناقشات الثرية التي تضمنها على مدار يومين والتوصيات ليست نهاية المطاف، بل هي بداية للعمل ومتابعة تنفيذ التوصيات، مشددة على ضرورة أن تقوم اللجنة المكلفة بتقديم التوصيات ومتابعة تنفيذها، وذوي الإعاقة بالعمل من أجل تحقيق التقدم في الإطار.
وأضافت العطية: أنا على يقين أن القائمين على المنتدى وممثلي الجهات العشر المشاركة وذوي الإعاقة لديهم من العزم والأمل ما يجعلهم قادرين على تحقيق أهدافهم.
وكانت أعمال المنتدى الوطني الثاني لحقوق الإنسان، الذي تنظمه اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على مدى يومين، بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، قد انطلقت يومي 12 و13 من الشهر الحالي، بهدف توفير منصة حوار وطني لتبادل المعرفة والخبرات وبناء القدرات، ومراجعة التشريعات والسياسات والخطط والبرامج المعنية بحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في دولة قطر، وتعزيز اندماجهم في المجتمع أسوة ببقية الشرائح الاجتماعية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر منتدى حقوق الإنسان توصيات المنتدى تمكين ذوي الإعاقة حقوق الأشخاص ذوی الإعاقة الأشخاص ذوی الإعاقة فی لحقوق الإنسان حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
الأشخاص ذوو الإعاقة .. تميز وإصرار على النجاح في بناء مجتمع ملهم
تظهر قصص نجاح الأشخاص ذوي الإعاقة قدرتهم على مواجهة التحديات والتغلب عليها، والإسهام في التنمية والتطوير بطرق ملهمة، ورغم الإعاقة، إلا أنهم أصبحوا مصدر إلهام، ونموذجًا ناجحًا على كفاح الإنسان، وقدوة للمجتمع على الإبداع والإصرار، حيث أسهمت إنجازاتهم في تغيير الصورة النمطية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، ما أعطاهم حق التساوي مع الأشخاص الأسوياء في تحقيق الحلم والوصول إلى أعلى المراتب. ومن النماذج البارزة في المجتمع الدكتور رائد الفارسي، كفيف البصر وملحن وموزع وموسيقي، كان له حضور بارز خلال مشاركته في تلحين لوحات المهرجان الطلابي العماني، ودائمًا ما تجده يحدثك بروح متوقدة بالطموح العالي والإيجابية، فقد تحدث عن تجاربه في المجال الموسيقي والاجتماعي، مشيرًا إلى التحديات التي واجهها، مثل عدم توفر أنظمة تشغيل موسيقية مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، ما اضطره أحيانًا لرفض بعض الأعمال، وأهمية حضور مساعدين في إدارة الأنظمة وتنفيذ اختيار المكتبات الصوتية، ما أسهم في تشكيل مشاريعه الموسيقية وتطبيق أفكاره وألحانه.
كما أشار الفارسي إلى تحديات المناهج التعليمية بطريقة برايل والطريقة المسموعة، فقد كانت آنذاك خلال فترة دراسته محدودة جدًا، وكان أول كفيف يتخرج من الجامعة، إلا أنه تجاوز هذه المرحلة بعزيمة وإصراره لمواصلة مشوار تحقيق النجاحات وإيجاد الحلول لكل العقبات التي تقف أمام طريقه، ورغم التحديات، استطاع رائد تجاوز العديد من العقبات بفضل دعم أسرته وأصدقائه، الذين لعبوا دورًا حيويًا في نجاحه وتقديم النصائح والإرشاد.
وأكد الفارسي أن للتكنولوجيا دورًا في تسهيل حياة المكفوفين، خاصة من خلال استخدام تقنيات مساعدة مثل البرامج الصوتية والشاشات الناطقة، فقال: أصبح حال الكفيف كحال الإنسان السليم، يستخدم التكنولوجيا في حياته اليومية ويسخرها في مجال عمله أيضًا، كإرسال البريد الإلكتروني والتواصل مع الآخرين وقراءة التقارير، وهذه التقنيات المساعدة ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي أسهمت بصورة كبيرة في مساعدة الكفيف حتى في وصف الصور والفيديوهات، وأعطت الكفيف دفعة إيجابية بالتساوي مع الشخص السوي.
التعلم المستمر
كما تحدث عن أهمية اكتشاف المهارات الشخصية، مشيرًا إلى أن الإصرار والتعلم المستمر يعززان من قدراته، ونصح رائد أقرانه من الأشخاص ذوي الإعاقة بالسعي لنيل حقوقهم والاندماج في المجتمع، مؤكدًا أن العلم والمعرفة والقراءة والتحدث مع الآخرين كلها تعد سلاحا قويا لتحقيق النجاح، وفي المجال الموسيقي بدأ بالعزف واندمج بالموسيقى، ما ساعده في اكتشاف مهاراته الموسيقية.
ويتطلع الفارسي إلى أن تقوم المؤسسات وجهات الاختصاص بمنح الأشخاص ذوي الإعاقة حقهم الكامل في توفير الإمكانيات في بيئة العمل الداعمة، وتهيئة المرافق وتسهيل مهام العمل التي تتطلب تهيئة وتسخير بعض الظروف الخاصة، ومنح الأشخاص ذوي الإعاقة حقهم في الترقيات والحصول على مناصب إدارية، وتوفير الموارد والإمكانات حتى يكون ذوو الإعاقة منتجين كحال الأشخاص الأسوياء.
ويسعى الفارسي إلى إنتاج ألبومات موسيقية متميزة، وهو هدف يتطلب دعمًا كبيرًا، ويطمح الدكتور إلى أن يصبح مثل الموسيقيين المشهورين في جميع أنحاء العالم، حيث يتطلع إلى إقامة حفلات كبيرة تعرّف الجمهور بأعماله الخاصة، كما يسعى إلى تقدير الموسيقيين العمانيين من خلال إتاحة الفرص المرموقة لهم وإقامة حفلات خاصة في أماكن مثل دار الأوبرا السلطانية، بالإضافة إلى ذلك، يأمل الفارسي في مواصلة التعلم والتطوير الذاتي، مع استمرار اطلاعه على كل ما هو جديد في عالم الموسيقى، كما يسعى إلى صقل مهاراته ومواكبة متطلبات السوق الحالي، ليحقق طموحاته ويترك بصمته في هذا المجال.
بصمة وطنية
ومن جانب آخر، تحدث أمير بن ناصر الحديدي، وهو كفيف البصر تحدى إعاقته البصرية ليعبر عن قصة نجاحه التي تجسد معنى الإرادة القوية الطموحة فقال: لم تكن الإعاقة في يوم ما عائقًا أمام مسيرتي التعليمية والعملية، درست في معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين من صفوف التهيئة حتى الصف الثاني عشر، وتعلمت طريقة برايل، وفي عام 2012، التحقت بجامعة السلطان قابوس، حيث تخصصت في التاريخ ودرست المسرحية كتخصص فرعي، وتخرجت في 2017.
وبعد التخرج، انطلق أمير في مسيرته المهنية، حيث عمل في وزارة الاقتصاد كمنسق، وعبر عن شعوره بالنجاح قائلًا: شعرت بأن لي بصمة في المجتمع من خلال مشاركاتي في الأعمال الوطنية في مجال الإنشاد والمسرح وحققت بعض الجوائز الخاصة، وأكد أمير أن الطموح والإصرار يحولان التحديات إلى فرص، ولا يوجد حدود للإبداع والنجاح، والعمل الجماعي يعزز القدرة على التميز، ورغم التحديات استطعت التغلب على العقبات بفضل الالتزام والتعليم المستمر، ومن التحديات التي واجهتها مواصلة التعليم بطريقة تتناسب مع إعاقتي البصرية، والتحدي الآخر تقبل الآخرين لمشاركتي في الإنشاد والمسرح، ومن خلال إتقاني لطريقة برايل تمكنت من خلالها من مواصلة مشوار التعليم، وتقبل المجتمع لمواهبي عن طريق البحث عن الفرص والمشاركة في الفرق المسرحية وجهات مختصة تهتم بالأشخاص ذوي الإعاقة ومواهبهم مثل جمعية النور للمكفوفين، وبفضل إيماني بقدراتي ومواهبي استطعت إيصال رسائل وطنية توعوية واجتماعية كشخص ممثل ومنشد مع شخصيتي الاجتماعية وقدرتي على التفاعل مع الجمهور، ما أكسبني احترام المجتمع ودعمه.
وأشار أمير إلى أن الدعم الاجتماعي كان له دور كبير في نجاحه من الأسرة والأصدقاء، حيث شارك في العديد من الأنشطة والفعاليات والمهرجانات للمؤسسات والجمعيات ومجموعة إبداع البصيرة التي كانت منصة لتعزيز وتطوير مواهبه، وهذه الإنجازات والحضور للأشخاص ذوي الإعاقة أسهمت في تغيير نظرة المجتمع حول الأشخاص ذوي الإعاقة والتوعية بقضايا المكفوفين والأشخاص ذوي الإعاقة.
وحول مستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة، يتمنى أمير توفير بيئة تعليمية مناسبة ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة وقدراتهم وتوفير منصات لممارسة المواهب وزيادة الوعي الاجتماعي بقضاياهم.
وشارك الحديدي في عدة مبادرات وفعاليات، منها المهرجان الخليجي للمسرح الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة حيث شارك في هذا المهرجان 3 مرات، ما أسهم في تعزيز الفنون المسرحية للمكفوفين، ومبادرة الإنشاد وملتقى إبداع البصيرة الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة والمهرجان الشعبي العماني.
وأشاد أمير بدور التكنولوجيا في حياته فقال: كان للتكنولوجيا دور كبير في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، فالهاتف النقال كان حلمًا لكفيف، والآن أصبحت الهواتف الذكية متاحة بفضل تقنيات متطورة مثل قارئات الشاشة.
ويتطلع أمير إلى المزيد من الدعم لرؤية مستقبلية مشرقة للأشخاص ذوي الإعاقة، فقال: برز الوعي الاجتماعي بصورة أكبر الآن في المجتمع بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، ما أحدث فرقًا واضحًا في الرعاية والخدمات المقدمة لهم، ونتمنى المزيد من الفرص لفتح حوارات مفتوحة والاستماع لهم لتحقيق الأهداف وتعزيز المهارات وتهيئة البيئة والمرافق العامة وتطبيق الوصول الشامل من خلاله التوسع في استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع في المؤسسات والأماكن العامة.
روح التحدي
وعبرت سارة بنت إبراهيم العنبورية، لاعبة المنتخب الوطني للألعاب البارالمبية للأشخاص ذوي الإعاقة وموظفة حاليًا في قطاع التعليم وخريجة بكالوريوس إدارة أعمال، حيث قالت: كان من أحلامي الكبيرة دمج شغفي بالرياضة مع تطوير ذاتي أكاديميًا، خاصة أن الطريق لم يكن سهلًا، لكنه كان مليئًا بالتحديات التي دفعتني إلى التطور والنمو والتحدي، وبدأت مسيرتي في ألعاب القوى منذ 6 سنوات، حيث اكتشفت شغفي بالرياضة والإصرار على تحقيق الإنجازات، وخلال هذه السنوات، أصبحت الرياضة جزءًا لا يتجزأ من حياتي، فهي لم تكن مجرد تدريب جسدي، بل كانت درسًا يوميًا في الالتزام والانضباط والعمل الجماعي.
وخلال مسيرتي الرياضية، تشرفت بالعمل مع زملاء من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين كانوا مصدر إلهام حقيقي بالنسبة لي، فقد أظهروا لي قوة الإرادة وروح التحدي التي تتجاوز حدود الجسد، وتعلمت منهم الكثير من الدروس الحياتية المهمة، مثل الصبر، وتحقيق الأهداف بالرغم من العقبات، ولقد ساعدوني في فهم حقوقي وفرصي المتاحة، ما وسّع آفاقي وساعدني على تطوير نفسي.
وأضافت: كوني خريجة إدارة أعمال، استفدت من دراستي في تطوير مهاراتي التنظيمية والقيادية، ما ساعدني على تحقيق توازن بين الرياضة والدراسة، وتعلمت كيفية إدارة وقتي بفعالية وكيفية العمل تحت الضغط، وهو ما انعكس إيجابيًا على أدائي، ورحلتي لم تنته بعد، فلا أزال أطمح إلى تحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية والمهنية، وأؤمن أن النجاح ليس مجرد هدف، بل هو رحلة مليئة بالتعلم والتحدي، وأشعر بالفخر لما حققته حتى الآن، وإدارة الوقت، والقدرة على التكيف، من أساسيات تحقيق أهدافي، وهذا ما عبرت عنه العنبورية خلال حديثها عن تحقيق أهدافها، فقالت: علمتني الرياضة الانضباط والعمل بروح الفريق، بينما أعطتني دراستي لإدارة الأعمال منظورًا شاملًا لكيفية التعامل مع التحديات بفعالية. وعن دور الدعم الاجتماعي (مثل الأسرة، والأصدقاء، والمؤسسات) فذكرت سارة قائلة: كان الدعم الاجتماعي محوريًا في رحلتي، وعائلتي كانت دائمًا مصدر تشجيع وإلهام، وأصدقائي وزملائي في ألعاب القوى كانوا محفزين لي للاستمرار، خاصة زملائي من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة والمؤسسات الرياضية التي دعمتني أيضًا، وفرت لي البيئة المناسبة للتدريب والتطور.
وتابعت حول تأثير إنجازاتها على المجتمع بقولها: أعتقد أن إنجازاتي تُظهر للآخرين أن التحديات يمكن أن تُحول إلى فرص، حيث إن العمل مع زملاء من الأشخاص ذوي الإعاقة ساعد في تعزيز فهم المجتمع لقيمتهم وأهمية تمكينهم.
ونصحت سارة الأشخاص الذين يسعون لتحقيق أهدافهم بالمرونة ومواجهة التحديات؛ فهي جزء من الرحلة، والاستفادة من الفرص المتاحة والتعلم من الآخرين، والصبر.
وأكدت العنبورية أن دور المؤسسات والمجتمعات في تحسين فرص النجاح للأشخاص ذوي الإعاقة عبر توفير بنية أساسية مهيأة لاحتياجاتهم، وتقديم برامج تدريب وتأهيل مهني متخصصة، وتعزيز التوعية المجتمعية حول قدراتهم ودورهم المهم، وتشجيعهم من خلال منحهم منصات لعرض مواهبهم.
وأوضحت سارة أنها قامت بأدوار وإسهامات تنموية في مشاريع ومبادرات حيث شاركت في تنظيم فعاليات رياضية شملت الجميع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، وكانت هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز الدمج وإظهار قدرات الجميع بشكل متساوٍ.
وأشارت إلى أهمية استخدام التكنولوجيا في حياتها، فقد كانت أداة رئيسية في تطوير مهاراتها، واستخدمت تطبيقات إدارة الوقت لتنسيق تدريباتها ودراستها، واستفادت من المنصات التعليمية الإلكترونية في تعميق معرفتها،
وحول رؤيتها المستقبلية، قالت: أطمح إلى رؤية مجتمع أكثر شمولية، حيث يحصل الأشخاص ذوو الإعاقة على فرص متساوية في التعليم، والعمل، والرياضة، وأؤمن أن تمكينهم ليس فقط حقًا أساسيًا، بل أيضًا وسيلة لجعل المجتمع أكثر توازنًا وازدهارًا.