مسؤولون أمميون: بيت الأمم المتحدة في قطر بوابة للعمل التنموي والإنساني والدبلوماسي
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
أكد عدد من مسؤولي الأمم المتحدة أن وجود بيت الأمم المتحدة في قطر يرسخ الشراكة الإستراتيجية بين دولة قطر والأمم المتحدة والتي أثمرت عن تحقيق إنجازات عديدة ونتائج ملموسة، كما يعزز مستقبل العلاقات بين الجانبين.
ورحب المسؤولون الأمميون في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية «قنا» بتعزيز شراكة الأمم المتحدة مع دولة قطر، مؤكدين أن إنشاء بيت الأمم المتحدة في قطر يجسد أحد أبرز جوانب هذه الشراكة، كما تتجلى مشاركة دولة قطر في أسس العمل الجماعي متعدد الأطراف، بالإضافة إلى إبراز مكانة الدوحة الدولية كمركز للبرامج والمبادرات التي تركز على التنمية والسلام.
وجاء افتتاح «بيت الأمم المتحدة» في مارس الماضي متزامنا مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، في لوسيل ليضيف جوهرة جديدة إلى العمارة القطرية في التصميم الخارجي والداخلي.
ويضم بيت الأمم المتحدة مكاتب لمنظمات مهمة، مثل: مكتب اليونسكو ومكتب منظمة العمل الدولية ومكتب منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، والمركز الإقليمي للتدريب وبناء القدرات في مجال مكافحة الجريمة السيبرانية.
وفي تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا» أكد سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشراكات بين القطاعين العام والخاص والتمويل الاجتماعي الإسلامي، أن وجود بيت الأمم المتحدة في الدوحة يعكس مستقبل العلاقة بين الجانبين ويعزز الفوائد التي تعود عليهما، كما يسهل من اتخاذ القرارات اللازمة ويساعد في فهم طبيعة المشاريع والمجالات التي تعنى بها دولة قطر، والتي من أهمها الجوانب التنموية والإنسانية، ولما تمثله دولة قطر من أهمية إستراتيجية في الخريطة الإنسانية الدولية.
وأضاف أن جهود دولة قطر خلال السنوات الماضية ومن ثم وجود بيت الأمم المتحدة في الدوحة يساعد على تسريع الاستجابة والتنسيق المسبق بين الجهات المختلفة في دولة قطر ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة سواء كان التنسيق بين القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو منظمات المجتمع المدني.
علاقة تاريخية
وأكد سعادة الدكتور المريخي، أن دولة قطر لم ولن تألو جهدا في تقديم المساعدات الإنسانية، كما أن جهودها في المبادرات الدولية واضحة للعيان وذلك لمعالجة التحديات التي يواجهها العالم، وخير شاهد على ذلك حينما انتشر وباء كورونا كانت قطر من أول الدول التي ساهمت في توفير اللقاح لكثير من الدول الفقيرة، كما سخرت الناقل الوطني الخطوط الجوية القطرية لنقل العالقين من موظفي الأمم المتحدة الذين يعملون في جهود الإغاثة والعمل الإنساني.
ونوه بتطور العلاقة في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ حيث أصبحت دولة قطر من أوائل الدول الداعمة لمنظمة الأمم المتحدة، وذلك بتوقيع الاتفاقيات وتقديم دولة قطر دعما لتمويل منظمات الأمم المتحدة بمبلغ 500 مليون دولار، فضلا عن افتتاح بيت الأمم المتحدة والذي يضم عدة منظمات من منظمات الأمم المتحدة.
إغاثات دولية
وتناول سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشراكات بين القطاعين العام والخاص والتمويل الاجتماعي الإسلامي في تصريحه لـ» قنا» دور منظمات المجتمع المدني القطرية الفعال مع منظمات الأمم المتحدة مثمنا جهود الجمعيات الخيرية القطرية التي لعبت دورا بارزا في تعزيز الشراكة بينها وبين منظمات الأمم المتحدة من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية في كثير من الدول المحتاجة، كما شاركت في الإغاثة الدولية مع مختلف منظمات الأمم المتحدة الإنسانية.
دور فعال
ونوه بالدور البارز والفعال لمؤسسة «التعليم فوق الجميع» في اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لحماية التعليم وذلك من خلال الشراكة الفعالة مع منظمات الأمم المتحدة المختلفة وعلى رأسها اليونيسف واليونسكو، مشيرا إلى دور الهلال الأحمر القطري وشراكته المميزة مع منظمات الأمم المتحدة المختلفة في تنفيذ كثير من المشاريع الإنسانية والتنموية في مختلف الدول الفقيرة.
وأكد المريخي في ختام تصريحه، أن الشراكة بين قطر والأمم المتحدة لم تشمل القطاع الحكومي أو مؤسسات المجتمع المدني فقط بل تشمل القطاع الخاص أيضا، كاشفا بأنه من خلال عمله الحالي يسعى إلى ترسيخ هذه الشراكة ما بين منظمات الأمم المتحدة والقطاع الخاص القطري على أساس إستراتيجي، حيث يتم التنسيق مع وزارة التجارة والصناعة في قطر لدعوة القطاع الخاص وذلك للاجتماع مع منظمات الأمم المتحدة لتعزيز هذه الشراكة بشكل إستراتيجي.
عمل جماعي متعدد الأطراف
ومن جهته، قال سعادة السيد صلاح الدين زكي خالد، مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، في الدوحة، في تصريحات مماثلة لـ /قنا/ إن دولة قطر منذ انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة ساهمت بشكل كبير في مجموعة عمل الأمم المتحدة في مجالات التنمية المستدامة، وحقوق الإنسان، وتغير المناخ، والتعليم، والصحة، وتمكين الشباب، مثمنا شراكة دولة قطر مع منظمة الأمم المتحدة، والتزامها بتعزيز هذه الشراكة، والذي جاء من ثمرتها إنشاء بيت الأمم المتحدة في قطر، حيث تتجلى مشاركة دولة قطر في أسس العمل الجماعي متعدد الأطراف.
وأضاف سعادته أن هذه المبادرة لا تلبي تطلعات وكالات الأمم المتحدة والحكومات والأطراف المعنية فحسب، بل تعزز أيضا مكانة الدوحة الدولية كمركز للبرامج والمبادرات التي تركز على التنمية والسلام. ويمثل بيت الأمم المتحدة في قطر مساهمة قوية في تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي بالدوحة، أن بيت الأمم المتحدة الذي تم إنشاؤه في قطر يعتبر مساحة جماعية مهمة لمختلف وكالات ومؤسسات الأمم المتحدة للعمل معا بتعاون وثيق مع دولة قطر والمعنيين الرئيسيين لتكثيف الحوار بشأن تنفيذ خطة عام 2030 للتقدم نحو تحقيق الأهداف المشتركة داخل بيت الأمم المتحدة .
مبادرات مهمة
وشدد السيد صلاح الدين زكي خالد على أن هذا الحضور الجماعي يعزز تأثير وفعالية هذه الوكالات في الوفاء بمجالات عملها وتخصصاتها، كما يمثل العمل والتنفيذ ذو الجهود المتكاتفة والموحدة من هذا المبنى الجديد، فرصة لخلق قدر أكبر من الكفاءة وعلاقة عمل أكثر إنتاجية مع البلد المضيف، مما يسمح بتجميع الخبرات وتحقيق نتائج أكثر تأثيرا مع الحفاظ على التركيز على أولويات التنمية الرئيسية والتقدم نحو أهدافنا المشتركة سواء في دولة قطر وحول العالم.
وقال إن هذا البيت يعد بوابة العمل التنموي والإنساني والدبلوماسي للأمم المتحدة في المنطقة والعالم. وتولي منظمة اليونسكو قيمة كبيرة للشراكة التي أقيمت مع دولة قطر على مر السنين حيث تجسدت في العديد من المبادرات المهمة والقيمة حول الأولويات في المجالات ذات الاهتمام المشترك، من بين أمور أخرى في مجالات التعليم وبناء السلام والثقافة والتراث.
تعاون ثنائي
وبدورها أكدت السيدة إيمان يونس عريقات رئيس بعثة الأمم المتحدة للهجرة في دولة قطر، اعتزاز عمل المنظمة خلال تواجدها في دولة قطر في بيت الأمم المتحدة، الذي تم افتتاحه في مارس 2023، مؤكدة أن المنظمة الدولية تعمل سويا مع الجهات الحكومية في دولة قطر وخاصة وزارة الخارجية القطرية، لتنفيذ الأهداف الخاصة بالهجرة والتي تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، وكذلك الاتفاق العالمي للهجرة وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وأضافت أن وجود بيت الأمم المتحدة في قطر لتنفيذ الأعمال الإنسانية حول العالم طالما كانت هناك الحاجة بالتعاون مع الأطراف القطرية حيث نعمل على بناء شراكات استراتيجية مع الجهات المحلية الفاعلة لدعم الجهود الإنسانية حول العالم.
وتابعت قائلة: إن وجودنا في بيت الأمم المتحدة وعملنا في داخل دولة قطر جاء كنتيجة حتمية وطبيعية للدور الكبير الذي تلعبه دولة قطر على الساحة الدولية من خلال دعمها للجهود الدولية لبرامج التنمية في الدول النامية. فضلا عن تنفيذها برامج إنسانية في الدول المنكوبة وقيامها بدور الوسيط لتقريب الفرقاء وتقريب وجهات النظر.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر القطاع الخاص هذه الشراکة فی دولة قطر من خلال قطر من
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعو لتقييد “الفيتو” بمجلس الأمن وتعزيز المساءلة الدولية
دعت الإمارات إلى ضبط استخدام حق النقض (الفيتو) لضمان صون السلم الدولي، مؤكدةً أهمية المساءلة الجماعية وتعزيز دور الأمم المتحدة..
التغيير: الخرطوم
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى وضع ضوابط لاستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي.
وأشارت إلى ضرورة أن يُستخدم “الفيتو” لتحقيق السلم والأمن الدوليين بدلاً من عرقلة إرادة المجتمع الدولي.
وأكدت أن الاستخدام غير المسؤول للفيتو يُضعف مصداقية مجلس الأمن، خاصةً في أوقات تستدعي تدخلًا عاجلًا.
وجاء في بيان ألقته غسق شاهين، نائبة المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع للجمعية العامة حول استخدام الفيتو، الخميس: “إنه من المؤسف أن يعجز مجلس الأمن عن الوفاء بمسؤولياته في أقل من أسبوع مرتين متتاليتين، حيث فشل في اعتماد قرارات لوقف إطلاق النار في غزة ولحماية المدنيين في السودان”.
وأشار البيان إلى أن المجلس أخفق في اتخاذ قرارات بشأن منع تسليح الفضاء، وأنظمة العقوبات، مؤكدًا استخدام الفيتو سبع مرات هذا العام، إلى جانب ما وصفه بـ”النقض الصامت” خلال المفاوضات.
وشددت الإمارات على أن الفيتو مكفول للأعضاء الدائمين بموجب الميثاق، لكن ينبغي استخدامه بمسؤولية في الأزمات التي تتطلب تدخلًا عاجلًا.
وأوضح البيان أن الاستخدام غير المسؤول يتعارض مع أهداف الأمم المتحدة المتمثلة في إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب.
وأضاف البيان: “لا بد من تقييد استخدام الفيتو في حالات الفظائع الجماعية، لأنه وضع لدعم القانون الدولي وليس لتجاهل إرادة المجتمع الدولي.
كما ينبغي احترام رأي الأمين العام في الحالات المستندة إلى المادة الـ99 من ميثاق الأمم المتحدة، كما حدث مع الحرب في غزة”.
وأشار إلى أن دور الجمعية العامة يبرز في ظل عجز مجلس الأمن، من خلال عقد جلسات استثنائية طارئة وجلسات لمساءلة استخدام الفيتو.
كما أشاد البيان بمبادرتي فرنسا والمكسيك لتعطيل صلاحيات الفيتو في حالات الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، معتبرًا ذلك خطوة لتعزيز المساءلة الدولية.
ودعت الإمارات إلى إدراج تحليل لاستخدام الفيتو ضمن التقرير السنوي المقدم من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة، بما يتيح مقارنة البيانات بين الفترات المختلفة.
وشددت على أهمية الإصلاح الشامل لمجلس الأمن، بما في ذلك تعديل بنود الفيتو، لضمان فعالية العمل الجماعي في مواجهة الأزمات الإقليمية والدولية، مع الامتثال للقوانين والأعراف الدولية.
الوسومالسودان حق النقض "الفيتو" غزة مجلس الأمن الدولي