المرأة السعودية ..مصدر التطور
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
البلاد ــ الرياض
استطاعت المرأة السعودية بكفاءتها وقدراتها أن تثبت حضورها في عدة مجالات، حققت فيها إنجازات بارزة على المستوى المحلي والعالمي، وذلك في ظل الدعم غير المحدود من الحكومة الرشيدة التي آمنت بإمكاناتها وبأهمية تطورها، إذ قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -: “إن المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع”.
ومن المجالات التي تميزت بها المرأة السعودية “عالم تصميم المجوهرات”، حيث تمكنت بذكائها ولمساتها الناعمة من ترجمة تراث وثقافة المملكة العربية الأصيلة إلى قطع مصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة تعكس مواصفات ومتطلبات العصر الحالي، بشكل مميز يخطف أبصار المهتمين بهذا النوع من الفنون.
وعملت جهات مختلفة في المملكة على تنفيذ مبادرات ومشاريع تعزز الهوية الوطنية للتصاميم، وتخدم المبدعين والمستثمرين، ومنها ما قدمته هيئة الأزياء التابعة لوزارة الثقافة من برامج ومبادرات أسهمت في صقل مهارات المصممات وأهلتهن للظهور على المستوى المحلي والدولي.
ومن أبرز البرامج الإرشادية “100 براند سعودي” الذي أطلقت نسخته الأولى في عام 2021م، حيث قدم حزمة من البرامج التدريبية لمدة عام، يتخللها جلسات إرشادية واستشارية جماعية وفردية، وورش عمل افتراضية وحضورية في سبيل تطوير مزايا الأعمال التنافسية في صناعة الأزياء السعودية وتمكين المشاركين، كما مكّنت الهيئة المشاركين في البرنامج بنسختيه السابقة والحالية من المشاركة في أهم المحافل العالمية لعالم الموضة والأزياء.
وتميزت المصممات السعوديات في تقديم وعرض أفكارهن وإبداعاتهن في تصميم الحليّ الذهبية المطعّمة بالأحجار الكريمة وهو ما يؤكد قدرة أناملهن المبدعة على الدخول في عالم الأعمال والاستثمار.
وانطلاقاً من أهمية إبراز الموروث السعودي، وتحقيقاً للتطلعات المستقبلية لرؤية المملكة 2030 والمحافظة عليه ونقله للأجيال، أوضحت المصممة حنان بنوب أن تخصصها الأكاديمي الفني إلى جانب شغفها في الرسم ساعدها في الدخول لمجال التصميم باحترافية عالية، فمنذ عام 1996م استطاعت أن تتدرج في فن الرسم وتنقل ذوقها الفني وتترجم أفكارها في القطع الذهبية التي تحرص على عرضها في المعارض الفنية ولاقت استحسان وإعجاب السيدات.
وأبانت أن ما يميز أعمالها، هو حرصها على جعل الزخارف التراثية لمختلف مناطق المملكة والكلمات المحفّزة التي توجهها القيادة الرشيدة – رعاها الله – للمواطن منعكسةً على معظم تصاميمها، ومن أشهرها ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، -حفظه الله- “همة السعوديين، مثل جبل طويق”، حيث صممت قطعة مجوهرات أطلقت عليها “همة جبل” وأصبحت مميزة لدى السيدات.
وذكرت بنوب أن تصميمها “همة جبل” عبارة عن سوار ذهبي من عيار 18، يتوسطه تصميم لجبل طويق، كتب على قمته” همة جبل”، وقد طُعّم السوار بأحجار الزمرد والألماس، وهي ألوان مستلهمة من العلم السعودي، لافتةً إلى أن التصميم عُرض في “معرض المجوهرات الفريدة” والذي عُقد ضمن الفعاليات التي قدمها موسم الرياض 2021.
وأوضحت بنوب أن قطع المجوهرات الفريدة تحتاج إلى دقة وتركيز وتمر بعدة مراحل أساسية للخروج بتصميمها النهائي، فهي تبدأ بمرحلة “الفكرة” التي يتوقف عندها معظم المصممين لحين حصولهم على الإلهام، تليها مرحلة تحويل الفكرة إلى رسمة ذات تفاصيل دقيقة تشمل قياساتها وأبعادها، ثم يتم مناقشة التصميم مع الصائغ، لمعرفة إمكانية تصميمه، ولاختيار عيار الذهب والأحجار المناسبة للتصميم.
وأشارت إلى أن العديد من الجهات تقدم الدعم للمصممات حيث شاركت مؤخراً في برنامج “تطعيم المجوهرات المحلية بتصاميم إيطالية” الذي عقده بنك التنمية الاجتماعية.
ومن جانبها، تحدثت المصممة سارة أبو داوود عن تجربتها التي امتدت إلى 16 سنة، بأنها تحرص في تصاميمها الشرقية الملفتة على الجمع بين أنماط الشرق الأوسط والغرب بلمسات سعودية عصرية، تعبّر عن جمال من يرتديها.
وقالت: إنّ تأثري بالثقافة السعودية يظهر في العديد من تصاميمي، ولكل مجموعة قصة، فمثلاً مجموعة”الجنيه” ترمز إلى تاريخ المملكة، و”حرفي” صممتها بمناسبة الاحتفاء باللغة العربية، وتصميم “روشان” كان للمشاركة بالبرنامج الذي نظمته هيئة الأزياء التابع لوزارة الثقافة في عام 2021م “100 براند سعودي” والذي يهدف إلى تطوير قطاع الأزياء ودعم علامات سعودية فاخرة في عالم الأزياء وتمكين العاملين فيه.
وعن تصميمها “الروشان”، ذكرت بأنها عاشت طفولتها في مدينة جدة والتي تتزين فيها نوافذ المنازل قديماً بفتحات خشبية تسمى بالرواشين، ومن هنا استوحت هذا التصميم، فقامت بإنتاج أقراط مصنوعة من ذهب عيار، تتكون من طبقتين نحتت بشكل هندسي يظهر الرواشين، حيث رُصعت بالألماس والزمرد، وحُفر عليها كلمات إيجابية محفزة باللغة العربية.
وعدّت مشاركتها في برنامج “100 براند سعودي”، فرصة ذهبية أتاحت لها الالتقاء بأبرز الخبراء والمدربين في مجال تصاميم المجوهرات والاستفادة منهم، إلى جانب الحصول على عدة دورات تدريبية وإرشادية وورش عمل تثقيفية في عالم تطوير وتنمية الأعمال التجارية، ما دفعها إلى المشاركة في فعاليات كثيرة كان أبرزها الاحتفاء بأسبوع الموضة في ميلانو بإيطاليا.
يذكر أن المملكة العربية السعودية تمتلك طاقات مبدعة في الكثير من المجالات، تعمل على نشر موروثها الثقافي الغني لاقتصاد مزدهر في ظل تشجيع ودعم القيادة الرشيدة .
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: المرأة السعودية
إقرأ أيضاً:
لطيفة بنت محمد تعتمد "استراتيجية قطاع التصميم 2033"
اعتمدت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، "استراتيجية قطاع التصميم 2033" الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للتميز في التصميم، وملتقى دولياً لأبرز المصممين والمبدعين وخبراء الصناعة، ووجهةً لتبادل أبرز الممارسات وأحدث التوجهات في هذا المجال الإبداعي.
جاء ذلك خلال فعاليات النسخة العاشرة من أسبوع دبي للتصميم المُقامة تحت رعاية الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم بشراكة استراتيجية مع حي دبي للتصميم (d3) التابع لمجموعة تيكوم، وبدعم من "دبي للثقافة"، وتستمر حتى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وأكدت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، أن دبي تواصل جهودها وسعيها لتعزيز حضورها عاصمةً عالمية للفن والثقافة والتصميم، وترسيخ مكانتها ملتقىً دولياً للمصممين والمبدعين وأصحاب المواهب، لافتةً إلى أنّ "استراتيجية قطاع التصميم 2033"، ستعمل على نمو القطاع في دبي ورفع تنافسيته والارتقاء به نحو مستويات جديدة من التميز.
وقالت: تُجسّد الاستراتيجية رؤى دبي الطموحة وتطلعات قيادتها الرشيدة بالعمل على تحويل الإمارة إلى منصة انطلاق نموذجية لأحدث التوجهات في مجال التصميم، ما يرسّخ مفاهيم الإبداع والابتكار والاستدامة، كما ستعمل الاستراتيجية على تمكين القطاع من تجاوز التحديات التنظيمية التي تواجهه، وتحفيز روح الابتكار وريادة الأعمال لدى أصحاب المواهب الإبداعية، وتشجيعهم على تقديم تجاربهم الفريدة، والتعبير عن رؤاهم وأفكارهم النوعية، وتحويل أحلامهم وطموحاتهم وإبداعاتهم إلى قيمة مضافة ومورد اقتصادي مستدام.
لطيفة بنت محمد تعتمد "استراتيجية قطاع التصميم 2033" الهادفة إلى ترسيخ مكانة #دبي مركزاً عالمياً للتميز في التصميم، وملتقى دولي لأبرز المصممين والمبدعين وخبراء الصناعة، ووجهةً لتبادل أبرز الممارسات وأحدث التوجهات في هذا المجال الإبداعي.https://t.co/j05xeB31Xw pic.twitter.com/QvMFRD557L
— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) November 7, 2024 جذب الكوادر الشابةوأشارت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، إلى أن دبي نجحت في جذب واستقطاب الطاقات والكوادر الشابة المتميزة في مجال التصميم، بفضل تفرد مناخها الإبداعي وتكامل منظومتها الداعمة للمحترفين في هذا القطاع، حيث تعد أول مدينة للتصميم في الشرق الأوسط، ضمن شبكة اليونيسكو للمدن العالمية المبدعة.
وأضافت: تولي دبي أهمية خاصة لقطاع التصميم الذي يمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد الإبداعي، وأحد روافد اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، وعنصراً جوهرياً في عملية التعبير، حيث تسعى الإمارة بفضل ما تتمتع به من مزايا فريدة وإمكانيات وفرص متنوعة إلى الدفع باتجاه نمو هذا القطاع وازدهاره، عبر استشراف مستقبله، وتوفير حاضنات إبداعية لمشاريعه وفعالياته المختلفة، ودعم الكفاءات الرائدة فيه.
وتتضمن الأهداف الرئيسة للاستراتيجية الجديدة زيادة نسبة الالتحاق بالتعليم العالي والتدريب المستمر في مجالات التصميم في دبي بنسبة 20٪، عبر إتاحة فرص نوعية لأكثر من 25 ألف طالب لدراسة مجال التصميم، إضافة إلى دعم نحو 500 مشروع تصميم قائم في دبي، واحتضان أكثر من 100 مشروع جديد، وعرض أكثر من 500 مشروع تصميم محلي في المعارض والفعاليات الدولية، وتنظيم أكثر من 100 فعالية تصميم على المستويين المحلي والعالمي، وجذب 4 ملايين زائر محلي ودولي لمعارض وعروض التصميم في دبي بحلول عام 2033.
بيئة إبداعيةوستسهم الاستراتيجية في تهيئة بيئة إبداعية قادرة على دعم منظومة الأعمال في قطاعات الأزياء وتصميم المنتجات، والعمارة والتصميم الجرافيكي، وتوفير مناخ ملائم ومحفّز للمبدعين، وتسهيل تأسيس الأعمال وتوفير الفرص والتمويل التي يحتاجها قطاع التصميم في دبي، إلى جانب تعزيز التعاون وتبادل الأفكار بين قطاع التصميم والقطاعات الأخرى بهدف إثراء دوره كمحرك رائد للاقتصاد الإبداعي، واعتماد أحدث التقنيات التي تساعد في دعم القطاع والتصدي للتحديات والعوائق التي تواجهه، كما ستساهم الاستراتيجية في تطوير قاعدة بيانات خاصة بأصحاب المواهب والمبدعين، إضافةً إلى إلهام الجمهور وتوجيهه نحو التفاعل مع المصممين في دبي محلياً ودولياً.