بوابة الفجر:
2024-11-26@07:45:44 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: " للخصام " فوائد !!

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

  
 

رغم أننا جميعًا نكره ( الخصام ) نكره المقاطعة والقطيعة نعيش أسوء لحظات حياتنا أثناء وقوع ( خصام ) بيننا وبين صديق أو بين حبيبه أو زوجه أو أخ أو أخت !!
ولعل في مرحلة الخصام هناك أولاد الحلال لمن يستطيع منهم أن يعمل على إتساع (الفجوة) أو تدعيم أسباب ( البعد ) (والفراق ) ( والخصام ) وهناك أولاد الحلال الذين يسعون لنقل الأخبار وتضخيم الأحداث – 
( والزن في الودان ) مثل شعبي حتى يصبح المتخاصمين أكثر نفورًا وأكثر إستنفارًا كل أمام خصمه وهكذا يكون الخصام والذي يصل في بعض الأحيان إلى صفحات الجرائد لكي يتبادل الخصوم الإتهامات وتتناول أجهزة الإعلام مادة الخصومة بين "المشاهير" منهم مادة إعلامية صفراء مسلية بل هناك سهرات تأتي على بعض الفضائيات لكي يتواجه المتخاصمون ويكاد بعضهم الإعتداء على بعضهم البعض على الهواء مباشرة مذكرين المشاهدين بمصارعة الرومان لبعضهم في حلبات المصارعة وأشهر قاعاتها التاريخية (الكولسيوم) في روما القديمة !! 
واستطاع العالم المتحضر أن ينقل الخصومة من حروب بين القبائل إلى خصومات رياضية في الملاعب مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة الفولي  

وكرة التنس فهي خصومات رياضية يفرح فيها المنتصر ويبكي فيها الخاسر ومشجعيه !! ولكن أسوء الخصومات هي ما يحدث على مستوى الأفراد بين صديق وصديقه أو حبيب وحبيبته فهي الظلام نفسه والسواد كله  ونقل تلك الخصومات إلى قاعات المحاكم وينفرد القضاء ليحل مشاكل الخصومة لتزداد أثارها السلبية بصدور  الحكم لصالح طرف ضد أخر !!
ومع ذلك ننسى أن الخصام له فوائد بشرط أن يعود الوئام للمتخاصمين !
لا شك أن الشعور بالتصالح بعد الخصام بين حبيبين سوف يكون صلحًا حميميًا صلحًا ساخنًا جميلًا يتذكر فيه المتخاصمان كل دقيقة من ساعات الخصام على أنها تاريخ قديم ودمه ثقيل ويسأل المتخاصمان أنفسهم  كيف وصلنا لهذه الدرجة من الخصام والحقد والكره ونحن نمتلك كل هذا التاريخ بيننا.


وقد شدت أم كلثوم من أحلى أغانيها...
الحب كده وصال ودلال... ورضا وخصام 
وهو من ده...وده...الحب كده 
مش عايزة كلام.. مش عايزة كلام.. الحب كده !!
فالخصام في بعض الأحيان له فوائد جمة !!! بشرط أن يتصالح المتخاصمون وأن لا نطيل من فترة الخصام !!

 أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

«دخل الربيع يضحك» .. واقع إنساني خاص وتنوع بين قصص الحب والالالم

حصد الفيلم المصري ”دخل الربيع يضحك”  من انتاج كوثر يونس خلال مشاركته بفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولى فى دورته الـ 45 أربعه جوائز  وهم جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (الفيبريسي)، وتنويه خاص للممثلة رحاب عنان ، وجائزة أفضل إخراج لنهى عادل، وجائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني .

 

العمل اهداءًا إلى مطربى وفنانى الزمن الجميل “حليم وفريد الاطرش وسعاد حسنى وصباح وشادية ” وغيرهم وهو اسم رباعية للشاعر الكبير “صلاح جاهين” فالعمل مقسم على أربع قصص كل قصه منهم منفصله بذاتها تجسد تلك القصص واقعًا إنسانيًا خاص تتنوع بين قصص الحب والالالم ايضا وخاصة أن السيناريو ركز على المجتمع النسائى بمختلف أعماره وطباقته التى تراوحت بين المتوسطة والشعبية والارستقراطية وناس من ايجيبت.

كما يطلق عليهم فهم وقائع شديدة الصعوبة وخاصة ان العمل المشترك بينهم هو عامل الثراثرة والضجيج الصوتى والنفسى والتى قدمته مخرجة العمل “نهى عادل” كما أعتادت فى أفلامها القصيرة “مارشيدر وحدث ذات مرة على القهوة” على الزحام والواقعية فى الحوار وبات هذا واضحًا فالحوار يكاد بنسبة كبيرة يكون ارتجاليًا يبدًا بحاله من الاريحية كما تكن البدايات فى العلاقات لتبدًا المشاحنات رويدًا رويدًا ليصحب الجمهور فى حاله من الترقب والجذب مع وحده الزمان والمكان فالمكان له عاملا تأثيرًا على عوالم تلك النساء الكافتيريا والمنزل والكوفير ومكان تجهيزات الافراح فالفيلم يكاد يكون بسيط فى كتابته ولكنه معقد جدًا فى عمليه طرحه الدرامى فكيف يتحدث العمل على تأثير الربيع فى حياه هؤلاء النساء من طبقات مختلفة وهما بالحقيقة يرتدون أقنعه مزيفة يخفون من وراءها تأثير عامل الزمان والعمر وتأثير الاسخاص على تغيير ملامح الوجوه ففى أحدى القصص تلامس العمل مع أزمة منتصف العمر والنظرة الدنيوية لاصحاب الحرف البسيطة بأنهن نساء لا قيمه لهم والمطلقات والقسوة المختبئة بين الاحاديث المنافقه والتى تكشفها أول صراع يحدث بين شخصيتين رئيستين حددتهما المخرجة فكل كل فصه وهو عملية الصراع بين أثنتان بين امراة وامراة أو رجل وامراة والجميع يلتف من حولها دون مقاومه مع بروز تشويش فى شريط الصوت الخاص بالفيلم والذى أقره صناع العمل بأنه مقصودًا لإحداث عملية التوتر النفسى فالجميع يتحدثون فى وقت واحد .

 

بالتزامن مع تصويرهم فى لقطات مقربة وكأن المشاهد فى قلب الحدث ذاته ورغم ان الرابط بينهم هم شهور الربيع ولكن كانت الاحداث خريفية للدلاله على أن الربيع لم يمر بالعديد كما كان من قبل ، فرباعية “دخل الربيع” هى بالفعل جزء من الحزن الأصيل، الذي سكنت أشعار جاهين في مرحلة ما بعد 67، وحتى رحيله مكتئباً وتسبب ايضا فى اكتئاب السندريلا ومن بعدهم ذهب الربيع الحقيقى ولم يعد مرة أخرى فالرباعية كشفت بالفيلم الأسرار الفائحة، وخبايا النفوس، وفداحة أن تكون القلوب عامرة بما لا يطيق اللسان النطق به، سوى في لحظات الانفجار أو الأسى أو اليأس ،
 

وحين نركز على أسلوب المخرجة “نهى عادل” نرى حرفية في التعامل مع الحوار على اعتباره أداة الحكي الأساسية، فمن خلال الحوار يمكن التعرف على كل المعلومات حول حاضر اللحظة وحول التاريخ المشترك أو الفردي للشخصيات، وحول الأزمات المخبأة خلف الشفاه المبتسمة أو العيون المختومة بنظرات غامضة أو قلقة، والحوار في مجملة يبدو مرتجلاً رغم كون من الواضح أنه مكتوب، لكنه ليس مكتوب بصورة تقليدية كالحوار الفيلمي التقليدي، ولكنه مكتوب على مستوى التوجيه والخطوط العريضة وسياقات النمو والتطور والاشتعال، هو أقرب لأسلوب الـ”cross fire” بشكل كثيف جداً إلى حد الغموض والكلمات المدموغة والصراخ أو الـ”over lab” أي تداخل الجمل في بعضها والفشل في فصلها أو التعرف عليها وهو ما يسبب حالة توتر وضيق للمتلقي، ولكنه توتر مقصود وضيق مستهدف نفهم منه أنها ليست تقليدية فى اختيارها لفكرة العمل والتى أكدت فى تصريحات لها ان الفيلم  جاء عبر ايمانها بإخراج مجموعة من القصص القصيرة المجزأة داخل قالب روائي طويل وان الفيلم يبدو أنه عائليًا لا نشعر من خلاله بغرابة الاحداث التى كنا نشعر بها بل على العكس هى حوارات من قلب الواقع الحيوى صادقة التعبيرات والمشاعر التى تكمنت من توصيفها بصريًا والتى رأها البعض انها مزعجة ورأها البعض انها حقيقة ولكننا بالفعل أمام تجربة فنية تستحق التأمل .

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: "التــــدنى" فى الأمانى !!
  • ''عفريتة قطار منتصف الليل''.. رواية جديدة في سلسلة الحب والرعب
  • قواعد الحب
  • السيرة الذاتية للمستشار حماد توفيق بعد تعيينه عضوا بالهيئة الوطنية للإعلام
  • بعد تصديق الرئيس.. من هو المستشار حماد مكرم توفيق «عضو الهيئة الوطنية للإعلام»
  • «دخل الربيع يضحك» .. واقع إنساني خاص وتنوع بين قصص الحب والالالم
  • د.حماد عبدالله يكتب: " العشوائيــــــات " فى عقول المصريين
  • البابا فرنسيس: في الحب فقط تجد حياتنا النور والمعنى!
  • د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"
  • صور سريالية لأغرب فنادق الحب في اليابان