بوابة الفجر:
2025-02-01@16:53:50 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: " للخصام " فوائد !!

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

  
 

رغم أننا جميعًا نكره ( الخصام ) نكره المقاطعة والقطيعة نعيش أسوء لحظات حياتنا أثناء وقوع ( خصام ) بيننا وبين صديق أو بين حبيبه أو زوجه أو أخ أو أخت !!
ولعل في مرحلة الخصام هناك أولاد الحلال لمن يستطيع منهم أن يعمل على إتساع (الفجوة) أو تدعيم أسباب ( البعد ) (والفراق ) ( والخصام ) وهناك أولاد الحلال الذين يسعون لنقل الأخبار وتضخيم الأحداث – 
( والزن في الودان ) مثل شعبي حتى يصبح المتخاصمين أكثر نفورًا وأكثر إستنفارًا كل أمام خصمه وهكذا يكون الخصام والذي يصل في بعض الأحيان إلى صفحات الجرائد لكي يتبادل الخصوم الإتهامات وتتناول أجهزة الإعلام مادة الخصومة بين "المشاهير" منهم مادة إعلامية صفراء مسلية بل هناك سهرات تأتي على بعض الفضائيات لكي يتواجه المتخاصمون ويكاد بعضهم الإعتداء على بعضهم البعض على الهواء مباشرة مذكرين المشاهدين بمصارعة الرومان لبعضهم في حلبات المصارعة وأشهر قاعاتها التاريخية (الكولسيوم) في روما القديمة !! 
واستطاع العالم المتحضر أن ينقل الخصومة من حروب بين القبائل إلى خصومات رياضية في الملاعب مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة الفولي  

وكرة التنس فهي خصومات رياضية يفرح فيها المنتصر ويبكي فيها الخاسر ومشجعيه !! ولكن أسوء الخصومات هي ما يحدث على مستوى الأفراد بين صديق وصديقه أو حبيب وحبيبته فهي الظلام نفسه والسواد كله  ونقل تلك الخصومات إلى قاعات المحاكم وينفرد القضاء ليحل مشاكل الخصومة لتزداد أثارها السلبية بصدور  الحكم لصالح طرف ضد أخر !!
ومع ذلك ننسى أن الخصام له فوائد بشرط أن يعود الوئام للمتخاصمين !
لا شك أن الشعور بالتصالح بعد الخصام بين حبيبين سوف يكون صلحًا حميميًا صلحًا ساخنًا جميلًا يتذكر فيه المتخاصمان كل دقيقة من ساعات الخصام على أنها تاريخ قديم ودمه ثقيل ويسأل المتخاصمان أنفسهم  كيف وصلنا لهذه الدرجة من الخصام والحقد والكره ونحن نمتلك كل هذا التاريخ بيننا.


وقد شدت أم كلثوم من أحلى أغانيها...
الحب كده وصال ودلال... ورضا وخصام 
وهو من ده...وده...الحب كده 
مش عايزة كلام.. مش عايزة كلام.. الحب كده !!
فالخصام في بعض الأحيان له فوائد جمة !!! بشرط أن يتصالح المتخاصمون وأن لا نطيل من فترة الخصام !!

 أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

محمد جمعة حامد نوار يكتب: القبول

خرجت في وقت مبكر اليوم. المدينة يلسع وجهها برد صباحي بلطف ناعم. فحتى الشتاء في هذا العام ترفق بالسودانيين تضامنا ولم يشتد فيما لاحظت على غير معتاد طقس يناير. تدفأت ببعض مشاهد صغار تودعهم والدتهم إلى مدرسة. باعة الخضار ينثرون الماء على طماطم نضير. ومخبز أمامي يتخاطف الناس خبزه الحار بغير زحام. بدأت الحياة في الإنتظام على نسق كأنما يستعيد قديم الاعتياد وهذه نعمة.
ركبت الحافلة عند أول الطريق. صحت السلام عليكم. ردت سيدة وكهل. فيما تجاهلني من جاورت. إذ إنهمك في مشاهدة مقطع لوالد الشهيد محمــد البشير. شاركته بفضول متاح المسافة المبيح للاستماع. والد الشهيد يخطب بثبات على قبر فلذة ابنه. خطاب قوي متماسك. لا تعثر في كلماته ولا ألم. وبل يقين واحتساب مركوز في نفس مؤمنة. بما يقول وتخير ابنه الشهيد .
2
سرحت مع التسجيل في سوابق تذكرتها في هذه الحرب .من جيران ومعارف وأصدقاء. التقيت أهل شهداء كانوا بذات القياس والمثال. أخرهم كان عم (الطيب) والد الشهيد الصادق من أبناء أمبدة الحارة الرابعة. حينما وصلت لأعزيه. استقبلته بوجه مجزوع ولسان جاف يتخبط في إختيار مفتتح الكلمات. واستقبلني بإبتسامة عالية وساعد يهزني بقوة على كف تنبسط بالحمد لله. والشكر أن منحهم مقام شهيد في أسرته. ثم ترك مصابه ليستفسرني عن صحتي وعافيتي وأمي وأبي قبل أن ينخرط في أنس مرح. عن أبنه الشهيد. وإخوته في (المدرعات). فطابت نفسي وشعرت أن العزاء اولى به نفسي التي تتقاصر عن هامات هؤلاء الكرام وأهلهم.
3
أخرجني مجاوري بالحافلة ـ كأنه قرأ طيوف صمتي ـ قال وهو (يلكزني) يعيد المقطع على مطالع عيني هذه المرة. قال الشاب (دا والد الشهيد محمد البشير ) قلت بنزق فظ لا اعرف كيف فعلته (قريبكم) ؟! فقال الشاب. لا اعرف والد الشهيد لكني أعرف الشهيد. ثم شرح لي أنه ـ اي الشاب المتحدث ـ يعمل في مول تجاري. وكان الشهيد من الزبائن. وقال كان زبونا ممن يألفون ويؤلفون. صرنا نعرفه للطف كبير فيه تمدد لكل العاملين والعمال. حتى حفظناه وعرفناه. وبل وعرفته كل المنطقة لأنه ربما يسكن بالجوار أو بسبب ضمن خدماته لإخوانه بالمنطقة في كرري.
مضى محدثي الذي لاحظت أن العبرة تخنقه. يرفع كل ثانية نظارة طبية ليمنع تحدر دمع وهو يقول عن لحظة التشييع. عبر بهذا الشارع موكب جثمان الشهيد. قال بلا شعور حينما تطاير الخبر. سارع العمل والتجار وكثير ممن كان يعبرهم الشهيد وألفوه للصعود للحاق بالموكب إلى سركاب. قلت هل يعرفون محمد قال والله عرفته لأسابيع تعادل أعوام. قلت تقبله الله. صمتنا لبرهة. ليضيف أمس كل الذين فاتهم التشييع حينما علموا أن الجثمان العابر كان لمحمد البشير. تلاوموا ولو أن (دافنة) شخص يمكن أن تعاد لفعلوها ! وصمت عني فلم أجرجره في الحديث. اكتفيت منه واكتفى مني وبقي في خاطري الأثر الذي لا يزول وهو أن القبول في الأرض شهادة. والشهادة جزاء قبول ووفاء جزاء.
اللهم تقبل كل الشهداء في مقامات أهل الصدق والسبق. وأنزل بركتهم علينا أمنا وسلاما وتحابب لا يزول!

محمد جمعة حامد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الهروط يكتب .. اصنعوا لحكومة جعفر طعاماً
  • ويكيبيديا الحب (تجليات عشقية 76) / فراس بني هاني
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: شيخات القصايد
  • كلمته قبل ماتموت بدقائق.. رسالة مؤثرة لضحية حادث الطائرة الأمريكية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • كنز غذائي..تعرف على فوائد ورق الغار
  • محمد جمعة حامد نوار يكتب: القبول
  • مختصون: القهوة تقلل من خطر الإصابة بالخرف
  • د.حماد عبدالله يكتب: "طمعنجى بناله بيت فلسنجى سكن له فيه"
  • مصطفى الشيمى يكتب: رسائل