لغة الماندرين الصينية تتوسع في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
أشار تقرير إلى أن اللغة الماندرين الصينية تشهد توسعاً في تعلمها واستخدامها في منطقة الشرق الأوسط، ما يعكس اهتماماً متزايداً بالتقارب الجيو-سياسي بين دول منطقة الخليج العربي والدولة الصينية.
وبحسب تقرير لموقع "ساوث شاينا مورنينغ بوست" الإلكتروني، فإن السعودية أصدرت الشهر المنصرم قراراً يلزم مدارس الثانوية العامة والخاصة بتدريس لغة الماندرين، ومن المتوقع أن تمتد الدروس إلى طلاب الصف الثاني في هذا العام الدراسي.
ولفت التقرير إلى أن نحو 50 طالباً تسجل في معهد تم إنشاؤه في الرياض، وهناك حوالي 20 طالباً في مركز ثان بمدينة جدة.
ويأتي توسع تعليم اللغة الصينية في المدارس الثانوية في السعودية بعد اتفاق تم التوصل إليه في عام 2019، خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بكين لتقديم دروس الماندرين في جميع مستويات المنهاج، بما في ذلك الجامعات، ومثل هذا الاتفاق خطوة مهمة في ظل الصراع المرير بين الصين والولايات المتحدة.
فان هونغدا، أستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، قال إن الاهتمام المتزايد بتعلم اللغة الماندرين يعكس العلاقة الدبلوماسية المزدهرة بين الصين والمنطقة، التي كانت تقليدياً حجر الزاوية لنفوذ الولايات المتحدة.
وقال فان "إن التعلم المتعمد للغة أجنبية هو أداة هامة للنفوذ الناعم يمكن استخدامها لإنشاء رواية إيجابية وصور للبلد، سواء كان ذلك مقصوداً أم لا"، وأضاف "أظهرت حكومات السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة.. أنها تعطي أهمية كبيرة لتعليم اللغة الصينية".
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة -التي يبلغ تعداد سكانها 9.3 مليون نسمة وتحتل المركز السابع عالمياً من حيث احتياطيات النفط- أول دولة خليجية تضم اللغة الماندرين في منهجها التعليمي الوطني.
مع مساعدة بكين، بدأت الإمارات برنامجاً لتعليم اللغة الصينية في 100 مدرسة في عام 2019، والذي انتشر العام الماضي إلى 158 مدرسة حكومية، وفقاً لأرقام سفارة الصين في أبو ظبي.
في 2020، وقعت مصر مذكرة تفاهم مع الصين لاعتماد اللغة الماندرين كمادة اختيارية للغة أجنبية ثانية في المراحل الابتدائية والثانوية.
وفي يوليو (تموز)، أيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي -الذي استضافه الرئيس شي جينبينغ في زيارة رسمية إلى بكين في فبراير (شباط)- قانوناً يضيف لغة الماندرين إلى قائمة اللغات الأجنبية التي يمكن تدريسها في المدارس الثانوية والمتوسطة في جميع أنحاء البلاد.
ونقل التقرير أن هناك مستقبلاً واعداً لتعليم لغة الماندرين في السعودية، التي تمتلك سكانها 37 مليون نسمة وتحتل المركز الثاني عالمياً من حيث احتياطيات النفط، كما أن المملكة أطلقت معهد "كونفوشيوس" في جامعة الأمير سلطان في يونيو (حزيران).
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
«الشرق الأوسط».. حروب وتوترات وتفتيت لـ«الدول الوطنية»
يعيش الشرق الأوسط مرحلة حرجة تتسم بتعقيدات جيوسياسية وأزمات وتحديات مستمرة تهدد استقراره، وتتعدد التحديات التى تواجه الدول العربية، بدءاً من النزاعات المسلحة وانتهاءً بالتدخلات الخارجية، ما يثير مخاوف من مخططات تقسيم وتفتيت المنطقة، وهو ما يبرز جلياً فى العديد من الدول العربية بداية من فلسطين والطموح الإسرائيلى فى غزة، والضفة، مروراً بسوريا والتوسع الإسرائيلى بالجولان، إلى جانب التهاب الأحداث فى اليمن والسودان وليبيا.
وتمثل التدخلات الإقليمية والدولية تحديات كبرى، فى استقرار الدول، ما جعل الأوضاع أكثر تعقيداً، وأسهم فى تأجيج الصراعات المحلية لتحقيق مصالح استراتيجية، وزيادة التدخلات الخارجية تسهم فى إطالة الأزمات، وتزيد من تفكك الدول، ما يصعب حل النزاعات ويحافظ على حالة عدم الاستقرار.
ووسط كل التحديات، تبرز الرؤية المصرية كأحد العوامل الأساسية للحفاظ على وحدة الدول العربية، حيث تؤكد القيادة السياسية ضرورة تجنب توسيع نطاق الصراع الذى يؤدى لعواقب وخيمة، وبذل الجهود للوصول إلى خيار استراتيجى سياسى يسعى إلى تعزيز الاستقرار والأمن الإقليمى.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد حذر من توسيع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط، لأن تسوية أزمات المنطقة تتم بتحقيق الاستقرار، واستعادة مفهوم وأركان الدول ودعم مؤسساتها وتعزيز قدرة جيوشها وحكوماتها.
«الوطن» تستعرض تحديات الشرق الأوسط، وأولويات الحفاظ على الدولة الوطنية فى مواجهة مخططات التقسيم ومؤامرات هدم الدول.