ثورة الـ21 من سبتمبر.. حكاية انتصار شعب وحصاد الخيبات والهزائم لتحالف ومرتزقة العدوان
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
يمانيون – متابعات
يحتفل اليمنيون اليوم بحلول الذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر، التي تتزامن مع قرب دخول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا عامه العاشر.
اليوم تمضي ثورة 21 سبتمبر بخطى ثابتة قائمة على مرتكزات يمنية أصيلة، انطلاقاً من أهدافها وقيمها وثقافتها وأصالتها ويمانيتها، تمضي وفق مسار وطني تحرري، ضد الوصاية الخارجية والهيمنة ومشاريع التقسيم والتجزئة .
تمضي ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، ومعها تتراكم الإنجازات وتضيف عليها وفق مسار ثابت من القيم والمبادئ والتوجهات الوطنية الخالصة، فيما يسير خصومها من المرتزقة وأدوات الخارج ومعهم أسيادهم في الخارج نحو منحدرات الهزيمة والسقوط، متشبثين بفقاعات الوهم والخداع التي نصبوا شراكها للثورة في ساحات المعارك الإعلامية والسياسية والعسكرية والأمنية، وفي كل جولة يخرجون بالخسائر الساحقة والتردي وفضائح الفشل المكشوفة، فطريق الاستقلال والتحرر الذي اختطته ثورة 21 سبتمبر يجتازه شعب اليمانيين بكل اقتدار وتمكن ووفق رؤية واضحة وثابتة منسجمة مع قيم الشعب وأصالته، وفي العيد التاسع للثورة وما رافقها من انتصارات لحكومة الإنقاذ، تأكيد بأن كل ما فعلوه لمواجهتها لم يكن حصاده إلا الخيبات والهزائم.
ثورة 21 سبتمبر كانت ضرورة فرضتها الأوضاع الكارثية التي وصل إليها اليمن. ثمان سنوات يحتفي فيه الشعب اليمني اليوم بتحرر القرار السياسي اليمني من التبعية السعودية .. تسع سنوات من ثورة لشعب عظيم أنتفض ضد مافيا الفساد التي كانت تتحكم بكل مفاصل الدولة، تنهب الثروات وتزرع الثارات .
ففي 21 سبتمبر 2014م، خرج شرفاء الشعب اليمني ينشدون الحرية والحياة الكريمة، في ثورة أزعجت الشيطان الأكبر(أمريكا)، وأرعبت مملكة آل سعود (قرن الشيطان).. لتشتعل المؤامرات وتوظف الإمكانيات للتآمر على شعب اليمن العظيم .
لماذا ثورة 21 سبتمبر؟
لم تكن ثورة 21 سبتمبر 2014م وليدة اللحظة أو خلطا للأوراق السياسية أو انقلابا على نظام قائم لغرض الاستحواذ على السلطة وإلغاء للآخر .. بل جاءت كضرورة فرضتها كثير من العوامل والأحداث التي عصفت بالبلاد، وجعلته مرتهنا للخارج بقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولم يعد يملك من أمره شيئا .. وتحولت اليمن إلى ساحة صراع لتصفية حسابات إقليمية ودولية، دفع اليمنيون ثمنها غاليا حتى اليوم، كما أصبحت مأوى ومرتعا خصبا للتنظيمات الإرهابية التي تمولها وترعاها الدول التي تدعي أنها تكافح الإرهاب، ناهيك عن الأخطاء والمؤامرات التي حرفت مسارات ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر طوال العقود الخمسة الماضية .. ونتيجة لكل ذلك كان لابد من ثورة تصحيحية تعيد للإنسان اليمني حريته المفقودة وكرامته المسلوبة.. فجاءت ثورة 21 سبتمبر، التي لم يشأ أعداؤها في الداخل والخارج نجاحها فواجهوها بعدوان غاشم لوأدها، دمروا فيه على مدى ثمان سنوات كل مقومات الحياة، واحتلوا الجزء الجنوبي من البلاد، وحولوه إلى سجون لتعذيب المواطنين وحاضنة للتنظيمات الإرهابية.
فالوقائع التي أدت إلى قيام ثورة 21 سبتمبر، أشار إليها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في أكثر من خطاب له، التي أوضح فيها الكثير من الحقائق عن الثورة والمخاضات التي سبقتها، وكشف فيها أباطيل وادعاءات تحالف العدوان، وقوى العمالة والارتهان.
ففي خطابه في الذكرى الأولى للثورة، سرد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الكثير من العوامل والأسباب التي أدت إلى قيام الثورة .
وقال” إن هذه الثورة الشعبية، لم تأت من فراغ بل هي تحرك مشروع استحقاقي مسؤول وواعٍ وهي ضرورة فرضتها تلك الأوضاع الكارثية التي عانى ويعاني منها الشعب اليمني، وهي نتاج لمعاناة حقيقية لكل أبناء هذا الشعب وهي نتاج للإحساس بالظلم ونتاج للشعور بالمسؤولية، للسعي نحو التغيير، فكان هذا التحرك الشعبي الواسع، من حيث طبيعة الاستهداف والتركيز الخارجي على هذا البلد والذي كشفه بوضوح تام العدوان في نهاية المطاف وأدواته في الداخل التي كانت نافذة وكانت مسيطرة وكانت متحكمة بمقدرات هذا البلد.
وأكد قائد الثورة أن هذا المستوى من النفوذ والتحكم والطغيان والاستبداد الذي عانى منه شعبنا العزيز استدعى بالفعل ثورة شعبية واسعة وتحركاً جاداً وقوياً وصابراً بمستوى ذلكم التحرك الذي قام به شعبنا العزيز في ثورته الشعبية وتوجه بذلك الانتصار في يوم الحادي والعشرين من سبتمبر.
ونتيجة لكل ذلك كان لابد من ثورة شعبية تصحيحية لمواجهة كل تلك المؤامرات والمخططات الخطيرة على البلد والشعب المظلوم والمغلوب على أمره، فمثل يوم الحادي والعشرين -كما قال قاد الثورة- خطوة قوية إلى الأمام وانتصاراً مهماً للشعب لفرض التغيير المنشود .
لكن هذا التحرك الشعبي قوبل بالكثير من المعوقات والتحديات منذ الوهلة الأولى من قبل الخارج الذي وقف موقفاً سلبياً وندد بهذا التحرك الشعبي وواجهه بأشكال متعددة ووقف إلى جانب أدواته بكل الوسائل ولم ينصف هذا الشعب، بالرغم من أن الذي توجه يوم الحادي والعشرين هو اتفاق السِّلم والشراكة وهو اتفاق منصف لأدوات ذلك العدوان حتى لأولئك العملاء والمرتزقة بمعنى أن الثورة الشعبية حرصت على أن تتسع أهدافها ومطالبها ومسارها السياسي لكل أبناء هذا البلد حتى المتآمرين على بلدهم وعلى أنفسهم بغبائهم اتسع لهم اتفاق السِّلم والشراكة لكنهم لم يتسعوا لهذا الشعب.
السياسات التآمرية الأمريكية تصطدم بالواقع التحرري اليمني
مما لا شك فيه أن كل السياسات التآمرية الأمريكية والغربية والخليجية اصطدمت بواقع ثوري تحرري إيماني يماني صلب لا يعرف الخضوع والخنوع والارتهان للخارج حيث انفجرت الثورة الشعبية العارمة في وجه المبادرة الخليجية والسفراء الأجانب في الرابع من شهر أغسطس 2014م حين دعا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أبناء الشعب اليمني إلى الخروج الثوري الواسع في مختلف المحافظات لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية أولها إسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة ثم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتوالت الأحداث تصاعداً في الميادين والساحات الثورية خلال أقل من شهرين من دعوة قائد الثورة حتى تساقطت أركان النفوذ والفساد المتوغلة في أركان ومفاصل الدولة اليمنية القبلي والعسكري والديني بدءاً بالحصبة ومروراً بالتلفزيون ثم الفرقة الأولى مدرع يوم الهروب والسقوط الأكبر في الـ 21 من سبتمبر 2014م.
لكن عندما أيقنت دول العدوان فشل مخططاتها في تفكيك اليمن بعد محاولاتها المستميتة من خلال البوابة السياسية، عمدت إلى تنفيذ سلسلة من أعمال الاغتيالات والتفجيرات التي استهدفت قيادات جماعة أنصار الله والسلم الأهلي والاجتماعي، لم تسلم منها المساجد. ليعلن بعد ذلك عدوانه على اليمن، فجر الخميس 26 مارس 2015م، وكان الهدف هو تنفيذ مخطط قوى العدوان في فرض مشروع تقسيم اليمن بالقوة بعد أن فشلت محاولاته المستميتة في تمريره من خلال عملائه من مرتزقة الداخل .
التفاف شعبي حول ثورة 21 سبتمبر
إن تماسك ثورة الـ21 من سبتمبر والالتفاف الشعبي الكبير ومن مختلف شرائح المجتمع اليمني حولها, كما يؤكده مراقبون محليون، جعل الثورة تمضي في خطى قوية للقضاء على الفساد وتحقيق الأمن والازدهار, وهو ما لم تستسغه دول العدوان الداعمة للإرهاب, والتي سعت منذ عقود لتمزيق اللحمة الوطنية وتفتيت الوطن وتمزيقه, إضافة إلى التدخل المباشر ومحاولة تصفية الثورة عسكريا بعد فشلها في تصفية الثورة عبر الطرق والوسائل السياسية والاقتصادية.
لقد أخذت الثورة الشعبية 21 سبتمبر2014م شكلاً جماهيرياً واسعاً من حيث الكم، فكانت استفتاءً شعبياً ديمقراطياً على مشروعية التغيير، ومتنوعاً من حيث الكيف حيث استوعبت اليمنيين بمختلف انتماءاتهم حيث غمرَت معظم المحافظات الشمالية وأجزاء من المحافظات الجنوبية واستوعبت في اتفاق السلم والشراكة هموم الجماهير الجنوبية، في الشراكة الندية بين الشمال والجنوب وإعادة النظر في شكل الدولة، الذي أقرَّهُ هادي بطريقة لا موضوعية من خارج التوافق الوطني الحاكم لمؤتمر الحوار الوطني.
تحالف العدوان.. تأسيس دويلات داخل الدولة
على مدى سنوات العدوان، عمل التحالف السعودي- الإماراتي على تشكيل قوات عسكرية بمسميات وتفرعات مناطقية، وأخرى سياسية خارجة عن سلطة الفار هادي، وبحسب تقرير صادر عن لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، فقد عملت دول العدوان على تأسيس دويلات داخل الدولة اليمنية .
سياسيا؛ أنشأت أبو ظبي ما يُسمى (المجلس الانتقالي الجنوبي) بنزعة انفصالية بحتة، أما عسكريا؛ فأوجدت قوات الحزام الأمني بعدن والنخبة الحضرمية في حضرموت والنخبة الشبوانية في شبو والنخبة المهرية في المهرة والنخبة السقطرية في سقطرى وقوات المقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية، ودعمت كتائب أبو العباس في تعز وسعت لإنشاء حزام أمني هناك .
فقد بلغ المخطط السعودي – الإماراتي في اليمن ذروته؛ حيث تحولت مؤشرات المخطط بإنشاء كيانات مسلحة ذات عقيدة انفصالية، تضمن نجاح مخططات دول العدوان في مشاريع تقسيمية تخدم المصالح الصهيوأمريكية العليا، تتقاسم فيه الإمارات والسعودية الغنائم عبر وكلاء لهم على الأرض .
قامت السعودية والإمارات بعمليات تسليح وتجنيد واسعة في المحافظات الجنوبية، قاتلوا جميعهم ضد قوات الجيش واللجان الشعبية، ووصلت إلى الحدود “الشطرية” مع الشمال وتوقفت هناك دون تحرك.
كما أنشأت أبوظبي مليشيات محلية تصل إلى أكثر من 150 ألف مقاتل، إضافة إلى هيئات متعددة، تُطالب بالانفصال عن الشمال، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس في 2017م، بدعم من الإمارات والذي تنضوي تحته مليشيات شبه عسكرية أبرزها الحزام الأمني بعدن الذي يصل عدد قواته إلى نحو 30 ألف جندي في عدن وحدها.
كما توجد قوات تابعة للإمارات مناظرة للحزام الأمني بنفس التسمية في “الضالع ولحج وأبين” وبمسميات أخرى مثل النخبة في “شبوة وحضرموت”، بالإضافة إلى محاولاتها إنشاء قوات تابعة لدول العدوان في الساحل الغربي ومحاولة فصل المخا عن مدينة تعز .
وشكَّل سقوط مدينة عدن، بأيدي المليشيات المحسوبة على أبوظبي، حلقة من مخطط سعودي ـ إماراتي يؤسّس لجولات من الاقتتال الأهلي، ويستهدف إعادة البلاد إلى ما قبل 1990م (قبل الدخول في الوحدة).
وشهدت مدينتا عدن ولحج من خلال مليشيات «الحزام الأمني» الموالية للإمارات، عمليات تهجير وترحيل واسعة للسكان من المحافظات الشمالية، وهو ما اعتبره مراقبون أساليب تعكس رغبة أطراف سياسية وقوى إقليمية في تعميق الفجوة المجتمعية بين أبناء الجنوب والشمال وتمرير مشاريعها الصغيرة في تمزيق اليمن الموحد، كما لم يسلم المسافرون في الضالع ومارب وعدن من الانتهاكات والجرائم الجسيمة من قبل مليشيات الرياض وأبو ظبي.
ثورة 21 سبتمبر .. إحباط مشاريع الهيمنة
اليوم؛ يستمر زخم ثورة الـ21 من سبتمبر، فهي الثورة التي خلَصت هذا الوطن من مشروع الأقلمة والتمزيق، هي الثورة التي أسقطت مجرمي التكفير و التفخيخ، هي الثورة التي أعادت الهوية الوطنية بعد أن كان المتحكم الرئيسي بالقرار اليمني والحاكم الفعلي هو السفير الأمريكي، هي الثورة التي صححت مسار ثورة 11 فبراير التي أراد حزب الإصلاح استغلالها من أجل تحقيق مكاسب على حساب جميع أبناء الوطن، هي الثورة التي قامت ضد التدخل الخليجي من خلال المبادرة الخليجية التي شكلت حكومة الظلم و الفساد(حكومة الوفاق) حيث تم تسليم الوطن للوصاية الأمريكية والخليجية و بعد تقسيم السلطة سُلِّم الوطن لأيادي عبدربه العميلة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الحادی والعشرین ثورة 21 سبتمبر الشعب الیمنی قائد الثورة دول العدوان العدوان فی من سبتمبر من خلال
إقرأ أيضاً:
مراقبون لـ”الثورة “: تماسك الجبهة الداخلية عمود الصمود ومحور الانتصار
أوضح مراقبون أن دول العدوان قد استخدمت كل إمكانياتها في عدوانها على اليمن ومن الأساليب التي استخدمها العدوان محاولة إفشال تماسك الجبهة الداخلية من خلال السعي إلى شق الصف الوطني ودفع الأموال للعملاء والمرتزقة لمحاولة إثارة الفوضى وبث الدعايات المغرضة والتصريحات المدسوسة والأخبار المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإضعاف وإفشال الجبهة الداخلية ومن ثم انهيار الجبهات الداخلية والخارجية وكل هذه المخططات كان مصيرها الفشل…
مشيرين إلى عدد من العوامل الرئيسية التي تسهم في تماسك الجبهة الداخلية في سياق الاستطلاع الآتي .. نتابع:
الثورة / أسماء البزاز
البداية مع الكاتب والمحلل السياسي محمد حسن زيد حيث يقول: إن معركتنا اليوم هي معركة إعلامية قبل أن تكون عسكرية وان الخرق الإعلامي الذي قامت به قناة الجزيرة (إذاعة البي بي سي) فاحتلت الصدارة ووصلت إلى كل بيت عربي استطاعت به احتكار التأثير على الجمهور وخلق قناعات معينة أدت إلى تغيير أنظمة سياسية من الداخل دون حروب.
وقال زيد : لدينا عشرات آلاف المقاتلين لكن إن تم إقناعهم ان المعركة منتهية انهزموا بلا قتال، لكن إن تم إقناعهم ان المعركة ضرورية وأخلاقية فسيحققون النصر الساحق لأن أساليب العدو واهية ولا تقوم إلا على المكائد والأكاذيب.
وأضاف: إزاء كل ما سبق ينبغي أن يدرك الجميع أن تماسك الجبهة الداخلية يتطلب تحمل المسؤولية وادراك خطورة المرحلة ومواجهة التحديات بحزم انطلاقا من المسؤولية الدينية فالساعة ساعة جد لا تهاون فيها.
شتى المجالات:
الناشطة والثقافية رجاء المؤيد تقول من ناحيتها : إن من أهم العوامل التي تحافظ على تماسك الجبهة الداخلية أولا: هدى الله والاهتمام بنشر الهدى في المجتمع اليمني خصوصا والإسلامي عامة بل وللناس كافة، وذلك من خلال الاهتمام بكتاب الله والثقافة القرآنية الذي أمر الله تعالى بتعلم القرآن وتدبر آياته وفهمها عن طريق تعلم كل علم يساعد في فهم القرآن كتعلم اللغة العربية وعلومها كالنحو مثلا وباقي العلوم، لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين، واما لغتنا الدارجة والعامية فإنها أصبحت هجيناً من عدة لغات وثقافات وذلك عبر الاهتمام بالمناهج التعليمية في المدارس والجامعات ومراكز تعليم القرآن .
وتابعت المؤيد: يجب ألا نكتفي بحفظ المصحف فقط، فالحفظ دون تدبر لا ينفع أبدا وإنما تشجيع الحفظ مع الفهم، وأن يكون القرآن دستورنا واقعا ليس مجرد شكليات، أي نستمد القوانين والأحكام من القرآن الذي فيه كل الحلول لمشاكلنا ودوائنا (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وبهذا الهدى والقرآن يستقيم حال الناس وتهذب وتزكى النفوس وتصل إلى تقوى الله، فيزداد الناس هدى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) محمد- (17).
وقالت المؤيد إن العدل أساس وعامل مهم في تعزيز صمود الجبهة الداخلية وترسيخ المحبة بين الناس والدولة وان العدل في كل شيء والمساواة بين أفراد الشعب اليمني في تلبية احتياجاتهم الضرورية والمشاريع الخدمية للناس كافة شمالا وجنوبا شرقا وغربا ولكل أبناء الوطن انصارا وغير انصار، يؤدي إلى وحدة الساحات وتماسكها.
وبينت أن الإحسان وتعزيز هذه الصفة الحميدة بين الناس من خلال تشجيع وزيادة المبادرات المجتمعية لبناء البلاد سواء في عمل مشاريع خدمية تخدم المجتمع أو على المستوى الشخصي الفردي، اقصد كما كان في السابق في مجتمعنا الذي كان الناس يفزعون لعون بعضهم بعضا سواء في البناء أو الترميم أو النظافة أو في المناسبات سواءً كانت أفراحا أو أتراحاً، أما في زمننا الحاضر وخاصة في المدن الكبيرة والعاصمة فإنه أصبح الغالب من الناس لا يعرف بعضهم بعضا ولا يعرف الجار جاره .
موضحة أن معالجة القضايا والمشاكل الاجتماعية والعصبيات التي تؤدي إلى الاختلاف والتنازع كمظاهر العصبية الجاهلية والحزبية والمذهبية ونشر ثقافة الأخوة الإيمانية والمحبة (إنما المؤمنون أخوة) وثقافة تركيز العداوة ضد الكفار واليهود وتولي المؤمنين (أشداء على الكفار رحماء بينهم) ضرورة لا غنى عنها.
وأشارت إلى أهمية الإعداد لمواجهة الأعداء (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، مبينة أن الإعداد ليس فقط عسكريا بل على كل الصعد تربويا، وثقافيا أمنيا وعسكريا لردع كل عدو ظاهر وباطن كما يحصل من كشف خلايا التجسس.
وقالت إن محاربة الفساد بكل صوره وأوجهه، الفساد الأخلاقي والفساد الاقتصادي والفساد السياسي والفساد الاجتماعي والثقافي ضرورة حتمية، لأنه يهدم النفسيات والأوطان كالسوس الذي ينخر في الحبوب، ولأن الفساد سبب هلاك الأمم.
وأكدت في حديثها على أهمية نشر المبادئ والأخلاق الإيمانية وتعزيزها بين أفراد المجتمع والتشجيع على تأديتها كتيسير الزواج للشباب والتخفيف في العادات المستوردة في الأعراس التي تحتاج إلى ملايين تنفق في ليلة واحدة، ومحاربة الفحش في القول والعمل.
المرحلة خطيرة :
من جانبه يقول الإعلامي يحيى الرازحي : بعد أن فشل التحالف الشيطاني السعودي الإماراتي طوال أكثر من تسع سنوات من العدوان في إركاع الشعب اليمني، دخل ثلاثي الشهر أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الإسرائيلي في حرب مباشرة مع قواتنا المسلحة وشعبنا اليمني العظيم، نتيجة لفشل أذيالهم في تحقيق أي نصر، وفي هذه المرحلة الحساسة من عمر العدوان الذي يأتي بالتزامن مع دخول قواتنا المسلحة عامها الأول في المواجهة مع ثلاثي الشهر نصرة لغزة، يتطلب ذلك منا نحن أبناء شعب الإيمان والحكمة الصمود والتماسك خصوصا الجبهة الداخلية التي طالما راهن عليها العدوان لاستهداف الداخل اليمني.
وقال الرازحي : نحن جميعاً نعرف أن دول العدوان قد استخدمت كل إمكانياتها في عدوانها على اليمن ومن الأساليب التي استخدمها العدوان محاولة إفشال تماسك الجبهة الداخلية من خلال السعي إلى شق الصف الوطني ودفع الأموال للعملاء والمرتزقة لمحاولة إثارة الفوضى وبث الدعايات المغرضة والتصريحات المدسوسة والأخبار المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإضعاف وإفشال الجبهة الداخلية ومن ثم انهيار الجبهات الداخلية والخارجية وكل هذه المخططات كان مصيرها الفشل.
مبينا: اليوم نجد أن الوعي الكبير الذي يتحلى به أبناء يمن الإيمان والحكمة والخروج المشرف في مختلف الساحات نصرة لغزة أوصل رسالة لكل الأعداء مفادها إنكم قد فشلتم في استهداف أبناء يمن الإيمان والحكمة.
وأوضح الرازحي أن من العوامل التي تُسهم في الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتعزيز الصمود الوطني، هو الإيمان بالله والثقة المطلقة به، مع الرجوع إليه واليقين بأنه ناصر للمستضعفين الذين يدافعون عن دينهم، كما جاء في قوله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
وتابع قائلا : إن الوحدة تعدّ ركيزة أساسية لتحقيق النصر، كما قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا)، وحذر من التنازع بقوله: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
وأشار إلى أن استشعار المسؤولية تجاه الوطن وتحملها بجدية واهتمام، والعمل الدؤوب على تغيير واقع الأمة الإسلامية والخروج بها من دائرة الذل والقهر والهوان، عامل حاسم في تحقيق التماسك الوطني، كما أن دعم الجبهات بكل الإمكانيات والصمود المستمر يمثلان حجر الزاوية لضمان الأمن والاستقرار، فهذه المرحلة تتطلب التضحيات لتوفير الطمأنينة والسكينة، والتأكيد على أن أبناء الأنصار هم حقاً أهل الحكمة والإيمان.
وأكد الرازحي أهمية التصدي لممارسات العملاء الذين يسعون للتفكيك والإرجاف ونشر الخوف، مع تعزيز الوعي الشعبي تجاه مخططاتهم وأكاذيبهم، وتقديمهم للعدالة، ورفض السماح لهم بالتعايش في مجتمع يسعون لتدميره على كافة المستويات.
فيما اكتفى أمين عام مجلس الشورى القاضي علي عبدالمغني بالقول إن خطوة صرف المرتبات شهريا وإقامة العدل هما أساس تماسك الجبهة الداخلية.