بعد احتجاز سفيرها وطرد ملحقها العسكري... هل ولّى إرث فرنسا الاستعماري في إفريقيا ؟
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
اعتبر محللون سياسيون تكتل وتحالف سلطات الدول الثلاث (مالي وبوركينا فاسو والنيجر)، في مواجهة فرنسا “أحد أبرز مصادر القوة بين هذه الدول”.
وينقل هذا التحالف هذه الدول من دائرة الموقف السياسي إلى دائرة التحالف الشعبي المناهض لفرنسا وللمواقف المتخدة من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، التي هددت في وقت سابق بالتدخل عسكرياً في النيجر لإعادة الرئيس المخلوع.
ويَرى المَحلل السياسي التشادي، إسماعيل محمد طاهر، أن “التداخل القبلي والاجتماعي بين سكان تلك الدول يقوي من التحالف والتضامن الاجتماعي واعتماد شعوب تلك الدول على الاقتصاد البدائي الذي يقوم على نقل المنتوجات الفلاحية والسلع الغذائية الأساسية لتأمين القوت اليومي للسكان يفقد العقوبات الاقتصادية المفروضة على نيامي أهميتها بشكل كبير”.
وأضاف وفق ما نقلته عنه اليوم السبت جريدة “الشرق الأوسط”، بأن التقارب الجغرافي بين هذه الدول “يُسّهل عملية فتح الحدود ومرور القوات والمساعدات الاقتصادية والعسكرية”.
ووصلت وحدات من جيش بوركينا فاسو إلى النيجر ضمن ما وصفه المسؤولون في البلدين بأنه يأتي في إطار “شراكة” في التدريب وتطوير قدرات قوات البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وليس موجهاً لمجموعة إيكواس.
ومن وجهة نظر عمر الأنصاري المحلل السياسي النيجري، فإن هذا “يعطي سلطات الأمر الواقع العسكرية دعماً متبادلاً قوياً جداً”.
وأشار إلى أن التقارب الجغرافي والتداخل الحدودي بين هذه الدول “يؤدى إلى قطع الطريق عن بعض دول إيكواس التي تؤيد التدخل العسكري.
بالإضافة إلى أن دعم الدولتين العسكري والاستخباراتي القوي لنيامي، يعزز من استبعاد خيار التدخل العسكري الذي تتبناه فرنسا وتحاول دفع إيكواس في اتجاهه.
كما أن “الدعم العسكري الروسي لكل من بوركينا فاسو ومالي يجعل نيامي بشكل غير معلن مدعومة كذلك بالسلاح الروسي والمعلومات الاستخباراتية الروسية”.
وتزامن اتهام فرنسا للانقلابيين في النيجر باحتجاز السفير الفرنسي في نيامي، مع قرار السلطات البوركينابية طرد الملحق العسكري الفرنسي من البلاد.
وأثار هذا القرار “تساؤلات حول قوة التحالف بين السلطات الانقلابية في غرب أفريقيا، ومدى التنسيق بينها في مواجهة النفوذ الفرنسي”.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، أنَّ سفيره في النيجر “يحتجزه” العسكريون الحاكمون.
وأمر المجلس العسكري في بوركينا فاسو، الملحق العسكري الفرنسي “إيمانويل باسكييه” والموظفين العاملين معه بمغادرة البلاد خلال أسبوعين.
ويرى انطوان غلاسر أحد مؤلفي كتاب “فخ ماكرون الإفريقي” وفق ما نقله موقع “أورونيوز” بأن “أسلوب التعبير لدى ماكرون يفتقر أكثر فأكثر إلى الدبلوماسية وحشر فرنسا في الزاوية لتقع الآن في مصيدة الساحل”.
ويتوقع مايكل شوركين مدير البرامج لدى مؤسسة “14 نورث استراتيجيز” الأمريكية المتخصصة بالشؤون الإفريقية، عدم قدرة القوات الفرنسية على “الصمود إلى ما لا نهاية”، لافتاً إلى أن “فرنسا تخوض سباقاً مع الوقت”.
كلمات دلالية افريقيا النيجر انقلاب فرنسا ماكرونالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: افريقيا النيجر انقلاب فرنسا ماكرون هذه الدول
إقرأ أيضاً:
الرئيس الغاني: تحالف دول الساحل كيان قائم وشريك بالمنطقة
قال الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما إن تحالف دول الساحل أصبح كيانا قائما يتمتع بجميع المقومات، وينبغي العمل معه كشريك مهم على مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه منطقة غرب أفريقيا.
وجاءت تصريحات دراماني على هامش زيارة "صداقة وعمل" قام بها إلى العاصمة باماكو يوم السبت الماضي.
وقد أنهى الرئيس الغاني صباح الاثنين من عاصمة بوركينا فاسو واغادوغو جولة رسمية استمرت 3 أيام إلى دول "تحالف كونفدرالية الساحل" الذي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وتأتي زيارة دراماني إلى المنطقة بعد طلب من رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا بضرورة التدخل والقيام بوساطة لدى دول الساحل من أجل العودة إلى منظمة إيكواس التي أصبح كيانها مهددا بفعل الخلافات بين قادتها، والمغادرة الجماعية من بوركينا فاسو والنيجر ومالي.
وتعتبر غانا شريكا موثوقا لدى تحالف دول الساحل، وتشترك معه في علاقات تجارية متعددة، ويشكل ميناؤها أحد أهم المنافذ البحرية التي تستغلها حكومات التحالف في الاستيراد والتصدير.
ومؤخرا شكلت حكومة غانا لجنة عليا لتمتين العلاقات مع قادة المجالس العسكرية الحاكمة في منطقة ليبتاكو غورما.
وساطة مختلفةوسبق لمنظمة إيكواس أن كلفت الرئيس السنغالي باسيرو ديو ماي فاي، ونظيره التوغولي غناسينغبي بالوساطة والتباحث مع تحالف دول الساحل، لكنهما لم يفلحا في إقناع قادته بالرجوع إلى المنظمة.
إعلانوتتميز الوساطة الجديدة بكونها تأتي بمبادرة خارجة عن إدارة المنظمة، ولا تهدف إلى الرجوع أو الانضمام عبر شروط جديدة، بل تسعى إلى خلق فضاء آخر من التنسيق عنوانه التعاون الاقتصادي ومحاربة الإرهاب.
وقال دراماني إنه يرغب في إعادة فتح الحوار بين مجموعة تحالف دول الساحل والمنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).
ودعا الرئيس الغاني إلى تصحيح انعدام الثقة، وإقامة علاقات تقوم على الاحترام المتبادل بين الكيانين، حتى يتم التوصل إلى أرضية مشتركة تمكن من التنسيق والعمل من أجل مصالح الشعوب.
وكانت مالي والنيجر وبوركينا فاسو قد وقعت على بيان مشترك في يناير/كانون الثاني 2024 يقضي بالخروج الفوري من إيكواس بسبب العقوبات التي فرضتها على هذه الدول عقب الانقلابات العسكرية.
واتهمت الدول الثلاث المنظمة بالعمل وفق أجندات أجنبية في إشارة إلى التناغم مع السياسة الفرنسية في منطقة غرب أفريقيا.
وكونفدرالية دول الساحل، تحالف تم التوقيع عليه عبر ميثاق "ليبتاكو غورما" في سبتمبر/أيلول 2023 بين دول غير ساحلية متقاربة جغرافيا تجمعها حدود مشتركة هي مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وتصل مساحته الإجمالية إلى 2.8 مليون كيلومتر مربع، أي أكثر من 50% من مجموع مساحة دول إيكواس، ويصل سكانه إلى قرابة 80 مليون نسمة.