أحيت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ذكرى ميلاد القمص الراحل يوسف أسعد، كاهن كنيسة العذراء مريم بالعمرانية، الذي ولد في 16 سبتمبر عام 1944، والذي رحل عن عالمنا يوم الجمعة 24 سبتمبر عام 1993.

وأكمل الراحل دراسته الثانوية والتحق بكلية الزراعة وبالدراسات المسائية بالكلية الإكليريكية. وتتلمذ على يدي القديسين القمص مرقس داود والقمص ميخائيل إبراهيم ثم القمص صليب سوريال، وحين انتقل إلى الجيزة اهتم بخدمة القرى المجاورة لها وتدبير احتياجاتها من الخدمة والرعاية الروحية والاجتماعية.

كان الخادم يوسف رجل صلاة قوية عميقة وتأجج قلبه لحياة الرهبنة وعاش تدبيرها في بيته فوضع نفسه تحت مشورة العظيم في القديسين البابا الأنبا كيرلس السادس الذي بعد صلوات كثيره أعلمه إنه مدعو للكهنوت فرسم ملاكا على مذبح كنيسة السيدة العذراء بالعمرانية في الرابع والعشرين من نوفمبر عام ألف وتسعمائة وسبعة وستون.

عاش الراحل مثالا للراعي الغيور على شعبه وإقتدى بسيده في البحث عن خراف بيت إسرائيل الضالة. إهتم بالتعليم ومعرفة كلمة الله من خلال مسابقات الكتاب المقدس وكتاباته الوفيره في الصوم والرهبنه والخدمة والبتولية والزواج والكهنوت. قبض عليه وحفظ في السجن مع الأباء الأساقفة والكهنه في يوم 9/1981 م فكان مصدر فرح وعزاء لمن شاركوه المحنه وظهر له القديس البابا كيرلس السادس قائلا: "خلاص خلصت. خلاص خلصناها" وذلك في أوائل أكتوبر عام واحد وثمانون.

اهتم القمص الراحل يوسف أسعد بالمكرسات ورعايتهن وأنشأ دارا خاصة بهن وكانت أبوته ولوده للكنيسة الجامعة فصار من أبناؤه كهنة ورهبانا وراهبات. ثبت الإيمان في أبناء الله وكرز بالإنجيل بين أبناء الناس وكانت صلواتة نارية وكان يكلم الله في القداس وطلباته أمام المذبح لا تعود فارغه.

وكانت قد انتشرت فى عهده خطف وإغراء الفتيات القبطيات وأسلمتهن فكان غيورًا على خرافه الضائع وأنقذ الكثيرات منهن من براثن الشيطان ولما كملت أيامه إستحق نصيب الشهداء وسمح الرب أن يسفك دمه الطاهر لأجل إسمه القدوس فقدم جسده صعيدة طاهرة اشتمها أبوه الصالح وقت المساء فى حادثة من حوادث الطرق المدبرة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكنيسة الأرثوذكسية ذكرى مولده

إقرأ أيضاً:

لو أراد عبد الرحمن يوسف..

من عبد الرحمن يوسف؟ هو عبد الرحمن يوسف القرضاوي، ابن شيخنا العلَّامة يوسف القرضاوي رحمه الله. وُلد في دولة قطر، وكان يحمل جنسيتها حتى عام 2010م، حصل على شهادة الليسانس في الشريعة من جامعة قطر، وعلى الماجستير في الشريعة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة. شاعر وسياسي، ومناضل وثائر.

لو أراد عبد الرحمن أن يعيش في كنف أبيه، وهو من هو، من دون منغصات في هذه الحياة، لأمكنه ذلك. ولو أراد أن يكون أستاذا في الجامعة، سواء في جامعة قطر أو في أي جامعة أخرى عامة أو خاصة، لأمكنه ذلك، فهو صاحب المؤهلات والمواهب، وبحثه في الماجستير يدل على تمكن علمي وجدة ومثابرة في البحث، وكان بعنوان: "مقاصد الشريعة بين ابن تيمية وجمهور الأصوليين من القرن الخامس إلى الثامن الهجري: دراسة مقارنة"، ولو أراد لأكمل الدكتوراة، وارتقى في سلك التدريس الجامعي حتى يصير أستاذا فعميدا في كبرى الجامعات.

عبد الرحمن، أسال الله أن يحفظه من كل مكروه، لم يرغب في ذلك، رغم أن مؤهلاته العلمية وقدراته الإبداعية تساعده عليه، بل لم يرغب في مجرد استغلال اسم أبيه الشيخ القرضاوي رحمه الله في الإعلام، ومحبة القرضاوي الابن للقرضاوي الأب ليست موضع شك، لكن نفس الابن الأبيّة أبت أن تتخذ من مكانة الأب وشهرته سلما للصعود، وأراد أن يحقق ذاته دون استغلال اسم أبيه؛ وخاصة أن تخصصه الدراسي هو تخصص أبيه رحمه الله (الشريعة)، وحتى مواهبه قريبة من مواهب أبيه: الأدب، والشعر والتعاطي مع الشأن العام والإعلام.

والجميع يعرف حُبَّه لقطر ولأهل قطر، وكيف لا وقد نشأ وترعرع فيها، وله فيها أصدقاء وزملاء ومحبون؟ وقد قال أبو تمام:

نقِّل فؤادَك حيثُ شئتَ من الهوى   ما الحبُّ إلا للحبيب الأوَّلِ
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى    وحنينُه ‌أبدا لأوَّلِ منزلِ

ومع ذلك، شكر عبد الرحمن قطر، وتنازل عن الجنسية القطرية في عام 2010م عندما خاض غمار العمل السياسي في مصر، وانضم إلى حملة ترشيح البرادعي لرئاسة الجمهورية في مواجهة حسني مبارك، وكان أول مقرر لها؛ فتنازل عن الجنسية حتى لا يسبب حرجا لدولة قطر ولا لنفسه؛ وليكون على قدم المساواة مع زملائه من الشباب المناضلين، على الرغم من أن تلك الجنسية كانت يمكن أن تدفع عنه الكثير من المضايقات.

لو أراد عبد الرحمن ألا يكون صاحب مبدأ، لما ترك كل هذا، ولعاش في رغد من العيش، دون أن يخسر من ماله وجهده وصحته وسمعته، ولو فعل لما كان عبد الرحمن يوسف، ذلك الرمز الثوري النضالي، والشاعر الذي يلهب بقوافيه ظهور المتجبرين، وتصم صدى أبياته آذان المستبدين، وتنتصر كلماته للشعوب المظلومة، تخفف عنهم القهر، وتنفخ فيهم روح الثورة، باختصار: لو فعل لكان واحدا من الناس، ربما ذا مكانة ما هنا أو هناك، أو صار من وجوه الإعلام، لكنه لم يكن ليسمق على كونه مذيعا عاديّا في قناة فضائية أو أرضية، أو شاعرا يتندر الناس ببعض أشعاره في المحافل، يهجو من يريد، ويمدح من يريد، ويبيع فنه وكلمته لمن يدفع، لكنه أراد أن يكون كما قال عن نفسه: الشنفرى الشاعر الثائر، أو تأبط شرّا، وإن كنت أراه أقرب إلى عروة بن الورد الذي ترك قبيلة عبس وحمايتها له، لينتصر للمظلومين والمطرودين من قبائلهم.

خرج عبد الرحمن من مصر بعد أن سُدَّ فيها كل أبواب العمل السياسي السلمي، وظل محتفظا بجنسيته المصرية، حتى سُرِق جوازه المصري، ولعل ذلك كان بفعل فاعل!

بعد انتصار ثورة سوريا ذهب عبد الرحمن سريعا إلى هناك للاحتفال مع أهلها وتهنئتهم بانتصار ثورتهم وثورته، فثورات الربيع العربي في الحقيقة -وكما قال هو- ثورة واحدة، لكن تحالف الأشرار أبى إلا أن ينال من شاعر أديب، لا يملك غير الكلمة والقوافي، وليس بيده سلاح إلا قصائده وقلمه، وأن يعاقب الجماهير الأبية وكل شاب ثائر في صورة عبد الرحمن.

اللهم أنجِ عبدك عبد الرحمن يوسف من كل مكروه وسوء، وأرجعه إلى أهله وأصدقائه ومحبيه سالما معافى في أقرب وقت يا رب العالمين.

مقالات مشابهة

  • وصلت للعالمية ونهايتها حزينة.. محطات في حياة «داليدا» بنت حي شبرا
  • شمس البارودي تهاجم متابعة بسبب زوجها الراحل حسن يوسف .. إيه الحكاية؟
  • في ذكرى ميلاد صلاح ذو الفقار.. محطات في مسيرة سليل عائلة فنية كبيرة
  • الحنشي: محطات الغاز في عدن.. قنبلة موقوتة تهدد حياة السكان
  • في ذكرى ميلادها.. محطات رحلة داليدا من مصر إلى العالمية
  • في ذكرى وفاتها.. محطات فنية في حياة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة
  • الوفد تنشر تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة الفنان فكري صادق
  • لو أراد عبد الرحمن يوسف..
  • نجاح ومرض وأزمات.. محطات في حياة "النجمة الشقية" ياسمين عبدالعزيز
  • في ذكرى ميلادها.. محطات فنية هامة في حياة كريمة مختار