"قروم" و"مسيور جامبو" يفوزان بأغلى أشواط الحفل الـ45 من موسم الطائف
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
فاز الجوادان "قروم" و"مسيور جامبو" بالشوطين الأغلى ضمن الحفل الـ45 من موسم سباقات الطائف، الذي ينظمه نادي سباقات الخيل على ميدان الملك خالد للفروسية في الحوية.
وتألّف الحفلُ من 9 سباقات، متنوعة الدرجات والتصنيفات والأعمار، بينها 3 خصصها النادي للأفراس. ووصل مجموع جوائز الأشواط كافة إلى 930 ألف ريال، بينها 145 ألفًا للشوط الثاني، ومثلها للشوط التاسع، ما جعلهما الأغلى على مدار الحفل.
وحمل الشوطان عنوان "تكافؤ 0-90"، وكانا مفتوحي الدرجات أمام المستورد والإنتاج المحليّ لعمر 3 سنوات فأكثر.
وتصدر الشوط الأول الجواد "كنق رايز"، المملوك لفيصل بن محمد الجضعي القحطانيّ، على امتداد المسافة البالغة 1200 متر، مفتتحًا سجلّ أبطال اليوم مع الخيّال نايف العنزيّ والمدرّب صباح الشمريّ.
وحسم الجواد "قروم"، المملوك لأبناء عبد الله فراج العجميّ، الشوط الثاني، الذي امتدّ للمسافة نفسها، بعدما اندفع إلى المقدمة في الـ150 مترًا الأخيرة فقط سابقًا المنافسين تحت قيادة الخيّال عبد الله العجمي وإرشاد المدرب عامر العجميّ.
واقتصرت المشاركة في الشوط الثالث، الذي كان مفتوح الدرجات للخيل العربية بعمر ثلاث سنوات، على ثلاثة جياد فقط، تسابقت على مسافة 1200 متر، وفاز من بينها "فودي بانيه"، المملوك لإسطبل عذبة للسباقات، مع الخيّال أليكسيس مورينو والمدرب لوكاس جايتن، متفوقًا بـ33 طولًا على "أفضل مغير" مع الخيّال عبد الله الكريديس، يليه "غيث الذهب" مع الخيّال إياد الطريسيّ.
وفرضت الفرس "ركود الأنصاريّ"، المملوكة لناصر محمد الشبيبيّ، سيطرتها طوال الشوط الرابع، الذي جرى أيضّا على مسافة 1200 متر، وحسمته بفارق 10 أطوال أمام أقرب ملاحقيها، وكان على صهوتها الخيّال عبد الله الخميس، في حين دربها ريعان البراهيم.
وفرضت الفرس "ركود الأنصاريّ"، المملوكة لناصر محمد الشبيبيّ، سيطرتها طوال الشوط الرابع، الذي جرى أيضّا على مسافة 1200 متر، وحسمته بفارق 10 أطوال أمام أقرب ملاحقيها، وكان على صهوتها الخيّال عبد الله الخميس، في حين دربها ريعان البراهيم.
وعلى مسافة 1400 متر، صنعت الفرس "هلا"، التي يمتلكها أحمد محمد فستق ويدربها أحمد الشايع، تفوقها في الشوط الخامس، خلال الـ400 متر الأخيرة، ووصلت أوّلًا إلى خطّ النهاية، مع الخيّال فهد الفريديّ، بفارق نصف طول فقط أمام الفرس "نفايل"، التي قادها الخيّال وجبرتو راموس.
وشهد الشوط السادس منافسةً قويةً بين عديد من الرؤوس، على امتداد مسافته البالغة 1400 متر، حسمها الجواد "ريكول ذا شو"، المملوك لمحمد عويدان الديحانيّ، بفارق رقبة واحدة فقط، بعدما اندفع بقوة من المسار الخارجيّ في الـ150 مترًا الأخيرة، خاطفًا الصدارة قبل خط النهاية مباشرةً مع الخيّال محمد الشريماء وبإرشاد المدرب محمد الفنيس.
وتصدرت الفرس "وردة ألويز"، المملوكة لأبناء سلطان مسلط الأزمع، ترتيب نتائج الشوط السابع، البالغ طوله 1600 متر. وبقيادةٍ من الخيّال عبدالإله الحصين، انقضت الفرس الفائزة، التي يدربها ناصر الأزمع، على مقدمة السباق بقوة في الـ150 مترًا الأخيرة، خاطفة المركز الأول.
وحقق الجواد "أحرص"، الذي يمتلكه عبد الرحمن ناصر الجحلان ويدربه عبد الله الجحلان، الفوز بالشوط الثامن، الذي امتد ل1600 متر، بعدما قاده الخيّال أصيل السرحاني إلى دخول قويّ من المسار الخارجيّ في الـ150 مترًا الأخيرة، أمام عددٍ من الأسماء المتنافسة، على رأسها الفرس "ميلين"، التي حلّت ثانيةً وقادها عبد الله الخميس.
وفي أطول سباقات الأمسية، خطف الجواد "مسيور جامبو"، المملوك لإسطبل الديحاني، قمة مراكز الشوط التاسع والأخير، الذي امتد 2400 متر. وقاد الخيّال عبد الله الخميس، الجواد الذي يدربه ثامر الديحانيّ، إلى الانقضاض على مقدمة السباق في الـ150 مترًا الأخيرة، واقتناص الصدارة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: موسم سباقات الطائف
إقرأ أيضاً:
رحل محمد حسن وهبه، وما الذي تبقى من زيت القناديل؟
صديق عبد الهادي
(1)
للشاعر الألماني "برشت" او "بريخت" كما ينطقه آخرون، قصيدة بليغة، محتواً ونصاً، وخاصة عند الإطلاع على تلك النسخة من ترجمتها البديعة التي بذلها صديقنا ومربينا العزيز دكتور محمد سليمان. ولتلك الدرجة التي يحار فيها المرء في أي لغةٍ أصلٍ كتبها "برشت"؟! وقد جاءت القصيدة تحت عنوان "أسئلةُ عاملٍ قارئ".
إنه لمن الصعب الإقتطاف منها، لأن الإقتطاف يهدمها مبناً ومعناً، أو يكاد! ولكن، لابد مما ليس منه بد. إذ يقول/
"منْ بنى طيبة ذات الأبواب السبع
الكتب لا تحوي غير أسماء الملوك
هل حمل الملوك كتل الصخر يا ترى؟!
وبابل التي حُطِمتْ مرات عديدات
منْ أعاد بناءها كل هذه المرات؟!
وفي أي المنازل كان يسكن عمال ليما
الذهبية المشرقة؟!
وفي المساء - حين إكتمل سور الصين العظيم –
أين ذهب البناؤون؟!
روما الجبارة مليئة بأقواس النصر
منْ شيَّدها؟
وعلى منْ إنتصر القياصرة؟!
وهل كانت بيزنطة الجميلة تحوي قصوراً
لكل ساكنيها؟!".
كلما أطلَّتْ هذه القصيدة أمامي ساءلتُ نفسي، ألا تنطبق تلك التساؤلات، الثرة والغارقة في الجدل، على النشاطات الإنسانية والنضالية في حقول الحياة الأخرى؟، وبالطبع، دائماً في البال أولئك "الفعلة" "المجهولين" "تحت الأرض"، الذين كلما تحطمت "بابلنا"، أو كادت، أعادوها لنا في كامل عافيتها وبهائها!
كان الراحل محمد حسن وهبه، وعن جدارة، أحد أولئك الــــــــ"تحت الأرض"، ولشطرٍ كبيرٍ من حياته.
(2)
تعرفت على رفيقنا الراحل في تقاطعات "العمل العام"، بعد عودة الحياة الديمقرطية إثر إنتفاضة مارس/أبريل في العام 1985. فمن الوهلة الأولى لا يعطيك الإنطباع بحبه للعمل العام وحسب وإنما، وفي يسر، بأنه إنسانٌ صُمم لذلك. رجلٌ سهل وودودٌ وذو تجربة صلدة، تتقمصه روحٌ آسرة ومتأصلة لا فكاك للمرء من إيحائها، بأنك تعرفه ومنذ زمن طويل. كان يتوسل المزحة ودونما تكلف في تجاوز المواقف المربكة، وكم هي غاصةٌ بها الحياة ومسروفةٌ بها غضون العمل العام ومطارفه!
عملت في صحبته وصحبة صديقنا المناضل الراحل محمد بابكر. والأثنان كانا يمثلان مورداً ثراً في التصدي لقضايا العمل العام، وخاصةً النقابي. طاقات مدهشه يحفها تواضع جم، أكثر إدهاشٍ هو الآخر. تعرفت على الراحل محمد بابكر في قسم المديرية بسجن كوبر إبان نظام المخلوع نميري ولفترة امتدت لأكثر من عام. وهو الذي قدمني للراحل "محمد حسن وهبه"، ومنذها كانت صداقة ثلاثتنا.
جرتْ انتخابات النقابات الفرعية منها والعامة في العام 1988، وفازت "قوى الإنتفاضة"، التي كانت تضم كل الإتجاهات، ما عدا الإسلاميين الذين كانوا يمثلون او بالأحرى يطلق عليهم "سدنة مايو". فازت "قوى الإنتفاضة" بما مجموعه 48 من عدد 52 نقابة عامة لاجل تكوين الإتحاد العام للموظفين في السودان.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن ما تمّ بعد إنتفاضة مارس/ ابريل 1985 في شأن إستعادة النقابات وفرض شرعيتها من خلال الإنتخاب الحر والديمقراطي هو ما لم تنجح في فعله قوى الثورة عقب ثورة ديسمبر 2018 مما كان له الأثر الكبير في كشف ضعف الثورة وفي وتأكيد غفلتها. فلقد ظلت كل القوانين كما هي وكأن ثورة لم تكن!
كان "محمد حسن وهبه" أحد الذين كانوا من وراء إنجاز قيام الإتحاد العام للموظفين، والذي تمً على إثره إنتخاب الراحل محمد بابكر وبشكل ديمقراطي أميناً عاماً له. كان "محمد حسن وهبه" مسؤولنا الأول عن إدارة تلك الحملة وقيادة ذلك العمل. كان أحد المعنيين بإعادة "بناء بابل"، وقد فعل ذلك على أكمل وجه. والآن جاء يوم شكره المستحق.
(3)
لم يجمع بيننا العمل العام لوحده وإنما جمعت بيننا "البراري" بكل تفردها وزخم "قواها الإشتراكية" التليدة إن كان في ترشيحها لـ"فاطمة" أو في تكريمها لـ"سكينة عالم"، والذي كان وبعقودٍ طويلة قبل تجشم "هيلاري" و"كاميلا" لمصاعب المعاظلة مع عتاة الرأسمال!.
كنت أغشاه كثيراً، وليس لماماً، للتزود من معارفه الحياتية ومن فيض روحه السمح، ومن لطائفه كذلك. كنت أسكن "كوريا" ويقطن هو في "إمتداد ناصر". ذات مساء وجدت في معيته المناضل الراحل "يوسف حسين"، وكما هو معلوم فهو رجل صارم القسمات وللذي يراه لأول مرة لا شك أنه سيظن أن هذا الرجل بينه والإبتسام ما تصنعه القطيعة البائنة!. أنهما صديقان، ولكن للمرء أن يعجب كيف تسنى ذلك، فــ"وهبه" سيلٌ متدفق من "الحكاوي" و"المِلَح" والضحك المجلجل؟!
إن لوهبه قدرة فائقة على صناعة الأصدقاء، إن جاز القول.
وهبه حكاءٌ بإمتياز، لا يدانيه أحد. كان يبدع حين يحكي عن طُرَفِ زميله الراحل الأستاذ "أبو بكر أبو الريش" المحامي، الذي تميز هو الآخر بالحس الفكه والروح اللطيف، والطيب. كانت طرفته الأثيرة لوهبه، وهما طلاب في المدرسة الثانوية في مدينة بورتسودان، حين سأل أحد الأساتذة "ابوبكر" عن إسمه بالكامل فقال له :إسمي أبو بكر أبو الريش. فأردف الأستاذ: هل فعلاً اسم أبيك أبو الريش؟، فرد عليه أبو بكر: "بالمناسبة يا أستاذ أمي ذاتها إسمها أبو الريش!"، فإنفجر الطلاب بالضحك. حينما يحكي وهبة هذه الطرفة يحكيها وكأنها حدثت بالأمس، وحتى حينما يعيد "حكوتها" يعيدها بشكلٍ مختلف، في كل مرة، عن سابقتها. فتلك موهبة لا يتوفر عليها الكثيرون!
إن في مرافقة رواد العمل العام من أمثال وهبه، والذين يجمعون كل تلك المواهب، يصير العمل العام وبكل صعوباته وتعقيداته متعة، فضلاً عن كونه في معيتهم يمثل مدرسة حياتية نوعية ترقى إلى مستوى الرسالة المقدسة، التي يكون المرء على إستعدادٍ كاملٍ للتضحية بحياته من أجلها.
(4)
إن رفيقنا الراحل "محمد حسن وهبه" هو أحد الذين قدموا التضحيات الجسام بدون منٍ او سعيٍ مبغوضٍ للشهرة. عاش بسيطاً بين الناس وكريماً ذا "يدٍ خرقاء" حينما يطلب الناس بيته. إنه أحد أولئك الذين هم "زيت القناديل"، الذين تساكنوا، " تحت الأرض "، وتآلفوا مع الحرمان من طيب العيش والأهل، ولردحٍ طويلٍ من حيواتهم! إنه أحدُ منْ عناهم "برشت" أيضاً، حين قال/
"والعظمة تبرز من داخل أكواخٍ بالية
تتقدم في ثقة
تزحم كل الآماد
والشهرة تسأل حائرة - دون جواب –
عمنْ أقْدَمَ، أفْلَحَ، أنْجَزَ هاتيك الأمجاد!
فلتتقدم للضوء وجوهكم، لحظات
فلتتقدم هاتيك المغمورة مستورة
فلتتقدم كي تتقبل من أيدينا
كل الشكر
وكل الحب" (*)
فلك كل الشكر، رفيقنا "محمد حسن وهبه"، ولك كل الحب.
ولتخلد روحك في عليين.
___________________.
(*) من قصيدة "تقريظ العمل السري".
نقلا من صفحة الاستاذ صديق عبد الهادي على الفيس بوك