حجة تكتسي بالأخضر ابتهاجا بذكرى المولد النبوي
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
يمانيون../
اكتست محافظة حجة باللون الأخضر فرحا وابتهاجا بذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم 1445.
تتوالى الاستعدادات بمديريات المحافظة لإحياء ذكرى مولد الرحمة المهداة والسراج المنير في حراك غير مسبوق ابتهاجاً بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
ودشنت المكونات الرسمية والمجتمعية بالمحافظة مبكراً الترتيبات للاحتفال بمولد النبي الخاتم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم متجاوزة كافة الصعوبات التي أفرزها العدوان والحصار.
وتنفرد محافظة حجة عن غيرها من المحافظات في إحياء الفعاليات المحمدية بخصوصية منقطعة النظير لما تتمتع به من تنوع في التضاريس التهامية التي تختلف عنها في المناطق الجبلية.
ويعتبر ابناء محافظة حجة ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محطة إيمانية تجسد حب وارتباط أحفاد الأنصار بالأسوة الحسنة والرحمة المسداة والمعلم والقائد محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتأكيد على السير وفق منهجه وسيرته العطرة.
وتوشحت الشوارع والمآذن والمدارس والقلاع والمرافق الحكومية والخاصة والمحال التجارية والأحياء بمراكز المحافظة والمديريات بالألوان الخضراء مع اقتراب الفعالية الكبرى في 12 من ربيع الأول.
وفي هذا الصدد أشار محافظ حجة، هلال الصوفي، إلى أن العمل جار على قدم وساق لاستكمال الاستعدادات والتجهيز لإحياء ذكرى المولد النبوي بفعالية كبرى وعرس محمدي يليق بمقام ومكانة سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوضح أن هناك لجان في المديريات للترتيب للفعاليات الاحتفالية وأخرى للتحشيد للفعالية المركزية والتجهيز لقافلة الرسول الأعظم التي سيتم تقدّيمها من القرى والعزل والمديريات بمشاركة المكاتب التنفيذية والمجالس المحلية احتفاءً بالمناسبة الدينية الجليلة.
ولفت المحافظ الصوفي إلى أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية للتأكيد على تمسك الشعب اليمني بالنبي الخاتم والهوية الإيمانية والسير على المنهج المحمدي ونهج آل البيت وأعلام الهدى وإفشال المؤامرات التي تستهدف النيل من الجبهة الداخلية وتمزيق النسيج الاجتماعي.
قرابة تسع سنوات من العدوان على اليمن أرضاً وإنساناً لم تثن أبناء حجة من الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الجليلة، بصورة تعكس قوة الارتباط بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن استمرار الصمود في وجه العدوان وتسيير قوافل العطاء للمرابطين.
وأوضح أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة، إسماعيل المهيم، ومدير أمن المحافظة، العميد نايف أبو خرفشة، أن اليمنيين يخوضون منذ سنوات معركة مصيرية يذودون فيها عن الدين والأرض والعرض والسيادة الوطنية.
وأشارا إلى أن عزيمة اليمنيين بالاحتفال بذكرى خاتم الأنبياء والمرسلين أكثر من الأعوام الماضية لتجديد العهد بتولي الله ورسوله والسير على النهج المحمدي، لا سيما بعد إعلان العديد من الأنظمة توليها لأمريكا وتطبيعها مع الكيان الصهيوني.
ولفتا إلى الأنشطة والفعاليات الاحتفالية التحضيرية التي تقام يومياً بالمديريات والقرى والعزل والمكاتب التنفيذية وفق خطط وبرامج تم إعدادها مبكراً استعدادا لرسم لوحة محمدية في الثاني عشر من ربيع الأول في مديرية عبس.
وبينا أن التجهيزات لإقامة مهرجان محمدي بصورة غير مسبوقة نابع من الاستشعار بالمسؤولية في الرد العملي على الأعداء وتحالف العدوان الذين يتعمدون الإساءة بصورة متكررة للرسول الأعظم والقران الكريم بتمسك أهل الحكمة والإيمان بسيد البشرية وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وتأكيد السير على منهجه ونهج آل بيته وأعلام الهدى.
وتتسع دائرة الاحتفال بهذه الذكرى لتشمل الفعاليات الاحتفالية بهذه المناسبة، المدارس الحكومية والأهلية والمساجد وفروع الهيئات والمؤسسات والمرافق والأحياء والقرى والعزل.
وأوضح مدير مكتب التربية بالمحافظة علي القطيب، أن الفعاليات الاحتفالية تشمل ألف و300 مدرسة عبر تنظيم إذاعات مدرسية ومحاضرات ماراثونات لترسيخ محبة النبي الأعظم في نفوس الطلاب وتعريفهم بأهمية إحياء ذكرى مولده والتعريف بنهجه وسيرته الزكية.
وتتنوع مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي، بما ينسجم مع أهمية هذه المناسبة الدينية ومكانتها في قلوب اليمنيين، لتشمل أيضاً القطاعات الحيوية والخدمية مثل صندوق النظافة ومكاتب الصحة والشباب والإرشاد.
وأوضح المدير التنفيذي للصندوق، حمزة شرف الدين، قيام الصندوق بتنفيذ حملات نظافة واسعة بمراكز المحافظة والمديريات وتركيب الزينة الضوئية والقماشية في الشوارع الرئيسية والجولات وقلعة القاهرة، ويتم حاليا عمل الرنج الأخضر على الأرصفة.
فيما أشار مدير مكتب الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد الكحلاني ،أن المكتب يعمل وفق خطة مسبقة للاحتفال بمولد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، وتتمثل في تزيين كافة المرافق الصحية في المديريات وتنظيم الفعاليات والأمسيات المتنوعة بالمناسبة الدينية.
وقال ” كما تم إقرار منح تخفيضات في كافة المستشفيات احتفاء بمولد الرسول الكريم والاستعداد الكامل لتغطية الفعالية المركزية الكبرى وتجهيز فرق الإسعاف والفرق الميدانية والعيادات المتنقلة”.
من جهته أشار مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة، مراد شلي، إلى أن المكتب ينظم عبر فروعه في المديريات بطولات وأنشطة رياضية وشبابية بالتنسيق مع أندية المحافظة والمجالس المحلية في المديريات، احتفاءً بهذه المناسبة لتعزيز ارتباط الشباب بالرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم.
في حين تطرق مدير مكتب الإرشاد، عبدالرحمن شرويد، وعضو رابطة علماء اليمن ،القاضي عبدالمجيد شرف الدين، إلى الأنشطة الإرشادية والتوعوية بهذه المناسبة.
وأكدا أهمية دور الخطباء والمرشدين في التوعية بإحياء ذكرى المولد النبوي في المساجد والمجالس والتأكيد على أهمية السير على نهج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والاقتداء بمنهجه القويم.
وحثا أبناء المحافظة على المشاركة الواسعة في الفعالية المركزية والمساهمة في دعم قافلة الرسول الأعظم لإسناد المرابطين في الجبهات.
ويواكب التجهيز للمشاركة في الفعالية المركزية زخم رسمي وشعبي يتمثل في عظمة التضحيات التي يسطرها الجيش وسخاء أبناء اليمن في تسيير قوافل العطاء لهم، بما يعزز من صمودهم وثباتهم ورفع معنوياتهم في التصدي لقوى العدوان والمرتزقة.
وفي هذا الصدد، أكد وكيلا المحافظة، الدكتور طه الحمزي، ومحمد القاضي، حرص قيادة المحافظة على مساندة جهود تجهيز قافلة الرسول الأعظم، بما يعكس ارتباط اليمنيين بالنبي الخاتم وحجم تضحيات أبناء المحافظة في الذود عن الدين والعرض والسيادة الوطنية.
ولفتا إلى تفاعل أبناء مديريات حجة بمختلف مكوناتهم ومشاربهم في تقديم مختلف أشكال الدعم والإسناد بالمال والرجال والعتاد، انطلاقاً من استشعارهم للمسئولية في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.
وتستشعر المرأة مسؤوليتها بالقيام بدورها في الاحتفال بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وترسيخ الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية في أوساط حفيدات الأنصار.
حيث توسعت مشاركة المرأة بصورة ملفتة في إحياء الأنشطة والفعاليات والندوات المحمدية وأعمال التزيين وتوزيع الحلويات سواء على الجانب الرسمي أو الشعبي أو عبر الهيئات والمؤسسات المحلية.
وأوضحت منسقات الهيئة النسائية الثقافية بالمحافظة أن الهيئة تقوم بعمل فعاليات وندوات وأنشطة متنوعة مع مدارس البنات في أغلب المديريات بهدف التعريف بالسيرة النبوية الشريفة الصحيحة وتصحيح الأفكار المغلوطة التي استهدفت النبي الخاتم.
وبينت أن المحاضرات تركز على تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي والتراحم والتسامح والمشاركة في تزيين المدارس بالإضافة إلى تنظيم زيارات لأسر وروضات الشهداء.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم ذکرى المولد النبوی المناسبة الدینیة الرسول الأعظم بهذه المناسبة فی المدیریات مدیر مکتب
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: لا أحد تصيبه عثرة قدم ولا خدش إلا بقدر
قال الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن لله فِي خلقه أقدار ماضية، لا تُردُّ حكامها، ولا تصدّ عن الأغراض سهامها، وليس أحد تصيبه عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا وهو في القدر المقدور والقضاء المطور.
لله أقدار ماضيةوأوصى " البدير " خلال خطبة الجمعة الثانية من شعبان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، العباد على عدم استعجال حوادث الأيام إذا نزلت، أو الجزع من البلايا إذا أعضلت، أو استطالة زمن البلاء وأن لا يقنطوا من فرج الله ولا يقطعوا الرجاء من الرحمن الرحيم.
ونبه إلى أن كل بلاء وإن جلّ زائل، وكلّ همّ وإن ثقل حائل، وإن بعد العسر يسرًا، وبعد الهزيمة نصرًا! وبعد الكدر صفوًا، وبعد المطر صحوًا، و عِنْد تناهي الشدَّة تنزل الرحمة، وعند تضايق البلاء يكون الرخَاء.
وتابع: فلا يكونوا ضحايا القلق وجلساء الكآبة، وسجناء التشاؤم وأسارى الهموم، فسموم الهموم تشتّت الأفكار، وتقصر الأعمار، منوهًا بأن الكمد على الشيء الفائت والتلهف عليه، وشدة الندامة والاغتمام له، وفرطُ التحسّر وكثرة التأسف والاستسلام للأحزان يقتل النفس، ويذيب القلب، ويهدم البدن.
وحذر من الإفراط في الأحزان وتهييج ما سكن من الآلام والغرق في الغموم والهموم، والإسراف في تذكّر المصائب والأوجاع، داعيًا إلى الاسترجاع بذكر الله والإيمان بقضائه وقدره.
ملجأ لذوي المصائبوأضاف: إذ جعل الله الاسترجاع ملجأ لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين، ووعد الصابرين المسترجعين بمغفرته ورحمته جزاء اصطبارهم على محنه وتسليمهم لقضائه، فروي عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: إِنَّا لِلهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا" أخرجه مسلم.
وأشار إلى أن الدنيا دار نكدٍ وكدر، فجائعها تملأ الوجود، وأحزانها كلما تمضي تعود، وكل يَوْم نرى راحلًا مشيعًا، وشملًا مصدَّعًا، وقريبًا مودَّعًا، وحبيبًا مفجَّعًا، فمن رام في الدنيا حياةً خالية من الهموم والأكدار ، فقد رام محالًا.
وشدد على فضل الصبر على البلايا والمحن، واليقين والرضا بقدر الله عند حصول الفواجع والأحزان، فالدنيا دار ابتلاء، لا يجزع فيها العبد المؤمن، ولا يقنط من فرج ربّه ورحمته.
وأوضح أن من آمن بالقضاء والقدر هانت عليه المصائب، فلا يكون شيء في الكون إلا بعلم الله وإرادته، ولا يخرج شيء في العالم إلا عن مشيئته، ولا يصدر أمر إلا عن تدبيره وتقديره، والصبر جنّة المؤمن، وحصن المتوكل.
لزوم الصبرودعا إلى لزوم الصبر على حلو القضاء ومره، وعلى غمرات البلاء وصدماته، على نكبات الدهر ومصيباته، ففي الصبر مسلاة للأحزان، فما صفا لامرئ عيش ولا دامت لحيّ لذة، فمن وطّن نفسه على الصبر لم يجد للأذى مسًا.
ونوه بأن من صبر على تجرّع الغُصص واحتمال البلايا وأقدار الله المؤلمة صبّ عليه الأجر صبًّا، فالمؤمن يكون صبره بحسن اليقين الذي يزيد الآمال انفساحًا، والصدور انشراحًا، والنفوس ارتياحًا، موصيًا بملازمة قراءة القرآن لأن فيه مسلاة للقلوب، ومسراة للكروب، وبها تصغر نازلة الخطوبه.
ولفت إلى أن لقاء الأصدقاء الصلحاء النصحاء عافية للبدن، وجلاء للحزن، كما أن مما يِبردُ حرّ المصائبُ، ويخفف مرارتها أن يعلم المبتلى بما أصيب به غيره من الناس مما هو أعظم من مصيبته وبيلته.
وأردف : وأن يعلم أن الأنبياء والأولياء لم يخلُ أحدهم مدة عمره عن المحن الابتلاء، مشيرًا إلى أن الأوجاع والأمراض والمصيبات تكفّر الخطايا والسيئات، كما روى أَبِي سَعِيدٍ وأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وصَبٍ، ولَا نَصَبٍ، ولَا سَقَمٍ، ولَا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهِمُّهُ إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ" أخرجه مسلم.
وأفاد بأن من أمسك نفسه ولسانه عن التسخّط والاعتراض لم يؤاخذ على بكاء عينه وحزن قلبه، واختلاج الألم في صدره، وإنما الذم واللوم والإثم على من لطم وناح وتسخْط واعترض وجزع، مضيفًا أن تأنيس المبتلى المحزون وتسليته، وتهوين المصيبة عليه، والربط على قلبه، وتعزية نفسه المفجوعة والتخفيف عنها من الأعمال النبيلة، والقربات الجليلة.