الثورة نت:
2025-05-01@04:51:11 GMT

باعث تفاؤل.. ولكن!

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

 

 

كان على حفنة المرتزقة ألا يستغربوا من توالي المستجدات على صعيد حلحلة الملف الإنساني اليمني الذي أرادوا تعقيده، القاعدة الكونية لدى كل البشرية أن الظلم لا يسود إلى ما لا نهاية وأن ما أخذ، حتما سيعود يوما لأصحابه بالقوة أو بالسلم.
مع ذلك، اعتدنا ألا نفرط في التفاؤل مع هذا الدفع الإقليمي والدولي نحو إحلال السلام في اليمن، إذ مرت بنا سابقا جولات وتحركات نشطة وحيوية تصورنا فيها أننا قاب قوسين أو أدنى من طيّ صفحة التدخل السعودي الإماراتي الأمريكي في اليمن، وهذا لم يحدث.


مستجدات اليوم التي تسارعت خلال الأيام الماضية، بعد بلوغ تحذيرات صنعاء ذروتها، قد – وليس أكيداً- تنتهي إلى عملية سلام، إلا أن الأكيد فيها أنها تفرض واقعا وحقائق مستفزة للأحرار والمرتزقة معا، فالأحرار كان من الصعب أن يتقبلوا فكرة بلوغ الكره والحقد في قلوب إخوانهم ممن قبلوا تمكين الآخرين من احتلال البلد ونهب ثرواته، حدا ينزع عنهم الصفة الإنسانية، حين ثارت ثائرة هؤلاء الأدوات وتصاعد نقدهم وبدأوا بترتيبات إسعافية لما بعد أي تسوية محتملة بين صنعاء والرياض.
أما المرتزقة فصدمتهم كانت أكبر حين تعززت لديهم حقيقة أنهم لا يشكلون أي رقم لدى التحالف، وربما يشعر هؤلاء النفر بالإهانة لأن ما تجري من تحركات، لا يد لهم فيها، فحجمهم لدى السعودية أو الإمارات أو أمريكا منذ البداية أقل بكثير من أن يتم حتى استشارتهم بأي أمر يخص البلد والسلام، وهو نتيجة طبيعية لإدراك دول التحالف بعدم قدرتهم على التأثير أو إحداث أي تغيير في ساحة الفعل السياسي والعسكري.
وغدا سيلقون أنفسهم تائهين في فراغ الصحاري، وسيتذكرون يد صنعاء التي ظلت ممدودة لإنقاذهم من وحل العمالة والوقوف صفا واحدا لتحرير الوطن، لكنهم أبوا واستكبروا، وذهبوا إلى توهماتهم بأنهم النخبة النقية التي ستبني دولة مدنية حداثية لا يصلها التراب.
من الاستنتاجات التي لا أرى حكمة في إهمالها، هو أن هذا التسارع لجولة مفاوضات جديدة تعيد الأمل لحل مشكلة المرتبات والمطارات والموانئ، جاء بعد تلاحق في التحركات الأمريكية والبريطانية في السواحل الشرقية لليمن، وهي تحركات عسكرة و”توطين” للقوات الأجنبية ومحاولة لفرض أمر واقع، ربما تشير إلى أننا سنقف طويلا عند تنفيذ مطلب خروج هذه القوات نهائيا من كل اليمن، أو ربما أن الغزاة يريدون  أن يخوضوا بنا جولة من المقايضة لضمان بقاء قواتهم في القواعد التي انشأوها جنوب اليمن، الأمر الذي يبدو مستحيلاً بالمطلق.
وخلال الاحتفالات النوعية التي يجري التحضير لها حاليا احتفاء بثورة ٢١ سبتمبر، ستكون هناك الكثير من الرسائل للقريب والبعيد، اختزلت الزمن وتجاوزت تعقيدات العدوان وطوعت الصعوبات وحولتها إلى فرص، وربما ستمثّل بداية لمرحلة جديدة في التعامل مع الآخرين، سواء الدول المحيطة أو دول العالم، وعلى قاعدة فرض الاحترام وبالمفهوم الأمريكي «إذا أردت السلام فاحمل السلاح»، والبقاء في حالة الثورة هو الضامن لتحقيق كل ذلك.
في المجمل، سواء انتهت الجولة هذه المرة إلى طريق يقبل به اليمنيون أو كانت بمثابة عملية تحديث للزمن ليعود التحالف من بعدها إلى مسار جديد من المراوغات، فإن الفعل الثوري سيستمر لدحر وضمان منع أي تدخلات أجنبية في شؤون البلد تحت أي عنوان أو مبرر، بما يعنيه ذلك من فوضى قد يتأذى منها كل العالم، فاليمنيون لن يقبلوا بأنصاف الحلول، وفترة خفض التصعيد التي فرضت عليهم كخيار ضرورة بلغت رمقها الأخير.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تعاود عدوانها على اليمن باستهداف منشآت سكنية في صنعاء 

الجديد برس| كشفت وزارة الدفاع البريطانية، الأربعاء، عن مشاركتها في غارات جوية جديدة على اليمن، في أول عملية عدوانية معلنة لها منذ إطلاق الحملة الأمريكية الجديدة قبل شهر ونصف. وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان واشنطن انسحاب حاملة طائراتها من البحر الأحمر إثر هجوم يمني أسقط مقاتلة من طراز “إف-18”. وأوضحت الوزارة في بيان أن مقاتلات “تايفون” البريطانية نفذت غارات على مباني سكنية في العاصمة صنعاء، مع التركيز على عبارة “عودة مقاتلاتنا بأمان”، في إشارة إلى اشتباكات عنيفة. كما أكدت استخدام طائرة تزويد بالوقود لدعم المهمة، التي انطلقت من قاعدة يونانية في البحر المتوسط. هذه المشاركة البريطانية، التي تعد الأولى منذ إعلان ترامب الحملة الجديدة، تثير تساؤلات حول تصعيد التحالف الغربي ضد اليمن، خاصة في ظل تزايد الخسائر الأمريكية وتكبدها ضربات موجعة من قبل القوات اليمنية.

مقالات مشابهة

  • سقوط الـ«F-18»… إنذار مدوٍّ بعمق الورطة الأمريكية في اليمن
  • "رد مناسب وفي وقته".. ماذا تخطط صنعاء لبريطانيا؟
  • بريطانيا تعاود عدوانها على اليمن باستهداف منشآت سكنية في صنعاء 
  • 4 غارات أمريكية تستهدف صعدة بعدوان جديد على اليمن
  • عندما تغفو العدالة.. الحرب المنسية على المدنيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • التحالف يقلب الموازين: بريطانيا تدخل خط المواجهة ضد الحوثيين في اليمن
  • مناقشة الصعوبات التي تواجه الجمعيات التعاونية بمحافظة صنعاء
  • عقوبات أمريكية على موردي النفط الى اليمن.. و”حكومة التحالف” ترحب
  • صنعاء: واشنطن تهيئ الرأي العام الأمريكي لتقبل خسائرها في اليمن 
  • المأزق المحرج لشرطية العالم في اليمن