أول تحول في شواحن آبل منذ 11 سنة.. فلماذا يعتبر قفزة مهمة؟
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
أوقفت شركة «أبل» العمل بشاحن «لايتنينغ»/»Lightning» الخاص بها، قبل أيام بعد 11 عاماً من بدء العمل به. ما مثل لحظة فارقة للشركة، وتحولها إلى اعتماد نظام الشحن العالمي «يو إس بي- سي» (USB-C).
فقد أعلنت الشركة خلال مؤتمرها السنوي، الثلاثاء الماضي أن جميع هواتفها الذكية من الجيل الجيد ستحتاج إلى شاحن «يو إس بي- سي» ، وكذلك الإصدار الأحدث من «إيربود برو» (AirPods Pro).
فما طبيعة التغيير؟ أتى قرار «أبل» بعد أقل من عام على تصويت الاتحاد الأوروبي لصالح الموافقة على تشريع يلزم الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكاميرات الرقمية ومكبرات الصوت المحمولة وغيرها من الأجهزة الصغيرة باستخدام شاحن يو إس بي- سي» بحلول عام 2024، وفق ما نقلت ه شبكة «سي إن إن»
ويهدف القانون إلى تقليل عدد أجهزة الشحن والكابلات التي يجب على المستهلكين التعامل معها عند شراء جهاز جديد، والسماح للمستخدمين بخلط الأجهزة وأجهزة الشحن ومطابقتها حتى لو تم إنتاجها من قبل شركات مصنعة مختلفة.
وبذاك أصبح بإمكان زبائن «أبل» استخدام شاحن «يو إس بي- سي» لتشغيل أجهزة «آيفون» و»آيباد» وحواسيب «ماك» الخاصة بهم كما أضحى بإمكانهم شحن جهاز من علامة تجارية أخرى مستخدمين الشاحن الجديد.
أشار نائب الرئيس الأول للتسويق العالمي في شركة «أبل»، غريغ غوسوياك، العام الماضي، إلى قيمة وانتشار شاحن «لايتنينغ»، المصمم لشحن الأجهزة بشكل أسرع، لكنه أوضح أنه «سيتعين علينا الامتثال لقرار الاتحاد الأوروبي». يعد قرار الاتحاد الأوروبي جزءاً من جهد أكبر لمعالجة النفايات الإلكترونية بشكل عام، إلا أنه قد يولد المزيد من النفايات على المدى القصير مع التخلص التدريجي من كابلات «لايتنينغ». على الرغم من أن شركة «أبل» أعربت عن مخاوفها البيئية بشأن ما قد يحدث لشواحن «لايتنينغ» القديمة، إلا أن لديها أسباباً مالية لمقاومة هذا التغيير أيضاً.
ماذا يعني التغيير لمستخدمي «آيفون»؟ من غير المحتمل أن يكون الانتقال إلى شاحن «يو إس بي- سي» حافزاً للناس لشراء جهاز جديد، لكنه قد يؤثر على بعض المستهلكين الذين رفضوا شراء جهاز «آيفون» بسبب قيود الشحن، وفقاً لتوماس هوسون، نائب رئيس شركة «Forrester Research».
وبالنظر إلى أن العديد من الأجهزة المحمولة تستخدم بالفعل شاحن «يو إس بي- سي»، بما في ذلك أجهزة «آيباد» وحواسيب «ماك» الخاصة بشركة «أبل»، فلا ينبغي أن يكون الوصول إلى أسلاك الشحن صعباً أو مكلفاً للغاية، لكن المنتجات المقلدة كثيرة، وبعض أجهزة شحن «يو إس بي- سي» أكثر أماناً من غيرها. فيما أوضحت « آبل» أيضًا أن وحدة التحكم «يو إس بي- سي» المخصصة ستسمح بسرعات نقل تصل إلى 20 مرة أسرع من تقنية «يو إس بي- 2» لجهاز «آيفون 15 برو»/ ( iPhone 15 Pro).
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا یو إس بی
إقرأ أيضاً:
القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!
••ليس منطقيا أن يكون الصدام أو العنف هو الحل الأمثل في مواجهة التحولات التي تشهدها القيم والعادات والتقاليد في أي مجتمع من المجتمعات، وهذه القيم تواجه في الوقت الراهن تحديات كبرى بسبب المتغيرات التي يشهدها العالم الذي نعيشه بما في ذلك صراع الأجيال وثورة المعلومات والصراعات النفسية التي يمر بها الشباب والمراهقين في مرحلة شديدة الحساسية لبناء الذات. قد يقود الصدام إلى مستوى أخطر من التحول يصعب علاجه أو مواجهته، الأمر الذي يفرض علينا البحث عن حلول أخرى لبناء ثنائية الأصالة والمعاصرة. يبدأ هذا الأمر في قراءة الظواهر التي تنتشر في مجتمع من المجتمعات قراءة دقيقة في سياقها الصحيح وربطها بما حولها من مؤثرات.
•يبدو موضوع القيم والعادات والتقاليد شديد الحساسية بالنظر إلى كونه المنظومة التي تعكس هُوية الشعب وتحدد إطاره الأخلاقي والاجتماعي. لكن من الصعب الاعتقاد أن هذه المنظومة ثابتة لا تتغير أو أنها بمنأى عن المتغيرات التي تحدث في العالم لأنها في الحقيقة ووفق الدراسات العلمية ووفق منطق الأشياء تخضع للتحولات الطبيعية التي تفرضها تطورات الزمن. ولا تكمن الإشكالية في حدوث التغيير أو التحول ولكن في نوعية ذلك التحول، وهل يتم وفق عملية تطور طبيعي يحافظ على جوهر القيم ويعيد صياغتها بما يتناسب مع العصر، أم أنه انزياح يبتعد عن الأسس التي قامت عليها المجتمعات؟
•في العقود الأخيرة، شهد مجتمعنا تغيرات واضحة في أنماط الحياة، بفعل التطور التكنولوجي والانفتاح الإعلامي، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية. هذه التغيرات أفرزت أجيالا تحمل رؤى مختلفة عن الأجيال السابقة، حيث بات الشباب أكثر ميلا للحداثة والتقليد، وأكثر تحررا في سلوكهم وخياراتهم، ما أدى إلى تصادم، أحيانا، بين القيم التقليدية والممارسات الجديدة.
•لكن المشكلة ليست في التغيير بحد ذاته، وإنما في طبيعته؛ ففي الوقت الذي يفترض أن تسير التحولات نحو تعزيز القيم الإيجابية وتجديدها بما يخدم تطور المجتمع، نجد أن بعض الانزياحات تأخذ مسارا يؤدي إلى تراجع الأخلاق العامة، وتفكك الروابط الأسرية، وانحسار روح المسؤولية الاجتماعية. هذه المظاهر لا تمثل تطورا، بل تعكس خللا في التوازن بين الحاجة إلى التحديث والحفاظ على القيم الراسخة.
•والأمم لا تبني مستقبلها بالتخلي عن تراثها وهويتها، بل من خلال تطوير منظومة قيمية تجمع بين الأصالة والتجديد. فالحداثة الحقيقية ليست في نبذ العادات والتقاليد، وإنما في إعادة قراءتها وفق متطلبات العصر، بحيث تبقى الأخلاق، والاحترام، والانتماء الوطني، وحس المسؤولية، مبادئ غير قابلة للتلاشي.
•الحل الأمثل في مثل هذه التحديات التي تواجه المجتمعات هو في إدارتها، إدارة التغيير ذاته، وفي بناء وعي مختلف عند الشباب والمراهقين الذين يقودون هذه الانزياحات عن النماذج الثابتة التي تقرها المجتمعات، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد وطني جماعي تشترك فيه الأسرة والمجتمع المحلي والمساجد والمدارس والأندية الرياضية وبشكل خاص الفرق الرياضية الموجودة في الحارات والتي لديها قدرة تأثير غير ملتفت لها حتى الآن.
•على سبيل المثال كان يمكن أن تقوم هذه الفرق الرياضية بتنظيم فعاليات متنوعة في ليلة النصف من رمضان مرتبطة بمنظومة المجتمع وقيمه ولا تترك فرصة للشباب والمراهقين للخروج عليها عبر ممارسة سلوكيات يرفضها المجتمع ولا تتناسب حتى مع روحانيات الشهر الفضيل. هذا الأمر طبقته بعض الولايات وحقق نجاحا كبيرا بل إن الصورة الذهنية التي رسمها خرجت من إطارها العماني إلى العربي حيث تم تناقلها والإشادة بها.
•موضوع إدارة التغيير مهمة جدا وفارقة في القدرة على ترسيخ الحدث في الوعي والوجدان، لكن أيضا يحتاج الأمر إلى إرادة مجتمعية، كل مؤسسات المجتمع، من أجل النجاح والاستمرار.
•ولا بد من القول إن قوة المجتمع في قدرته في إدارة التغيير وفي الموازنة بين الأصالة والمعاصرة وفي توجيه أجياله نحو المستقبل دون أن يفقد جذوره، وأيضان دون أن يفقدهم عبر تمردهم عليه. والتغيير سنة الحياة، لكن الوجهة التي يسلكها هذا التغيير هي ما يحدد مصير الشعوب والأمم.•