عبر جسور وطرق سريعة.. لهذا يحول السيسي مصر إلى معسكر كبير
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
يعمل نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي على تحويل مصر إلى "معسكر عسكري كبير"، عبر هدم مدافن تاريخية وإزالة أحياء قديمة ومساحات خضراء لبناء جسور وطرق سريعة؛ لتفتيت المجتمع وتسهيل وصول قوات الأمن إلى أي منطقة، في إطار هدف الهيمنة العسكرية على البلاد.
تلك القراءة تضمنها تقرير لحسام الحملاوي، في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أنه "منذ فترة طويلة، تم قمع المعارضة على يد الرئيس السيسي، الذي لم يتردد في إطلاق العنان لحمام دم بعد انقلابه العسكري عام 2013، وشن اعتقالات جماعية، وبناء مجمعات سجون ضخمة".
وأردف الحملاوي أنه "من حين إلى آخر تندلع احتجاجات عفوية، ولكن يتم السيطرة عليها بسرعة. وفي ظل هذه الظروف القمعية الصارمة، تم توجيه الكثير من المعارضة عبر الإنترنت، على الرغم من أن الأجهزة الأمنية تستهدف بانتظام مستخدمي الإنترنت وتراقب مئات المواقع".
وتابع: "في الآونة الأخيرة، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بغضب ناجم عن حملة هدم المعالم التاريخية في القاهرة وقطع الأشجار في المراكز الحضرية، وفي وقت كتابة هذا التقرير، تدمر جرافات المقابر التاريخية، التي تعد جزءا من التراث الإسلامي للعاصمة، من أجل بناء جسور وطرق سريعة".
و"ويقول المهندسون المعماريون إن مثل هذه المستويات من الدمار والاستخفاف بالتراث الثقافي تجاوزت ما تسببت فيه أي قوات احتلال أجنبي أو كوارث طبيعية في تاريخ مصر"، بحسب الحملاوي.
وأضاف أن "المجتمع المدني في البلاد لا يزال مصابا بالشلل بسبب حملات القمع التي أعقبت (الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي) عام 2013، والتي شهدت قيام السيسي بتفكيك أي كيان قادر على العمل بشكل مستقل عن الدولة".
واستدرك: "لكن علماء الآثار والمهندسين المعماريين والناشطين لجأوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، محاولين إثارة الضجة حول عمليات الهدم المستمرة وتوثيق الأضرحة المهددة بالإزالة، وأطلق البعض عريضة على الإنترنت لمحاولة الضغط على النظام لوقف جرافاته".
وقال إنه "بالتزامن مع ذلك، شرعت الدولة في السنوات الأخيرة في حملة قطع الأشجار وإزالة المساحات الخضراء في المراكز الحضرية، وليس فقط أثناء أعمال توسعة الطرق".
و"تأتي هذه الحملة بشكل منهجي في الوقت الذي استضاف فيه النظام (أواخر 2022) مؤتمر (الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ) كوب 27، في حين أعلن مرارا عن التزامه بـ "التحول الأخضر" ومكافحة تغير المناخ"، كما أضاف الحملاوي.
وزاد بأن "تصريحات المسؤولين الحكوميين تتأرجح بين إنكار الحرب على الخضرة وبين إعطاء مبررات غير رصينة أحيانا، وقد ظهرت مجموعات وصفحات عديدة على فيسبوك للضغط على السلطات، وأحيانا نجحت مبادرات عفوية أطلقها السكان المعنيون في إنقاذ المساحات الخضراء في أحيائهم".
اقرأ أيضاً
محكمة مصرية تقضي بحبس المعارض هشام قاسم لمدة 6 أشهر
قوة غاشمة
و"لا يمكن للمرء أن يستوعب مدى استئصال المساحات الخضراء والهوس بالطرق السريعة والجسور حتى على حساب الكنوز الثقافية، بصرف النظر عن سعي النظام إلى عسكرة جميع جوانب الحكم والحياة في مصر بعد انقلاب 2013"، بحسب الحملاوي.
وتابع أن "المشهد الحضري شهد تحولا سريعا، وأصبحت الدولة أكثر جرأة في إزالة الأحياء الحضرية الفقيرة بأكملها، والتي سعى (الرئيس المصري الراحل حسني) مبارك (1981-2011) منذ فترة طويلة إلى تحسينها، لكنه لم يتمكن بسبب المقاومة المحلية، بينما يستخدم السيسي القوة الغاشمة لتجاوز طموحات مبارك الفاشلة".
وزاد بقوله: "ويعكس حافز آخر لمثل هذه التدابير أوجه تشابه تاريخية مع باريس ما بعد عام 1848، التي تم هدمها وإعادة بنائها بعد إخماد التمردات الشعبية لتسهيل النشر السريع للقوات والسيطرة على الأماكن العامة".
و"اعتبر 4 من مخططي المدن المصريين، أجريت مقابلات معهم، أن الوصول الأمني (سهولة وسرعة وصول قوات الأمن إلى منطقة ما) هو أحد العوامل الرئيسية وراء عمليات الهدم واسعة النطاق وبناء الجسور، ولا سيما في (محافظات) القاهرة والجيزة والإسكندرية"، كما أردف الحملاوي.
وأضاف: "وبالتالي فإن استئصال المساحات الخضراء وإقامة الجسور يشكل عنصرا أساسيا في تأمين الأماكن العامة، ضمن السعي إلى الهيمنة العسكرية".
وقال المؤرخ المصري البارز خالد فهمي إن "الجسور والطرق السريعة التي يبنونها تعمل على تفتيت المجتمع، الذي هو نحن، العدو ومصدر القلق. كما أنها تعمل على القضاء على الفضاء العام. أين يجتمع المصريون؟ في الميادين والشوارع. يتم إزالتها لحرماننا من الوحدة الاجتماعية".
و"خلال ثورة 2011 (أطاحت بنظام حكم مبارك)، هتف الملايين: يسقط يسقط حكم العسكر.. مصر دولة مش (وليست) معسكر!"، بحسب الحملاوي الذي ختم بأن "نظام السيسي المضاد للثورة يعمل اليوم على تحويل البلاد إلى معسكر عسكري كبير".
اقرأ أيضاً
ضغوط متزايدة على سعر الجنيه.. هل تتجه مصر إلى تعويم جديد؟
المصدر | أيدان لويس/ رويترز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر جسور طرق سريعة السيسي معسكر المساحات الخضراء
إقرأ أيضاً:
سوريا.. إسرائيل تدمّر 4 جسور في حمص وإصابات وسط المدنيين
للمرة الثالثة خلال أيام، جددت إسرائيل قصفها على سوريا وتحديدا حمص، حيث أطلقت طائرات إسرائيلية عددا من الصواريخ من فوق الأراضي اللبنانية، محاولةً استهداف بعض المواقع في مدينة القصير قرب الحدود مع لبنان، في ريف حمص الجنوبي الغربي.
وقال مصدر عسكري لوكالة سانا: حوالي الساعة 05 : 20 مساء اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الأراضي اللبنانية مستهدفاً جسور على نهر العاصي والطرقات على الحدود السورية اللبنانية في منطقة القصير بريف حمص ما أدى إلى أضرار كبيرة بها وخروجها عن الخدمة.
ووفقا للمعلومات المتوافرة والتي تم تداولها، “تمكنت الصواريخ الاعتراضية السورية من إسقاط معظم الصواريخ المعادية قبل وصولها إلى هدفها”، ووفق المعلومات، اصيب 7 أشخاص في حصيلة أولية للقصف.
وذكرت وكالة سبوتيك، أن “طائرات حربية إسرائيلية وأخرى دون طيار شاركت في العدوان على الأراضي اللبنانية والسورية”.
وأشارت إلى أنه مع “بداية العدوان، نفذت طائرات العدوان الإسرائيلي أحزمة نارية امتدت من داخل الأراضي اللبنانية وحتى منطقة القصير في ريف حمص الغربي”.
وأكدت أن “العدوان الإسرائيلي على منطقة القصير كان كثيفا من حيث الغزارة الصاروخية، وشمل طرقا ترابية وفرعية وورشة لإصلاح الجرارات الزراعية وبعض المباني”.
وأفادت مصادر ميدانية “بتدمير 4 جسور بريف القصير على الحدود السورية اللبنانية بريف حمص الغربي، جراء اعتداء إسرائيلي”.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية على ريف القصير عن “تدمير جسور ربلة وتل النبي مندو والدف على نهر العاصي والجوبانية على الحدود السورية اللبنانية”.
وفي 10 نوفمبر الجاري، قال مصدر عسكري: “حوالي الساعة 00 :17 مساء اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد الأبنية السكنية في منطقة السيدة زينب بريف دمشق ما أدى إلى استشهاد سبعة مدنيين بينهم أطفال ونساء وإصابة عشرين آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية بالممتلكات الخاصة”.
وفي 11نوفمبر، جددت إسرائيل قصفها على سوريا اليوم الاثنين 11 نوفمبر، حيث قصفت محيط منطقة شنشار بريف حمص الجنوبي.
آخر تحديث: 13 نوفمبر 2024 - 20:43