عدن (عدن الغد) خاص:

وأوضح الصحفي والكاتب سمير اليوسفي أن اليمنيين يستحقون سلاماً دائماً وضامناً لحقوقهم في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.


وقال المحلل السياسي عبدالملك اليوسفي: الجهود السعودية لإحلال السلام في اليمن ليست وليدة اللحظة بل امتداد لتاريخ طويل من دعم استقرار اليمن وحتى الدعم العسكري لاستعادة الدولة، في سباق الحفاظ على الاستقرار باعتبار القوة المسلحة أداة من أدوات السياسة.

مضيفاً: نعم لجهود الوساطة السعودية وللسلام العادل والشامل المستدام، ولن يكون السلام على حساب الثوابت.

 

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

إيران ليست مستعدة للتخلي عن لبنان

كان من المفترض أن يشكّل انتهاء الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان والتغييرات الكبرى التي حدثت في سوريا، بداية لحقبة جديدة في لبنان سعت أطراف سياسية متعددة لتسميتها: الحياد الإيجابي.

والهدف من تلك الحقبة، وفقًا لتلك الأطراف الداخلية والخارجية، هو إبعاد لبنان عن محاور النزاع في المنطقة وتكريس معادلات تثبت جزءًا من الاستقرار السياسي والأمني، وقد يكون تحقق كثير من سياقات هذا التحول، وخاصة مع انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، لكن سرعان ما تبددت مع التأخر في ولادة الحكومة والصراع على الحصص الوزارية.

وبدا أن إيران التي خسرت حضورها الإستراتيجي الأهم في سوريا، تلقت ضربة مماثلة في لبنان مع اغتيال قيادات حزب الله، وإضعاف القدرات الصاروخية للحزب، والقبول باتفاق وقف إطلاق نار يكرّس وجودًا إسرائيليًا في الجنوب لأجل غير معلوم.

لكن لا يبدو أن طهران مستعدة للقبول بالهزيمة أو خسارة نفوذها الإقليمي، وأنها لا تزال تتمسك بالحفاظ على ما تبقى من حضور في لبنان، والعراق، واليمن، وتراهن في الأغلب على عاملي الوقت والظروف.

تتقن الإدارة الإيرانية هذه اللعبة التي تستخدمها لإعادة مراكمة حضور جديد وبناء القدرات السياسية والميدانية، وهو ما توحي به سياستها حتى الآن على الأقل، فيما يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وكل الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة لدفع ترامب لدعم عملية عسكرية ضد إيران، ونتنياهو نفسُه يدرك أن طبيعة ترامب "كرجل أعمال"، ستدفعه للتفاهم مع إيران والتهرب من توجيه الضربة القاضية لها.

إعلان

ولذلك يتوجّه نتنياهو باكرًا إلى واشنطن للقاء ترامب. وهي زيارة لافتة وجديرة بالقراءة أن يحدث لقاء كهذا بين رئيس حكومة إسرائيلية ورئيس أميركي تسلم لتوه مقاليد السلطة. صحيح أن نتنياهو هو صديق تاريخي لترامب، لكنه يبقى غريبًا بعض الشيء أن يحصل اللقاء بعد أسبوعين فقط على دخول ترامب المكتب البيضاوي.

يؤشر هذا اللقاء إلى ما هو أبعد من لقاء الأصدقاء، فالزيارة المبكرة تأتي بعد دعوة ترامب لاستضافة سكان قطاع غزة في الأردن ومصر، وكذلك بعد رفع الحظر عن تزويد إسرائيل بالقنابل الثقيلة، وهو ما اعتبر خطوة موجهةً نحو إيران، أو تلويحًا باستخدام القوة تجاهها.

وهنا تبدو طهران وكأنها تركّز سياستها على استيعاب الهجمة الأميركية المحتملة. فهي تبدي مرونة سياسية تجاه إدارة ترامب ومتطلباتها؛ بالعودة لتصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن بلاده على استعداد لتلقي عروض التفاوض من ترامب حول برنامجها النووي.

وفي موازاة ذلك ذهبت إلى موقف دفاعي في اليمن، حيث أعلن الحوثيون وقف استهدافهم للسفن الأميركية والبريطانية وفتح الملاحة البحرية، وفي العراق أيضًا، توقفت بشكل مطرد كل دعوات الجماعات المحسوبة على إيران بانسحاب القوات الأميركية من العراق، وهو ما بات يرجح بقاء هذه القوات لمدة أطول.

لكن في ذات الوقت، ذهبت طهران برئيسها وكل طاقمها العسكري والأمني لتثبيت تفاهمات مع روسيا، وكان لافتًا الإعلان عن رغبة إيرانية في شراء منظومة طائرات حربية روسية، وهو ما يؤشر ضمنًا إلى تدعيم خطوطها الدفاعية بعد الاختبار العسكري الإسرائيلي لخطوطها القديمة، وهو ما يوحي بإمكانية عودة المناوشات العسكرية.

وتدرك إيران في الوقت نفسه أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات في وضع داخلي صعب ومتأرجح، وخاصة بعد الهزيمة المدوية أمام حركة حماس والتي تجلّت في الاستعراض العسكري وملابسات عملية التبادل، وإجبار إسرائيل على القبول بشروط حماس.

إعلان

وفي ضوء هذا كله، فإن نتنياهو يعتبر أنه أمام صراع حول مشروعية بقائه في السلطة، يلزمه فيه توجيه ضربة للمشروع الإيراني، ولا سيما أن هناك في فريق ترامب من ينحازون لهذا المسار التصعيدي.

لكن هل سيبصر هذا المسار، النور؟ هنا يكمن السؤال الأهم، وخاصة أن الإدارة الأميركية الجديدة ألمحت إلى أنها تستعد لإنجاز صفقتها المنتظرة مع إيران، باعتبار أن بايدن فشل في الوصول لاتفاق خلال عهده الرئاسي، وهذه الصفقة تحمل مجموعة من العناوين الرئيسية، وهي:

تجميد المشروع النووي عبر وقف تخصيب اليورانيوم، وتفكيك البنية الصاروخية الباليستية. تعهد إيراني بوقف دعم حلفائها في لبنان، والعراق، واليمن لوقف تدخلهم في المسارات السياسية الجاري العمل عليها، ويلزم لذلك تقليص قدراتهم المالية والعسكرية إلى أدنى الحدود الممكنة. القبول بالصيغ الحاصلة لإعادة ترتيب المشهد الإقليمي، وخارطة توزيع القوى في الشرق الأوسط.

ورغم أن خطابات ترامب الانتخابية حملت سقوفًا عالية لتنفيذ سياسة الضغوط القصوى على إيران واقتصادها المنهك، لكنه بدا واضحًا أنه لا يريد التورط في حرب إقليمية، وأن السلاح الأقوى والمجرب هو فرض عقوبات قاسية؛ لإجبار طهران على التفاهم على مرتكزات جديدة للسياسة الإيرانية.

لكن طهران في الوقت نفسه تتهيب من تأثر ترامب بمطالبات اليمين الإسرائيلي بضرب إيران، ولذلك تسعى إلى تحديث قدرتها العسكرية الجوية والبحرية والصاروخية، وتفعيل تفاهماتها مع روسيا والصين.

لكن تدعيم القدرات العسكرية الدفاعية ليس البطاقة الوحيدة التي تملكها إيران، ففي موقعها الجغرافي المؤثر على شبكة المصالح الدولية والأميركية، ما يدفع للتروّي قبل إشاعة الفوضى فيها.

فإيران غنية جدًا وهي تتحكم بمضيق هرمز الذي تمر عبره ربع إمدادات النفط والغاز، وهو موقع فائق الأهمية يؤهلها للعب دور أساسي في خطة ترامب لاحتواء التمدد الصيني.

إعلان

أما نتنياهو، الذي يحاول الهروب من أزماته الداخلية، فإنه يعول على أن الرئيس ترامب يسعى أيضًا للهروب من مستنقعات الداخل الأميركي الذي تكشفت صعوبته بعد أن أقدم على مغامرة تغيير بنية أنظمته القائمة، ولذلك فهو يراهن على جرّ ترامب إلى صدام عسكري مباشر مع إيران وأذرعها في المنطقة، كما أنه لا يزال مصممًا على البقاء في جنوب لبنان، على أمل جرّ حزب الله إلى حرب جديدة.

وفي ظل هذا المشهد، يبدو لبنان عالقًا في صراعه التاريخي على توزيع السلطة، حيث يسعى حزب الله ليس فقط لوقف تراجعه، بل أيضًا لاستعادة بعض أوراق القوة في الداخل لمنع إقصائه داخليا بقوة دفع خارجية.

من هنا يمكن قراءة الزحف الشعبي لسكان الجنوب اللبناني، باعتباره رسالة من الحزب بأنه لن يرضخ للخروج من المشهد والسلطة، وهو يعبّر بذلك عن غياب الخيار العسكري لمواجهة إقصائه بالذهاب لخيارات سلمية للضغط على الأطراف السياسية الداخلية التي تتماهى مع أطروحات "دفنه سياسيًا".

وهذا الزحف الشعبي الذي يحمل في طياته رسائل متعددة، يأتي مع توافر معلومات بأن إسرائيل لا تنوي الانسحاب من جنوب الليطاني، وهو ما ينذر باحتمال استمرار الضغوط بكل أشكالها على لبنان.

ولا ينفي الحزب أن نتائج الانتخابات الرئاسية وتكليف نواف سلام كانت جزءًا من خسائره، بدليل ما عبر عنه رئيس كتلة حزب الله محمد رعد عقب تكليف رئيس الحكومة من خطاب عالي السقف، لذا يسعى الحزب للتعويض على مستوى الحصة الحكومية، عبر الإمساك بكل الحصة الشيعية، وتحديدًا وزارة المال، لتثبيت القدرة على الحضور.

ويأتي كل هذا التشبث، قبيل الزيارة التعارفية للموفدة الأميركية الجديدة إلى لبنان، والتي ستخلف آموس هوكشتاين؛ بهدف فهم تطورات الملف. لكن الأهم هو تلك التطورات التي يفترض أن تشهدها الملفات المفتوحة مع إيران، والتي لا يزال يخضع لبنان لتأثيراتها المباشرة.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • وفد اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير زار سلام
  • إيران ليست مستعدة للتخلي عن لبنان
  • الأونروا ليست مجرد مؤسسة
  • نانسي عجرم تحسم الجدل حول طلاقها: ليست قصتي
  • حزب الريادة: مصر ثابتة على موقفها من القضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى
  • رئيس حزب الريادة: مصر ثابتة على موقفها من القضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى
  • السلطات السعودية تقبض على أثيوبيين لتهريبهما 140 كيلو جرام من نبات القات من اليمن
  • الرئيس العليمي يتحدث عن الخيار الأكثر ضمانًا لتحقيق السلام في اليمن وأهمية القرار الأمريكي الأخير ضد الحوثيين
  • حمزة: جهود فرنسا لإحلال السلام في ليبيا محل تقدير
  • المملكة تؤكد دعمها لاستقرار وتنمية اليمن