رُصد عام 1998 أوّل التشققات في سدَّيْ درنة، اللذين انهارا وتسبّبا في فيضانات دمّرت أجزاء من المدينة الواقعة شرقي ليبيا، كما تعرّض السدان للإهمال طيلة العقود الماضية، وفقا لتقارير ودراسات عدّة.

وخلال العاصفة "دانيال" التي ضربت شرقي ليبا الأحد الماضي، تسبّب ضغط المياه المتدفقة نتيجة الأمطار الغزيرة في انهيار السدّ الأول، وهو سدّ بومنصور بسعة 22.

5 مليون متر مكعب والواقع على بعد 13 كيلومترا من درنة، فتدفقت منه كميات كبيرة من المياه اجتاحت السد الثاني سد البلاد بسعة 1.5 مليون متر مكعب، والذي يقع على بعد كيلومتر واحد فقط من المدينة الساحلية.

وبنت السدين شركة يوغوسلافية في سبعينيات القرن الماضي، وفي العادة كانا يحبسان مياه السيول في الوادي الذي يشق وسط درنة.

إهمال مستمر رغم ظهور التشقّقات

وبعد ظهور أول التشققات عام 1998، كلفت السلطات الليبية شركة استشارية إيطالية بتقييم الأضرار التي لحقت بالسدين، وأكدت الشركة حينها وجود تشققات، وأوصت حتى ببناء سد ثالث لحماية المدينة، حسب النائب العام الليبي الصديق الصور.

وعام 2007، كلّف نظام العقيد الراحل معمر القذافي شركة تركية بأعمال الإصلاح في السدين.

وبسبب عدم توفير الأموال، بدأت الشركة أعمالها أكتوبر 2010، قبل أن تتوقّف بعد أقلّ من 5 أشهر، عقب ثورة 2011 التي أطاحت بالقذافي.

ومنذ ذلك الحين، خُصّصت ميزانية كلّ عام لإصلاح السدين، لكن لم تباشر أيّ من الحكومات المتعاقبة العمل.

وفي تقرير نُشر عام 2021، تحدّث ديوان المحاسبة الليبي عن "مماطلة" الوزارة المعنية في استئناف العمل بسدي درنة.

وفي دراسة أجريت نوفمبر 2022، حذّر المهندس والأكاديمي الليبي عبد الونيس عاشور من كارثة تهدد درنة إذا لم تقم السلطات بصيانة السدين، ورغم التحذير فلم تُجرَ أي أعمال صيانة.

التحقيق بشأن الفيضانات

وفي مقابلة مع الجزيرة اليوم السبت، قال النائب العام الليبي إنّ مكتبه سيحاول إنهاء التحقيق بشأن الفيضانات في وقت أسرع مما يتوقعه كثيرون.

وأضاف الصور أنّه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين حتى الموجودين في الخارج عن طريق الإنتربول.

وأكد النائب العام الليبي المعلومات المتعلقة بإبلاغ إدارة السدود في ليبيا عام 1998 باكتشاف أول التشققات في سدي درنة، مشيرا إلى أن بعض أعمال الصيانة أجريت عام 2010 للسدّين، ولكنها لم تكتمل.

كما قال الصور للجزيرة إن مكتبا سويسريا متخصصا أكد عام 2003 ضرورة إجراء صيانة لسدي درنة وإنشاء سد ثالث.

من جهته، أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي -اليوم السبت- خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء في طرابلس أنه ستتم متابعة التحقيقات التي طلب من النائب العام القيام بها، متعهدا بردع الفاسدين وتجار الأزمات.

وفي وقت سابق، أعلن المنفي أنه طلب من النائب العام فتح تحقيق شامل في وقائع الفيضانات التي اجتاحت درنة، ومحاسبة كلّ من أخطأ أو أهمل بالامتناع، أو بالقيام بأفعال نجم عنها انهيار سدي المدينة.

الجزيرة

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: النائب العام

إقرأ أيضاً:

النائب العام يلتقي مسؤولي النفط والمركزي والمحاسبة لبحث معالجة أسباب تهريب المحروقات

ليبيا – عقد النائب العام المستشار الصديق الصور اجتماعًا مع رئيس ديوان المحاسبة، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيس لجنة إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، لبحث عدد من القضايا المتعلقة بالاقتصاد الوطني ومكافحة التهريب.

ووفقًا لمكتب إعلام النائب العام، تناول اللقاء نتائج التدابير القضائية المتخذة للحد من نشاط الجماعات المشاركة في تهريب المحروقات. كما تم استعراض كلفة المحروقات المستوردة ومدى توافقها مع الاحتياجات المحلية، بالإضافة إلى تقييم أسلوب مقايضة النفط الخام ومدى توافقه مع قواعد إدارة المال العام.

كما ناقش الحاضرون مقترحًا لمعالجة الأسباب التي تؤدي إلى تنامي ظاهرة تهريب المحروقات، بهدف الإسهام في إصلاح تشوهات الموازنة بالتعاون مع السلطتين التنفيذية والتشريعية.

 

 

مقالات مشابهة

  • النائب العام يؤكد أهمية حماية الحريات وإنجاز التحقيقات في مواعيدها
  • النائب العام يعقد اجتماعا مع أعضاء نيابة باب بن غشير
  • حبس عصابة في درنة بتهمة الاتجار بالخمر وابتزاز مهاجرين
  • حبس 5 متهمين حاولوا الاستيلاء على 25 مليون دينار
  • النائب العام يلتقي مسؤولي النفط والمركزي والمحاسبة لبحث معالجة أسباب تهريب المحروقات
  • رئيس الوزراء يحيل قضايا فساد جديدة الى النائب العام
  • سجن متهميْن سرقا 11 مليون دينار خلال نقلها لمصرفين في جادو في 2019
  • النائب العام للدولة والمدعي المالي الفرنسي يبحثان التعاون القضائي
  • النائب العام يبحث تعزيز التعاون القضائي مع سفير قرغيزستان
  • النائب العام يستقبل سفير قرغيزستان بالرياض