سورية تطالب خلال قمة مجموعة الـ 77 والصين برفع التدابير القسرية الغربية وإقامة نظام اقتصادي دولي جديد أكثر عدالة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
هافانا-سانا
جددت سورية مطالبتها بالرفع الفوري والكامل وغير المشروط للتدابير القسرية أحادية الجانب غير المشروعة والحصار الأمريكي والعقوبات المفروضة على العديد من دول العالم داعية إلى إقامة نظام اقتصادي دولي جديد أكثر عدالة والنهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي لدول مجموعة الـ 77 والصين بما يرضي تطلعات شعوبها للعيش برفاهية وسلام.
وخلال كلمة وفد الجمهورية العربية السورية أمام قمة دول مجموعة الـ77 والصين المنعقدة في العاصمة الكوبية هافانا نقل وزير المالية الدكتور كنان ياغي تحيات السيد الرئيس بشار الأسد وأطيب أمنياته لرئيس وشعب جمهورية كوبا الصديقة والشكر والتقدير لدورها الإيجابي والبناء في تعزيز العمل متعدد الأطراف، ولمبادرتها لعقد هذه القمة بالغة الأهمية في تحقيق التنمية المستدامة.
وأشار ياغي إلى أن هذه القمة ستكون علامة فارقة في الجهود المشتركة في هذه الأوقات الحافلة بالتحديات على الساحة الدولية، وستسهم مخرجاتها في دعم قضايا دول الجنوب العادلة، بما فيها حقها بالوصول للتقانات والعلوم الحديثة وتوظيف التكنولوجيا والابتكار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشاد ياغي بالعلاقات الثنائية التاريخية الوثيقة التي تربط سورية بكوبا وباقي الدول الصديقة أعضاء هذه المجموعة الدولية، والنضال المشترك لإعلاء أحكام القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وفي مقدمتها مبادئ احترام السيادة والمساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسلامة ووحدة التراب الوطني.
وقال ياغي: “إننا نغتنم هذه الفرصة لكي نؤكَّد وقوفنا إلى جانب البلد الصديق كوبا في مواجهته لكافة التحديات وإدانتنا للحصار اللاإنساني واللاشرعي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا وعلى الدول الأخرى الرافضة لسياسة الهيمنة والاستعمار والاستغلال”.
وأضاف ياغي “نؤكد على أهمية التعاون جنوب – جنوب، وذلك من خلال تشارك دول الجنوب لتجاربها، ولخبراتها ولنتاجها العلمي، وتقديم ما أمكن من الدعم للدول الأخرى وفق أولوياتها الوطنية المتصلة بالعلم والابتكار والتكنولوجيا، والدفع بشكل مشترك لإلزام الدول المتقدمة على الوفاء بتعهداتها بنقل التكنولوجيا وبناء القدرات للدول النامية ورفض سياسة احتكار العلم كأداة لابتزاز هذه الدول”.
وأوضح وزير المالية أن سورية تسعى لبذل كافة الجهود لتحسين واقع العلوم والابتكار والتقانة رغم الحرب الإرهابية التي شنت علينا مُنذ العام 2011 وما رافقها من حصار أمريكي أوروبي غير شرعي وغير أخلاقي طال شتى مناحي الحياة وألقى بآثاره الكارثية على حياة السوريين.
وشدد ياغي على أن سورية خاضت حربها ضد الإرهاب والتطرف نيابةً عن المجتمع الدولي لإعلاء قيم العلم والمعرفة والحفاظ على الطابع الحضاري لسورية وشعبها، موجهاً الدعوة لأعضاء المجموعة لدعم سورية في تجاوز آثار الحرب والحصار وتبعات الزلزال المدمر الذي أصابها قبل بضعة أشهر.
وقال ياغي: “تؤكد سورية على دعم وتضامن المجموعة مع القضايا المشروعة لشعوب العالم بأسره، وأهمها دعم نضال الشعوب الرازحة تحت الاحتلال الأجنبي للتحرر منه، وفي مقدَّمتها الشعب الفلسطيني الشقيق وأهلنا في الجولان العربي السوري المحتل، ونطالب بإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان العربي السوري وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كما نؤكد على تمسكنا بخروج قوات الاحتلال الأمريكي والتركي وإنهاء تواجدهما غير المشروع في سورية ورعايتهما للمجموعات الانفصالية والارهابية ووقف نهبهم للثروات السورية ما أثر سلباً على اقتصاد سورية والشعب السوري”.
وأضاف ياغي: “نطالب بالدعم اللازم لبسط سلطة الدولة السورية على كامل الأراضي السورية، ونطالب بالرفع الفوري والكامل وغير المشروط للتدابير القسرية أحادية الجانب غير المشروعة والحصار الأمريكي والعقوبات التي تعاني منها شعوبنا والشعب الكوبي منذ أكثر من ستين عاماً”.
وأكد وزير المالية التزام سورية بإنجاح أعمال هذه القمة برئاسة كوبا ودعوتها إلى تعزيز وتطوير التعاون بهدف إقامة نظام اقتصادي دولي جديد أكثر عدالة والنهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي في دولنا بما يرضي تطلعات شعوبنا في العيش برفاهية وطمأنينة وسلام.
وانطلقت أمس في العاصمة الكوبية هافانا أعمال قمة مجموعة الـ 77 والصين بمشاركة أكثر من 134 دولة من بينها سورية.
وتأسست مجموعة الـ 77 في الـ 15 حزيران من العام 1964 داخل حركة عدم الانحياز وكان أول اجتماع رئيسي لها في الجزائر عام 1967.
وبدأت المجموعة بـ 77 عضواً مؤسساً بالإضافة إلى الصين التي دعمت المجموعة منذ تأسيسها فجاء البيان الأول عام 1966 باسم مجموعة الـ 77 والصين وتوسعت حتى أصبحت تضم 134 دولة وهو ما يمثل نحو ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وهذا يجعلها أكبر تحالف للدول النامية داخل الأمم المتحدة.
وتتولى كوبا حالياً رئاسة المجموعة حيث تنتقل الرئاسة بين الدول الأعضاء في تصويت يتم كل عام في نهاية كل دورة، كما اعتمدت المجموعة عقد قمة دورية على مستوى رؤساء دولها وحكوماتها مرة كل خمس سنوات.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: مجموعة الـ 77 والصین الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الإمارات والصين تعززان تعاونهما الاقتصادي
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، حرص دولة الإمارات على مواصلة تعزيز الشراكات الاقتصادية، وتعميق التعاون مع الأسواق البارزة إقليمياً وعالمياً، حيث تجمع الإمارات وجمهورية الصين الشعبية علاقات اقتصادية متينة، والتي تُمثل نموذجاً ناجحاً للشراكات الاستراتيجية القائمة على التنوع والابتكار، مشيراً إلى أن مبادرة الحزام والطريق تُعدّ محركاً رئيسياً لتنمية فرص التعاون الاقتصادي وتعزيز التواصل الإقليمي، مشيداً بالإمكانات الكبيرة لمنطقة قوانغشي الصينية، باعتبارها بوابة استراتيجية للنمو المشترك.
جاء ذلك خلال استضافة قمة AIM للاستثمار 2025 لجلسة رفيعة المستوى تحت عنوان «الاستثمار في الصين: قوانغشي»، والتي نظمتها القمة بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وحكومة منطقة قوانغشي الصينية، بحضور معالي عبدالله بن طوق المري، ومعالي ليو تيانلي، محافظ حكومة منطقة قوانغشي، وبمشاركة عددٍ من كبار القادة الحكوميين، والرؤساء التنفيذيين في مجال الأعمال، والمستثمرين العالميين، وذلك بهدف استكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة بقطاعات الاقتصاد الجديد والتجارة والاستثمار، وكذلك التعاون الاستراتيجي ضمن مبادرة الحزام والطريق.
وقال معالي عبدالله بن طوق، خلال مشاركته في الجلسة: «يُشكّل قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة أحد أكثر مجالات التعاون الواعدة بين البلدين»، منوهاً بأن «مجتمعي الأعمال الإماراتي والصيني يلعبان دوراً محورياً في دفع عجلة التعاون، حيث باتت العديد من الشركات الإماراتية الرائدة، تمتلك استثمارات نوعية في الصين، في حين يشهد السوق الإماراتي تزايداً مستمراً في أنشطة الشركات الصينية، خاصة مع وجود أكثر من 15.500 شركة صينية تعمل في الأسواق الإماراتية، لا سيما في المناطق الحرة والمنصات الصناعية المتقدمة».
وفي افتتاح الجلسة، رحب يانغ تشونغتينغ، المدير العام لدائرة التجارة في قوانغشي، بالحضور، مؤكداً أهمية تعزيز الروابط الاقتصادية بين الإمارات وقوانغشي، وتنمية آفاق التعاون المشترك في مختلف القطاعات الحيوية بين البلدين، بما يشمل الاقتصاد الجديد وريادة الأعمال.
ومن جانبه، أشار معالي ليو تيانلي، إلى الموقع الاستراتيجي المتميز لقوانغشي كبوابة مهمة إلى جنوب شرق آسيا؛ نظراً لما تمتلكه من فرص استثمارية واعدة، معرباً عن تقديره لجهود دولة الإمارات في بناء جسور التعاون بين المنطقتين، مؤكداً أن الهدف من هذا اللقاء هو فتح آفاق جديدة للنمو المستدام والازدهار المشترك من خلال الجهود المشتركة، مؤكداً حرص قوانغشي على توسيع التعاون مع الإمارات في مجالات التجارة والاستثمار والبنية التحتية لتحقيق كامل إمكانيات مبادرة الحزام والطريق وتأسيس شراكة دائمة.
وأكد خالد الفهيم، عضو مجلس إدارة غرفة أبوظبي، حرص الإمارات على تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية مع الصين، مشيراً إلى أن الموقع الاستراتيجي لقوانغشي وإمكاناتها الاقتصادية توفر فرصاً جديدة ومثيرة للنمو والتعاون، مؤكداً أنه من خلال العمل المشترك يمكن بناء جسور اقتصادياً أقوى، مما يدفع الازدهار المشترك ويسهم في تحقيق أهداف التنمية العالمية المشتركة.
ومن جهته، أشار سعادة حسين إبراهيم الحمادي، سفير دولة الإمارات لدى الصين، إلى أن دولة الإمارات، باعتبارها بوابة تجارية حيوية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب موقع قوانغشي الاستراتيجي، يوفر آفاقاً واسعة للفرص المشتركة، داعياً الشركات لاستكشاف هذه الفرص برؤية مشتركة للنمو.
إلى ذلك، عبر تشاو ليانغ، القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية في دولة الإمارات، عن سعادته بمواصلة نمو التعاون بين الإمارات والصين، مؤكداً أن موقع قوانغشي الاستراتيجي واقتصادها النابض يمثلان فرصاً كبيرة للتعاون بين البلدين، موضحاً أنه من خلال التعاون المشترك، يمكن للطرفين تعزيز التجارة الثنائية، وجذب الاستثمارات، وتعزيز النمو المستدام، مشيراً إلى أهمية هذا اللقاء في فتح فرص جديدة للعلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين والمساهمة في تحقيق الرؤية المشتركة للازدهار في إطار مبادرة الحزام والطريق.
ومن جانبه، أشاد رعد السعدي، نائب رئيس مجلس الإدارة، المدير العام لشركة أكوا باور، بالشراكة القوية والطويلة الأمد بين الإمارات والصين، خصوصاً في مجالات الطاقة والبنية التحتية، مشيراً إلى أهمية الفرصة المتميزة التي توفرها مبادرة الحزام والطريق لتعزيز هذا التعاون، معتبراً أن إمكانيات قوانغشي الاقتصادية المتزايدة توفر فرصاً جديدة للاستثمار.
وشملت الجلسة عروضاً تقديمية ترويجية من كبار ممثلي المؤسسات الرئيسية، مثل منظمة المناطق الحرة العالمية (World FZO)، ومنطقة قوانغشي للتجارة الحرة التجريبية، ومجموعة ميناء خليج بيبو، وGARGASH Motors، حيث عرضوا القدرات المتنامية وارتباطات قوانغشي في نظام التجارة، فيما أعلن الدكتور سمير حمرواني، الرئيس التنفيذي لمنظمة FZO، عن إدراج منطقة قوانغشي للتجارة الحرة التجريبية في شبكتها العالمية، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التجارة، والبحث، والابتكار.