قصص خطف رعاة الأغنام قرب المدن المحررة في العراق.. ما أهدافها؟
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
لا ينتهي مسلسل اختطاف عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي لرعاة الأغنام في أطراف المدن المحررة من قبضته في العراق، فضلا عن التمثيل بجثثهم وصناعة محتويات إعلامية بمشاهد قاسية ووحشية، في محاولة لزعزعة الأمن في تلك المناطق، وترهيب الأهالي والضغط عليهم للحصول على المال، لكن السلطات العراقية تعتبر هذه العمليات "انتقامية"، وهي دليل على انتهاء الأثر الخطير للتنظيم.
وأفادت مصادر محلية من محافظة الأنبار، غربي البلاد، بأن "عناصر ينتمون لتنظيم داعش اختطفوا راعيي أغنام في منطقة وادي حوران، وأقدموا على قتلهما وسرقة أغنامهما في 30 أغسطس/آب الماضي، دون أن تعلق السلطات الأمنية في المحافظة على الحادث"، مؤكدة أنه "مازال بعض عناصر التنظيم يتنقلون في المناطق الصحراوية والنائية والأودية البعيدة عن مراكز المدن، ويشكلون هاجساً مخيفاً للأهالي ورعاة الأغنام الذين تدفعهم مهنتهم إلى الوصول إلى مناطق بعيدة".
وبينت أن "عملية الاختطاف الأخيرة، استغلها التنظيم للادعاء بالبطولة وأنه ما يزال قوياً".
وتقوم القوات الأمنية العراقية باستمرار بعمليات تفتيش وبحث عن عناصر "داعش"، وتحديداً في المحافظات المحررة (نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار)، على اعتبار أنها ما زالت تضم بقايا من "داعش".
قصص الاختطاف
ونقل الناشط من محافظة الأنبار، أبو مازن الحياني عبر "فيسبوك"، قائلا "حدثت جريمة جديدة لداعش بالأنبار، إذ أن مجموعة من داعش اختطفت مواطنين من رعاة الأغنام في وادي حوران منطقة طويبة"، مبينا أن "المواطن الأول يدعى متعب رداع نايف الحياني، والثاني يدعى جمعة عجاج الحياني".
وقبل ذلك، اختطف عناصر التنظيم ثلاثة رعاة أغنام، قرب منطقة العيث في تلال حمرين، شرقي محافظة صلاح الدين، فيما أقدموا على قتلهم بعد سلب جميع ممتلكاتهم وسيارتهم ومجموع الأغنام لديهم، والتي قدرت بحسب مصادر أمنية بحدود 50 رأس غنم، فيما شرعت الأجهزة الأمنية بعد الحادثة بعملية أمنية واسعة للبحث عن عناصر "داعش" في المناطق القريبة منها.
توجيهات أمنية
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات للقيادات الأمنية، قبل عدة أشهر، بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم والحد من حركاتهم.
من جهته، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، اللواء تحسين الخفاجي، إن "العراق يشهد حالياً استقراراً أمنياً كبيراً، وهذا الاستقرار جاء بعد الضربات النوعية التي تلقاها تنظيم داعش من سلاح الجو العراقي والعمليات النوعية البرية". وبين أن "هناك تطورا وتقدما كبيرا بالعمليات النوعية، فهذه العمليات أسهمت في تراجع كبير في نشاط التنظيم".
وأكد أن "العمليات العسكرية البرية لملاحقة ما تبقى من خلايا داعش مستمرة، وكذلك الضربات الجوية النوعية على أهداف مهمة واستراتيجية للتنظيم. كما أن عملية متابعة قيادات تنظيم داعش الخطيرة والبارزة متواصلة من قبل جهاز المخابرات الوطني، وهذا ما يدفع نحو الاستقرار الأمني".
من جهته، أشار معاون قائد "الحشد الشعبي" في الأنبار اللواء طارق العسل، إلى أن "عمليات اختطاف رعاة الأغنام والمزارعين في المناطق البعيدة عن مراكز المدن في الأنبار، نواجهها بكل قوتنا من خلال المعلومات الاستخبارية"، مبينا أن "داعش يقوم بهذه العمليات لسببين، الأول هو الانتقام، والثاني للحصول على التمويل".
وأشار إلى أن "عناصر داعش في معظم المدن المحررة محاصرين في مناطق جغرافية ومساحات واضحة بالنسبة لنا، لكن البعض منهم يتسرب في سبيل الحصول على الأكل والشرب عبر الاختطاف والقتل".
عمليات الاختطاف.. ما أهدافها؟
وبحسب مراقبين، فإن عناصر تنظيم "داعش" يعتمدون على عمليات الاختطاف للحصول على التمويل، فضلا عن استغلاله بعض المشاكل الاجتماعية مثل الخلافات وحالات الثأر العشائري لتنفيذ مخططاته، يضاف إلى ذلك مراقبته الأجهزة الأمنية والتعرف على إمكانياتهم في السيطرة على المساحات الواسعة في أطراف المدن، واستغلال الثغرات الأمنية لدخول المدن أو الوصول إلى المزارع ورعاة الأغنام.
بدوره، لفت الخبير الأمني العراقي أحمد الشريفي، إلى أن "حركة التنظيم الإرهابي، لم تعد مؤثرة بشكلٍ كبير على الأمن في العراق، وأن عمليات الاختطاف والكمائن التي تستهدف رعاة الأغنام أو بعض عناصر الأمن، هي آخر ما يمكن للتنظيم أن يفعله بعد الإطاحة بقوته ومحاصرته"، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "السلطات العراقية، العسكرية تحديداً، تعمل على التحييد المستمر لعناصر التنظيم، عبر ضربات موجعة ودقيقة".
المصدر: العربي الجديد
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: عناصر التنظیم فی المناطق
إقرأ أيضاً:
الانتخابات والمتغير السوري يؤججان مطالب القوى السنية بإخراج الحشد من المدن
21 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: بدأت تيارات سياسية سنية في العراق بالضغط باتجاه انسحاب الفصائل المسلحة من المدن والبلدات ذات الغالبية العربية السنية، مستغلةً التحولات السياسية الأخيرة في المنطقة، وخاصةً بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا .
واعتبرت هذه التيارات أن التغيير في سوريا، حيث وصلت جماعات سنية متشددة إلى السلطة، يمثل دفعة معنوية لتعزيز نفوذها في العراق.
وتصاعدت نبرة هذه القوى مع اقتراب الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها خلال العام الجاري، حيث تسعى لكسب تأييد الجمهور السني من خلال وعود بإنهاء الوجود العسكري للفصائل في مناطقهم.
و طالبت الأطراف السنية، ضمن ورقة الاتفاق السياسي التي شكلت أساس مشاركتها مع الإطار التنسيقي في الحكومة الحالية، بإعادة جميع النازحين إلى مدنهم الأصلية وإنهاء تواجد الفصائل في المناطق التي تسيطر عليها.
و وعدت هذه القوى ناخبيها بإخراج الحشد الشعبي من مراكز المدن والأحياء السكنية في شمال وغرب العراق، وهو مطلب يحظى بتأييد واسع بين السكان الذين يرون في وجود هذه الفصائل تهديداً للاستقرار المحلي. استمرت المفاوضات بين القوى السنية والإطار التنسيقي لتفعيل هذه المطالب، مع تركيز خاص على إعادة النازحين إلى مناطق مثل جرف الصخر وغيرها من البلدات المنزوعة السكان.
و قادت مفاوضات جادة رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، الذي زار إيران مطلع فبراير 2025، وحصل على تطمينات من أطراف إقليمية مؤثرة بإمكانية إعادة النازحين إلى بلدتي جرف الصخر والعويسات خلال الأشهر المقبلة.
وأشارت إحصائيات فرع الهجرة والمهجرين في محافظة الأنبار إلى وجود 4006 عائلات نازحة تعيش في عشوائيات المحافظة، معظمهم من سكان هاتين البلدتين. لكن برزت اتهامات لبعض القوى السنية بمحاولة إطالة أمد أزمة النازحين لاستثمارها انتخابياً، مما يثير تساؤلات حول جدية هذه الأطراف في تنفيذ الوعود.
و سيطرت فصائل مسلحة على عدة مدن بعد تحريرها من تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017، ومن أبرز هذه المناطق جرف الصخر جنوب بغداد، والعويسات في الأنبار، وبلدات يثرب والعوجة وسليمان بيك وعزيز بلد في صلاح الدين، إلى جانب مناطق متفرقة في ديالى.
و ظلت هذه السيطرة مصدر توتر بين السكان المحليين والفصائل، حيث يرى الأهالي أن استمرار الوجود العسكري يعيق عودة الحياة الطبيعية ويؤخر إعادة الإعمار.
و يبرز تحليل هذه التطورات أن القوى السنية تسعى لاستغلال الوضع الإقليمي، خصوصاً ما حدث في سوريا، لتعزيز موقفها التفاوضي داخل العراق. يعكس هذا التصعيد محاولة لاستعادة النفوذ السياسي في ظل تراجع شعبية بعض الأطراف بسبب فشلها في تحقيق وعود سابقة.
وتظهر الأرقام، مثل وجود 4006 عائلات نازحة في الأنبار، حجم الأزمة الإنسانية التي تستغلها هذه القوى كورقة ضغط، لكن تبدو المفاوضات معقدة بسبب تداخل المصالح الإقليمية، خاصة مع إيران التي تدعم فصائل الحشد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts