نظمت إدارة مهرجان المسرح العربي بدورته الرابعة، مساء اليوم السبت، عرض «سان مالو» أداء فرقة المسرح بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وإخراج وتأليف أنس النيلي، وذلك على مسرح قصر ثقافة الأنفوشي في الإسكندرية، وسط تفاعل كبير من الحضور الذي كان معظمه من الشباب.

وقال مخرج العرض إنهم يناقشون فكرة الحرب عامة وليس ظروف حرب بعينها، حيث إن هدفه إنساني ليظهر تداعيات الحرب من تدمير الشعوب والأشخاص الحالمة والرومانسية والبراءة والطفولة والحب.

وأضاف «النيلي» في بيان اليوم، إن الفكرة تدور حول قصة فتاة فرنسية كفيفة تعاني ويلات الحرب العالمية الثانية، والصراع بين فرنسا وألمانيا، مشيرًا إلى أنه حرص على مناقشة الفكرة من جانب طفولي برئ للبعد عن فجاجة الحروب.

وتابع أن القصة واضحة ولذلك تابعها الناس لينظروا كيف يكون اللقاء بين الطرفين، العائلة الفرنسية والجندي الألماني وزملائه، مشيرًا إلى أنهم نفذوا تكنيك لتوضيح أن البشر دائما في صراع وحيرة عندما يقعون في اختيار بين أن يقولوا شيء أو لا.

وعن تقديم العرض باللغة العربية الفصحى، فرأى أن الجمهور استطاع فهمه وهو ما تبين من تفاعلهم مع الممثلين، مشيدًا بأداء فريق الهندسة على المستوى التمثيلي والاحترافي قائلاً إنهم  كانوا على قدر المسئولية، خاصة وأنهم غير متخصصين، لافتًا إلى أنه خريج قسم المسرح ونقابي وأنهم دائما يثبتوت أنهم على مستوى المتخصصين.

واختتم حديثه بأن العرض يعادي فكرة الحرب، ويوجه رسالة أنه طالما نحن نستطيع الحفاظ على العالم دون الحروب نفعل ذلك لأن الحرب تدمر الشعوب والفكرة قائمة على مقولة كاتب أمريكي چون ولينز في رواية تسمى «ستونر»: «إن الحرب لا تقضي على آلاف الشباب فحسب بل على شيء ما في الشعوب يستحيل استعادته مرة أخرى».

يذكر أن المهرجان يُختتم يوم الإثنين الموافق 18 سبتمبر الجاري، بحفل سيُعقد بمسرح سيد درويش، بحضور الفنان ماجد الكدواني، وعدد من النجوم أبرزهم المكرمين «كريم الحسيني وهاجر الشرنوبي».

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرب العالمية الثانية جامعة الإسكندرية مهرجان المسرح العربي اللغة العربية ثقافة الأنفوشي

إقرأ أيضاً:

غزة تصرخ.. والأمة صامتة

 

 

يوسف بن علي الجهضمي

 

منذ أن اشتعلت نيران العدوان في غزة، والدماء تسيل، والدمار يحصد الأرواح والبيوت، والشاشات تنقل صور المجازر التي تقشعر لها الأبدان. ومع ذلك، نجد الأمة الإسلامية والعربية في سباتٍ عميق، وكأنَّ ما يحدث هناك لا يعنيها، أو كأنَّ غزة باتت مجرد "عنوان إخباري" آخر في نشرة المساء.

 المفارقة المؤلمة بين من لا يعرف عن الإسلام شيئًا، لكنه يتحرك بإنسانيته، وبين أمة حملت رسالة العدل والرحمة، لكنها اليوم غارقة في التخاذل، و"المفارقة المؤلمة أن الغرب يتحرك والأمة نائمة، في مشهدٍ غريبٍ ومؤلم؛ حيث نرى أن الشعوب الغربية التي لا تدين بالإسلام، ولا تعرف عن تعاليمه سوى ما يُشاع خرجت إلى الشوارع، تطالب بوقف الحرب، وتندد بالإبادة في غزة، وتقاطع الشركات الداعمة للاحتلال. ترى الطالبات والطلاب في الجامعات، والعمال والنقابات، يرفعون أعلام فلسطين، ويهتفون بالحرية، ويقفون وقفة أخلاقية لا غبار عليها.

وفي المقابل، نجد أمة الإسلام، التي من المفترض أن تكون أول من يغضب وينتصر ما زالت غارقة في السكون، مُشتتة بين البيانات الجوفاء والمواقف الرمادية. وكأن القرب الديني والثقافي والإنساني لم يعد دافعًا كافيًا للتحرك؛ بل أصبح الغريب أقرب، والبعيد أصدق في المواقف.

أيُعقل أن يرفع غير المسلم صوته من أجل غزة، بينما المسلم يُكمم صوته خوفًا أو ترددًا أو خضوعًا؟ إنها مُفارقة تستدعي الحزن؛ بل والخجل.

إنَّ ما يجري في غزة لا يكشف فقط عن وحشية العدو، بل عن هشاشة الضمير في واقعنا. وحين يصبح الغريب أكثر غيرة على دمنا من القريب، فذلك جرس إنذار للأمة كلها. حان الوقت لنُفيق، لا بالكلام فقط، بل بالفعل، بالضغط، بالتنظيم، بالوعي، وبأن نستعيد أولوياتنا. فلا كرامة لأمة تخون مبادئها، ولا مكان في التاريخ لمن يرى الدم ويصمت.

أين الرجال؟ سؤال يطرق أبواب الضمير في كل بيت، وكل مجلس، وكل منبر: أين نخوة الرجال؟ أين أولئك الذين لا تنام عيونهم أمام الظلم؟ أليس في هذه الأمة من بقي على عهد الفروسية والشهامة؟ الحقيقة أن الشعوب لم تمت، ولكنها مكبّلة بأنظمة وحكومات قيّدت صوتها، وقمعت حركتها، فصارت تصرخ في الداخل، دون أن تجد وسيلة للفعل.

وكم من حدود تفصل بين الشعوب اليوم، وتمنع قوافل النجدة، وتحاصر أي محاولة لفك الحصار؟ لكن الحقيقة الكبرى أن الرجولة لا تعرف الحدود. حين تهب النخوة، لا تسأل عن جواز سفر، ولا تتوقف عند نقطة تفتيش. المشكلة ليست في الحدود الجغرافية، بل في الحدود السياسية والعقلية، التي جعلت من التضامن مع المظلوم "جريمة".

تكتفي الأنظمة ببيانات الشجب والإدانة، وكأنها تؤدي واجبًا بروتوكوليًا، لا إنسانيًا ولا دينيًا، بينما الشعوب تصرخ، وتغلي قلوبها، وتبحث عن أي نافذة للتعبير. لكن السؤال المرير: هل يكفي الغضب دون فعل؟ وهل يكفي الدعاء دون ضغط سياسي حقيقي يغير المعادلة؟

غزة ليست وحدها غزة اليوم تقف وحيدة في الميدان، لكنها ليست وحدها في القلوب. من موريتانيا إلى إندونيسيا، من عُمان إلى المغرب، هناك ملايين يقفون معها، ولكنهم بحاجة إلى من يقود، لا من يخذل. بحاجة إلى قرار، لا إلى تردد. بحاجة إلى وحدة، لا إلى مزيد من الانقسام.

يا أمة الإسلام.. زمن السبات يجب أن ينتهي ما يحدث في غزة ليس أزمة إنسانية فقط، بل هو اختبار أخلاقي وتاريخي للأمة كلها. إما أن تصحو وتستعيد كرامتها، أو تبقى في سباتها العميق، حتى يأتي يوم لا ينفع فيه ندم. فالتاريخ لا يرحم الصامتين، والدم لا يغفر له من خذله.

مقالات مشابهة

  • الآثار السُّودانيَّة … إنهم يسرقون التاريخ!
  • مقاطعة الإعلام الحربي كأداة مقاومة ضد آلة الدعاية العسكرية
  • قلق من انعكاس تداعيات الحرب على صناديق الاقتراع
  • الأبحاث الجيولوجية: اتخذنا الإجراءات السليمة للعمل في الحروب والكوارث
  • شلقم: كثير من الحروب اندلعت بسبب لحظة غضب من شخص نكرة
  • دعاء لـ غزة.. ردده الآن وادعم أشقاءك في هذه الأوقات الصعبة
  • غزة تصرخ.. والأمة صامتة
  • اللهم إنهم مغلوبون فانتصر.. الأزهر في يوم اليتيم: أطفال غزة لم يفقدوا آباءهم فقط
  • "سجن النسا" كامل العدد على مسرح السلام.. صور
  • لماذا استمر القتال بين المسلمين ؟