بغداد اليوم - بغداد

لا ينتهي مسلسل اختطاف عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي لرعاة الأغنام في أطراف المدن المحررة من قبضته في العراق، فضلا عن التمثيل بجثثهم وصناعة محتويات إعلامية بمشاهد قاسية ووحشية، في محاولة لزعزعة الأمن في تلك المناطق، وترهيب الأهالي والضغط عليهم للحصول على المال، لكن السلطات العراقية تعتبر هذه العمليات "انتقامية"، وهي دليل على انتهاء الأثر الخطير للتنظيم.

هاجس "يخيف" الاهالي

وأفادت مصادر محلية من محافظة الأنبار، غربي البلاد، بأن "عناصر ينتمون لتنظيم داعش اختطفوا راعيي أغنام في منطقة وادي حوران، وأقدموا على قتلهما وسرقة أغنامهما في 30 أغسطس/آب الماضي، دون أن تعلق السلطات الأمنية في المحافظة على الحادث"، مؤكدة أنه "مازال بعض عناصر التنظيم يتنقلون في المناطق الصحراوية والنائية والأودية البعيدة عن مراكز المدن، ويشكلون هاجساً مخيفاً للأهالي ورعاة الأغنام الذين تدفعهم مهنتهم إلى الوصول إلى مناطق بعيدة".

وبينت أن "عملية الاختطاف الأخيرة، استغلها التنظيم للادعاء بالبطولة وأنه ما يزال قوياً".

وتقوم القوات الأمنية العراقية باستمرار بعمليات تفتيش وبحث عن عناصر "داعش"، وتحديداً في المحافظات المحررة (نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار)، على اعتبار أنها ما زالت تضم بقايا من "داعش".

قصص الاختطاف


ونقل الناشط من محافظة الأنبار، أبو مازن الحياني عبر "فيسبوك"، قائلا "حدثت جريمة جديدة لداعش بالأنبار، إذ أن مجموعة من داعش اختطفت مواطنين من رعاة الأغنام في وادي حوران منطقة طويبة"، مبينا أن "المواطن الأول يدعى متعب رداع نايف الحياني، والثاني يدعى جمعة عجاج الحياني".

وقبل ذلك، اختطف عناصر التنظيم ثلاثة رعاة أغنام، قرب منطقة العيث في تلال حمرين، شرقي محافظة صلاح الدين، فيما أقدموا على قتلهم بعد سلب جميع ممتلكاتهم وسيارتهم ومجموع الأغنام لديهم، والتي قدرت بحسب مصادر أمنية بحدود 50 رأس غنم، فيما شرعت الأجهزة الأمنية بعد الحادثة بعملية أمنية واسعة للبحث عن عناصر "داعش" في المناطق القريبة منها.


توجيهات أمنية


وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات للقيادات الأمنية، قبل عدة أشهر، بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم والحد من حركاتهم.

من جهته، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، اللواء تحسين الخفاجي، إن "العراق يشهد حالياً استقراراً أمنياً كبيراً، وهذا الاستقرار جاء بعد الضربات النوعية التي تلقاها تنظيم داعش من سلاح الجو العراقي والعمليات النوعية البرية". وبين أن "هناك تطورا وتقدما كبيرا بالعمليات النوعية، فهذه العمليات أسهمت في تراجع كبير في نشاط التنظيم".

وأكد أن "العمليات العسكرية البرية لملاحقة ما تبقى من خلايا داعش مستمرة، وكذلك الضربات الجوية النوعية على أهداف مهمة واستراتيجية للتنظيم. كما أن عملية متابعة قيادات تنظيم داعش الخطيرة والبارزة متواصلة من قبل جهاز المخابرات الوطني، وهذا ما يدفع نحو الاستقرار الأمني".

من جهته، أشار معاون قائد "الحشد الشعبي" في الأنبار اللواء طارق العسل، إلى أن "عمليات اختطاف رعاة الأغنام والمزارعين في المناطق البعيدة عن مراكز المدن في الأنبار، نواجهها بكل قوتنا من خلال المعلومات الاستخبارية"، مبينا أن "داعش يقوم بهذه العمليات لسببين، الأول هو الانتقام، والثاني للحصول على التمويل".

وأشار إلى أن "عناصر داعش في معظم المدن المحررة محاصرين في مناطق جغرافية ومساحات واضحة بالنسبة لنا، لكن البعض منهم يتسرب في سبيل الحصول على الأكل والشرب عبر الاختطاف والقتل".

عمليات الاختطاف.. ما أهدافها؟


وبحسب مراقبين، فإن عناصر تنظيم "داعش" يعتمدون على عمليات الاختطاف للحصول على التمويل، فضلا عن استغلاله بعض المشاكل الاجتماعية مثل الخلافات وحالات الثأر العشائري لتنفيذ مخططاته، يضاف إلى ذلك مراقبته الأجهزة الأمنية والتعرف على إمكانياتهم في السيطرة على المساحات الواسعة في أطراف المدن، واستغلال الثغرات الأمنية لدخول المدن أو الوصول إلى المزارع ورعاة الأغنام.

بدوره، لفت الخبير الأمني العراقي أحمد الشريفي، إلى أن "حركة التنظيم الإرهابي، لم تعد مؤثرة بشكلٍ كبير على الأمن في العراق، وأن عمليات الاختطاف والكمائن التي تستهدف رعاة الأغنام أو بعض عناصر الأمن، هي آخر ما يمكن للتنظيم أن يفعله بعد الإطاحة بقوته ومحاصرته"، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "السلطات العراقية، العسكرية تحديداً، تعمل على التحييد المستمر لعناصر التنظيم، عبر ضربات موجعة ودقيقة".

المصدر: العربي الجديد

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: عناصر التنظیم فی المناطق

إقرأ أيضاً:

المهنة الأسهل.. إدمان أسود يقف وراء 50% من مشكلات العراق الأمنية

بغداد اليوم - بغداد 

كشف عضو مجلس النواب مختار الموسوي، اليوم السبت (23 تشرين الثاني 2024)، ما أسماه "الإدمان الاسود" الذي يقف وراء 50% من مشكلات العراق الأمنية.

وقال الموسوي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الأمن خط احمر بالنسبة لنا وبخلافه سنكون أمام وضع مختلف والاضطرابات الدامية التي مر بها العراق خلال العقدين الماضيين تظهر أهميته في صنع الحياة".

وأضاف، أن "الرشوة بكل صورها هي الادمان الاسود الذي يقف وراء 50% من مشاكل العراق الامنية"، متسائلا: "كيف تدخل البضائع والمواد الممنوعة ومنها المخدرات وغيرها من القضايا الاخرى"، مشيرا الى أن "الرشوة هي الآفة الاخطر في المشهد الامني والتي يجب مكافحتها بشفافية عالية من خلال كشف من يتورط بها مع تشديد العقوبات".

ولفت إلى أنه "لا يمكن تحقيق الأمن دون وجود سيطرات فعالة ويحمل افرادها خبرة بالاضافة الى عدم تورط أيا منهم بتلقي الرشوة لأنها ستكون بداية لضعف وخروقات لا تنتهي".

وتتفاقم معدلات دفع الرشى في العراق، ولا تقتصر على مستويات عليا، بل تبدأ من أدنى السلم الإداري، حيث يضطر مراجعون في دوائر حكومية متنوعة إلى إنجاز معاملاتهم والحصول على حقوقهم العادية بواسطتها وإلا ضاعت عليهم.

وخلص استبيان شمل 20 دائرة حكومية في عموم العراق، نفذته هيئة النزاهة الاتحادية، إلى أن نسبة مدركات الرشوة في العراق بلغت 10.57%، فيما بلغت نسبة حالات دفع الرشوة 4.18%، وفق التقرير السنوي الصادر عن الهيئة.

وحل العراق في المرتبة 160 عالميا في مؤشر مدركاته الفساد الصادر عن منظمة الشفافية العالمية في كانون الأول 2020.

وتوصلت دراسة "الفساد والنزاهة في القطاع العام العراقي" التي أنجزت بشراكة كل من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والجهاز المركزي للإحصاء وهيئة إحصاء إقليم كردستان ولجنة النزاهة بمجلس النواب إلى أن "أكثر من نصف مواطني العراق يرون أن الفساد في ازدياد مستمر كما أن المواطن العراقي يدفع حوالي أربع رشى في السنة".

مقالات مشابهة

  • ‏الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي
  • العراق.. إتلاف 25 طناً من اللحوم والشحوم المصنعة الممنوعة من الاستيراد
  • غياب الادارة التنفيذية : المدن المستردة والنزوح
  • عاجل.. تأجيل محاكمة متهمين بـ "خليه داعش قنا" لـ 22 ديسمبر
  • مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
  • المهنة الأسهل.. إدمان أسود يقف وراء 50% من مشكلات العراق الأمنية
  • المهنة الأسهل.. إدمان أسود يقف وراء 50% من مشكلات العراق الأمنية- عاجل
  • العراق.. عملية عسكرية تطيح بقياديين من داعش في كركوك
  • خميس الخنجر: العراق لم يتعلم من درس داعش أي شيء ومشكلتنا الكبرى بانتقائية الدستور
  • الاعرجي: التحالف الدولي له فضل كبير في مساعدة العراق بهزيمة داعش