اتهامات إسرائيلية لإيران باستخدام مطارات أرمينيا لنقل أسلحة إلى سوريا ولبنان
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
مع تزايد الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة في سوريا باتجاه الأهداف وشحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة الى لبنان من خلال الأراضي السورية، زعمت أوساط الاحتلال أن إيران باتت تستخدم محورا جديدا لتهريب هذه الأسلحة عبر أرمينيا، وهذا المحور هو الذي قد يشير لسبب زيادة عدد الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا في الآونة الأخيرة.
أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع "ويللا"، زعم أن "إيران وأرمينيا تتعاونان مع بعضهما البعض، في قضايا تتعلق بسوريا وقضايا أخرى تهم إيران، ومن بين ذلك أن أرمينيا نقلت في عام 2007، صواريخ إلى إيران، تبين لاحقا أنها تستخدم من قبل ميليشياتها في العراق، وقامت بهاجمة القوات الأمريكية في البلاد، استكمالا لدعم أرمينيا في صراعها مع أذربيجان في إقليم ناغورنو كاراباخ، من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "نشاط فيلق القدس في جنوب القوقاز ضد أذربيجان ليس جديدا، ويتجلى على عدة مستويات: نقل الأسلحة، والتدريب، ونقل المعلومات، وغيرها، وقد باتت طريقا لتهريب الأسلحة إلى سوريا، ومن هناك تذهب أيضا إلى لبنان".
وقال إن "أحد المسؤولين عن طرق التهريب هو مهدي صباحاني، السفير الإيراني السابق في سوريا، وهو الآن سفيرها في أرمينيا، وهو ضابط سابق في الحرس الثوري، كان مسؤولا من بين أمور أخرى، عن تنسيق الإجراءات والسياسات مع النظام السوري وحزب الله".
ونقل عن تقرير لمعهد "ألما" البحثي المتخصص في الدراسات العسكري للجبهة الشمالية أعده تال باري وألكس غرينبرغ، أن "شحنات الأسلحة الإيرانية تنطلق من مطار العاصمة الأرمينية يريفان، ويبدو أنه بمثابة محطة عبور على طريق التهريب، مع العلم أنه طوال تاريخ أرمينيا، تعاونت مع إيران، وعلى أقل تقدير، غضت الطرف عن سياستها في سوريا، حتى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على شركة الطيران الأرمنية (llc Flight Travel)، أنشئت خصيصا كغطاء للنشاط الإيراني".
وزعم البحث أن "طائرات الشركة الأرمنية لا تنقل عناصر إيرانية للقتال في سوريا فحسب، بل أيضا الأسلحة، وتعمل العديد من رحلات الطيران المكثفة على طول هذا الطريق من خلال شركات إيرانية وسورية، سبق أن فرضت عليها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات صارمة، مشيرا إلى أنهما يسعيان لإخفاء الآثار الناجمة عن نشاطهما الطيراني".
وفي وقت سابق، زعم نوعام أمير المراسل العسكري لصحيفة "مكور ريشون" أن "ممرات التهريب بين إيران ولبنان تعمل بشكل مستمر، رغم الضربات الأخيرة، لاسيما بمنطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية، التي تشهد محاولات إيرانية لاستمرار نقل الأسلحة والذخائر المتطورة من خلال الممر البري من إيران عبر العراق وسوريا وصولا إلى لبنان، ولعل تغيير المسارات باستمرار، يظهر من وجهة النظر الإسرائيلية عزم الإيرانيين على ترسيخ وجودهم في سوريا من جهة، ومن جهة أخرى تسليح لبنان بالسلاح الذي يكسر المعادلة أمام إسرائيل".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "رغم مواصلة سلاح الجو الإسرائيلي لاستراتيجية المعركة بين الحروب التي تنفذ نشاطات عملياتية غامضة في الغالب بهدف إحباط نقل كميات من السلاح الإيراني في طريقها إلى لبنان، فإن المعلومات المتزايدة تؤكد أن إيران لا تكف يدها عن هذه المحاولات، بل تتصاعد وتنخفض، تبعا للظروف الميدانية، وقدرتها على البحث عن شقوق في ممرات التهريب، التي بدأت بشكل أساسي من خلال المعابر البرية، وبعد تعرضها لضربات شديدة انتقلت إلى الممرات البحرية".
وذكر التقرير أن "المعطيات الإسرائيلية تؤكد أن هذه الممرات تعمل بشكل مستمر، أحيانا بكثافة عالية أو منخفضة، ولعل مشروع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله مثال رئيسي على ذلك، حيث لم يترك الإيرانيون ممرا إلا واستخدموه بشكل مستمر، مع توفر غطاء مدني ودرع بشري، مع التركيز على حقيقة أنه من الصعب على إسرائيل الحصول على معلومات استخبارية كافية".
وهذه ليست المرة الأولى التي يأتي فيها الاحتلال على ذكر أرمينيا في إطار عدوانه الإقليمي الجاري في المنطقة، فقد سبق له أن أعرب عن اهتمامه بتطوير العلاقات معها، مع أنه من الناحية الاستراتيجية، فإن أذربيجان أكثر هيمنة من أرمينيا من حيث التجارة في إسرائيل، مع التركيز على واردات الطاقة وصادرات الصناعات الدفاعية، وقبل كل شيء في الجانب الإيراني، ذي الأهمية الحاسمة.
وبغض النظر عن مدى صحة وتضليل هذه المزاعم الإسرائيلية، فإن ذلك يشير إلى أن تكثيف الاستهداف لشحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى لبنان عبر سوريا والعراق، واليوم أرمينيا، لن يصرف إيران عن المضي قدما بتحقيق رغبتها في نقل المزيد من أسلحتها إلى سوريا ولبنان، ما يدل على أن دولة الاحتلال لن تطفئ أضواءها الحُمر في أروقة مخابراتها، ويشير إلى استمرار هذه الحرب لسنوات عديدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة سوريا الإيرانية أرمينيا إيران سوريا الاحتلال الإسرائيلي أرمينيا صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى لبنان فی سوریا من خلال
إقرأ أيضاً:
دعوة إسرائيلية لرصد المخاطر القادمة من مصر والأردن وسوريا بعد جبهتي غزة ولبنان
لا ينفك الخبراء العسكريون والأمنيون في دولة الاحتلال على اتهام قادتها بالافتقار للرؤية الاستراتيجية لما يحيط بالدولة من تدمير ممنهج بسبب الحرب الدائرة منذ ما يزيد عن العام وربع، وهم بذلك لا يُعدّونها لمعركة المستقبل، التي قد تأتي بطرق لم تأخذها على محمل الجدّ، على الأقل حتى الآن.
وأكد، الجنرال يتسحاق بريك قائد سلاح المدرعات، وقائد الكليات العسكرية، ومفوض شكاوى الجنود في الجيش لمدة عقد من الزمن، أن "المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، حتى المراسلين والخبراء، ومعظم أفراد الجمهور الإسرائيلي، ينظرون لما يحدث حولهم من خلال منظور ضيق الأفق بسبب قصر نظرهم، ولا يرون الفضاء من حولهم، ولا يدخلون لعمق الضوء؛ ولا يقرأون بشكل صحيح خريطة الأحداث على المستوى الاستراتيجي، بل يركزون على تحديد النجاحات والإخفاقات المتأرجحة ذهابًا وإيابا بمعدل ثابت".
لم نهزم حماس
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "حالة السعادة التي تحيط بالإسرائيليين عند تحقيق بعض النجاحات العسكرية، والحزن الذي يعتريهم حين يفشلون، لا تعني أنهم يفهمون العمليات التي تجري في الحاضر، ولا ينظرون للمستقبل، لأن الحاصل فعلا أن القيادة الحالية، السياسية والعسكرية، سيئة ومريرة، بدليل أننا لم ننتصر في الحرب، على العكس من ذلك، فلم نهزم حماس، ونرى أنها تزداد قوة في أنفاقها، وكذلك حزب الله، رغم الشعور الزائف بأننا في طريقنا لهزيمتهما".
وأوضح، أن "المعطيات الميدانية تتحدث أنه حتى بعد القضاء على حسن نصر الله، واصل حزبه القتال بعد فترة قصيرة من حرب الاستنزاف في الشمال، وبقوة أكبر بكثير من السنة الأولى، وقام بتوسيع عمليات إطلاق الصواريخ من الحدود الشمالية إلى تل أبيب، مما تسبب لنا في أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات، والأسوأ من ذلك، موافقة جيش الاحتلال على وقف إطلاق النار عندما أدرك أنه لا يملك القوة لهزيمة الحزب رغم الضعف الذي ألمّ به، بسبب أن جيشنا "الصغير" لا يملك القوات الفائضة التي تحلّ محلّ الوحدات القتالية".
وأشار بريك إلى أن "الجيش لا يملك القدرة على المناورة العميقة، ولا يملك قوات كبيرة للسيطرة على عدة قطاعات في نفس الوقت، كما لم يتمكن من تحرير جميع المختطفين، وإعادة المستوطنين النازحين لمنازلهم، وهذا يعني أنه بعد أكثر من عام لم يحقق أي هدف من أهداف الحرب، بل إن استمرار القتال أسفر عن خوضه حرباً لا طائل من ورائها، حتى لو استمرت قواتنا في القتال لشهور وسنوات، فلن تتمكن من هزيمة حماس وحزب الله، والقضاء على القوى المعادية المتزايدة في الشرق الأوسط".
دوامة الهبوط
وقال الجنرال المتقاعد إن "إسرائيل في حروبها الأخيرة فقدت هدفها، مما أدى إلى جرّ الدولة لدوّامة الهبوط، وإلحاق الضرر بالاقتصاد، وزيادة تكلفة المعيشة، والجمهور الإسرائيلي لا يستطيع تحمّل ذلك؛ لأنه يؤدي لانهيار علاقاتنا مع دول العالم، وانهيار الجيش الصغير، وانهيار المرونة الاجتماعية، وتدفع أفضل العقول في مجال التكنولوجيا خارج الدولة، خاصة نخبة من التكنولوجيا العالية ومجال الطب".
وبين أنه "إذا لم تتمكن الدولة من توجيه سفينتها، فستجنح ببساطة، وتغرق في بحر من الدمار، ولا يمكن البقاء هنا، وإذا استمرت الحرب، فسنفقد المزيد من المقاتلين عبثاً، ولن نتمكن من إعادة النازحين لمنازلهم، ويستمر الجيش في الاستنزاف لدرجة عدم القدرة على الدفاع عن نفسها، وبالتالي فإننا بحاجة لوقف الحرب، وتجهيز الدولة والجيش لمواجهة التهديدات المستقبلية، ووقف التدهور الاقتصادي، وإصلاح علاقاتنا المتداعية مع دول العالم، واستعادة الثقة مع جيراننا، وترميم المرونة الوطنية والاجتماعية التي تتلاشى".
وأضاف أن "ما يحصل على جبهتي غزة ولبنان يُنسي الإسرائيليين ما يحصل في جبهات أخرى، مثل مصر والأردن، فالجيش المصري مثلا أصبح أقوى جيش في الشرق الأوسط، وكل تدريباته موجهة نحونا، وقام بإعداد البنية التحتية للحرب داخل سيناء، والسلام بيننا في الوقت الراهن على حافة الهاوية، وخلال العام الماضي بدأ المصريون يديرون ظهورهم لنا، ولديهم علاقات وثيقة مع الأتراك والصينيين والإيرانيين، مما يتعين علينا الأخذ في الاعتبار القوة العسكرية لمصر، وإعداد جيش الاحتلال للدفاع عن حدودنا معها، وقد يقرر الرئيس المصري المشاركة في حرب إقليمية شاملة ضدنا".
ورغم هذه المؤشرات، فلا يتم عمل شيء على المستويين السياسي والعسكري، حيث يفتقر جيش الاحتلال لأي قوات ينشرها ضد الجيش المصري، ولا يوجد رصد استخباراتي لما يحدث فيه، وهناك تجاهل تام وانعدام للتحضير والاستعداد للحرب ضده، وهنا يتكرر التاريخ، ومرة أخرى نفس الغطرسة واللامبالاة واللامبالاة الفظيعة التي كانت من نصيب المستويات السياسية والعسكرية، وأدت للفشل الذريع في غزة، بحسب بريك.
حدود السلام المعادية
وأشار إلى أن "ما يحصل في سوريا يستحق انتباهنا، فقد سيطر عليها إسلاميون يحظون بدعم الأتراك المعادين لنا، وسيزودنهم بالأسلحة في السنوات المقبلة، مما يتطلب الأخذ في الاعتبار أنه خلال بضع سنوات ستقف على حدودنا دولة سورية معادية، ستشكل تهديدات لإسرائيل أكثر خطورة بعشرات المرات من التهديدات التي كانت قائمة في عهد نظام الأسد، ومع ذلك فلم نُبد أي استعدادات، ولا نبني جيشاً قادراً على مواجهة هذه التهديدات، ناهيك عن افتراض أن الحكام الجدد لسوريا قد يتحركون في وقت واحد مع دول أخرى ضدنا".
وقال إن "الوضع الأمني في الأردن ليس أقل خطورة على الاحتلال، في ظل مخاطر نشوب احتجاجات ضد النظام الملكي، وإذا سقطت الأردن في أيدي أعدائنا، فسنجد أنفسنا أمام دولة أخرى تدعمها إيران أو تركيا، والجهاديون في سوريا، مع ضرورة أن نتذكر أن هذه الحدود الشرقية لإسرائيل، ويبلغ طولها 500 كيلومتر، من مرتفعات الجولان إلى إيلات، وليس لدينا حاليًا قوات قادرة على الدفاع عنها".
وختم بالقول أن "كل هذه التهديدات الناشئة حولنا تتطلب من الاحتلال الاستعداد بالفعل، والمشاركة بشكل عميق في إعداد الدولة والجيش ضدها، مع أن مثل هذا الإعداد يستغرق عدة سنوات، لكن القيادة السياسية والعسكرية الحالية الضعيفة لا تنظر للمستقبل على الإطلاق، فلا توجد مناقشات حكومية وعسكرية حول هذه التهديدات، ولا توجد رؤية أمنية استراتيجية للحاضر القريب والمستقبل البعيد، بل إن قادة الدولة منخرطون في إطفاء الحرائق، وتضليل الرأي العام من أجل الاستمرار في البقاء في الحكم".