أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف اليوم، قافلة توعوية إلى محافظة جنوب سيناء، تستمر فعالياتها على مدار أسبوع كامل، وذلك في إطار خطة المجمع التوعوية، انطلاقًا من اهتمام الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب-شيخ الأزهر بالتوعية المجتمعية الشاملة، وخاصة في المناطق النائية والحدودية لما تمثله من أهمية كبرى في أمن واستقرار مصر.

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د.نظير عياد، إن القوافل الدعوية تمثل أحد أهم الأنشطة التي يعتمد عليها المجمع في التواصل المباشر مع الناس وما لهذا النوع من التواصل من تأثيرات قوية في نفوس الجمهور المستهدف، حيث إنها تتيح إمكانية الحوار والنقاش المتبادل والفاعل بين وعاظ الأزهر وواعظاته من جانب وبين الفئات المستهدفة من الجمهور من جانب آخر، مضيفًا أن خطة المجمع في التوعية الشاملة تستهدف التوعية بجميع القضايا المهمة التي تمس المجتمع المصري وتؤثر عليه بشكل مباشر، مع التركيز على القيم الأخلاقية ودورها في سلامة المجتمع وبناء الوطن، والتحذير من المشكلات المجتمعية الناتجة عن غياب الأخلاق.

أوضح عياد أن المجمع حريص على الوصول إلى الناس في مختلف أماكن تواجدهم لاستقراء واقعهم، والتحاور معهم والإجابة على أسئلتهم، حيث لا تقتصر تلك القوافل على التقاء الناس في المساجد فقط، وإنما يتم تنظيم لقاءات مباشرة في مراكز الشباب والنوادي والمصالح الحكومية، حيث تستهدف تلك اللقاءات التواصل مع الفئات العمرية المختلفة، وعقد الحوارات النقاشية المتبادلة بين الجمهور وأعضاء القوافل، مشيرًا إلى أن برنامج عمل القافلة يستهدف تنمية الوعي الديني لدى الناس وتبسيط المفاهيم الإيمانية لهم بعيدًا عن الفكر المتطرف وجماعات العنف.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مجمع البحوث الإسلامية قوافل دعوية

إقرأ أيضاً:

منصات التواصل.. بين الفوضى والمنفعة

 

 

 

د. ذياب بن سالم العبري

في زاوية صغيرة من منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، وبين عناوين مثيرة ومقاطع لا تنتهي، ظهرت تغريدة هادئة لكنها قوية، تقول: "منصة كان يُفترض أن تكون للفائدة، أصبحت ساحة للابتذال والتكلف وخالف تُعرف والإساءة والتضليل… ولن يبقى إلا ما ينفع الناس".

وقفتُ عند هذه الكلمات كما يقف العاقل على أطلال حلمٍ جميل، كان يُفترض أن ينمو ويُثمر، فإذا به يُترك بين أيدٍ تعبث به، وتُفرغه من هدفه، وتحوله إلى سوقٍ للهوى والرغبة، ومرآةٍ للذات المتضخمة.

لقد جاءت منصات التواصل الاجتماعي كطفرة كبرى في عالم الاتصال، فتحت المجال للجميع كي يعبروا عن آرائهم، ويشاركوا أفكارهم، ويبنوا جسورًا بين الثقافات والمجتمعات، إلّا أن هذه النعمة سرعان ما اختلطت بنقمة الاستخدام السيئ، فتغيرت الصورة من فضاء للحوار إلى حلبة للصراخ.

صرنا نعيش في عالم "الترند" اللحظي، حيث لا يُكافأ من يُفيد؛ بل من يُثير، ولا يُحتفى بمن يُقدّم معرفة، بل بمن يُثير الجدل. وصار بعض الناس يقيسون القيمة بعدد الإعجابات وإعادة التغريد، لا بمدى النفع، أو عمق الكلمة، أو احترام العقل.

والأخطر من ذلك، أنَّ المحتوى السطحي والموجّه والمضلل بدأ يتسلل لعقول الناس، خاصةً فئة الشباب، الذين ما يزالون في طور التكوين، ويبحثون عن هوية، وقد يجدونها- للأسف- في نموذج هشّ، أو قدوة وهمية، لا تستند إلى علم ولا إلى خُلق.

ولأننا لا نكتب لنشكو، بل لنقترح، فإننا نرى أنَّ الحل ليس في الانسحاب من هذه المنصات، ولا في محاربتها، بل في ترشيد استخدامها، وصناعة محتوى نافع ينافس على المساحات، ويقدّم بدائل حقيقية وجذابة.

وهذا يتطلب:

وعيًا فرديًا: أن يدرك كل شخص مسؤوليته عمّا يكتب، ويشارك، ويتابع. جهدًا مؤسسيًا: من وزارات الإعلام والتربية والتعليم والثقافة، لتوجيه الخطاب الرقمي، ودعم المحتوى الراقي. مبادرات أهلية: تُبرز النماذج الهادفة، وتُسلّط الضوء على الحسابات التي تُثري لا التي تُشتّت. تعزيز ثقافة "التفكير النقدي" لدى الشباب، حتى لا يكونوا ضحيةً لما يرونه، بل يملكون القدرة على التمييز بين الغثّ والسمين.

إننا بحاجة إلى أن نُربّي أبناءنا على أنَّ الكلمة مسؤولية، وأن ما يُنشر لا يزول، وأن أثر الكلمة قد يفوق أثر السيف، وأنّ كل ما نكتبه في هذه المساحات قد يكون شاهدًا لنا أو علينا.

ورغم ضجيج التفاهة، ما زال هناك من يُغرّد بالحكمة، ويبني بالعقل، ويزرع الخير. هؤلاء يجب أن ندعمهم، ونتيح لهم الفرصة للظهور، ونقتدي بهم، ونُكثر من أمثالهم.

وفي النهاية، نعود إلى سؤال لا بد أن يطرحه كل منَّا على نفسه، قبل أن يضغط زر نشر"، هل ما أكتبه اليوم سأكون فخورًا به غدًا؟

مقالات مشابهة

  • منصات التواصل.. بين الفوضى والمنفعة
  • قافلة دعوية لوعاظ مجمع البحوث الإسلامية في وادي النطرون
  • وكيل الأزهر للعاملين بـ البحوث الإسلامية: استشعروا مسئولياتكم تجاه عملكم
  • فحص وتوفير العلاج لـ 860حالة في قافلة مجانية ببني سويف
  • وكيل الأزهر يتفقد «البحوث الإسلامية» لمتابعة سير العمل واحتياجات العاملين
  • صحة البحيرة: توقيع الكشف على 727 مواطن في قافلة طبية بالمجان
  • ‏«معوجش لسانه».. مها الصغير ترد على انتقادات الجمهور ‏لابنها في «سيد الناس»‏
  • صاحبة أطول لسان في العالم ترعب الجمهور.. لن تصدق كيف تستخدمه!
  • كشف وعلاج بالمجان لـ 727 مواطنًا في قافلة طبية بدلنجات البحيرة
  • “البحوث الزراعية” يستقبل وفدا من المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي