اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، أن رفض الاتحاد الأوروبي إحياء مسار مفاوضات عضوية بلاده، "محاولة لانفصال التكتل الأوروبي عن تركيا".

وقال أردوغان في مطار أتاتورك قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "الاتحاد الأوروبي يشن حملات ضد تركيا"، مشيرا إلى أن أنقرة تقيم القرار الأوروبي.



وأضاف: "إذا لزم الأمر يمكن أن نفصل طريقنا عن طريق الاتحاد الأوروبي في ضوء هذه التقييمات".

والأربعاء، تبنى البرلمان الأوروبي بالأغلبية "تقرير تركيا 2022"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن استئناف مسار مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد في ظل الظروف الراهنة"، موصيا وفقا للتقرير بإطلاق مسار لإيجاد صيغة "أكثر واقعية" عوضا عن العضوية الكاملة.

وكانت وزارة الخارجية التركية اعتبرت، في بيان، أن أعضاء البرلمان الأوروبي "أصبحوا أسرى للسياسات الشعبوية اليومية، ومدى ابتعادهم عن تطوير النهج الاستراتيجي الصحيح تجاه كل من الاتحاد الأوروبي والمنطقة".

وتطرق التقرير إلى قضايا مثل الحقوق الأساسية وسيادة القانون، كما تضمن انتقادات تجاه "الديمقراطية في تركيا واستقلال القضاء وسائل الإعلام، فضلا عن حقوق المجموعات العرقية والدينية المختلفة والنساء والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين".

عضوية السويد في الناتو

وحول ملف انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، أكد أردوغان أنه "من غير الممكن أن نقول نعم أو لا ما لم يصدر البرلمان التركي قراره".

وطالب الرئيس التركي خلال حديثه، ستوكهولم بالوفاء بالتزاماتها تجاه بلاده، منبها إياها بالقول: "قبل كل شيء على السويد القيام بواجبها المترتب عليها، حسنا هل تقوم السويد بذلك حاليا؟ يقولنا لنا مرارا أنهم أعدوا قانونا (لمكافحة الإرهاب) لا يكفي صياغة القانون، بل يجب تطبيقه".

وأضاف: "مهما قاموا بتعديلات دستورية أو قانونية في السويد فإن إرسالهم إرهابيين إلى المظاهرات تحت حماية الشرطة السويدية يعني أنهم لا يقومون بواجبهم ويعني أيضا استمرار مظاهرات الإرهابيين في شوارع ستوكهولم".

تطورات إقليم قره باغ

كما تطرق الرئيس التركي إلى التوتر بين أذربيجان وأرمينيا على خلفية التطورات الأخيرة في إقليم قره باغ، مشيرا إلى أنه "اقترح على الأطراف عقد اجتماع ثلاثي حول القضية، من الممكن توسيعه ليكون رباعيا".



وأوضح أردوغان أن "الاجتماع المقترح يجمع قادة تركيا وروسيا وأذربيجان وأرمينيا"، مشيرا إلى أن "أنقرة لم تتلق بعد ردا إيجابيا أو سلبيا بشأن اللقاء".

كما لفت إلى "عزمه بحث الموضوع مجددا مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف من أجل بلورته".

يأتي ذلك بعد عودة التوتر إلى الحدود الأرمينية مع أذربيجان على ضوء إجراء انتخابات رئاسية في المناطق التي تسيطر عليها أرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه، وهو ما عدته باكو انتهاكا للدستور الأذربيجاني وقواعد القانون الدولي، كما تسبب بموجة من الإدانات الدولية وسط اتهامات متبادلة بالحشد العسكري من قبل الطرفين، ودعوات إلى تجنب التصعيد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية أردوغان الاتحاد الأوروبي تركيا السويد تركيا السويد أردوغان الاتحاد الأوروبي اذربيجان تغطيات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

فرص ومخاطر بانتظار تركيا في ولاية ترامب الجديدة

أنقرة (زمان التركية) – مع تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية اليوم عقب حفل التنصيب، تبدأ حقبة جديدة في العلاقات التركية الأمريكية.

وتشير التوقعات في أنقرة إلى انتعاش الحوار والاتصالات الثنائية بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وترامب، ويتوقع الرئيس التركي أن تفتح له أبواب البيت الأبيض مرة أخرى بعد أن ودع جو بايدن، الذي اتخذ موقفاً بعيداً عنه، الرئاسة.

يصف أردوغان وترامب بعضهما البعض “بالصديق”، غير أن أزمة شراء تركيا منظومة الدفاع الروسية اس 400 واعتقالها الراهب الأمريكي برونسون خلال رئاسة ترامب الأولى وجهت ضربة للعلاقات بين البلدين، ولا يزال الدمار الناجم عنها قائما وليس من المعروف ما إن كان سيتم تلافيه بالمستقبل القريب أم لا.

من جانبه، أفاد آرون شتاين، رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية، أنه لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن كيفية تطور العلاقات على مدى السنوات الأربع المقبلة مشيرا إلى أن أي خطوة محتملة في سوريا قد تؤدي إلى مواجهة أنقرة لقضايا جديدة سيتعين عليها حلها.

وأضاف شتاين أن روسيا لا تزال تشكل تهديدًا تتعامل معه أنقرة بشكل مختلف عن بقية الناتو، وأن سياسة ترامب المحتملة للناتو لا تزال غير واضحة مفيدا أن كل من يصدر أحكام نهائية بالفعل بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين خلال ولاية ترامب الجديدة خاطئ لأن لا أحد يعرف ما سيحدث.

يوضح جونول تول، مدير مركز الدراسات التركية في معهد دراسات الشرق الأوسط ومقره واشنطن، أن دونالد ترامب يمكنه التخلي بسهولة عن كل من يعيق ما يريد تحقيقه بمن فيهم من يطلق عليه “الصديق”.

وأشار تول إلى أن ضغط ترامب الشديد على نتنياهو كان فعالًا في الحديث عن وقف إطلاق النار في غزة اليوم قائلا: “ مع ذلك وكما تعلمون، قيل على ترامب إنه سيفعل ما يريده نتنياهو. الشيء نفسه ينطبق على علاقته مع تركيا. ترامب يصفه “بالصديق”، لكن إذا فعل أردوغان شيئًا من شأنه تعطيل أجندة ترامب، فستتغير الأمور”.

هل يرفع ترامب العقوبات عن تركيا؟

هناك قضية أخرى ملحة يتعين على أنقرة حلها خلال فترة ترامب وهي عقوبات CAATSA التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا مقابل S-400 التي اشترتها من روسيا.

أفاد تول أنه سيتعين على ترامب إما الحصول على التزام من الرئيس أردوغان بعدم استخدام صواريخ S-400 على الإطلاق لرفع العقوبات، أو سيتعين عليه إبلاغ الكونجرس بأنه تم إخراجها من الأراضي التركية مشيرا إلى أنه لا يرى تطورًا محتملًا جدًا في هذا الاتجاه.

على الصعيد الآخر، يرى شتاين أنه تم تصميم CAATSA لضمان عدم قدرة ترامب على رفع هذه العقوبات دون قرار من الكونجرس، وأن الكونجرس جعل العقوبات المفروضة على روسيا “مستندة على ترامب” من أجل منعه من رفع العقوبات المفروضة على روسيا بمفرده مفيدا أن تركيا ستحتاج إلى تقديم تنازلات من أجل رفع هذه العقوبات.

استراتيجية الولايات المتحدة في قبرص واليونان

ومن المتوقع أيضًا أن يستمر التوتر المتزايد على خط أنقرة- واشنطن بسبب تعزيز التعاون الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية مع اليونان وقبرص.

قبل بضعة أيام من نهاية فترة ولايته، وقع بايدن مرسومًا يسمح بمبيعات أسلحة أرخص إلى قبرص.

ويشير نيكولاس دانفورث، الخبير في مؤسسة السياسة الأوروبية والخارجية (ELIAMEP) ومقرها أثينا، إلى أن الإدارات الأمريكية ضاعفت جهودها لتحسين العلاقات مع اليونان وقبرص مع تدهور العلاقات مع تركيا مفيدا أن إإدارة ترامب الجديدة ستواصل هذه السياسة في الفترة المقبلة بغض النظر عن العلاقة الشخصية بين الرئيس أردوغان وترامب.

ويرى دانفورث أن هذا التحول في المحور، وفقًا للبعض في واشنطن، يهدف إلى تقديم بدائل للوصول إلى القاعدة العسكرية الذي بات محط شكوك بشكل متزايد في تركيا قائلا: “بالنسبة للآخرين، فإن الهدف الأكثر طموحًا هو أن تكون قادرة على تهديد تركيا “.

هل تركيا مرشحة لتحل محل “الهلال الشيعي “؟

أثارت التطورات في سوريا نقاشًا جديدًا، فتعزيز تركيا لمكانتها بالمنطقة أثار ادعاءات حول احتمالية اكتساب المسلمين السنة بريادة تركيا مكانة أقوى بدلا من “الهلال الشيعي”الذي ترغب الولايات المتحدة في إضعافه بالشرق الأوسط.

ويوضح شتاين أن الإدارات السنية في الشرق الأوسط لا تحب الرئيس أردوغان كثيراً وتتسامح معه لأنه يتعين عليها ذلك وأنها في بعض الحالات “تشتري بعض عناصر السياسات التركية بالتدفقات النقدية التي تقدمها” مفيدا أن زعم أن أنقرة ستقود سياسة إقليمية سنية يشبه قصر النظر الذي أصاب العقلاء في بداية الربيع العربي.

من ناحية أخرى، يشير دانفورث إلى إنه سيكون من الضروري الانتظار ومعرفة ما إذا كانت أنقرة ستقنع فريق ترامب بأن دور تركيا المتزايد في المنطقة يحد من نفوذ إيران وهو أيضًا مكسب للولايات المتحدة مفيدا أن التوترات المحتملة مع إسرائيل قد تضعف أطروحة أنقرة.

وذكر دانفورث أن ترامب وأردوغان يتفقان من الناحية الأيديولوجية على معارضة تقليد الدولية الليبرالية في السياسة الخارجية الأمريكية غير أنهما لا يتفقان على الخطوة التالية لهذا قائلا: “وهذا يعني أن الولايات المتحدة وتركيا ستوافقان على العمل مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنهما سيستمرون في الاختلاف حول التزاماتهم الحضارية المتضاربة في غزة.

Tags: العلاقات التركية الأمريكيةدونالد ترامبرجب طيب أردوغان

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يعزي هاتفياً الرئيس التركي في ضحايا حريق فندق في بولو
  • الاتحاد الأوروبي: نأمل بالتوصل لاتفاق سياسي بشأن تخفيف العقوبات على سوريا
  • رئيس الدولة يعزي هاتفياً الرئيس التركي بضحايا حريق فندق في بولو
  • رسالة تضامن من الاتحاد الأوروبي بشأن حريق الفندق
  • حزب العدالة والتنمية يعد تقريرًا حول سوريا: ماذا يتضمن الملف المعروض على طاولة أردوغان؟
  • الاتحاد الأوروبي يعلق على إعلان ترامب فرض رسوم جمركية
  • تركيا.. اعتقال رئيس حزب النصر بتهمة إهانة أردوغان
  • الاتحاد الأوروبي يرد على ترامب بشأن فرض رسوم جمركية
  • فرص ومخاطر بانتظار تركيا في ولاية ترامب الجديدة
  • تركيا تبدأ بمحاسبة عدو العرب