خطوة دبلوماسية: كيف سيؤثر تعيين السفير الصيني على الديناميات الإقليمية في أفغانستان؟
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
الصين أصبحت أول دولة تُعيِّن سفيراً رسمياً في أفغانستان منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في أغسطس ٢٠٢١، وقد تم تقديم أوراق الاعتماد للسفير الصيني تشاو شينغ في حفل خاص أُقيم في العاصمة كابول.
لا تزال العديد من الدول الأخرى لم تعترف رسمياً بحكم طالبان، ولم تكشف بكين عن موقفها بخصوص الاعتراف الرسمي بحكمهم.
هذا التعيين يأتي بعد مرور أكثر من عام من سيطرة طالبان على الحكم. ومنذ ذلك الحين، قامت بعض الدول والهيئات الدبلوماسية بإرسال ممثلين برتبة "القائم بالأعمال" إلى كابول بدلاً من سفراء، وهو ما لا يتطلب تقديم أوراق اعتماد رسمية إلى الدولة المضيفة.
يُعتبر تشاو شينغ أول سفير دولي يتولى المنصب منذ سيطرة طالبان على الحكم، وتم قبول أوراق اعتماده بحفل رسمي في كابول.
وقام مكتب المتحدث باسم إدارة طالبان بنشر صور للحفل، حيث تم ترحيب السفير الصيني بفخر وبمراسم رسمية وبحضور مسئولين، من بينهم آخُند ووزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي، واستقبلت طالبان سفير الصين الجديد بأبهة ومراسم. وانطلقت سيارة السفير في الممر الذي تصطف على جانبيه الأشجار للقصر الرئاسي برفقة ركب من الشرطة. وكان في استقباله جنود يرتدون الزي الرسمي والتقى كبار مسئولي طالبان.
يُشير هذا التعيين إلى استمرار الدور الصيني في أفغانستان وجهودها للمساهمة في تعزيز الحوار والتعاون بين البلدين، وسط استمرار التطورات في المنطقة.
وهناك دبلوماسيون آخرون في كابول يحملون لقب سفير، لكن جميعهم تولوا مناصبهم قبل تولي طالبان مقاليد السلطة، ومنذ ذلك الحين أرسلت دول أخرى دبلوماسيين كبارا لقيادة بعثاتها باستخدام لقب "القائم بالأعمال"، وهو ما لا يتطلب تقديم أوراق اعتماد إلى الدولة المضيفة.
ولم تعترف أي حكومة أجنبية رسمياً بحركة طالبان، ولم تقل بكين ما إذا كان تعيين السفير، يشير إلى أي خطوات أوسع نحو الاعتراف الرسمي بطالبان.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان "هذا هو التناوب الطبيعي لسفير الصين في أفغانستان، ويستهدف مواصلة دفع الحوار والتعاون بين الصين وأفغانستان سياسة الصين تجاه أفغانستان واضحة وثابتة". من جهته؛ قال متحدث باسم وزارة الخارجية في إدارة طالبان لوكالة "رويترز"، إن المبعوث الجديد تشاو شينغ هو أول سفير دولة يتولى المنصب منذ أغسطس ٢٠٢١ حين تولت طالبان السلطة مع انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من البلاد بعد ٢٠ عاماً.
وقال بلال كريمي، نائب المتحدث باسم حكومة طالبان في بيان، إن الملا محمد حسن آخُند القائم بأعمال رئيس الوزراء في إدارة طالبان، قَبِل أوراق اعتماد المبعوث الجديد في حفل.
وتولى سفير الصين السابق لدى أفغانستان، وانغ يو، منصبه في عام ٢٠١٩، وأنهى فترة عمله الشهر الماضي.
ودخلت حركة طالبان العاصمة في ١٥ أغسطس ٢٠٢١، مع تفكك قوات الأمن الأفغانية التي تم تشكيلها بدعم غربي على مدى سنوات، وفرار الرئيس أشرف غني المدعوم من الولايات المتحدة.
من جانبه؛ قال مصطفى زهران، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن تعين سفير صيني في افغانستان كان أمرا متوقعا لأن السنوات الأخيرة قبل وصول طالبان للسلطة كان هناك علاقات بين الصين وطالبان مباشرة وغير مباشرة، وطالبان وفت بوعدها تجاه حفظ الحدود مع الصين، والسفارة الصينية والروسية أول من تعاون مع طالبان في يوم سقوط كابول في أغسطس ٢٠٢١.
بينما قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تعيين سفير صيني في أفغانستان لم يكن مفاجأة لأن الصين ليست بالوافدة الجديدة فهي تتشارك حدودًا طولها ٥٧ ميلًا مع أفغانستان عند نهاية ممر واخان النائي والمعزول، الذي كان في الأصل منطقة عازلة بين الإمبراطوريتين الروسية والبريطانية تتمتع الصين بعلاقة قديمة العهد مع باكستان تعود إلى الخمسينيات، تضمنت المساعدة الصينية لبرنامج باكستان النووي العسكري خلال الاحتلال السوفياتي، وتعاونت الصين مع الولايات المتحدة في إمداد ودعم المتمردين الإسلاميين في أفغانستان، المعروفين بـ «المجاهدين».
وعندما سيطرت "طالبان" على أفغانستان في أواخر التسعينيات، سعت بكين للحصول على تأكيدات بأن أفغانستان لن تأوي جماعات انفصالية معارضة للصين، وفي المقابل قدمت اعترافًا سياسيًا واستثمارات أجنبية لأفغانستان في عام ٢٠٠٠، أصبح المبعوث الصيني إلى باكستان أول دبلوماسي عالي المقام غير مسلم يلتقي الملا عمر، الذي تعهد بأن "طالبان" لن تسمح للجماعات الأويغورية المتشددة بالعمل في أفغانستان أو مهاجمة الصين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصين أفغانستان فی أفغانستان أغسطس ٢٠٢١ سفیر الصین
إقرأ أيضاً:
خفر السواحل الصيني: نحث الفلبين على الوقف الفوري للانتهاكات والاستفزازات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حث خفر السواحل الصيني اليوم الجمعة، الفلبين على الوقف الفوري للانتهاكات والاستفزازات وفقا لما نقلته “القاهرة الاخبارية ”.
وقال خفر السواحل الصيني انه حذر طائرة فلبينية دخلت المجال الجوي بشكل غير قانوني بمنطقة سكاربورو.
على مدى الأشهر الماضية، تصاعدت التوترات بين الفلبين والصين مع تبادل الاتهامات بشأن حوادث تصادم متعمد بين سفن خفر السواحل في منطقة متنازع عليها ببحر الصين الجنوبي، بما في ذلك حادثة عنيفة في يونيو أسفرت عن فقدان بحار فلبيني لأحد أصابعه.
هذه الحوادث ألقت بظلالها على محاولات البلدين لإعادة بناء الثقة وإدارة المواجهات بشكل أكثر فاعلية، حيث شملت تلك المحاولات إنشاء قنوات اتصال جديدة لتحسين إدارة النزاعات البحرية.
وجاء في تعليق رسمي أن "العلاقات الصينية الفلبينية تقف عند مفترق طرق، وتواجه خيارًا بشأن المسار الذي ينبغي اتباعه". وأكد التعليق أن "الحوار والتشاور يمثلان السبيل الصحيح، إذ لا يمكن حل النزاع من خلال المواجهة".