بوابة الوفد:
2025-02-24@04:58:12 GMT

العنف الأسرى «5».. دماء على يد الأبناء

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

نستكمل اليوم الحديث عن العنف الأسرى الذى انتشر بشكل مبالغ فيه فى الآونة الأخيرة، بأنواع وأشكال متعددة، ومن أكثر أنواع العنف حماقة كان ما تحدثنا عنه خلال المقال السابق وهو عنف الأبوين أو أحدهما ضد الأبناء، والذى يكون نتيجته إما أن يصل التعذيب للقتل أو أن يترك أثرًا ملموسًا مثل العاهات المستديمة أو غير ملموس أن يخرج للمجتمع أشخاص لديهم العديد من العقد النفسية والعنف مع البشر بشكل غير طبيعى.

واليوم نتحدث عن عنف الأبناء سواء كان الفتيان أو الفتيات ضد الأبوين، والذى وصل إلى الطرد أو التعذيب أو القتل.

فعلى سبيل المثال الجريمة المأساوية التى شهدتها منطقة الهرم، والتى بدأت بتعرض سيدة لألوان من التعذيب لفترة طويلة، والاعتداء والإهانة على يد ابنها المتهم، والتى انتهت بمقتلها.

وكشفت التحقيقات عن أن والدته كانت تقسو عليه منذ الصغر، وتسىء معاملته، وعقب فصله من عمله كانت تعايره لكونه عاطلًا وبلا وظيفة، وتسببت فى مضايقته بمعايرته لكونه لا ينجب، وانفصال زوجته الأولى عنه لعدم الإنجاب.

ولذلك واصل الابن تعذيب أمه فكان يطفئ السجائر بجسدها، وأشعل النار بملابسها مما أصابها بعدة حروق، وفى النهاية انقض عليها بالضرب بيديه وقدميه، حتى فارقت الحياة، نتيجة إصابتها بنزيف داخلى، وتهتك بالطحال.

وأيضاً قتل عامل والده بسبب خلافات مالية فى منطقة السلام، كما قتل سائق والده وزوجة أبيه وأشعل النار فى جثتيهما بالسلام. وقضت المحكمة بإعدام المتهمين، وهناك عشرات الجرائم التى يقوم بها الأبناء مع الأبوين.

من الممكن أن يكون عدم المساواة بين الأبناء سببًا فى ذلك، فقد اختلفت آراء علماء الاجتماع حول هذه الظاهرة، ما بين تحمل الآباء جزءًا من المسئولية بسبب طريقة وأسلوب التربية الذى اتبعوه مع أولادهم سواء كان أسلوبًا عدائيًا أو العكس، فمن الممكن أن التدليل والاستجابة الدائمة لطلبات الطفل تفرز شابًا لا يحب إلا نفسه فقط، ويصبح الأبوان له مجرد آلة لتلبية متطلباته، وفى حالة عدم استطاعتهما تنفيذها يفاجأ الأبوان بشخص آخر أمامهما، ليس الابن الذى ضحيا بالكثير من أجل راحته، وعلى جانب آخر هناك أبناء اكتسبوا صفات عدائية من خلال: سواء السينما أو الدراما أو ما يتابعونه عبر السوشيال ميديا، أو متابعتهم للحوادث التى تنشر عن جرائم الأبناء ضد الآباء، جميع هذه العوامل أثرت على علاقة الأبناء مع أقرب الناس إليهم نتيجة العنف المتصاعد فى المجتمع.

ويبدو أن غياب الكثير أو البعد عن الدين من أهم الأسباب التى وصلنا إليها اليوم فى جميع حالات العنف الأسرى. للأسف الغالبية العظمى من الآباء والأمهات تربى أبناءها على كلمة عيب ولا تلتفت إلى كلمة حرام. فجرت العادة على أن الأبوين دائمًا يهتمان بأسلوب طفلهما أمام الناس ويخشيان من رأى الآخرين فى أبنائهما سواء فى الأناقة أو الكلام «مامى، بابي» أو غير ذلك من أساليب الاتيكيت، ويتغافلان عن ما هو أهم وأساس لكل شىء وهو تربية الأبناء بطريقة دينية تلزم الأبناء بالأخلاق الحميدة وتجعلهم يخشون الله فى تصرفاتهم ويحترمون الناس، وأولى الناس بالاحترام هم الأبوان كما أمرنا الله عز وجل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العنف الأسري إطلالة الآونة الأخيرة

إقرأ أيضاً:

مفتي الديار: التفكك الأسري يولد حالة من الانفلات الأخلاقي

قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، إن التفكك الأسري يولد حالة من الانفلات الأخلاقي، ما يؤدي إلى ظهور أنماط سلوكية غريبة لا تتناسب مع قيم المجتمع وأعرافه وتعاليم الدين الإسلامي.

ولفت نظير عياد، خلال حواره ببرنامج "اسأل المفتي" على قناة صدى البلد، إلى أن من ظاهرة التفكك الأسري وما تسببه من آثار سلبية على المجتمع، وتابع: نحذر من خطورة عقوق الأبناء وما قد يؤدي إليه من تفكك في العلاقات الأسرية.

وشدد على أن أحد أهم أسباب تفشي هذه الظاهرة الطلاق، الذي يؤدي في كثير من الحالات إلى تخلي أحد الوالدين عن دوره، مما يترك الأبناء في حالة من الفراغ العاطفي، ويدفعهم إلى التمرد والسلوكيات غير المنضبطة.

وأوضح أن مسؤولية العقوق لا تقع على الأبناء وحدهم، بل قد يكون الوالدان سببًا رئيسيًا فيه، من خلال إهمال دورهما في النصح والإرشاد والتربية السليمة.

مقالات مشابهة

  • حماس: لن نجري محادثات إلا بعد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين
  • الانفصال.. بـ "القتل"
  • رفع الرداء عن كذبة الأبوين البيضاء!
  • برج الحمل .. حظك اليوم الأحد 23 فبراير 2025: تطور شخصي
  • الطفل الأوسط يتميز بقدرته الكبيرة على التفاهم والتسامح
  • عمرو يوسف: أنا ضد دلع الولاد في التربية
  • محافظة مطروح تؤكد دعم الأهالي جهود الدولة في المشروعات التنموية
  • صحفي يمني يروي تفاصيل ثمان سنوات من التعذيب في سجن الحوثيين
  • المفتي: القرآن الكريم شدد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين
  • مفتي الديار: التفكك الأسري يولد حالة من الانفلات الأخلاقي