«دى آخرتها».. بالأمس القريب تم تنفيذ عملية نقل ملكية من أسهم شركة الصناعات الغذائية العربية «دومتى»، وكانت عملية نقل الملكية فى إطار إعادة الهيكلة بين أطراف المجموعة المرتبطة، وهذا أمر عادى، وليس به مشكلة، ولا مشكلة أيضاً أن نقل الملكية كان لشركة مرتبطة بعائلة الدماطى، ومملوكة بالكامل لهم، وهذه الشركة مؤسسة بجزر «كايمان» وهى جزر عبارة عن إقليم ما وراء البحار بريطانية تقع فى غرب البحر الكاريبى، وهذا الإقليم، تكاد الضرائب به تكون منعدمة.
كل ذلك من الأمور الطبيعية، ولكن منذ منتصف عام 2022 لجأت العديد من الشركات المقيدة فى السوق المحلى إلى تأسيس صناديق بالخارج فى مثل هذه الجزر، وتركت العديد والعديد من علامات الاستفهام حول هذا الفعل، رغم أن عالم الاستثمار ليس به إجبارا على أحد من الخروج أو الدخول أو حتى الاستثمار فى بلاد «الواق واق» الخيالية.
المهم أن مثل هذه التصرفات ارتبطت بمحاولة هذه الشركات الاستفادة بحق تحويل أموالهم من دولارات للخارج، خاصة بعد تكرار المشهد بنفس السيناريو وبحذافيره، عند قيام ابنتى رجل الأعمال فريد خميس فى ديسمبر 2022، بإعادة هيكلة لحصصهما فى شركتهما «النساجون الشرقيون» بعمليات بيع وشراء فى صفقة تجاوزت 1.4 مليار جنيه، فى صورة صندوق «أفشور»، أو بمعنى آخر هروب الأموال من السوق فى صورة نقل ملكية أو لاتخاذ خطوة بالشطب من البورصة، أو التخارج نهائياً من السوق المحلى، وكلها أمور لا تحسب على أحد ولا تدينه.
يستوقفنى فى كل هذه المشاهد «ويصعب علىّ» أن الدولة لم تقف يوما عقبة أمام مثل هذه الشركات التى تستغل حرية الاستثمار أسوأ استغلال، لأنه غير معقول أن يتم الاستفادة بمحفزات طويلة عريضة، ومبادرات منحتها الدولة لمثل هذه الشركات و«لا فى الأحلام»، حيث وفرت لهم «لبن العصفور» لدعمهم بالتوسع فى استثماراتهم، لكن ماذا كانت النتيجة؟.. كانت للأسف البحث عن ثغرات تساعدهم فى خروج الدولارات.
بشكل عام فكرة شركات الأفشور بوابة خلفية لتحويل الأموال للخارج، حيث يتم إنشاء صندوق فى بلد أجنبى لأصحاب شركات مصريين ويتم شراء حصص رجال الأعمال أو مبادلة الحصص، حتى يعاملوا معاملة الاستثمار الأجنبى من إعفاءات ومحفزات ضريبية وتحويل الأموال بسهولة وبشكل قانونى، ووصلت أعداد هذه الصناديق قبل ثورة يناير 2011 آلاف الصناديق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خارج المقصورة دومتي إعادة الهيكلة الضرائب
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: «بيتك في مصر» تتيح للمصريين بالخارج الاستفادة من النهضة العمرانية
قال الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إن مبادرة «بيتك في مصر» تعكس اهتمام الدولة المصرية بأبنائها في الخارج والداخل، دون استثناء، بهدف تمكين المصريين بالخارج من الاستفادة من منجزات النهضة العمرانية التي تتحقق في مصر.
وأوضح «عبدالعاطي» خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن إطلاق الموقع الإلكتروني المخصص لمبادرة «بيتك في مصر» لتوفير وحدات سكنية للمصريين بالخارج، أن هذه المبادرة تحقق مصلحة وطنية، ليس فقط من خلال زيادة تدفق العملات الأجنبية إلى مصر، ولكن أيضًا من خلال الاستجابة لتطلعات المواطن المصري المقيم في الخارج، وتحقيق مصلحته في أن يكون له وحدة سكنية دائمة.
السكن ليس مجرد عقار.. بل استقراروشدد على أن الوحدات السكنية المقرر طرحها للمصريين بالخارج من خلال مبادرة «بيتك في مصر» ليس مجرد وحدة ولكنه استقرار وربط المقيم بالخارج بالوطن الأم، مؤكدًا أن امتلاك الأسرة المصرية المقيمة بالخارج وحدة سكنية في مصر ليس مجرد استثمار عقاري رغم أنه استثمار مربح للغاية ومضمون، لكنه أيضا يعزز روابط المصريين بالخارج بالوطن الأم، وهو هدف وطني يعمل الجميع لتحقيق.
مبادرات متنوعة لدعم المصريين بالخارجوأكد حرص وزارة الخارجية والهجرة على تلبية كل طلبات المصريين بالخارج باعتبار أن هذا تكليف من الرئيس السيسي، موضحًا أنه يتم العمل لاستجابة لهذه الشواغل والطلبات، وأن هذه المبادرات لا تقتصر فقط على مبادرات الإسكان رغم أهميتها، إلا أنه هناك مبادرات أخرى في مجال تملك الأراضي الزراعية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وجذب الاستثمار.