إنه الإعصار الذى هاجم ليبيا مؤخرا وأسفر عن مئات القتلى والمفقودين فى أكبر كارثة من نوعها تشهدها ليبيا منذ أربعين عاما. واصلت فرق البحث والإنقاذ عملها من أجل الوصول للمناطق المنكوبة التى غمرتها الفيضانات. مصادر عدة فى شرق ليبيا أكدت أن السيول التى ضربت مدينة «درنة» ومدنًا أخرى أسفرت عن عدد مهول من الضحايا قد يصل إلى الآلاف.
غرق جزء كبير من مدينة «درنة» التى يسكنها نحو مائة ألف شخص بعد انهيار سدين وأربعة جسور. وقال الهلال الأحمر إن ما يصل إلى عشرة آلاف شخص سجلوا فى عداد المفقودين. وأعلنت الحكومة الليبية مدينة «درنة» مدينة منكوبة. وكانت وحدات تابعة للجيش قد انتشلت ما لا يقل عن ألفى جثة جراء الكارثة بعد أن أغرقت السيول منازل وعمارات بكاملها والتى كانت على ضفتى مجرى الوادى الذى يتوسط المدينة. وقال شهود إن عشرات الجثث دفنت فى مقابر جماعية فى ضواحى مدينة «درنة» بعد أن تعثر الوصول لمقابر وسط المدينة كمقبرة الصحابة التى دمرت بالكامل. فى حين ما زالت عشرات الجثث الأخرى فى مستشفى «شيحا» وهو حى قريب من وسط المدينة ونجا من كارثة الإعصار.
الجدير بالذكر أنه بعد ساعات قليلة من دخول إعصار دانيال للسواحل الليبية شهدت مدن الساحل الشرقى للبلاد المليئة بالأودية والسدود هطولاً كثيفاً للأمطار تجاوزت فى بعض مناطق الجبل الأخضر 400 مليمتر خلال 24 ساعة، وهى معدلات فاقت المعدلات التى يتم تسجيلها خلال العام بأكمله بحسب المركز الليبى للأرصاد الجوية. ويقول خبير الأرصاد إن إعصار دانيال وصل إلى الشواطئ الليبية ليل العاشر من سبتمبر الجارى حاملاً معه الغيوم والأمطار الغزيرة، بالإضافة إلى الرياح التى لم تتجاوز سرعتها 75 كيلومترا فى الساعة، مشيراً إلى أن منطقة الجبل الأخضر المشمولة بمناطق شحات، ودرنة، والمرج تعتبر مناطق معروفة بكثافة هطول الأمطار كل عام. ويعد ما تشهده ليبيا حاليا من طقس متطرف يعتبر دورة مناخية تجرى فى البلاد بين فترة وأخرى. ولقد شهدت ليبيا خلال فترات زمنية سابقة طقسا متطرفا وظواهر طبيعية غير مألوفة كالثلوج والزلازل.
لقد أضير الكثير من المصريين العاملين فى ليبيا. ولقد شيعت فى مصر جثامين عشرات المصريين الذين قضوا فى الأعاصير والفيضانات المصاحبة التى ضربت مناطق واسعة شرقى ليبيا. وتسلمت قرية أهناسيا فى بنى سويف جثامين أكثر من سبعين مصريا قتلوا خلال العاصفة دانيال والفيضانات التى أعقبتها. وكانت السلطات الليبية فى طبرق قد أعلنت عن وجود 145 جثة لمصريين قضوا غرقا فى مياه الفيضانات التى ضربت أجزاء واسعة من «درنة»، «البيضاء» شرقى ليبيا. وواصلت وزارة الخارجية المصرية العمل مع السلطات الليبية لحصر أعداد الضحايا المصريين الذين قضوا خلال الكارثة فى ظل صعوبة الأوضاع والتنقل فى الأماكن المنكوبة.
يُحمد لمصر موقفها وتضامنها الكلى مع ليبيا والمغرب، ويحمد للرئيس عبدالفتاح السيسى أنه سارع بتقديم العون والمساعدة للأشقاء فى ليبيا والمغرب إثر الكارثة الإنسانية التى تعرضوا لها، معلنا الحداد ثلاثة أيام كشكل من أشكال المواساة والمشاركة مع الأشقاء. مع تقديم كل أشكال التيسير لإزالة آثار الكارثة من خلال إرسال أطقم إغاثة وإنقاذ وتقديم المساعدات الإنسانية للشعبين الشقيقين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إعصار دانيال الاعصار ليبيا
إقرأ أيضاً:
غرفة الأخشاب: 34 شركة مصرية تتطلع لإنشاء مدينة صناعية في ليبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد علاء نصر الدين، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب والأثاث وعضو لجنة التعاون العربي باتحاد الصناعات المصرية، أن التوجه الحالي للدولة المصرية هو توطين الصناعة وخفض فاتورة الاستيراد، ليصبح الاتجاه العام هو تحقيق التكامل الصناعي وتعزيز التواصل بين المصنعين، بما يساهم في تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على المكونات المستوردة، مشيرًا إلى ضرورة تعاون جميع الأطراف في المنظومة لتحقيق هذا الهدف الذي أصبح ضرورة ملحة.
وأضاف نصر الدين في تصريحات صحفية له اليوم الأربعاء، أن الحكومة تسعى جاهدة لتطوير الصناعة المحلية من خلال الحوافز والمبادرات التي تهدف إلى زيادة المكون المحلي من الإنتاج، وتقليل الاعتماد على الواردات، مع التركيز على زيادة الصادرات إلى الأسواق الخارجية.
وأشار نصر الدين إلى الجهود المضنية لإعادة تشغيل المصانع المتعثرة وتوفير تمويلات سريعة لها، وكذلك حماية المنشآت التي توقفت نتيجة صعوبة المنافسة مع المستورد من خلال تحجيم الاستيراد في بعض القطاعات الإنتاجية التي عانت من صعوبة المنافسة بسبب بعض الممارسات المغرقة.
وأكد أن من أهم التحديات التي تواجه القطاع الصناعي كانت سيطرة السماسرة على الأراضي الصناعية، وهو ما أصبح يشكل صداعًا في رأس رجال الأعمال والصناعة، ويمثل ضرورة ملحة لتدخل حكومي جاد للسيطرة على هذه الظاهرة، وبالفعل اتخذت الحكومة إجراءات عديدة للقضاء على هذه المشكلة، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد نجاح المنظومة بجميع أطرافها لتطوير الصناعة في جميع الملفات، مع الاعتماد على ترشيد الواردات وتشجيع الصادرات من أجل توفير العملة الصعبة، مما يؤدي إلى التشغيل والتوظيف.
وأشار إلى أن مصر تجني ثمار التنمية والتطوير لشركات ومصانع قطاع الأعمال العام، موضحًا عودة صناعة الغزل والنسيج إلى رونقها عبر قلاع غزل المحلة، وكذلك إعادة تشغيل مصنع النصر للسيارات، لافتا إلى أن الواقع يعكس نتائج الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير أحدث التكنولوجيات وتعزيز عمليات التصنيع بمستوى عالٍ من الكفاءة والجودة، من أجل تلبية احتياجات السوق المحلية والخارجية في الدول الأفريقية.
وأشاد نصر الدين بالدور الكبير لاتحاد الصناعات في الدفاع عن مصالح القطاع الصناعي والنهوض به لتحقيق النمو والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للدولة، مشيرًا إلى أن الاتحاد يعد من أكبر منظمات أصحاب الأعمال في مصر.
وفي سياق آخر، أكد نصر الدين أن 34 شركة مصرية تؤسس حاليًا شركة لإنشاء مدينة صناعية في ليبيا، مشيرًا إلى أن ذلك جاء خلال الزيارة الأخيرة التي نظمتها لجنة التعاون العربي بالاتحاد إلى ليبيا، والتي شهدت مشاركة أكثر من 34 شركة مصرية ستكون متخصصة في مجالات الصناعة والتجارة والمقاولات والاستشارات والخدمات، وسيكون لديها مكاتب في ليبيا للترويج وتسهيل الخدمات الحكومية.
وطالب بوقف فوري لاستيراد جميع السلع الاستفزازية والسلع التي لها مثيل محلي بمختلف أنواعها، والتي تستحوذ على نسبة كبيرة من الفاتورة الاستيرادية.
وأضاف أن الدولة بحاجة أيضًا إلى توطين وتعميق صناعات المواد الخام المحلية في مختلف الصناعات الغذائية والصناعية والزراعية والدوائية وغيرها، تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مختلف السلع والمنتجات الغذائية والصناعية والدوائية وغيرها.