أبناء وأمراض الجيل الواحد
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
عندما يريد الإنسان أن يطمئن على زميله يسأل عنه ويعرف أخباره حتى يطمئن أنه بخير، ولكن قد يحدث أن زملاء يسألون عنك حتى يعرفوا أنك فى كرب ويطمئنوا أنك لن تقف على رجليك مرة أخرى، ومقبول أن يكون ذلك فى طائفة المجرمين أو طائفة قطاع الطرق «فقلتهم أحسن» أما بين الزملاء فى المهن الحرة فلا أعرف سببًا لذلك.
وكراهية الناس بعضها لبعض قد نشأنا عليها وعرفناها فى الجامعة وبعد الجامعة إلى الآن، وقد تكون عندنا قناعات أن البعد عن «الأصدقاء» نجاة والعيش «وحيدًا» قد يكون أسلم الأمور إذا أراد الإنسان أن يستبرئ لدينه وعرضه.
ولا أعرف حتى الآن ولا أحسبنى سأعرف لماذا يكره الناسُ الإنسان إذا كان «مؤمنا» بل إن الشيطان ما يبرح مكانًا يكون فيه هذا الإنسان إلا وأوغر صدور من حوله حتى يكرهوه ويتمنّوا ألا يكون موجودًا بينهم، ثم بعد ذلك ألا يكون موجودًا على ظهر الأرض. ونحمد الله أن الحياة ليست بيد البشر وإلا حرموا بعضهم بعضًا منها، ولكنها بيد من خلقها ولذلك هى عزيزة عنده وغالية ألا يطلبها حتى تستوفى أجلها.
والحمد الله الذى قال «لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ» فبيّن أن هناك أنواعًا أخرى من البر، وقد تقف كلها فى مصاف واحد مع العبادات المفروضة، ويكفى أن يذكر ذلك الإله الواحد الذى سيحاسب الناس كلهم فى صعيدٍ واحد على دينٍ واحد.
الغيرة والحقد والكراهية فى نفوس البشر واردة وليس من العجيب أن يغير الناس من بعضهم ولكن العجيب هذه الكراهية بين أبناء الفصل الواحد والسكشن والدفعة ثم تتكاثر فلا تقل ثم تطغى بالإنسان حتى يحين الأوان ويلقى الله على ذلك. ولا أعرف هل إذا أصر الإنسان أن يبقى من أهل الكتاب والسنة أن يكون دافعًا للناس أن يكرهوه فإذا تحوّل إلى غير ذلك أحبه الناس، كما حدث فى أحد أفلام الراحلة فاتن حمامة وأحمد مظهر.
الغيرة المحمودة والغيرة المكروهة زخرت بهما كثير من الكتابات منذ أوائل التاريخ، حتى أن أوائل البشر وهم ابنا آدم قد وقعا فيها فقتل أحدهما الآخر، وهو لا يرى غير شقيقه ينافسه فيما أحب، مع أنه لم يكن هناك من سيفعل ذلك لا شقيقه ولا غيره، ولكن عندما «أضاق» على نفسه بصيرته لم ير رحب الحياة واتساعها، ولم يجد غير شقيقه الذى يقف فى طريقه.
لا أعرف حتى كتابة هذه السطور علاجًا للأحقاد والعداوات سوى البعد «والاعتكافات» عن الناس، فذلك «أروق للمخ» وأهدأ للبدن، ولن يضر الإنسان إذا ما فعل، فالطب النفسى يُلزمك دائمًا أن تبقى هادئًا وتنتظر فى كثير من الأمور.
ويقول العارفون بالأحقاد إنها مفسدة وكفر بنعمة الخالق، وهى تحرق الحسنات وتُورث المشقّات وتُوقع فى الشبهات، أما العارفون بالطب النفسى فيقولون عن الحقد إنه مرض مزمن وعلاجه من أصعب الأمور، بل «قد يستحيل».
استشارى القلب - معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق الخولي استشاري القلب معهد القلب زملاء الجامعة
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة: لا علاقة بين استهلاك البطاطس وأمراض القلب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة حديثة قام بها فريق من علماء مركز بريغهام للصحة النسائية في بوسطن، عن عدم وجود صلة بين الاستهلاك العام للبطاطس والجلطة الدماغية واحتشاء عضلة القلب، وفقا لما نشرته مجلة Nutrients.
شملت الدراسة تحليل بيانات الحالة الصحية لـ 67146 مريضا أعمارهم 25.1-72 عاما لمعرفة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، تراوح متوسط تناولهم للبطاطس 1.9-4.2 وجبة في الأسبوع وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية حصة واحدة من البطاطس تعتبر حبة بطاطس كاملة أو نصفها حسب حجمها.
وأظهرت النتائج عدم وجود علاقة واضحة بين كمية استهلاك البطاطس وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية حتى بعد الأخذ في الاعتبار العوامل الديموغرافية والغذائية والسلوكية كما لم يكشف تحليل آخر أي ارتباط بين استهلاك البطاطس المشوية أو المسلوقة أو المقلية أو المهروسة وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويشير الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من وجبة بطاطس مقلية في الأسبوع يزداد خطر إصابتهم بارتفاع مستوى ضغط الدم بنسبة 10 بالمئة مقارنة بالذين لا يتناولونها ولكن اتضح أن هذا التأثير مرتبط بزيادة نسبة الدهون والملح في البطاطس المقلية وليس بخصائصها.