بوابة الوفد:
2024-12-27@11:27:23 GMT

أبناء وأمراض الجيل الواحد

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

عندما يريد الإنسان أن يطمئن على زميله يسأل عنه ويعرف أخباره حتى يطمئن أنه بخير، ولكن قد يحدث أن زملاء يسألون عنك حتى يعرفوا أنك فى كرب ويطمئنوا أنك لن تقف على رجليك مرة أخرى، ومقبول أن يكون ذلك فى طائفة المجرمين أو طائفة قطاع الطرق «فقلتهم أحسن» أما بين الزملاء فى المهن الحرة فلا أعرف سببًا لذلك.

وكراهية الناس بعضها لبعض قد نشأنا عليها وعرفناها فى الجامعة وبعد الجامعة إلى الآن، وقد تكون عندنا قناعات أن البعد عن «الأصدقاء» نجاة والعيش «وحيدًا» قد يكون أسلم الأمور إذا أراد الإنسان أن يستبرئ لدينه وعرضه.

ولا أعرف حتى الآن ولا أحسبنى سأعرف لماذا يكره الناسُ الإنسان إذا كان «مؤمنا» بل إن الشيطان ما يبرح مكانًا يكون فيه هذا الإنسان إلا وأوغر صدور من حوله حتى يكرهوه ويتمنّوا ألا يكون موجودًا بينهم، ثم بعد ذلك ألا يكون موجودًا على ظهر الأرض. ونحمد الله أن الحياة ليست بيد البشر وإلا حرموا بعضهم بعضًا منها، ولكنها بيد من خلقها ولذلك هى عزيزة عنده وغالية ألا يطلبها حتى تستوفى أجلها.

والحمد الله الذى قال «لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ» فبيّن أن هناك أنواعًا أخرى من البر، وقد تقف كلها فى مصاف واحد مع العبادات المفروضة، ويكفى أن يذكر ذلك الإله الواحد الذى سيحاسب الناس كلهم فى صعيدٍ واحد على دينٍ واحد.

الغيرة والحقد والكراهية فى نفوس البشر واردة وليس من العجيب أن يغير الناس من بعضهم ولكن العجيب هذه الكراهية بين أبناء الفصل الواحد والسكشن والدفعة ثم تتكاثر فلا تقل ثم تطغى بالإنسان حتى يحين الأوان ويلقى الله على ذلك. ولا أعرف هل إذا أصر الإنسان أن يبقى من أهل الكتاب والسنة أن يكون دافعًا للناس أن يكرهوه فإذا تحوّل إلى غير ذلك أحبه الناس، كما حدث فى أحد أفلام الراحلة فاتن حمامة وأحمد مظهر.

الغيرة المحمودة والغيرة المكروهة زخرت بهما كثير من الكتابات منذ أوائل التاريخ، حتى أن أوائل البشر وهم ابنا آدم قد وقعا فيها فقتل أحدهما الآخر، وهو لا يرى غير شقيقه ينافسه فيما أحب، مع أنه لم يكن هناك من سيفعل ذلك لا شقيقه ولا غيره، ولكن عندما «أضاق» على نفسه بصيرته لم ير رحب الحياة واتساعها، ولم يجد غير شقيقه الذى يقف فى طريقه.

لا أعرف حتى كتابة هذه السطور علاجًا للأحقاد والعداوات سوى البعد «والاعتكافات» عن الناس، فذلك «أروق للمخ» وأهدأ للبدن، ولن يضر الإنسان إذا ما فعل، فالطب النفسى يُلزمك دائمًا أن تبقى هادئًا وتنتظر فى كثير من الأمور.  

ويقول العارفون بالأحقاد إنها مفسدة وكفر بنعمة الخالق، وهى تحرق الحسنات وتُورث المشقّات وتُوقع فى الشبهات، أما العارفون بالطب النفسى فيقولون عن الحقد إنه مرض مزمن وعلاجه من أصعب الأمور، بل «قد يستحيل».

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طارق الخولي استشاري القلب معهد القلب زملاء الجامعة

إقرأ أيضاً:

عضو بـ«الشيوخ»: العفو الرئاسي عن أبناء سيناء يحمل رسائل إنسانية

قال النائب أحمد سمير زكريا، عضو الشؤون المالية والاقتصادية والاستثمار بمجلس الشيوخ، إن قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالعفو عن 54 سجينا من أبناء سيناء من المحكوم عليهم في قضايا، يحمل الكثير من المعاني الإنسانية، ويؤكد التقدير الكبير من القيادة السياسية لسيناء وأهلها والتضحيات التي قدمها أبناء المحافظة.

قرار العفو الرئاسي يستهدف تعزيز الطاقات والقدرات

وأضاف، في بيان له، أن قرار العفو الرئاسي مع جهود التنمية في سيناء، يستهدف تعزيز الطاقات والقدرات المختلفة، مشيرا إلى أن القرار له مردود اجتماعي وسياسي وأمني كبير.

وتابع: «نحن أمام حالة ومشاعر الفرحة لدى قبائل سيناء بقرار العفو، في الوقت الذي تستمر فيه جهود التنمية في سيناء، والتي ستغير وجه المحافظة إلى الأفضل، وبالتالي فالقرار يأتي في إطار قرارات وخطط مهمة نحو تنمية سيناء وأهلها».

حرص القيادة السياسية على تعزيز حقوق الإنسان

‏‎كما شدد عضو مجلس الشيوخ، على أن قرار العفو  يعكس حرص القيادة السياسية على دعم وتعزيز حقوق الإنسان وتقديرها لأهالى سيناء الحبيبة ودورهم التاريخي والوطني فى مساندة ودعم الدولة المصرية وأمنها واستقرارها وفي دعم جهود الدولة لمكافحة ومحاربة الإرهاب.

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي: الوقت مناسب لخفض الفائدة بنسبة 1%.. أعرف السبب؟
  • أمين الفتوى: رحمة الله مفتوحة للجميع ولا غلق للأبواب أمام التائبين «فيديو»
  • برلمانية: العفو الرئاسي عن ٥٤ من أبناء سيناء إعلاء لمفهوم حقوق الإنسان في مصر
  • عضو بـ«الشيوخ»: العفو الرئاسي عن أبناء سيناء يحمل رسائل إنسانية
  • الجيل يشيد بالإفراج عن 54 من أبناء سيناء.. ويصفها بخطوة تعزز التماسك الوطني وحقوق الإنسان
  • حقوق الإنسان بالنواب: قرار العفو عن 54 من أبناء سيناء مهم جدا
  • رئيس الحركة الوطنية: العفو عن 54 مسجونا من أبناء سيناء قرار إنساني
  • «الجيل»: قرار العفو الرئاسي عن 54 من أبناء سيناء يتسق مع مبادئ الجمهورية الجديدة
  • حزب الوعي: العفو عن 54 من أبناء سيناء امتدادا لجهود الدولة في ملف حقوق الإنسان
  • ما حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية؟.. الإفتاء: جائز شرعًا ويظهر التعايش أبناء الوطن الواحد