تقرير: روسيا تعاني من آثار العقوبات وسط استياء شعبي
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
ساهمت العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على موسكو، رداً على الغزو الشامل لأوكرانيا، في نقص معظم المتطلبات، وحتى المواد الأساسية للمعيشة على مستوى روسيا الاتحادية، حتى أن بعضها بات غير متوفر الآن.
جهود موسكو لاستبدال الواردات المدعومة من الدولة غير ناجحة إلى حد كبير، وهو ما يثبت فعالية العقوبات الدولية على المدى البعيد
وبحسب تقرير لصحيفة "نيوزويك"، أصبحت روسيا خاضعة لأكثر من 13 ألف عقوبة، وهذا يجعلها الدولة الأكثر تلقياً للعقوبات في العالم، منذ بدء الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير(شباط) 2022، وباتت التأثيرات "محسوسة" في جميع أنحاء البلاد، مع انخفاض الدعم للحرب، حيث يشعر الروس بالضائقة المالية الناجمة عن العقوبات الدولية.
-GWN
Russia Running Out of Pretty Much Everything as Sanctions Bite https://t.co/FbeuNbZ1Ar
وبحسب خبير الاقتصاد في جامعة شيكاغو، السياسي الروسي كونستانتين سونين، إنه يعتقد أن التقارير في وسائل الإعلام الروسية عن النقص هي إشارة واضحة إلى أن الحكومة تحاول خفض الأسعار، ويتم ذلك إما عن طريق بعض التدابير التنظيمية، أو عن طريق تهديد الشركات والبائعين بالانتقام.
وقال سونين: "العقوبات الغربية تعطل الاقتصاد الروسي بشكل خطير وعلى أقل تقدير، تزيد تكاليف الإنتاج بالنسبة للشركات الروسية بسبب العقوبات.. تدفع الصناعة العسكرية الروسية المزيد مقابل كل مدخلات أجنبية، لأنها تشمل الآن دفع أموال إضافية للوسطاء، وتحمل التكاليف القانونية للإبطال، وخسارة المزيد أمام اللصوص والمحتالين، لأن أي معاملة مخفية تشكل أرضاً خصبة للسرقة".
وأضاف سونين: "لا يمكن للعقوبات أن تدمر الاقتصاد الروسي، لكنها تبطئ الإنتاج، وتقلل حجم ما تنتجه روسيا".
Russian Support for Putin's War Falling Fast as Economic Fallout Bites—Poll https://t.co/gN47xiBQsO
— Paul Kurimsky ???????????????????????????????? #NAFO (@Kd7qkPaul) February 28, 2023 وقودتواجه روسيا، إحدى أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، نقصاً في الوقود على مستوى البلاد، وفقاً لمسؤولين ووسائل إعلام حكومية.
في 23 أغسطس (آب)، أفادت صحيفة "إزفستيا" الروسية بوجود نقص في البنزين في محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد، وحدث هذا في مدن أستراخان وفولغوغراد وساراتوف وريازان ونوفوسيبيرسك، وكذلك في جمهورية كالميكيا.
وبعد أيام، في 6 سبتمبر (أيلول)، قال وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف، إن "نقص الوقود يهدد بتعطيل الحصاد والبذار في الخريف"، ونقلت وكالة أنباء إنترميكس التي تديرها الدولة عن باتروشيف، قوله: "لدينا بالفعل مشاكل في توافر الوقود سنتوقف الآن عن الحصاد، ولن نزرع محاصيل الشتاء. ستكون كارثة.. ربما حان الوقت لوقف صادرات المنتجات النفطية مؤقتاً، حتى يستقر الوضع في السوق المحلية".
Russia Complains 'We Can't Buy What We Need' as Sanctions Bite - Newsweek https://t.co/RnFLFGipWU pic.twitter.com/M5rL01EUz6
— Noah Ross (@drnoahross) December 14, 2022 ورق وأبراج الاتصالاتاضطرت دور النشر الكبرى في روسيا إلى التحول إلى استخدام الورق المنتج محلياً، والذي يعاني من نقص في المعروض، وبحسب رئيس نقابة ناشري الصحافة الدورية سيرغي مويسيف: "جميع أعمال الطباعة تخضع للعقوبات، كل شيء على الإطلاق.. ليس الورق فقط، بل الحبر أيضاً، وأسوأ شيء هو قطع غيار المعدات، لأن جميع المعدات مستوردة".
وغادرت شركات الاتصالات الأجنبية، بما في ذلك نوكيا وإريكسون، روسيا بعد بدء الغزو واسع النطاق، ولا تلبي المعدات المحلية لأبراج الهاتف الخليوي حتى الآن متطلبات المشغلين في البلاد.
وقال 5 من كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال الاتصالات ومصادر صناعية أخرى في ديسمبر (كانون الأول) 2022، إن مستخدمي الهواتف المحمولة الروس سيواجهون على الأرجح عمليات تنزيل وتحميل أبطأ، وزيادة في ضعف الشبكات.
وتلوح في الأفق أزمة إمدادات قطع الغيار في روسيا، إذ تواجه شركات الخدمات اللوجستية نقصاً في الإطارات ومواد التشحيم لجراراتها المستوردة، ويرجع ذلك إلى مغادرة المصنعين الغربيين روسيا، رداً على غزو بوتين واسع النطاق لأوكرانيا.
ويقول باحثون في جامعة ييل إن أكثر من ألف شركة أجنبية خرجت أو قلصت عملياتها في روسيا منذ بدء الحرب، عندما غادر مصنعو الإطارات الغربيون روسيا، واضطر عمال النقل إلى البحث عن أي خيارات بديلة.
#روسيا تكسر حاجز العقوبات الغربية عبر الطائرة سوخوي الجديدة https://t.co/jGQGYVO4di
— 24.ae (@20fourMedia) September 10, 2023 قطع الطائرةكما تأثرت صناعة الطيران بالعقوبات الغربية، وقامت الخطوط الجوية الروسية في عام 2022 بـ2000 رحلة باستخدام طائرات غربية بأجزاء منتهية الصلاحية.
ونقل عن رئيس هيئة مراقبة النقل الحكومية "روسترانسنادزور" فيكتور باسارغين قوله: "لقد سجلنا العديد من الحالات التي تم فيها تشغيل معدات الطيران بانتهاكات تؤثر بشكل مباشر على سلامة الطيران.. من المستحيل ببساطة جلب بعض المنتجات بسبب العقوبات الدولية".
ونتيجة لذلك، دخلت صناعة الطيران الروسية في أزمة شاملة، مما أدى إلى تعطيل أسطولها التجاري، ومع فرض العقوبات فإنها أمام تحديات إضافية للحفاظ على قوتها وتواجدها.
Russian missile technology smuggled to US and handed to DOD, court says https://t.co/q5jWnoo91c pic.twitter.com/XcFVOqXnC1
— Newsweek (@Newsweek) September 15, 2023 مكونات حيويةوساهمت العقوبات التي فرضها الغرب في حدوث نقص في المعدات العسكرية في روسيا، وهو ما كان له تأثيراً غير مباشر على إنتاج المركبات العسكرية.
وأضاف محللون: "في الوقت الحالي، تظل جهود موسكو لاستبدال الواردات المدعومة من الدولة غير ناجحة إلى حد كبير، وهو ما يثبت فعالية العقوبات الدولية على المدى البعيد".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا بوتين العقوبات الدولیة فی روسیا
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس الشئون السياسية والدفاعية الروسية: روسيا ستلحق الهزيمة بأوروبا
قال الدكتور سيرجي كاراجانوف، رئيس مجلس الشئون السياسية والدفاعية الروسية، إن روسيا حاليا أساس التكتل العسكري الاستراتيجي للأغلبية في العالم، و"لا يقتصر التصدي للهيمنة السابقة علينا نحن فقط إذ يشهد العالم حاليا المعركة المفصلية لاجتثاث هذه الهيمنة".
وأضاف خلال لقاء خاص مع حسين مشيك عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أنه في أوكرانيا مثلا حيث الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب، الذين يعملون على استعادة هيمنتهم التي استمرت طوال 500 عام وكانوا ينهبون خلالها العالم كله، وهو أمر لم يعد مقبولا الآن، لأن روسيا تتخذ خطوات صارمة تمكنها من كبح جماح هذا النهج العدواني القادم من الغرب ونأمل أن تكون موجة العداء هذه هي الأخيرة.
وأكد أن روسيا ستلحق الهزيمة بأوروبا ونأمل أن تشاطرها الولايات المتحدة المصير، بحيث تتحول إلى قوة عالمية تقليدية، إذ لا تفترض أن تكون أمريكا قوة عالمية مهيمنة وطاغية على كوكب الأرض، سيما أنها أصبحت كذلك بمحض الصدفة.