حصيلة فيضانات ليبيا تستقر عند 3166 قتيلا .. والأمل يتضاءل في العثور على أحياء
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
درنة البيضاء"ليبيا" "د ب أ" "أ ف ب": أكد وزير الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي في بنغازي، عثمان عبدالجليل وفاة 3166 شخصا حتى مساء الجمعة، جراء الفيضانات الناتجة عن إعصار دانيال الذي أصاب منطقة واسعة في شرق ليبيا، وبالأخص مدينة درنة.
وفي مؤتمر صحفي ليل الجمعة حضره رئيس حكومة بنغازي، أسامة حماد، والنائب العام، الصديق الصور، رشح عبد الجليل هذه الأرقام للزيادة، وأكد أن النيابة العامة تتولى أخذ عينات الحمض النووي من الوفيات لمطابقتها بما يخص ذويهم، بغية التعرف على هويات القتلى، منبها إلى أنهم سيعلنون عن تحديثات يومية لضحايا الإعصار.
وفي ظل تباين الأرقام الخاصة بأعداد الضحايا، أعلن رئيس حكومة بنغازي خلال المؤتمر عن أن وزير الصحة هو المخول بإعلان الأعداد.
وسقط أغلب الضحايا المعلن عنهم في مدينة درنة التي تسببت أمطار إعصار دانيال في انفجار سدين فيها وحدوث أضرار بشرية ومادية ضخمة، فاقت بكثير المدن والقرى المحيطة.
وفي نفس المؤتمر الصحفي، أعلن النائب العام، الصديق الصور عن بدء التحقيقات لتقصي أسباب انهيار سدّي وادي درنة وملاحقة مرتكبي ما وصفه بالجريمة، كاشفا عن أن انهيار السدين تسبب في تضرر 800 مبنى في المدينة.
وأعلن الصور أن التحقيقات ستتقصى أسباب انهيار سدين وادي درنة، وما إذا كانت هذه الكارثة ستحدث لو اتخذت إجراءات صيانة لهما، كاشفا عن دراسة لإدارة السدود في وقت إنشاء السدين (سنة 1978) تفيد بوجود تشققات وتصدعات وهبوط فيهما.
وأفاد الصور بتوجه 26 عضوا من النيابة العامة إلى المناطق المتضررة للكشف عن الجثث والمنشآت والمباني. وأعلن عن مباشرتهم في استدعاء إدارة السدود، والهيئة المختصة عن صيانة السدود، ووزارة الموارد المائية. وقال إن التحقيقات "ستركز على الأموال التي تم دفعها لصيانة السدود وكيف صرفت، مع مساءلة السلطات المحلية المتعاقبة. وبانتهاء التحقيقات سنعلن عن التفاصيل وسنتخذ الإجراءات بحق كل من تسبب في هذه الكارثة".
وصول المساعدات
بدأت المساعدات الدولية تصل اليوم إلى ليبيا لدعم الناجين من الفيضانات في مدينة درنة، فيما يتراجع الأمل في العثور على أحياء بين آلاف المفقودين بعد ستة أيام على الكارثة.
وضربت العاصفة دانيال ليل الأحد الإثنين من الإسبوع الماضي شرق ليبيا مصحوبة بأمطار غزيرة فتسبّبت بانهيار سدّين ما أدى إلى فيضان النهر الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة فتدفقت مياه بحجم تسونامي جارفة معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق وموقعة آلاف القتلى.
وتركت المياه خلفها مشاهد خراب ويبدو أجزاء كبيرة من المدينة من جانبي النهر وكأن زلزالا قويا ضربها، على ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس، متحدثًا عن مبان كاملة جرفتها المياه وأخرى نصف مدمرة وسيارات تحطمت على الجدران.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان اليوم العثور على جثث 3958 شخصا والتعرف على هوياتهم، وقالت إن "أكثر من تسعة آلاف شخص في عداد المفقودين"، بدون أن تحدد مصدر هذه الأرقام.
"دفن لائق"
وإزاء جسامة الكارثة، تبقى التعبئة الدولية قوية.
وفي مطار بنينا في بنغازي، كبرى مدن شرق ليبيا، أفرغت طائرة إماراتية وأخرى إيرانية اليوم أطنانا من المساعدات تم تحميلها في شاحنات لنقلها إلى المنطقة المنكوبة الواقعة على مسافة 300 كلم إلى الشرق، على ما أفادت صحافية في فرانس برس.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية وصول طائرة إلى بنغازي تحمل "29 طنا من الإمدادات الطبية" من مركزها اللوجستي العالمي في دبي، "تكفي لمساعدة حوالى 250 ألف شخص"، موضحة أن المساعدات تضم أدوية أساسية ولوازم طبية لجراحة الحالات الطارئة وأكياسا لنقل الجثث وتأمين "دفن لائق" للموتى.
وقال الطبيب أحمد زويتن ممثل منظمة الصحة في ليبيا "إنها كارثة ذات أبعاد أسطورية"، وفق ما جاء في البيان.
وحذرت منظمات إنسانية أخرى مثل الإغاثة الإسلامية وأطباء بلا حدود من مخاطر انتشار الأمراض المرتبطة بالتلوث المحتمل للمياه.
وجرف السيل عددًا كبيرًا من الضحايا نحو البحر الأبيض المتوسط الذي لفظ عشرات الجثث التي بدأت بالتحلل.
وتحدثت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح أكثر من 38 ألف شخص في الشرق الليبي بينهم 30 ألفا من درنة.
"وضع فوضوي"
وتحدثت مانويل كارتون المنسقة الطبية لفريق من منظمة "أطباء بلا حدود" وصل قبل يومين إلى درنة، عن وضع "فوضويّ" يحول دون حسن سير عملية إحصاء الضحايا والتعرف على هوياتهم.
وشددت على أن "أعدادا كبيرة من المتطوعين وصلوا من جميع أنحاء ليبيا والخارج. وينبغي إعطاء الأولوية لتنسيق المساعدات".
لكن الوضع السياسي وحالة الانقسام بين المؤسسات تعيق عمليات الإغاثة.
فليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس على السلطة فيها حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرًا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من خليفة حفتر.
وأعلن حمّاد أنه " سيتم تطبيق إجراءات جديدة في منطقة الكارثة" التي سيتم إغلاقها أمام المدنيين والأجهزة الأمنية، مضيفا "لن يتمكن من الوصول إليها سوى فرق البحث والمحققين الليبيين والأجانب".
حالة تسمم
حذرت إدارة منطقة الجبل الأخضر الليبية القاطنين المناطق المنكوبة بعدم شرب مياه الآبار، واستخدامها في الغسيل فقط إذا لزم الأمر.
جاء التحذير بعد تسجيل حالة تسمم لإحدى المواطنات القاطنة بحي (54)، وتم ايداعها في مصحة "نور الأمل" بمدينة البيضاء، طبقا لما ذكرته وكالة الأنباء الليبية (وال) اليوم.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
30 قتيلا و2663 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع
لقي 30 شخصا مصرعهم وأصيب 2663 آخرون بجروح، إصابات 110 منهم بليغة، في 1944 حادثة سير سجلت داخل المناطق الحضرية، خلال الأسبوع الممتد من 18 إلى 24 نونبر الجاري.
وعزا بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وقوع هذه الحوادث، حسب ترتيبها، إلى عدم انتباه السائقين، وعدم احترام حق الأسبقية، وعدم انتباه الراجلين، والسرعة المفرطة، وعدم ترك مسافة الأمان، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وعدم التحكم، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة “قف”، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والسياقة في حالة سكر، والسير في يسار الطريق، والتجاوز المعيب، وكذا السير في الاتجاه الممنوع.
وبخصوص عمليات المراقبة والزجر في ميدان السير والجولان، يضيف البلاغ، تمكنت مصالح الأمن من تسجيل 50 ألفا و254 مخالفة، وإنجاز 9 آلاف و131 محضرا أحيلت على النيابة العامة، واستخلاص 41 ألفا و123 غرامة صلحية، في حين بلغ المبلغ المتحصل عليه 9 ملايين و76 ألف و450 درهم.
وأشار البلاغ إلى أن عدد العربات الموضوعة بالمحجز البلدي بلغ 4 آلاف و820 عربة، وعدد الوثائق المسحوبة 9 آلاف و131 وثيقة، وعدد المركبات التي خضعت للتوقيف 331 مركبة.