الأمم المتحدة تجمع عالما منقسما يواجه سلسلة متنامية من الأزمات
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
الولايات المتحدة "أ.ف.ب": ينتظر أن يشارك أكثر من 140 من قادة العالم في الجمعية العامة للامم المتحدة والتي تبدأ أعمالها يوم الاثنين في مدينة نيويورك الأمريكية.
ومن شأن إعلان حضور الرئيس الاوكراني هذه المناسبة السنوية هو تظهير صورة عالم منقسم يواجه سلسلة متنامية من الأزمات.
وقال الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش عشية هذه الملتقى السنوي "سنجتمع في لحظة تواجه فيها الإنسانية تحديات هائلة، من تفاقم حالة الطوارئ المناخية الى تصاعد النزاعات، مرورا بالأزمة العالمية لكلفة المعيشة ومزيد من انعدام المساواة والمستجدات التكنولوجية اللافتة".
وأضاف "الناس ينتظرون من قادتهم حلا للخروج من هذه الحفرة"، مبديا أسفه مجددا لعالم "منقسم يقلص قدرتنا على التعامل" مع هذه الأزمات.
والمقصود خصوصا انقسام جيوسياسي يعكسه التدخل الروسي في أوكرانيا قبل عام ونصف عام.
ولا ريب أن هذه الحرب بكل تداعياتها، وخصوصا على الأمن الغذائي العالمي، ستهيمن على هذا الاسبوع الدبلوماسي الحافل على حساب الأزمات الأخرى والأولوية الرسمية المعطاة للتنمية.
الى ذلك، للمرة الأولى، سيعتلي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منبر الجمعية العامة، على أن يشارك الأربعاء المقبل في جلسة رفيعة المستوى لمجلس الأمن مخصصة للحرب في بلاده.
لكن المحلل في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان ينصح زيلينسكي بـ"توخي الحذر".
صحيح أن غالبية ساحقة من الدول تبنت قرارات عدة تدعم أوكرانيا ووحدة أراضيها أو تطالب بالانسحاب الروسي، الا أن غوان يوضح أن دول الجنوب اليوم، وخصوصا البرازيل، "تقول بوضوح إن الوقت حان للدبلوماسية".
ويتابع انه إذا "تبنى (زيلينسكي) موقفا متشددا"، مكررا دعوة حلفائه الى تزويده مزيدا من الاسلحة، فإنه "يخاطر بتحويل هذه الفرصة الى أزمة دبلوماسية" تنتج تباعدا مع الدول النامية.
من جهته، يلاحظ دبلوماسي اوروبي أن "هناك هوة متعاظمة بين العالم النامي والعالم المتطور"، مشددا على وجوب "التأكد من عدم اتساع هذه الهوة"، مع إقراره بان الحرب في أوكرانيا "تسرق الاهتمام السياسي والاقتصادي من مشاكل عالمية ملحة من مثل الأمن الغذائي والكوارث المناخية وانعدام المساواة والوصول الى مصادر التمويل".
في هذا السياق، أكد انطونيو جوتيريش انه سيحاول مجددا اقناع روسيا بالعودة الى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الاسود والذي يرتدي أهمية حيوية بالنسبة الى الغذاء العالمي.
كذلك، تشدد الأمم المتحدة والدبلوماسيون الغربيون على أهمية قمة التنمية التي تعقد الاثنين بالنسبة الى دول الجنوب، في ظل حضور عدد كبير من قادتها.
والمطلوب في هذا الاطار أن تتعهد الحكومات "التحرك بسرعة" لإنقاذ "الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة" للعام 2030.
والغاية من هذه الأهداف "المعرضة للخطر" تحسين مصير أكثر من ثمانية مليارات انسان في موازاة حماية الكوكب. وأبرزها القضاء على الفقر المدقع والجوع، ومكافحة التبدل المناخي وتسهيل الوصول الى الخدمات الصحية ومياه الشفة والتعليم والطاقة.
من جهة أخرى، يجمع جوتيريش الأربعاء المقبل مع قادة الدول التي يرى أنها في مقدم الصفوف على صعيد الطموح المناخي. لكن اسماء المشاركين في هذا الاجتماع لم تكشف بعد.
ورغم أن كل الأنظار تتجه الى الملف الأوكراني، فان ملفات جيوسياسية دولية أخرى ستكون ايضا محط اهتمام، وخصوصا إيران التي يحضر رئيسها ابراهيم رئيسي، أو هايتي في وقت يناقش مجلس الامن تفويضا لإرسال قوة دولية تساعد شرطة هذا البلد في التصدي للعصابات.
وتلتئم الجمعية العامة في ظل غياب ملحوظ للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، فضلا عن الرئيسين الروسي والصيني.
وعليه، ستكون الولايات المتحدة مع الرئيس جو بايدن، العضو الوحيد الدائم في مجلس الأمن الممثل على أعلى مستوى، الأمر الذي يعتبر بعض الدبلوماسيين أنه مؤشر سيء بالنسبة الى المنظمة الدولية.
وشدد انطونيو جوتيريش حين سئل عن هذا الغياب اللافت على أن "المهم هو التزام حكومات" الدول المعنية، بمعزل عن غياب الرؤساء أو حضورهم، فالتظاهرة الدولية السنوية "ليست معرضا للمباهاة".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حماية المنافسة يستضيف اجتماع مجموعة عمل تجمع البريكس .. تفاصيل
استضاف جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، على مدار يومين؛ اجتماعات رؤساء ومسئولي أجهزة المنافسة والخبراء في الدول أعضاء مجموعة البريكس BRICS، حيث تمت مناقشة سلاسل إمداد الغذاء العالمية، وما يواجهها من مشكلات وممارسات احتكارية، وكيفية تطبيق سياسات المنافسة بها بالتعاون بين الدول الأعضاء، والعمل على إيجاد حلول أكثر استدامة وتنافسية لتنظيم تجارة الحبوب العالمية.
شهدت الاجتماعات مناقشة عدد من المقترحات لوضع آليات جديدة لمعالجة التشوهات التي يعاني منها السوق العالمي في تجارة الحبوب ومواجهة الممارسات الاحتكارية في هذا الشأن بما يؤمِّن تلبية احتياجات الدول من هذه السلع الإستراتيجية بانتظام واِطِّراد وبأسعار تنافسية تتوافق مع إمكانيات المستهلكين وقدراتهم حول العالم وتخفيف الأعباء المالية عليهم.
وخلال كلمته الافتتاحية؛ رحب الدكتور محمود ممتاز - رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية المصري، بجميع المشاركين من ممثلي أجهزة المنافسة بدول مجموعة البريكس والخبراء الدوليين، مؤكدًا أن سلاسل إمداد الغذاء حول العالم تواجه العديد من التحديات خاصة في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم، وسيطرة عدد من اللاعبين الرئيسيين على تجارة الحبوب حول العالم، الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود لوضع حلول مبتكرة لمواجهة هذه التحديات وخلق بيئة سوقية أكثر تنافسية وشمولية، وتعود بالنفع على مواطني الدول الأعضاء.
وأشار الدكتور محمود ممتاز إلى بعض الدراسات والأبحاث التي أجراها الجهاز بالتعاون مع بعض الدول الأعضاء بخصوص السلع الغذائية، مشددًا على أهمية الاستفادة من القوة الشرائية للدول المستوردة الكبرى مثل مصر وغيرها من الدول الأعضاء لتعزيز كفاءة السوق.
وخلال الاجتماعات تم طرح العديد من المقترحات لمجابهة الممارسات التي تتم في هذا السوق على المستوى العابر للحدود، ودراسة بدائل فعالة تحد من سيطرة عدد من اللاعبين على تجارة الحبوب حول العالم.
الجدير بالذكر أنه سبق واستضافت مصر لأول مرة في فبراير الماضي، ملتقى رؤساء ومسئولي أجهزة المنافسة والخبراء في الدول أعضاء مجموعة البريكس BRICS، وذلك بعد انضمامها رسميًّا إلى المجموعة مطلع العام الماضي.