التعاون الدولي وطبقة الأوزون
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
احتفلت سلطنة عمان مع دول العالم بمناسبة اليوم العالمي لطبقة الأوزون، الحدث العالمي الذي حمل هذا العام شعار «طبقة الأوزون والحد من تغير المناخ». لم يكن الاحتفال العالمي هذا العام مجرد استذكار لمشكلة كبرى، بل كان أقرب إلى تعبير عن أهمية العمل الجماعي والتعاون الدولي من مواجهة الأخطار الكبرى التي تحيط بكوكبنا.
إن الكوارث الكبرى التي يشهدها العالم وبشكل خاص الأعاصير والعواصف المدمرة كما كان الحال في ليبيا الأسبوع الماضي تذكر العالم أن ثمة انهيارا يحدث من حولنا وأن كل دقيقة لها قيمتها في طريق حماية الكوكب من استمرار الانهيار البيئي.
وتلعب طبقة الأوزون، وهي درع رقيق من الغاز في طبقة الستراتوسفير للأرض، دورًا حاسمًا في حماية الحياة على كوكبنا؛ فهذه الطبقة تمتص غالبية أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، مما يضمن أننا مع أنواع أخرى لا حصر لها من الكائنات الحية على وجه الأرض نستطيع أن نبقى على قيد الحياة. لقد اكتشف العالم في النصف الثاني من القرن الماضي أن المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان، وخاصة مركبات الكربون الكلورية الفلورية، كانت تستنزف هذه الطبقة الواقية بمعدل ينذر بالخطر. إن تداعيات استمرار تآكل هذه الطبقة خطيرة جدا، فكلما كانت طبقة الأوزون أكثر رقة كلما وصل إلى الأرض المزيد من الأشعة فوق البنفسجية، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بسرطانات الجلد ومشاكل في عدسة العين البشرية إضافة إلى الكثير من الأضرار التي تصيب الحيوانات وخاصة تلك التي تعيش في البيئات المائية أو بالقرب منها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر الأشعة فوق البنفسجية المفرطة على العمليات الفسيولوجية والتنموية للنباتات، ما قد يؤدي إلى الإضرار بالسلسلة الغذائية بأكملها.
وكان العالم قد تنبه إلى هذه الأزمة وخطرها وخرج في نهاية ثمانينات القرن الماضي ببروتوكول مونتريال، الذي تم التوقيع عليه في عام 1987، وكان يهدف إلى التخلص التدريجي من إنتاج واستهلاك المواد المستنفدة للأوزون. ووقعت سلطنة عمان على هذا البروتوكول.. بل إنها التزمت بتنفيذ عدة سياسات وبرامج وإجراءات رقابية في هذا الجانب مكنتها من تحقيق متطلبات الامتثال بخفض ووقف استخدام أهم المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في سلطنة عمان، حيث وصلت الكمية المستهلكة إلى الصفر مع بداية عام 2010.
وفي الحقيقة فإن العالم أجمع عمل سوية من أجل خفض تركيز المواد الضارة في الغلاف الجوي، ويتوقع العلماء أنه مع استمرار الالتزام بالبروتوكول، يمكن أن تعود طبقة الأوزون إلى مستويات ما قبل عام 1980 بحلول منتصف هذا القرن.
إن قصة طبقة الأوزون بمثابة تذكير قوي بما يمكن للبشرية تحقيقه عندما تعمل بعيدا عن المصالح الفردية، وتعمل باعتبارها دولا متساوية في الحقوق والواجبات. إن التحديات البيئية، سواء كانت مرتبطة بتغير المناخ، أو فقدان التنوع البيولوجي، أو التلوث، ليست مقيدة بالحدود الوطنية. إنها مشاكل عالمية تتطلب حلولا وبشكل جماعي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: طبقة الأوزون
إقرأ أيضاً:
راضي الجعايدي: مشاركة الترجي والأندية العربية كانت مشرفة بكأس العالم للأندية
تونس- يعتبر المدرب راضي الجعايدي، قائد الترجي التونسي ومدربه السابق، من المدربين القلائل في الكرة العربية والأفريقية الذين خاضوا تجربة التدريب في الدوري الإنجليزي والبلجيكي والأميركي للمحترفين.
كما أشرف على فريقه الأم الترجي التونسي ونادي أتلتيك بارادو الجزائري، آخر محطاته التدريبية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بايرن ميونخ يهزم فلامينغو ويتأهل لربع نهائي كأس العالم للأنديةlist 2 of 2قصة معاناة حارس فلومينينسي مع متلازمة "النوم القصير"end of listويجرّ بطل أفريقيا 2004 مع منتخب نسور قرطاج، وراءه مسيرة كروية لافتة كلاعب في الترجي التونسي ثم بولتون وبيرمينغهام سيتي وساوثهامبتون الإنجليزية، ثم مدربا لعديد الأندية في إنجلترا.
وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت تحدث راضي الجعايدي عن مشاركة الترجي في كأس العالم للأندية وتطرق إلى أسباب فشل الفريق في التأهل للدور الثاني.
كما تطرق إلى نتائج الأندية العربية في البطولة والمستوى الفني للمونديال وأبرز الفرق المراهنة على اللقب.
وكشف الجعايدي عن نقاط اهتمام أخرى من بينها مستوى اللاعبين العرب في الدوريات الأوروبية لموسم 2024 ـ 2025، والسباق من أجل الكرة الذهبية للعام الحالي.
وفيما يلي نص المقابلة: ـ كيف تقييم مشوار الترجي في كأس العالم للأندية؟ـ رغم صعوبة المجموعة والمستوى العالي لكأس العالم للأندية، أعتبر مشاركة الترجي في البطولة مشرفة، خاصة في ظل الروح القتالية التي أظهرها اللاعبون حتى في المباراتين اللتين انهزم فيهما ضد فلامنغو وتشلسي.
الترجي خاض المونديال بإصرار ورغبة واضحين وترك انطباعات جيدة عن الكرة التونسية والأفريقية وأرى أنه نجح في ذلك إلى حد بعيد بفوزه على غالاكسي الأميركي وهي المباراة التي منح فيها الكرة العربية أول فوز في البطولة.
ـ من الخطأ أن نعتبر أن الترجي أخفق في مشاركته العالمية، بل إن الفريق كان قريبا من تحقيق إنجاز غير مسبوق ببلوغ الدور الثاني، لكن كان يفتقد إلى 3 عناصر أساسية أولها النجاعة الهجومية في الأوقات الحاسمة؛ فالفريق صنع بعض الفرص في مباراة فلامنغو قبل أن يتلقى الهدف الأول ولو نجح لاعبوه في استغلال تلك الفرص لكانت النتيجة أفضل.
إعلانالترجي غاب عنه أيضا التماسك الدفاعي أمام الفرق ذات الضغط العالي مثل تشلسي، والعامل الثالث هو قلة خبرة اللاعبين بالمنافسات العالمية مثل مونديال الأندية، خصوصًا أن جل العناصر في الفريق تشارك للمرة الأولى في مسابقة بذلك المستوى العالي.
ـ واجهتَ تشلسي كلاعب عندما كنت تنشط في الملاعب الإنجليزية. ما حكمك على أداء الترجي في تلك المباراة وما أسباب الخسارة الثقيلة (3 ـ0)؟ـ تشلسي يمتلك مجموعة من اللاعبين ذوي إمكانات كروية عالية وخبرة كبيرة في مثل هذه المواعيد.
الفوارق كانت كبيرة على عدة أصعدة، ورغم رغبة الترجي في دخول المباراة بدافع الوقوف جيدا أمام خصم مرشح للعب الأدوار الأولى، فإن الفشل في التمركز الدفاعي بجانب سرعة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم في الفريق اللندني لعبا دورًا كبيرًا في النتيجة (3-0).
ومع ذلك، الفريق لم يكن سيئًا خاصة في الشوط الأول ناهيك أنه تلقى هدفين في الوقت بدل الضائع من الشوط.
لا بد من الإشادة بما قدمه الترجي وجماهيره التي تنقلت إلى الولايات المتحدة وصنعت صخبا كبيرا في المونديال وشجعت فريقها حتى النهاية، لقد كان حضورها لافتا واستثنائيًا ومفخرة للنادي.
ـ الفرق العربية المشاركة قدمت عروضًا متفاوتة في البطولة، وأثبتت أن الكرة العربية في تطور مستمر ولكن رغم ذلك لا تزال، شأنها شأن أندية أفريقيا بعيدة عن التطلع للمنافسة على اللقب.
الأهلي المصري قدم مباراة للتاريخ ضد بورتو، لكن أعتقد أن تعادله في مباراة إنتر ميامي كان حاسما في عدم التأهل، العين الإماراتي والوداد المغربي وقعا في مجموعة صعبة جدا وكانت المواجهة المباشرة بينهما هي الحافز الوحيد لكليهما في البطولة.
الهلال السعودي قدم أداء رائعا أمام ريال مدريد وتأهل للدور الثاني بعد الفوز على باتشوكا وهو إنجاز في حد ذاته، ولكن رغم ذلك يظل التحدي الأكبر أمام الأندية العربية هو التعامل مع المباريات ذات النسق العالي أمام أندية الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى على وجه الخصوص.
ـ رغم الجهود الكبيرة وتطور كرة القدم في أفريقيا على صعيد المنتخبات، فإن الأندية لا تزال بعيدة عن المنافسة في البطولات الكبرى، هناك نقص في العمل على المستوى الفني والتكتيكي الذي يصنع الفارق في مثل هذه المسابقات.
نحن نحتاج إلى مزيد من العمل على المستوى التكتيكي والتحضير الذهني للمباريات، فنتائج الأهلي وصن داونز والترجي لم تكن كارثية مثلا ولكن ثلاثتها وجدت أنفسها خارج البطولة.
ـ ما حكمك على كأس العالم للأندية في نسخته الموسعة في الولايات المتحدة والتي واجهت في وقت ما بعض الانتقادات؟رغم الجدل الذي أُثير قبل انطلاق البطولة خصوصا حول الجدول المزدحم للمباريات، إلا أن النسخة الحالية استثنائية على عديد المستويات.
إعلانالولايات المتحدة نجحت في تنظيم كأس العالم للأندية بنسخة موسعة من 32 ناديا، المستوى الفني كان لافتا في كثير من المباريات خاصة في ظل وجود مدارس كروية. كمدرب سابق في الدوري الأميركي، لم يفاجئني هذا المستوى وأتوقع مباريات قوية في الأدوار الإقصائية.
ـ ما الأندية التي ترشحها للمنافسة على اللقب؟ـ أرشح مانشستر سيتي وريال مدريد وفلامنغو وباريس سان جيرمان للمنافسة على الأدوار المتقدمة جدا من البطولة.
هذه الأندية تجمع بين العمق التكتيكي، والخبرة، والجاهزية في الوقت الحالي، ورغم أن ريال مدريد لم يقدم موسما محليا أو أوروبيا ناجحا، لكنه يبدو مع المدرب تشابي ألونسو جاهزا ليترك بصمته في المونديال إذ إنه يضم لاعبين قادرين على صنع الفارق في أية لحظة.
ـ كيف ترى الصراع على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لسنة 2025؟الموسم شهد تنافسًا قويًا وهناك لاعبون صنعوا أمجاد أنديتهم على غرار عثمان ديمبلي الذي يعد الأفضل هذا الموسم على مستوى الألقاب الجماعية، لكنه سيجد منافسة قوية من زميله المغربي أشرف حكيمي الذي كان فاعلا في إنجازات بي آس جي.
محمد صلاح حافظ على ثباته وقاد ليفربول للتتويج بطلا للدوري الإنجليزي، ولامين جمال أدهش العالم رغم صغر سنه وساهم في تتويج برشلونة بثلاثية تاريخية.
هناك عدة أسماء برزت بقوة ولكن أرى أن ديمبلي وحكيمي وصلاح هم الأقرب نظرا للاستمرارية والحسم في المباريات الكبيرة.