لجريدة عمان:
2024-09-19@06:53:16 GMT

«مفاهيم»

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

١ ـ السعادة

عندما يأتي ذِكر مفهوم «السعادة» في وقتنا الحاضر يتبادر إلى الذهن مباشرة أن مفهومها يقتصر على تحقيق أهداف مادية صِرفة وأنها فقط الحد الأمثل من الرفاهية التي توفرها القدرة المالية والنفوذ والسلطة وربما الوضع الاجتماعي.

وقد توصلت الفلسفات بكل مشاربها إلى تعريفات متعددة لمفهوم السعادة فهي «العدالة» عند أفلاطون و«الازدهار البشري» لدى أرسطو «ورأى الفارابي أنها مرهونة «باستخدام العقل والمنطق الذي من خلاله يتحقق الخير بعيدًا عن المنافع الحسية ولذة التملك».

نلاحظ أن كل هذه المفاهيم نأت عن ربط مفهوم السعادة بالمنفعة المادية وارتبطت بكل ما يسمو بالنفس البشرية ويرتقي بها إلى عالم الأخلاق والصفات النبيلة، وهذا برأيي ما يناسب عصرنا الغارق إنسانهُ في أزمات أخلاقية ومادية ونفسية معقدة ولهذا لا يجب أن يخرج مفهوم السعادة في القرن الحادي والعشرين -الذي توسعت فيه الهُوة بين البشر- عن كونه «العطاء غير المحدود بوجهيه المادي والمعنوي».

ورغم أن العطاء المادي مطلوب في عالم مأزوم تسود فيه النزعة الفردية والجشع والأنانية والتي أدت إلى تكريس الفقر وتكوين طبقة من المهمشين والمُعدومين في المجتمعات، إلا أن له أيضًا وجها معنويا يعدُ الوسيلة المُثلى لجعل شرائح هذه المجتمعات مُتحابة يتصف مقتدروها بالمسؤولية الاجتماعية بمختلف تصنيفاتها.

السعادة إذن، أن نصل إلى مرحلة من الرضا عن النفس ووسيلة ذلك الإيمان بأن المحبة قادرة على إذابة جبال الأحقاد وأن ما لدينا من نعمٍ هي مُلك لله سبحانه وتعالى وُهبت لنا لحكمة ما وقد تُسلب من بين أيدينا أو تُنزع بركتها إذا ما ساورنا شعور بالفوقية والاصطفاء والأحقية.

2 - «الموت»

خلال الأسبوع الفائت قضى الموت في أيام معدودات على آلاف البشر بمختلف أصقاع الأرض عبر الزلازل والفيضانات المدمرة مثلما حصل في المغرب وليبيا كما أتى على آلاف آخرين بصمت بواسطة الحروب الطاحنة المستمرة التي يُراد لها ألا تتوقف والكوارث الطبيعية والأزمات الغذائية والفقر والأمراض الفتاكة.

يخطف الموت هؤلاء البشر دون إشعار مُسبق ولم يميز بين ضحاياه، ومؤكد أن أحدًا منهم لم يكن ليتصور أنها لحظته الأخيرة في الدنيا، ربما عبدها واستعبدته أو نبذها فأقصته لكنها كانت الأخيرة فعلًا وقف فيها عاجزًا لا يقدر على شيء.

في تلك اللحظات لا شك أن جميع من هلكوا استشعروا ولأول مرة مهابة الموت وسطوته ونفوذه وتعرفوا على ملامحه التي كان يلفها الغموض لأن إنسانًا لم يرجع إليهم من عالم الأموات ليحدثهم عن أسراره وما يحدث فيه.. فاجأهم هذا الزائر غير المرحب به والذي كانوا يخشون لقاءه من قبل.

نعم نخشى جميعنا الموت ونخافه لأن حضوره يعني التلاشي والسقوط في عالم النسيان -كما حصل لمن ذهبوا قبلنا- إنه يهدم مبنى المجد والإنجازات والتعظيم ومفارقة ما أحببنا ومن أحببنا والدخول في عالم آخر «مجهول» لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى ما يحصل بداخله.

لكن وعندما يأتي ذكر هذه الحقيقة المُسلم بها ولا جدال في وقوعها -الموت- ألا تدور في أذهانكم أسئلة بعينها؟ ألم تتساءلوا يومًا: لماذا يخاف الإنسان من الموت؟ هل بيننا من البشر من لا يخافه حقًا؟ من هم هؤلاء؟ من هم الذين يخشونه فعلًا ويحرصون على أن يخرجوا من الدنيا خفيفين نظيفين من أدرانها؟

آخر نقطة..

من أجمل ما وصف به سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الدنيا قوله: «إن الدنيا لهي الكنود العنود، والصدود الجحود، والحيود الميود، حالها انتقال، وسكونها زلزال، وعزها ذل، وجدها هزل، وكثرتها قل، وعلوها سفل، أهلها على ساق وسياق ولحاق وفراق، وهي دار حرب وسلب ونهب وعطب».

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خاص | أحمد المالكي يكشف لـ الفجر الفني عن سر فكرة "عودتني الدنيا" لشيرين عبد الوهاب

 

 

طرحت شيرين عبد الوهاب منذ عدة أيام الأغنية السابعة من الألبوم الجديد بعنوان "عودتني الدنيا" وذلك من خلال قناتها الرسمية على تلجرام، وسرعان ما حصلت على إشادات واسعة من الجمهور والوسط الفني من حيث كلماتها وإحساس شيرين بها، والأغنية من كلمات أحمد المالكي وألحان تامر عاشور وتوزيع نابلسي.


وكشف الشاعر أحمد المالكي لـ الفجر الفني عن فكرة الأغنية معلقًا:" قرأت جملة في صفحة اسمها الأدب العالمي على الفيسبوك بتقول 
{حاول أن تحب حزنك  لعله يرحل مثل كل شيء احببته }  عجبتني أوي أوي الجملة ومن هنا جاءت لي فكرة الأغنية ".

 

وعن التفاعلات والمباركات التي تلقاها من الأشخاص فور طرح الأغنية أضاف:"كل الناس فنفس الوقت حصل اكتساح على تليفوني وكل السوشيال ميديا مبقيش ملاحق".

 

تفاصيل أغنية عودتني الدنيا

والأغنية من كلمات أحمد المالكي وألحان تامر عاشور وتوزيع نابلسي،تسجيل، ميكس وماستر  خالد سند، وتريات  محمد مدحت، جيتار وهارموني  أحمد حسين، باص جيتار  أحمد رجب، بيركشن  ضياء بدر، إدارة انتاج رامز سليمان، تم التسجيل في استوديو  TRS.

 

كلمات أغنية عودتني الدنيا

عودتني الدنيا أخسر.. أخسر

وإن لما أحب حاجة أوام تسيبني

أي لحظة فرح تِقصر

طول حياتي الحزن قاعد بيراقبني

وأما جيت لحياتي قولت الفرحة جاتلي

والسعادة خلاص معايا وقربت لي

بس برده بعدت عني

حلمي راح كالعادة مني

قولت أحب الحزن يمكن

برده زيك هيفارقني

بس دي الحاجة الوحيدة

اللي دايما بتلاحقني

يوم ما جيت وناديت عليا قولت

قدري شايلي حاجة وبيفاجئني

شوفت أجمل دنيا جاية

والنهارده بجد راح اللي مضايقني

لما جيت أنا شوفت نفسي في بكرة أجمل

يا أخيرا عندي حلم خلاص هيكمل

بس برده بعدت عني

حلمي راح كالعادة مني

قولت أحب الحزن يمكن

برده زيك هيفارقني

بس دي الحاجة الوحيدة

اللي دايما بتلاحقني

عودتني الدنيا أخسر.. أخسر

وإن لما أحب حاجة أوام تسيبني

أي لحظة فرح تِقصر

طول حياتي الحزن قاعد بيراقبني.

مقالات مشابهة

  • الجمهور يُشيد بـ عودتني الدنيا لـ شيرين.. ويدعمها بهذه الكلمات
  • مؤشرات شبه نهائية لتنسيق المرحلة الثالثة 2024.. ارتفاع الحدود الدنيا
  • الأعراس الباذخة.. الغواية في زمن الحرب
  • “الدنيا محطّات”.. رحمة رياض تُشوّق الجمهور لجديدها 
  • قلت مصر وقالت الدنيا نعم.. أمير سعودي يعلق على لقاء محمد بن سلمان ومدبولي
  • وزيرة السعادة التونسية تبتعد عن ملاعب التنس
  • بعد طرحها «عودتني الدنيا».. ماذا قالت ياسمين عبدالعزيز لـ شيرين عبدالوهاب؟
  • خاص | أحمد المالكي يكشف لـ الفجر الفني عن سر فكرة "عودتني الدنيا" لشيرين عبد الوهاب
  • السيسي: المولد النبوي فرصة للتأمل في سيرة النبي واستحضار مفاهيم الإسلام
  • جُمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا