جمعية أعضاء هيئة التدريس تصدر بيان تضمن رسائل لنواب مجلس الأمة والحكومة والإدارة الجامعية والمجتمع الكويتي
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
تكاثرت في الآونة الأخيرة التدخلات السياسية والإعلامية وغيرها في كل ما يتعلق بجامعة الكويت، فأصبحت جامعة الكويت تحديداً كيس الملاكمة التي يوجه لها الجميع لكماته والشماعة التي يعلق عليها أخطاءه والقضية التي يحقق بها البعض الشهرة باستهدافها، كل هذا في ظل ضعف قيادي سياسي وتعليمي، ونحن بدورنا نتساءل: إلى متى استهداف جامعة الكويت ؟ إلى متى يستمر مسلسل إضعاف أكبر مؤسسة أكاديمية في الكويت بمختلف الطرق؟ ولمصلحة من؟
ومع تصاعد موضوع الاختلاط ومن قبله مواضيع لجنة اختيار مدير الجامعة وطبيعة إدارة الجامعة في الكليات، فإن جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت تتقدم في هذا البيان بعدة رسائل واضحة المعالم محددة الأطراف: حكومة دولة الكويت، نواب مجلس الأمة الإدارة الجامعية بالتكليف، والمجتمع الكويتي.
هي إن جامعة الكويت كانت ولازالت وستظل هي الصرح الأكاديمي العريق الذي نفتخر به، بمخرجاتها ودورها الثقافي والاجتماعي بل والسياسي أيضاً . ساحة الحوار بسقفها المفتوح وحرمها المصان بهيبة العلم قبل سلطة القانون، هي مصنع الكوادر الوطنية التي ساهمت في بناء الوطن عبر أكثر من نصف قرن، هي ذلك الصرح الذي لم يقتصر اشعاعه على الكويت بل تعداها إلى دول المنطقة، هي واجهة البلد الأكاديمي والثقافي، هي كل هذا وأكثر…
أهكذا يتم إهمالها وتركها عرضة الاستهداف ؟! لماذا النيل من استقلالية الجامعة؟!
إن جمعية أعضاء هيئة التدريس تطالب الحكومة بالآتي:
حماية استقلالية جامعة الكويت من التدخلات السياسية والإعلامية غير المبررة، وعدم اتخاذ القرارات المتعلقة بالجامعة بانفراد دون الرجوع لأجسام الجامعة المختلفة. حسم ملف تعيين مدير جامعة بالأصالة وفق القانون وبسرعة، لأن تراجع الجامعة الإداري والأكاديمي من أهم أسبابه عدم وجود استقرار إداري وقيادي لجامعة الكويت، فغياب القيادات الأكاديمية بالأصالة جعل القرار الإداري والأكاديمي رهينة التجاذبات السياسية بسبب عدم استقرار المراكز القيادية الأكاديمية. سرعة تشكيل لجنة تعديل قانون 2019/76 والذي سلب الكثير من صلاحيات جامعة الكويت وجعلها رهينة البيروقراطية الإدارية بتقديم قانون يعطيها المزيد من الصلاحيات وترشيق هيكلها الإداري وتطوير قدراتها الأكاديمية. رسالة إلى نواب مجلس الأمةإن الكثير منكم نواب الأمة قضى مرحلة من حياته في موقع طالب العلم في حرم الجامعة، وجميعكم لديه معارفه وأقاربه ممن يتعلم أو يعلم في هذا الصرح الوطني العريق، ناهيك عن وجود كوكبة من أعضاء مجلس الأمة ممن يخدم في سلك التدريس في جامعة الكويت…
ألا تستحق منكم جامعة الكويت احترامها وخدمتها بما يليق بها ؟!
إن الاستهداف المتكرر من قبل بعض نواب مجلس الأمة تحت المسميات والأسباب المختلفة بحق أو دون وجه حق يجعلنا نتساءل ؟ لماذا هذا الاستهداف؟
إن لجامعة الكويت لوائح منظمة وأعراف راسخة وكادر أكاديمي محترم وطاقم إداري مقتدر وطلبة أعزاء نفتخر بهم وما يتم ترويجه بين الفينة والأخرى لا يليق بهذا الصرح الوطني العريق، فتارة يتم استهداف كلية بعينها، وأخرى يتم استهداف قطاعاً إداريا بعينه، وتارة طبيعة الاختبارات، وتارة أعضاء هيئة التدريس، وغيرها من القضايا التي يتم إثارتها بشكل مستغرب، ونحن إذ لا ننزه المؤسسة من الخطأ والخلل فهي مؤسسة إدارية يصيب منتسبوها ويخطئون، لكن هذا الاستهداف المركز والممنهج هو ما لا نستطيع فهمه أو تبريره.
إن جمعية أعضاء هيئة التدريس تطالب نواب مجلس الأمة بالتالي:
عدم التدخل بشؤون الجامعة دون فهم واقع الجامعة والتنسيق مع منتسبي الجامعة كي لا يصبحوا معول هدم بدل أن يكونوا أداة بناء، فواقع الجامعة وحاجاتها كثيرة وتحتاج منكم إلى الدعم التشريعي والسياسي لنهضة التعليم الجامعي. تعزيز التعاون مع إدارة الجامعة وجمعية أعضاء هيئة التدريس واتحاد الطلبة بما يخدم العملية التعليمية ويلبي حاجاتها الفعلية والحقيقية والتي يعرفها ويعاينها بشكل يومي أصحاب الميدان. رسالة إلى الإدارة الجامعية بالتكليفإن استمرار وجود إدارة جامعية بالتكليف لمدة طويلة أضر بشكل بالغ بهيبة الجامعة وبقراراتها وسمعتها الأكاديمية، ومسؤولية هذا القرار مرتبط بالقرار الحكومي وإن الاستهداف السياسي للقياديين ممن يقودون الإدارة بالتكليف في جامعة الكويت تم استسهاله من قبل الكثير من السياسيين والإعلاميين، فأصبح القرار الأكاديمي مرتهن بالضغط السياسي والإعلامي وهذا ما جرّ الجامعة إلى مستويات متدنية غير مسبوقة، فما ظهر من عزل بشكل غير مسبوق مع الزملاء مدير الجامعة بالإصالة أ.د. يوسف الرومي ومدير الجامعة بالتكليف أ.د. سعاد الفضلي والكادر القيادي الذي كان معهم أساء إساءة بالغة لجامعة الكويت، وما زال الضغط السياسي والإعلامي هو المسيطر على كثير من القرارات الإدارية في جامعة الكويت.
إن للسادة الأعزاء القياديين جامعة الكويت مكانة عزيزة، لكن ما حدث في قضية إلغاء التسجيل بشكل كامل في كلية الحقوق يجعلنا ننتقد الارتجالية في القرار وتأثيرها على العملية الأكاديمية سواء للأساتذة أو الطلبة، حيث قامت إدارة كليةالحقوق بتقديم الجدول الدراسي بشكل مختلف عن العرف السابق، فتم التسجيل وفق النظام الجديد، ومن ثم تم الاعتراض النيابي وجاء الارتجال في القرار، فجاء التوقيت قاتلاً للعملية التعليمية، حيث انتهت عملية التسجيل بعد مضي أكثر من ٣ أسابيع من استكمال الجداول الدراسية، فجاء القرار يوم الخميس قبل يوم عمل واحد من بدء الدراسة الفعلية يوم الأحد، الأمر الذي وضع الجامعة في موقف ضعيف ومهلهل أمام الجميع بسبب رضوخها للضغط السياسي وهذا ما لا يصح مع . جامعة ذات تاريخ عريق وحري بالقياديين في جامعة الكويت حماية العملية الأكاديمية وعدم التأثر بالضغط السياسي والإعلامي، وتقديم الحجج والأدلة على سلامة الرأي، وإن كان هناك من خطأ فيتم تصحيحه بشكل متدرج لا يؤدي إلى خطأ أكبر قد يضر بالطلبة والأساتذة.
إن جمعية أعضاء هيئة التدريس تطالب الإدارة الجامعية بالتكليف
حماية استقلالية الجامعة وعدم السماح لأي جهة من خارج الجامعة فرض القرار والوصاية على قرارات الجامعة، لما لذلك من تبعات سلبية على الطلبة والأساتذة والجامعة ككل إعطاء إدارة كلية الحقوق المجال لتوضيح ما تراه من آلية وضع الجدول بما يتوافق مع القانون والعرف الجامعي للجمهور حيث أصبحت القضية قضية رأي عام، مع توفير الغطاء لدعم قرار إدارة الكلية. معالجة وضع التسجيل بصورة مقبولة لا يتضرر معها الطلبة. رسالة إلى المجتمع الكويتيإن للتعليم الجامعي رسالة سامية يقوم بها إخوانكم وأخواتكم من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت، وكذلك طلبة وطالبات جامعة الكويت هم أبناؤنا وبناتنا الذين نسعى لنقل العلم والمعرفة والقيم لهم وفق ما جبلنا عليه ديننا وقيمنا وأعرافنا الاجتماعية، ولا تخلو مؤسسة من أخطاء ونقص يستدعي معه النصح والتوجيه لا التشهير والطعن وإن جامعة الكويت ما زالت ذلك الصرح الجميل الذي يقوم عليه طاقم تعليمي متميز وكادر إداري مخلص، وما نراه من استهداف لا نضعه إلا في سياق يختلف عن ما يقدم للجمهور؛ لماذا هذا التركيز على الجامعة دون غيرها من المؤسسات؟ هل هناك مستفيد من هذا الاستهداف؟ إننا في جمعية أعضاء هيئة التدريس لا نسعى لتوسيع دائرة الاستهداف ضد المؤسسات الأكاديمية الأخرى، ولا تقبل به وسندافع عن كل المؤسسات الأكاديمية الصادقة، لكننا لن نقبل السكوت عن هذا الاستهداف وسنسعى لمعرفة أسبابه الحقيقية ونضعها أمام المجتمع الكويتي حماية لمصداقيتنا كأساتذة في جامعة الكويت وحماية لهذه الصرح الأكاديمي الذي نعتز به ونفتخر به.
وفي الختام، إن جمعية أعضاء هيئة التدريس ستكون السور الحامي لجامعة الكويت أمام الضغوطات السياسية والإعلامية، والمدافع عن قيم المجتمع وثوابته الدينية والاجتماعية ولن تتوانى عن الدفاع عن جامعة الكويت بمنتسبيها جميعاً أساتذة كانوا أم طلبة أم إداريين، فجامعة الكويت صرح أكاديمي عريق لا يليق أن يتم التعامل معها بهذا الشكل، وإن كانت هناك أخطاء – وهي موجودة ولا ننكرها – لا يجب أن يتم التعامل معها بالتشهير والضغط.
وتدعو جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت مؤسسات المجتمع المدني إلى التكاتف للدفاع عن استقلالية جامعة الكويت من التدخلات والاستهدافات المتتالية حماية للعملية الأكاديمية والتي تؤثر على البلد بأكمله.
جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت
السبت 16 سبتمبر 2023
المصدر بيان صحفي الوسومأعضاء هيئة التدريس جامعة الكويتالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: أعضاء هيئة التدريس جامعة الكويت الإدارة الجامعیة رسالة إلى
إقرأ أيضاً:
هيئة كبار العلماء: التوكل على الله أساس نهضة الأمة الإسلامية
قال الدكتور أحمد همام، مدير عام هيئة كبار العلماء، إن التوكل على الله والأخذ بالأسباب مساران وليس مسار واحد، ولا بد أن نأخذ بكليهما، أن نتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية، فتوكل فقط دون أخذ بالأسباب يعد تواكلا، وهو مرفوض في الإسلام، والأخذ بالأسباب دون الاعتماد على الله والتوكل عليه شرك بالله تعالى.
وأضاف أنه لا بد أن يكون هناك يقين قلبي بأن الله تعالى هو القادر على كل شيء، يعطي بالسبب ويمنح بالسبب ويمنع بالسبب، ومن ذلك ما جاء في القرآن الكريم، أن السيدة مريم، ورغم حالتها الصحية، قد أخذت بالأسباب، فرغم ما عانته من مخاض وغير ذلك من مصاعب، إلا أن الله أمرها بالأخذ بالأسباب، فتلك المرأة الضعيفة كيف تهز النخلة، لكن كان عليها أن تطيع الله فيما أمرها به، وأن تتوكل عليه وتأخذ بالأسباب ليتحقق لها ما تريد.
وبين خلال درس التراويح، اليوم الجمعة، بالجامع الأزهر، والذي جاء تحت عنوان: "التوكل على الله"، أن تاريخنا الإسلامي حافل بالنماذج، ففي معركة العاشر من رمضان على سبيل المثال، تحقق النصر لقواتنا المسلحة بعد التوكل على الله مع الخذ بالأسباب، فقد صاح جنودنا "الله أكبر الله أكبر"، فما كان إلا أن سخرت تلك الصيحة لهم الكون كله، سخرت لهم السماء والأرض والماء وكل شيء ذلل بهذه الصيحة، ثم أخذ الجيش بالأسباب من تدريب شاق، ومن تجنيد فئة من الشباب المتعلمين من أبناء مصر، يأخذون بالأسباب العملية وبأسباب الحرب الحديثة، وما كان نتاج ذلك من أخذ بالأسباب وتوكل على الله إلا أن تحقق النصر لنا، فعلى الأمة الإٍلامية التوكل على الله لتحقق ما تنشده من نهضة وتقدم، مع الأخذ بأسباب هذه النهضة حتى تتحقق لها.
واختتم مدير عام هيئة كبار العلماء، أن الله قد خلق الخلائق، وأودع النواميس الكونية والأسباب التي تسير بقائها، وخلق آدم بيديه وخلق من ضلعه حواء، وجعل للنسل أسبابه، فلا بد من الزواج لمن أراد ذرية، كما جعل تعالى الماء سببا في الحياة ودفعا للعطش، وسببا في الإنبات، وجعل الغذاء والطعام دفعا للجوع، وجعل الدواء سببا في الشفاء، وجعل المذاكرة سببا في النجاح والتفوق، فعلينا أن نتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، وقد قدم لنا نبينا "صلى الله عليه وسلم" الدليل العملي في قوله: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا"، فهذه الطير تتوكل على الله، ولا تنتظر في عشها الرزق، بل تأخذ بالأسباب.