سد وادي الشوعية.. هِمم الشباب وتحدي الصعاب
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
سالم بن نجيم البادي
أرفعُ القبعة إعجابًا واحترامًا وتقديرًا لأولئك الشباب الذين تداعوا لبناء سد وادي جبي في منطقة الشوعية التابعة لولاية ينقل بمُحافظة الظاهرة، فقد زرت موقع السد أكثر من مرة، ورأيت ما يُثلج الصدر ويفرح النفس، وهذا العمل يدل على قدرة الشباب في عُمان الحبيبة على تحدي الصعاب وقهر المستحيل والعمل الجاد والمخلص في بناء الوطن، وبكل حماس وهمم عالية لا تعرف اليأس ولا الملل ولا الاتكالية مع الإصرار على الخروج عن المألوف.
الشائع هو انتظار أن تفعل الحكومة كل شيء ثم إذا لم تفعل تنهال التهم عليها بالتقصير واللوم، ثم لا شيء غير الانتقاد وبث السلبية والإنهزامية والشكوى!
هذا الفريق الذي يعمل على بناء سد وادي الشوعية يمتلك عزيمة صلبة لا تلين، وهم يواصلون العمل من الساعة السادسة صباحًا وحتى الساعة السادسة مساءً، دون مُقابل، والمعدات وأدوات العمل والمبالغ المالية اللازمة كلها جاءت عن طريق التبرعات من أهل الخير والإحسان، وفي بعض الأوقات يتوافد الناس من القرى المجاورة للمُساهمة في العمل ومؤازة ومساندة أهالي قرية الشوعية، لكن العبء الأكبر يقع على أهالي قرية الشوعية، وهم يحتاجون إلى التعاضد والتكاتف والمساهمات المالية والعينية، خاصة وأن تكلفة السد 100 ألف ريال عُماني، وتساهم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بنسبة 20% من المبلغ الإجمالي، وتبلغ سعة خزّان السد 200 ألف متر مربع، وهو مشروع رائد في تلك المنطقة ويُتوقع أن تستفيد منه قرى كثيرة إلى جانب قرية الشوعية.
لدى القائمين على بناء السد بعض الأفكار البناءة؛ ومنها جعل منطقة السد منطقة جذب سياحي، وذلك بإضافة بعض المنشآت السياحية البسيطة مع وجود بيئة سياحية مناسبة قريبة من السد؛ حيث الهدوء والجبال والأشجار الكثيفة والمناظر الخلّابة، خاصة وقت نزول الأمطار وفي فصل الشتاء.
أيضًا هذا الفريق لديه النية بعد الانتهاء من سد وادي الشوعية الانتقال إلى وادٍ آخر لبناء سد في منطقة أخرى تابعة لولاية ينقل.
لله در هؤلاء الشباب، بهم نفتخر وعلى سواعدهم وسواعد أمثالهم يتم بناء وتقدم ورقي الوطن العزيز الغالي.
لا تبخلوا عليهم بالعون، وكونوا معهم حتى يستمر العطاء، وشكرًا لهم وسدد الله خطاهم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سلطان النيادي: نسعى لبناء نموذج مستدام لتمكين الشباب
عقد مركز الشباب العربي، أمس الأربعاء، ملتقاه السنوي الأول لشركائه الإستراتيجيين في أبوظبي، بحضور مجموعة من المؤسسات والشخصيات البارزة في مجال تمكين الشباب العربي وبناء قدراتهم.
ويشكل هذا الملتقى منصة حوارية مهمة تجمع رواد التنمية الشبابية، وتوجه جهودهم لتحقيق آثار إيجابية ومستدامة في واقع الشباب العربي.
وتوجه الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي، في كلمة له خلال افتتاح الملتقى بالشكر للمؤسسات والشخصيات التي وضعت ثقتها في الشباب وفتحت أبوابها وسخَّرت مواردها للاستثمار في طاقاتهم، مؤكداً أهمية العمل المشترك مع كافة مؤسسات العمل التنموي في الإمارات والمنطقة لبناء نموذج مستدام من الشراكة يعزز من نجاح واستمرارية البرامج الموجهة لتمكين الشباب.
وأضاف: "اليوم نعمل تحت رؤية رئيس المركز الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وملتزمون بتوفير الفرص وبناء بيئة مستدامة تدعم طاقات الشباب عبر تكامل جهود مؤسسات النفع العام والقطاع الثالث بالشراكة مع القطاعين العام والخاص من أجل استدامة العمل التنموي بأشكاله".
وشدد على أهمية تصميم برامج تدريبية وريادية تلبي احتياجات الشباب وتستجيب لمتطلبات سوق العمل بما يعزز تنافسيتهم في مجالات العمل والابتكار.
وأضاف أن هذه البرامج والمبادرات هي جوهر عمل مركز الشباب العربي، الذي يهدف إلى ربط الشباب بالفرص.
وتم خلال الملتقى تكريم مجموعة من قادة المؤسسات والشركاء بمنحهم درع تكريم المركز.
كما شهد الملتقى عقد جلسة حوارية بعنوان "التحول من التعاون إلى الشراكات لاستثمار طاقات الشباب"، والتي أدارتها الأستاذة فاطمة الحلامي، المديرة التنفيذية لمركز الشباب العربي بمشاركة عدد من قيادات المؤسسات الإقليمية والدولية.
وتحدث في الجلسة سامر قسطنطيني مدير إدارة الشؤون الحكومية في شركة شنايدر إليكتريك، عن جهود الشركة في تدريب وتأهيل الشباب عبر برامج تعزز مهاراتهم في مجالات الطاقة والاستدامة.
وأكد أهمية استقطاب المواهب الشابة والمساهمة في تطوير الحلول المبتكرة التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
من جانبه أكد أحمد طالب الشامسي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، أن الشراكات الإستراتيجية هي حجر الأساس في نجاح المبادرات الشبابية.
وأشار إلى أن البرامج والمبادرات التي تطلقها المؤسسة تعتمد على التعاون المؤسسي مع جهات متعددة لتحقيق تأثير دائم، ودعا إلى مشاركة التجارب الناجحة مع دول المنطقة لدعم المبادرات التي تخدم المجتمعات العربية.
كما استضافت الجلسة تركي بن عبد الرحمن السجان، المدير العام التنفيذي لتطوير الأعمال والشراكات في مؤسسة محمد بن سلمان “مسك”، الذي استعرض تجارب المؤسسة في تطوير الشراكات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، مؤكداً أن التحدي الحقيقي يكمن في استدامة الشراكات لتحقيق أثر مستدام في قطاع العمل الشبابي.
وفي إطار فعاليات الملتقى، أعلن مركز الشباب العربي عن باقات الشراكات والرعايات للعام 2025 – 2026، بهدف تعزيز التعاون مع الجهات الداعمة لتمكين الشباب.
كما تم توقيع اتفاقية مع مؤسسة محمد بن سلمان "مسك"، لدعم الابتكار والتعليم وتمكين الشباب العربي عبر برامج مشتركة، إضافة إلى الإعلان عن شراكة جديدة مع شركة باكمان AI لتعزيز دور الشباب العربي في التجارة الرقمية وريادة الأعمال.
ويواصل مركز الشباب العربي جهوده في تمكين الشباب، من خلال بيئة داعمة تعزز تنمية قدراتهم وتوسع آفاقهم المهنية والريادية، ويعمل مع عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان مشاركة الشباب في صياغة الحلول والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية.