جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-27@09:42:13 GMT

خطب الجمعة

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

خطب الجمعة

 

سليمان المجيني

tafaseel@gmail.com

من بين الوسائل التي يمكن من خلالها بث رسائل التوعية هي خطب الجمعة، يجتمع الناس في هذا اليوم تحت قبب المساجد يبتغون نصحًا وقيمًا تُضاف إلى حياتهم، يتعلمون كيفية التعامل مع الآخرين من خلال الصدق، والتعاون من خلال بث روح المشاركة، والبر من خلال زيارة الأرحام وتقدير الغير، ومساعدة الفقير من خلال الصدقة وغيرها من الفضائل التي حثَّ عليها الدين.

الداعي لهذا المقال هو بغية تعميق الحديث عن كيفية إدارة المسلم لحياته تماشيا مع التسارع الكبير في صيغة العيش، في نسق وشكل حركة البشر، في نمط وأسلوب الحياة المتبع، في وتيرة ونهج المسار وطريقة كل شخص في التربية.

الدور المنوط بالمؤسسة الدينية كبير لا شك، ولا يقتصر على هذه الخطب التي نسمعها، لكن إذا كانت هي الوسيلة الأوسع والأضمن من حيث الكثافة العددية؛ فإنَّ الصوت سيكون مشاعًا للجميع، والأذن الصاغية ستكون مأخوذة بما يقال، واستيعاب العقول سيبدو على أشده في حال تلامس هذه الخطب حياة الناس، أقصد بحياتهم عيشهم الآني، أعمالهم وتجارب الآخرين.

تغيير نوع الطرح من خلال اللفظ لا من خلال العرض، من خلال الإسقاط وليس من خلال الموضوع نفسه، باعتقادي أن دمج المواضيع مع عيش المسلم وطريقة حياته، مع تحركاته في المجتمع وبحثه عن لقمة العيش، مع الطالب في مدرسته وجامعته، مع الأم في بيتها حتى مع العامل في المصنع أو المزرعة، تناول المواضيع في عمومها لن يفي بالغرض خصوصا مع هذه الأجيال.

المؤسسة الدينية تبذل جهودًا مُضنية في سبيل القيام بدورها كاملًا، لكننا نطالبها أيضًا بتغيير الطريقة ولعل الأمر لا يغفله القائمون، يحتاج المجتمع في هذه المرحلة لمعرفة كيف يمكن أن يكون الصدق فعّالًا لدرء الأخطار الجسدية والنفسية على الفرد؟ وكيف يكون التعاون بالمشاركة مفتاحًا للحب والتعاضد والتكاتف؟ وكيف يكون الجار مُعيناً لجاره في شتى الظروف والمحن؟، ما هي الفوائد التي يجنيها الجميع؟.. إلخ.     

لا نحتاج هنا للحديث عن تعظيم صلاة الجمعة؛ فهي عظيمة بعظم الموقف والمبتغى والإرادة التي تحرك الأشخاص للاجتماع الأسبوعي طوعًا، والأمثلة على عظمها جاءت بنص القرآن والحديث، لذا هي فرصة لبذل مجهود أكبر في عرض الحياة على مسامع المصلين، عرض الحياة بكل ما فيها من متناقضات ومُعالجة الموضوع المطروح معالجة حياتية أيضاً أي مرتبطة بالمعيشة حتى بأمثلته وشواهده، يقتضي الأمر ضم اختصاصيي الاجتماع، والاختصاصيين النفسيين والأكاديميين من أصحاب بحوث المجتمع مع علماء الدين الأكفاء لصياغة تلك الخطب.   

والأهم من كل ذلك هو التركيز على الأمثلة الحية لفوائد حسن الظن- مثلًا- في مقابل سوء الظن، الابتسام في وجه الآخر مقابل التجهّم والعبوس، حتى أن استدعاءها الذي يعتمد على مواقف وممارسات المجتمع شيء مهم جدا، واستقبال تلك الأمثلة من أبناء المجتمع أمر نافع منه زيادة الأرشيف المعرفي واتعاظ الناس بأمثلة حية من المجتمع، معناه أيضًا أن مسألة حدوثه مع أي فرد شيء وارد.

الحقيقة أن الأمر يعتمد على الهدف من هذا الإعلام الأسبوعي، لأن الخطبة- إذا ما أُرجعت لمقصدها- وسيلةٌ إعلامية مهمة، والهدف منها هو تثقيف المجتمع نحو الدين وتذكير الفرد بأهمية اتباع الفضائل ليعيش هانئًا في هذه الحياة، وليتمتع بصفات المسلم السوي، وليكون نصيرًا ومساعدًا لخطط الحكومة توفير حياة مُشرقة للمواطن ومن يعيش على هذه الأرض، وبالتالي فإن المعالجة الدينية لكافة نواحي الحياة العملية مهمة، وتوجيه الأفراد نحو ذلك من الأهمية بمكان، إيجاد الحلول من الدين، الصبر، الإصغاء والتمعن، أخذ العبرة، الأمانة، الإخلاص، التواضع، التسامح، الرحمة، محاسبة النفس، العفة، العدل...إلخ.

هذه الأجيال بحاجة إلى معرفة الأشياء التي يعيش بها ومعها، ولا يمكن جلب مواقف وأمثلة مرَّ عليها آلاف السنين لأن مسألة تطبيق نتائجها ستصطدم بواقع مختلف وشخوص مختلفين، لذا فالأمثلة الواقعية مهمة جدًا لتدعيم الفكرة (العِظة) المراد ترسيخها، ولا ضير في تمديد الخطبة واستكمالها في الأسبوع التالي إذا احتاج الأمر لذلك.

إذا استطاع المعنيون توصيل ماهية الدين وهو حسن المعاملة؛ فإن الأمر سينجح في تثبيت دعائم الخلق القويم وهو مدخل مهم للفرد، لأنه وَصْفُ رب العزة لرسوله، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء في الأساس ليتمّها، وإذا وصل الفرد للخلق القويم فإن جزءًا مُهمًا من حياته قد صَلُح واستقام وهو الأمر المطلوب في مرحلة معينة، بعدها سيكون بحثه نحو طريقة عيشه وكيف يقتات معاشه وسيخلص لنهاية سعيدة ترضيه وترضي مجتمعه.ولاأأأ

على سبيل المثال، نحن مقتنعون أنه عندما نتحدث عن الرضا بما قُسِم للفرد من رزق في هذه الحياة نشد من أزره في العمل على طلبه بل والإلحاح في السعي لتحقيق الأمر لكننا نُعلي من شأن الرضا لأن تقسيم الأرزاق إنما جاء متساويا بين البشر في هيئات مختلفة؛ فالنظر رزق، والعمل رزق، والصحة رزق، والتوفيق رزق، وعلى الخطبة تبيان كيف يكون ذلك.

لا أنكر أهمية الأسرة لأنها الحاضن والمربِّي الأول، لكن لا بأس من تصميم خطب الجمعة المؤدية للإقناع حتى تَصلُح الأسرة كلها ويخرج الجيل ناضجًا مُدركًا أهمية أن يكون ذا خلق. وتزخر المجتمعات بالعديد من الأمثلة التي يمكن بثها من خارج المسجد؛ فكثرة الذهاب للمساجد لا تعني الفضيلة وفي تعاملنا ازدراء أو تنقيص أو فوقية لأن الدين الحقيقي في تطبيق المعاملة الصالحة والتراضي مع الناس وتنمية العلاقة البينية وحب المجتمع وتعميره، هنا تأتي أهمية الخطبة التي تستكمل مثل هذا الخلق بأمثلة ووقائع تدعم هذا التوجه، من هنا سيكون للذهاب للمساجد دور في الحياة لا مكان لأداء الشعائر فقط.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فيتش: السعودية تتقدم عروض السندات الدولارية في الأسواق الناشئة خلال 2024

استحوذت دول الخليج وماليزيا وإندونيسيا وتركيا على 51% من إجمالي أدوات الدين المقومة بالدولار الأميركي التي أصدرتها الأسواق الناشئة -عدا الصين- خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2024. وطرحت الجهات المصدرة في السعودية الحصة الأكبر من هذه الإصدارات بواقع 18.5%، فيما حلّت الإمارات بالمركز الثالث بنسبة 9%، وفق وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني.

تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى .. آخر تحديث حركة حماس: هدم الاحتلال منازل الفلسطينيين جريمة صهيونية 

تشكل هذه النسبة ارتفاعاً من 43.7% في 2023، و32.8% في 2020، وتتوقع الوكالة استمرار هذا الارتفاع خلال العامين الجاري والمقبل مدفوعاً بالمبادرات الحكومية لتطوير أسواق الدين، وتنويع مصادر التمويل، وعجز الموازنة، فضلاً عن المشروعات الحكومية، وأدوات الدين التي يحل آجال استحقاقها.

طلب المستثمرين على السندات

تجاوز حجم إصدار أدوات الدين المقومة بالدولار في الأسواق الناشئة -عدا الصين- 200 مليار دولار خلال تلك الفترة. وقالت الوكالة إن إدراج أدوات الدين التي أصدرتها دول الخليج وتركيا وإندونيسيا على مؤشرات السندات العالمية أدى إلى تدعيم طلب المستثمرين الدوليين على السندات الدولارية بهذه الدول.

كما رفعت "فيتش" التصنيف الائتماني للسعودية وتركيا وقطر وعمان خلال الخمسة عشر شهراً الماضية.

يُرجح أن تدعم توقعات خفض أسعار الفائدة طلب المستثمرين على أدوات الدين مرتفعة العائد، أما بالنسبة للصكوك، فالطلب عليها مدعوم من البنوك الإسلامية، التي لا يمكنها الاستثمار في السندات.

تستحوذ الصكوك على أغلبية إصدارات أسواق الديون المحلية بجميع العملات، حيث تشكل في السعودية 56%، على سبيل المثال. علماً بأن الوكالة تصنف نحو 70% من الصكوك المقومة بالدولار على مستوى العالم، ومثلت الصكوك ذات الدرجة الاستثمارية 80% من هذه الإصدارات تقريباً خلال الربع الأول من العام الجاري.

 

تهدف السعودية إلى تنشيط سوقي الصكوك والسندات، إذ إن إصداراتها مدفوعة بعجز الموازنة. أما في الإمارات، التي يُتوقع أن تحقق فائضاً في الموازنة، فتسعى الجهات المصدرة إلى تنويع مصدر التمويل.

السندات الدولارية في الأسواق الناشئة

بلغ حجم سندات الأسواق الناشئة المقومة بالدولار 2.3 تريليون دولار بنهاية مايو 2024، مثلت فيها أدوات الدين الإماراتية 8.5%، والسعودية 8.4%، والقطرية 3.5%.

كما شكلت إصدارات سندات دول الخليج وماليزيا وإندونيسيا وتركيا نسبة 16.5% من إجمالي سندات الأسواق الناشئة بجميع العملات خلال الشهور الخمسة الأولى من 2024، بينما مثلت الصكوك 5.2% من إجمالي أدوات دين الأسواق الناشئة منذ بداية العام، وفق "فيتش".

واستأثرت دول الخليج، والكويت، وإندونيسيا، وماليزيا، وتركيا معاً على 23.2% من رأس المال السوقي لمؤشر "جيه بي مورغان" لسندات الأسواق الناشئة، رغم أنه لا يضم السندات السيادية، التي تُعد من الإصدارات الرئيسية في تلك الدول.

 

مقالات مشابهة

  • هذا ما جرى في أنفاق الناعمة.. وقاتلعين الحلوة يسلّم خلال ساعات
  • رئيس برنامج جودة الحياة: رؤية المملكة أسهمت في وقاية المجتمع من آفة المخدرات
  • برنامج جودة الحياة: رؤية 2030 أسهمت في وقاية المجتمع من المخدرات
  • فيتش: السعودية تتقدم عروض السندات الدولارية في الأسواق الناشئة خلال 2024
  • «لعبة مصائر» هلال البادي.. تكوين لمسارات مختلفة
  • قد يكون مؤشرا لإصابة خطيرة.. أسباب طنين الأذن المفاجئ
  • السفير الفلسطيني ضيف إيمان أبوطالب على الحياة الجمعة المقبل
  • رابط الاستعلام عن معاش تكافل وكرامه بالرقم القومي 2024
  • ضغوط العمل أبرز أسباب الانهيار العصبي.. وهذه مخاطره
  • نص الدرس السابع لقائد الثورة من حِكم أمير المؤمنين علي عليه السلام