ينطلق اجتماع قادة العالم الاثنين المقبل في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بهدف إحياء "أجندة 2030" للتنمية المستدامة المُتفق عليها عام 2015، بعد أن واجه تطبيقها تحديات لا تزال مستمرة، وذلك وسط غياب رؤساء.

وقال الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش إن 140 من قادة العالم سيجتمعون في الدورة الـ78 للأمم المتحدة، في وقت تواجه فيه الإنسانية تحديات هائلة نتيجة تفاقم حالة الطوارئ المناخية وتصاعد النزاعات، مضيفا أن الناس ينتظرون حلّا من قادتهم للخروج من الأزمات.

وأبدى غوتيريش أسفه على أن العالم "المُنقسم جيوسياسيا" يقلص من قدرتهم على التعامل مع الأزمات، في إشارة منه إلى تداعيات حرب روسيا وأوكرانيا على العالم، لا سيما الأمن الغذائي.

وأكد غوتيريش أنه سيحاول إقناع روسيا بالعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود لأهميته الحيوية للغذاء العالمي.

Humanity is facing huge challenges.

People are looking to their leaders for a way out of this mess.

Next week, many of these leaders will be gathering for #UNGA.

They have a special responsibility to achieve compromise in designing our common future for our common good.

— António Guterres (@antonioguterres) September 14, 2023

غياب رؤساء

ويغيب عن اجتماع الجمعية العامة رؤساء فرنسا وروسيا والصين، فضلا عن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في حين سيحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وبذلك ستكون الولايات المتحدة، بحضور رئيسها جو بايدن، العضو الوحيد الدائم في مجلس الأمن الممثَّل على أعلى مستوى.

واعتبر دبلوماسيون غياب رؤساء الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن مؤشرا سيئا على التزام الدول بأهداف التنمية.

لكن غوتيريش شدد على أهمية التزام حكومات الدول المعنية، بمعزل عن غياب رؤسائها أو حضورهم، لافتا إلى أن الاجتماع ليس بغرض "التباهي".

أهداف الاجتماع

والمطلوب خلال اجتماع دورة الأمم المتحدة أن تتعهد الحكومات بالتحرك السريع لإنقاذ الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة لعام 2030، التي عُرقل تنفيذها بسبب الأزمات المناخية، ووباء كوفيد-19، وحرب روسيا على أوكرانيا.

وسيُناقش خلال الاجتماع مشروع يدعم إصلاح المؤسسات المالية الدولية، كما عرض غوتيريش خطة نهوض بقيمة 500 مليار دولار سنويا حتى عام 2030 لبلوغ أهداف التنمية المستدامة، كانت مجموعة العشرين رحبت بها في قمتها الأخيرة.

وكانت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تبنت 17 هدفا للتنمية المستدامة عام 2015، ترمي إلى بناء مستقبل أفضل لجميع الدول حتى نهاية العقد الراهن.

وتتضمن الأهداف القضاء على الجوع، وتأمين الوصول إلى مياه الشرب، وتحقيق المساواة بين الجنسين، والأمن الغذائي العالمي، والقضاء على الفقر، ومكافحة التغير المناخي، وتسهيل الحصول على التعليم والطاقة والخدمات الصحية.

أزمات عدة

وحذرت الأمم المتحدة من تقدم بطيء جدا على صعيد تحقيق غالبية أهداف التنمية المستدامة، مما يقلص الأمل في إحراز نجاح حتى عام 2030، مضيفة أن بعض هذه الأهداف سجلت تراجعا مقارنة بعام 2015 وصولا إلى اختفائها من قائمة الأولويات.

وكانت جائحة كوفيد-19 عطلت التوجه نحو خفض الفقر المدقع، ومع استمرار الوتيرة الراهنة، فإن 575 مليون شخص سيظلون يعيشون في ظروف مماثلة عام 2030، معظمهم في القارة الأفريقية.

كما يضاف عبء الديون العالمي إلى الأزمات التي تواجه أهداف التنمية المستدامة، من حرب روسيا وأوكرانيا والتغير المناخي ووباء كوفيد-19.

ويؤكد باحثون أن أهداف التنمية المستدامة مترابطة مع بعضها بعضا، فتحقيق هدف واحد من شأنه التأثير إيجابيا على تحقيق هدف آخر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أهداف التنمیة المستدامة عام 2030

إقرأ أيضاً:

وزارة التنمية المحلية تختتم الدورة الرابعة لتدريب الكوادر الأفريقية على إدارة الأزمات

تضمنت النسخة الرابعة من دورة تدريب الكوادر الأفريقية، التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية والشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة ، عددًا من الموضوعات الحيوية المرتبطة بإدارة الأزمات والكوارث والتي تهم القارة الافريقية.

يأتي ذلك في إطار توجيهات الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، لدعم قدرات الأشقاء الأفارقة وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، تستمر الوزارة في تنفيذ برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تبادل الخبرات والتأهيل المهني.

وشهد البرنامج التدريبي مشاركة 26 كادرًا من 22 دولة أفريقية، حيث تضمن 17 محاضرة مكثفة قدمت على مدار خمسة أيام، خلال الفترة من 16 إلى 21 فبراير 2025، بمشاركة نخبة من الخبراء الوطنيين والدوليين، بالإضافة إلى قيادات من وزارة التنمية المحلية والوزارات المعنية، إلى جانب دبلوماسيين وممثلين عن وكالات وهيئات الأمم المتحدة المتخصصة، فضلاً عن خبراء من الصين، مما أتاح فرصًا متميزة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بما يحقق الاستفادة القصوى للجميع.

وخلال فعاليات اليوم الخامس من الدورة التدريبية، ألقت النائبة الدكتورة غادة على، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، محاضرة تحت عنوان "حوكمة إدارة الأزمات والمخاطر والطوارئ " وذلك في ختام فعاليات اليوم الخامس من الدورة التدريبية الرابعة للكوادر الافريقية، حيث أكدت خلال المحاضرة أن الهدف من خلال هذه الدورة تعميق الدور المصري والافريقي كخط دفاع رئيسي للمواجهة والتصدي للأزمات ، مشيرًة إلي أن الحوكمة هي جزء لا يتجزأ من إطار جميع أنشطة الرقابة وتظهر الحوكمة كمشاركة تنفيذية رسمية ودعامًا للضوابط وأنشطة الرقابة وتساعد سياستها في إرساء الحوكمة ، كما تعد الحوكمة هي الترتيبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والإدارية والقانونية وغيرها من الموضوعات لضمان تحديد النتائج المقصودة لأصحاب المصلحة.

وأوضحت النائبة غادة علي أن تعريف إدارة الأزمات بأنها نهج استراتيجي للمنظمات لتحديد الأحداث الحرجة والاستجابة لها والتهديدات غير المتوقعة التي قد تؤثر علي الأشخاص أو الممتلكات، مشيرة إلي أهمية إعطاء الأولوية لإدارة الأزمات حتي تتمكن المؤسسات للتحول من التدابير التفاعلية إلي التدابير الاستباقية مما يضمن السلامة والاستمرارية مع حماية الأصول ويتضمن هذا تشكيل فريق مخصص لإدارة الأزمات واختبار الخطة بانتظام بدعم من التقنيات مثل إدارة الأحداث الحرجة، كما تتضمن إدارة الأزمات الاستعداد للأحداث غير المتوقعه والمزعجة التي تهدد استقرار المنظمة او سمعتها او وجودها والاستجابة لها والتعافي منها ، وهي تشمل سلسلة من الإجراءات الاستراتيجية المصممة للتخفيف من التأثير السلبي للأزمة وضمان قدرة المنظمة علي التكيف ومواصلة العمل.

كما سلطت الضوء علي أهمية إدارة الأزمات فهي تزود المنظمات بالقدرة علي التعامل مع المواقف المعاكسة بكفاءة بحيث تكون خطر حدوث عواقب وخيمة منخفضًا إلي حد ما وتضمن اولاً: أفضل ممارسات إدارة الأزمات في استعداد المنظمات بشكل أفضل من خلال خطة للأزمات تكون أكثر مرونة وقدرة علي التكيف وبالتالي تكون مجهزة بشكل أفضل في أوقات الشدائد، وثانيًا: حماية السمعة بالاستجابة السريعة والملائمة التي يمكن ان تنقذ صورة المنظمة وثقة أصحاب المصلحة، ثالثًا: تخصيص الموارد حيث ان الإدارة السليمة تضمن تخصيص الموارد للأماكن التي تحتاج اليها أكثر اثناء الأزمة، رابعا: الامتثال في العديد من الصناعات حيث توجد عمليات إدارة الأزمات التي تتطلب الامتثال للقواعد التنظيمية وهناك العديد من المزايا التي تعود علي اي منظمة من التركيز علي إدارة .

واختتمت الدكتورة غادة علي محاضرتها بالإشارة إلي أنواع الأزمات المختلفة مؤكدة أن الأزمات تختلف من حيث نوعها وكل منها تفرض تحديات مختلفة علي المنظمة وقد يكون فهم نوع الأزمة التي تحدث أمراً مهماً في المساعدة علي تطوير آليات استجابة محددة وتشمل الأزمات المالية، السمعة، والصحة العامة والخروقات السيبرانية.

كما ألقى الدكتور بلال الليثي، مدير عام إدارة بيانات رصد الأرض بوكالة الفضاء المصرية، محاضرة بعنوان "دور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد في التنبؤ بالأزمات وإدارتها"، وخلال المحاضرة استعرض د. بلال الليثي أنشطة مراقبة الأرض عبر الأقمار الصناعية، مستعرضاً الأجيال المختلفة من الأقمار الصناعية المصرية التي تم إطلاقها .

كما سلط د. بلال الليثي الضوء على فرص التدريب التي توفرها وكالة الفضاء المصرية للدول الأفريقية، حيث قدمت الوكالة  EGSA تدربياً متخصصاً لمدة أسبوع لـ 16 متخصصًا من ثماني دول أفريقية مختلفة، مشيًرا إلى وجود منصة Cube الفضائية التعليمية، التي تتيح للطلاب الجامعيين فرصة التدريب العملي على بناء واختبار وتشغيل أنظمة الأقمار الصناعية الفرعية، ويستفيد من هذا البرنامج 26 جامعة مختلفة.

وأوضح د. بلال الليثي أن قسم الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في الوكالة يُعد مركزًا متخصصًا تم إنشاؤه بخبرة واسعة في تشغيل الأقمار الصناعية ومعالجة بيانات الصور .

وخلال المحاضرة، تطرق مدير عام إدارة بيانات رصد الأرض إلى الدور الحيوي للاستشعار عن بعد في إدارة الكوارث، حيث يعد أداة أساسية لجمع البيانات بسرعة، مما يتيح اتخاذ قرارات فورية استنادًا إلى المعلومات الدقيقة، كما يتيح تغطية مساحات واسعة، بما في ذلك المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها، إلى جانب قدرته على التحليل متعدد الأطياف، الذي يكشف التغيرات في الأرض والمياه والغلاف الجوي، موضحًا أن الاستشعار عن بعد يساهم في تتبع التغيرات الزمنية لتقييم أنماط الكوارث والمخاطر، لافتًا إلى أن أبرز فوائده تشمل الإنذار المبكر، والرصد المستمر، وتقييم الأضرار، والاستجابة السريعة، ومراقبة المناخ والبيئة.

مقالات مشابهة

  • الدورة الثانية من «مبتكرو الطاقة النظيفة» تنطلق غداً
  • بغياب قادة الصف الأول.. حضور سياسي عراقي بارز في مراسم تشييع نصر الله
  • بغياب قادة الصف الأول.. حضور سياسي عراقي بارز في مراسم تشييع نصر الله - عاجل
  • بغياب مسقط.. الرياض تشهد لقاء لقادة "التعاون الخليجي" ومصر والأردن
  • أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي يؤيدون الانسحاب من الأمم المتحدة
  • لـسوء الإدارة.. أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي يؤيدون الانسحاب من الأمم المتحدة
  • غوتيريش: ندعم عملية شاملة تمهد الطريق نحو سوريا موحدة وذات سيادة
  • وزارة التنمية المحلية تختتم الدورة الرابعة لتدريب الكوادر الأفريقية على إدارة الأزمات
  • تعيين ثلاثة من مُعيلِي الأُسر الفقيرة.. شرط جديد للحصول على درع التنمية المستدامة
  • وزير التعليم: شراكتنا مع اليابان خطوة نحو تحقيق التنمية المستدامة