«عمان» أقامت مكتبة كتارا للرواية العربية بالدوحة أمس ضمن برنامجها "ضيف المكتبة» جلسة لقراءة وتوقيع رواية "الحرب» للكاتب والروائي العماني محمد اليحيائي شارك في قراءة أوراقها الكاتب أحمد العلوي وجابر الكعبي بالتعاون مع نادي «اقرأ وارتق».

وقدم الكاتب أحمد العلوي تحليلا لرواية «الحرب» في ورقته التي حملت عنوان «رواية الحرب ومنظور السرد والشخصيات والزمان والمكان»، مشيدا بالروح الأدبية للكاتب وبقدرته على تصوير الأحداث والشخصيات بشكل مميز، مؤكدا على أهمية الرواية في تقديم رؤية جديدة لفترة تاريخية مهمة وتسليط الضوء على جوانب مختلفة للمجتمع العماني.

وفي سياق «السرد والذاكرة» قال العلوي: إن الرواية ترتكز على السرد واسترجاع الذاكرة، حيث يعكس الكاتب من خلال الشخصيات والأحداث ماضي عمان وتأثير الحرب على الذاكرة الوطنية. مشيرًا إلى تنوع الشخصيات في الرواية، وتتقاطع مع قصصهم الشخصية وتجاربهم في أماكن متعددة مثل أمريكا واليمن ومصر، مما يسلط الضوء على تأثير المكان على هوياتهم.

وحول «الزمان والتفاعل» قال العلوي: إن الرواية تنقلنا بين أزمنة مختلفة ومناطق متعددة، وهذا يُوجد تفاعلًا مع الحدث والشخصيات، مما يجعلها مشوقة ومعقدة، فيما أن اختيار المكان لعب دورًا مهمًا في الرواية، حيث تعامل الكاتب مع مفهوم الهجرة والبعد عن الوطن، ما أضاف عمقًا إلى الرواية، إضافة إلى ذلك فأن الكاتب استخدم أسلوبًا سرديًا متنوعًا يتيح له توسيع نطاق القصة وتسليط الضوء على عدة جوانب من تجربة الحرب وتأثيرها، واختصر الكاتب أحمد العلوي ورقته بالإشارة إلى أن رواية «الحرب» اعتمدت على سرد متنوع ومكان متعدد، وقدمت رؤية عميقة حول تأثير الحرب على الذاكرة والهويات الشخصية والوطنية.

وتحليلًا لدقة العناصر الأدبية في الرواية، وللبنية السردية وتطور الشخصيات، فيها أكد الناقد جابر عتيق الكعبي على أهمية رسالة الرواية فيما يتعلق بتجسيد الحرب وتأثيرها على الأفراد والمجتمع وقال: إن الرواية تعاملت مع حرب ظفار بشكل خاص، ورغم أهميتها وثقلها، إلا أنها ليست الحرب الوحيدة في الرواية، حيث تُظهر الرواية أيضًا حروبًا أخرى مثل حرب «الجبل الأخضر» والحروب مع المحتل الأجنبي، حيث رسمت الرواية صورة جميلة لعُمان والتغييرات التي تمر بها كوطن، وتحرير الشخصيات من الخوف والريبة، في حين أشار «الكعبي» إلى أن الشخصيات في الرواية مثلت شرائح مختلفة من المجتمع، وعكست مجموعة متنوعة من الرؤى والأوجه المختلفة للوطن والهويات الشخصية، كما أن الرواية تتعامل مع التناقضات والتضاربات في الشخصيات وتصرفاتهم، مما يعكس تعقيد الواقع الاجتماعي، مؤكدًا أن القارئ يمكنه إيجاد تفسيرات متعددة لأحداث الرواية وشخصياتها، مما يسمح بالتفاعل معها بشكل شخصي ومختلف، ما يقدم استنتاجات جديدة في فهم أعمق وأغنى للرواية إضافة إلى تعقيدها الاجتماعي والثقافي.

تجدر الإشارة إلى أن رواية «الحرب» لمحمد اليحيائي قد تأهلت الأربعاء ضمن قائمة الـ9 إصدارات لأفضل الروايات المرشحة للفوز في فئة الروايات المنشورة والمؤمل أن يعلن عنها رسميا في الأسبوع العالمي للرواية في الفترة من 13 إلى 20 أكتوبر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الروایة

إقرأ أيضاً:

لماذا ذهب نتنياهو مجددا للحرب؟ وما مصير مفاوضات الدوحة؟

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الاحتلال الإسرائيلي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار، وتهرب من التزاماته، ويستمر في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني وسط صمت دولي مخزٍ.

وأضافت حماس -في بيان- أن الحركة التزمت بالاتفاق حتى آخر لحظة، وكانت حريصة على استمراره، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الباحث عن مخرج لأزماته الداخلية فضّل إشعال الحرب من جديد على حساب دماء شعبنا".

واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة فجر اليوم، وتسبب في استشهاد 424 شهيدا وإصابة أكثر من 560 آخرين، وما زال العدد في ازدياد، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ومصادر للجزيرة.

عدد الشهداء في غزة ارتفع إلى 424 شهيدا منذ فجر اليوم الثلاثاء (الأناضول) لماذا العودة للحرب؟

عودة إسرائيل إلى شن العدوان على القطاع مجددا وبهذا العنف يذهب المحللون في تفسيره إلى مستويات عدة، لكن هناك محورين أساسيين يفسران ذلك؛ أولهما أسباب سياسية بحتة تتعلق بأداء الحكومة الإسرائيلية وقرارات نتنياهو نفسه الأخيرة، وثانيهما الضغط على حركة حماس للوصول إلى اتفاق يحقق رغبات نتنياهو والإدارة الأميركية.

ويفصّل ذلك الباحث في الشؤون السياسية محمد غازي الجمل -في مقابلة مع الجزيرة نت- على النحو التالي:

نتنياهو عندما استأنف العدوان على غزة فإنه يتهرب من الملاحقات الداخلية المرتبطة بإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار. الخوف من احتمالية انفراط عقد الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعدم قدرتها على تمرير قانون الموازنة نهاية الشهر الحالي. الحرب تضمن وحدة المتطرفين الإسرائيليين ولو على حساب دم أبناء غزة. إعلان

أما الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم فيرى أن العدوان الإسرائيلي على غزة لم يحقق أهدافه على مدى أكثر من 15 شهرا، سواء ما تعلق منها بالقضاء على حركة حماس أو تحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

ولذلك فإن هدف استئناف العدوان الحالي يعود إلى الرغبة الإسرائيلية في القضاء على مقدرات حماس العسكرية كاملة، بالإضافة إلى القضاء على الإدارة المدنية التي تنظم العمل الحكومي، ومن ثم لا تستطيع حماس ممارسة قدراتها الحكومية في الفترة المقبلة، حسب تصريحات مصطفى للجزيرة نت.

ولعل ما يفسر ذلك البيان الصادر عن حماس منذ قليل الذي تنعى فيه الحركة 6 من قيادات العمل الحكومي والأمني في قطاع غزة، وهم: رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، وعضوا المكتب السياسي للحركة ياسر حرب ومحمد الجماصي، ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة، ووكيل وزارة الداخلية محمود أبو وطفة، ومدير عام جهاز الأمن الداخلي بهجت أبو سلطان.

مصير المفاوضات

في 19 يناير/كانون الثاني الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ، بوساطة قطرية مصرية أميركية، بعد عدوان على القطاع استمر 15 شهرا، وكان من المقرر أن يُطبق هذا الاتفاق على 3 مراحل، لكن إسرائيل لم تلتزم ببنود هذا الاتفاق خاصة في ما يتعلق بإدخال المساعدات الإغاثية إلى القطاع.

واليوم بعد عودة نتنياهو إلى قصف المدنيين في غزة، ماذا سيكون مصير هذه المفاوضات التي تستضيفها الدوحة تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق السابق؟

المختص في الشؤون الأمنية والعسكرية أسامة خالد يقول إن المفاوضات ستمر بحالة من التشنج، وستشهد نوعا من الجمود المؤقت ومرحلة عض الأصابع، لحين توفر الظروف المناسبة لعودتها إلى ما كانت عليه، و"سيسعى الوسطاء للتخفيف من حدة التأثير الكبير الذي نتج عن الغدر الاسرائيلي فجر اليوم".

إعلان

وأضاف خالد -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن هناك حقيقة مؤكدة تتمثل في أن كلا من المقاومة والاحتلال بحاجة لهذه المفاوضات لتحقيق أهدافهما رغم ما حدث؛ فالمقاومة تريد وقفا تاما للحرب والدخول في باقي المراحل المتفق عليها، أما الاحتلال فيريد عودة أسراه والتخفيف من أعبائه الداخلية واستعادة الهدوء فيما يعرف بغلاف غزة.

أما الجمل فيذهب إلى أن تجدد العدوان الإسرائيلي سيعيق المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار، و"يبدو أن الوفد الإسرائيلي قد عاد بالفعل من الدوحة، إذ تراهن الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على فرض اتفاق بالقوة".

وتكمن الإشكالية في الواقع الحالي أن نقض الاتفاق الحالي معناه أنه لا يوجد ضمان لأي اتفاق قادم، "ولذلك تتمسك حماس بتنفيذ الاتفاق السابق مع إبداء مرونة في آلياته وإجراءاته، ومن دون المساس بأسسه التي قام عليها"، حسب تصريحات محمد غازي الجمل.

وربما هذا ما عبر عنه عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق -في بيان اليوم الثلاثاء- بأن "العدو لن يحقق بالحرب والدمار ما عجز عن تحقيقه عبر المفاوضات".

الموقف الأميركي

طالما أعلنت الإدارات الأميركية مساندتها للحكومة الإسرائيلية في عدوانها على الشعب الفلسطيني سياسيا وعسكريا وأمنيا، لكن الموقف الأميركي ذهب بعيدا بخطوات فسيحة مع وصول ترامب للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.

وطالما صرح الرئيس الأميركي بأنه يرغب في تهجير سكان القطاع إلى دول مجاورة وتحويل منطقة غزة إلى "ريفيرا" تقام عليها مشروعات استثمارية، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما عرض شراءها.

وأعلنت حماس اليوم الثلاثاء أن إقرار الإدارة الأميركية بأنها "أُبلغت مسبقًا بالعدوان الإسرائيلي يؤكد شراكتها المباشرة في حرب الإبادة على شعبنا"، مؤكدة -في بيان- أن "هذا الاعتراف يكشف مجددًا التواطؤ والانحياز الأميركي الفاضح مع الاحتلال، ويفضح زيف ادعاءاتها حول الحرص على التهدئة".

إعلان

ويوسع الباحث في الشؤون السياسية نظرته للتصعيد الأميركي في المنطقة، بإعطائه الضوء الأخضر للإسرائيليين للعودة لقصف غزة، والضربات في اليمن، وتصعيد الخطاب ضد إيران، "وهذا كله يثير خطر اندلاع تصعيد خارج عن السيطرة في المنطقة"، وينذر بأن إدارة ترامب تخاطر باتباع سياسة حافة الهاوية بإشعال المنطقة كلها.

يُذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في غزة استمرت 42 يوما، وانتهت مطلع الشهر الجاري، وتنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة التالية وإنهاء الحرب التي راح ضحيتها نحو 50 ألف شهيد وإصابة أكثر من 112 ألفا منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • صحيفة لبنانية: وفد نيابي زار قطر لبحث دعم المكون السني
  • اجتماع ثلاثي بالدوحة بين قطر ورواندا والكونغو الديمقراطية
  • سلطان يُطلق المرحلة الثالثة لـ «التفسير البلاغي» وموسوعة رواية ورش
  • فلسطين تطلب عقد جلسة للمندوبين الدائمين لبحث استئناف إسرائيل الحرب على غزة
  • لماذا ذهب نتنياهو مجددا للحرب؟ وما مصير مفاوضات الدوحة؟
  • في سلسلة لقاءات.. وزير الدفاع يلتقي عددًا من الشخصيات في اليرزة
  • القصة الحقيقية وراء «شباب امرأة».. هل الرواية مستوحاة من الأدب الفرنسي؟
  • الاستثمار القومي ينظم حفل إفطاره السنوي بحضور عدد من الشخصيات العامة
  • رحيل الكاتب والمفكر الكوردي عبدالله حمه باقي في السليمانية
  • “جريمة في بيت وزير” رواية جديدة للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم