بلزوم حسن الاختيار تصل إلى مقصدك
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
د. قاسم بن محمد الصالحي
مثَّلت النهضة العُمانية وتجددها بالنسبة لي ولجيلي والأجيال المتعاقبة قيمة كبيرة، فصورها المشرقة مُستمرة في الإضاءة كما تضيء الشمس من المشرق كل يوم، وقد أرسلت أشعتها على أجيال سبقتنا كانت قد نحتت طريقها بجد واجتهاد، ممزوجين بإخلاص للوطن، والوفاء للقيادة الحكيمة، ففي جبال عمان وسهولها وصحاريها، جعل العمانيون من ما أنجز على الأرض المعطاءة جسرا تعبر عليه الأجيال المتعاقبة، وهي تعيش نهضة متجددة تزداد عزة وبهاء.
ووضع العمانيون تاريخهم العريق مصدرا للإلهام، وفرصة نحو السير في رحلة زمانية ومكانية تنقلهم إلى أزمنة أخرى، ونستحضر من التاريخ تجربة الشورى التي امتدت لأكثر من ألف عام وشكلت نموذجا أصيلا وناجحا لما يمكن وصفه دون إسراف أو تجاوز بالجناح الذي يظلل الصالح العام، وتطوير الحياة وتسخير الممكن.
وما يعزز قوة هذه المظلة لكي تقوم بالدور الذي أوكله المجتمع لها ويأمله منها هي الأمانة والمشاركة الإيجابية والصحيحة عند اختيار من يمثل المجتمع في صنع القرار ويساهم في تحقيق التنمية الشاملة، فالديمقراطية الفعالة تتطلب منَّا وعيًا بتاريخ العمل الديمقراطي، ونشاطا حثيثا لاختيار من يفهمون كيفية التعبير عن مصالحنا.
قد يعتقد البعض أن أُس المشكلة يكمن في المترشح لعضوية مجلس الشورى وفي حاجته إلى كسب الخبرة وتقوية عوده في العمل الشوروي، لكن ذلك الاعتقاد لا يتفق مع حقائق التاريخ، فالديمقراطية تاريخ، والتراكم التاريخي أعطى للعمل الديمقراطي في بلادنا قوة وثباتًا، ليكون نتيجة لأفكار قانونية وسياسية وثقافية واجتماعية، حيث مارسها العمانيون كأسلوب أصيل وناجح للاختيار، ولاستطلاع الرأي من ذوي الخبرة، فاستطاعوا أن يلعبوا الدور المحوري في الطريقة التي يتم بها إنتاج السياسات وتنفيذها.
وقد تمكن العمانيون في سنوات نهضتهم، عبر مُمثليهم في مجلس الشورى من المساعدة في توجيه البرامج الوطنية نحو أهداف تنموية مستدامة، ونقلت وجهات نظرهم وطموحاتهم تحت قبة المجلس، وتعززت المساواة بين الجنسين، وأصبح عضو مجلس الشورى هو الممثل عن العمانيين جميعًا في تحقيق المصلحة العامة؛ فهو بمجرد دخوله المجلس يُناط به تحقيق المصلحة العامة، وذلك من خلال وظائف مجلس الشورى، وإزاء هذا الدور لعضو مجلس الشورى أصبح لزامًا علينا نحن الناخبين أن نتمسك باعتبارات مفهوم المصلحة العامة في اختيارنا لأعضاء المجلس، ولا يجوز أن نضع معيار المناطقية أو القبلية أثناء ممارستنا لحق التصويت؛ لأن الاعتبارات المناطقية والقبلية تُجزء مفهوم المصلحة العامة، التي قد تتصادم في كثير من الأحيان مع البواعث المناطقية أو القبلية.
لذا علينا أن نكون حريصين عند الإدلاء بأصواتنا أن نؤدي دورنا بتجرد كامل وأمانة، وأن يكون اختيارنا لمن هو قادر أن يتفرغ لتأدية دوره التشريعي والرقابي والمالي وتحقيق المصلحة العامة، وهي المهام التي تمثل بوابة التقدم والتنمية والديمقراطية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مجلس «الشارقة للصحافة».. ثقافة وتراث وتربية أسرية
الشارقة: «الخليج»
أعلن نادي الشارقة للصحافة، الذي يعمل تحت مظلة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أجندة النسخة الرابعة عشرة من المجلس الرمضاني السنوي، الذي يُعقد تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، من 10 إلى 17 مارس الجاري، في منطقة الجادة.
وتتضمن الأجندة أربع جلسات رئيسية تطرح موضوعات عن الثقافة والتراث والسلوكيات البشرية وفنون التعامل، ومقومات التربية الأسرية الناجحة وصناعة الأجيال، إضافة إلى 4 جلسات جانبية تتناول موضوعات عن السيارات والمحتوى الإلكتروني وعوامل نجاح المشاريع، والزراعة العضوية.
وتنطلق أولى الجلسات يوم 10 مارس تحت عنوان «فن التعامل والعلاقات السوية»، وتستضيف الدكتور أحمد عمارة، استشاري الصحة النفسية، ويديرها الإعلامي أحمد اليماحي، حيث تناقش مهارات التعامل الناجح وبناء العلاقات السوية بين البشر وإدارتها بصورة سليمة. وتستضيف الجلسة الثانية 12 مارس، الشاعر والأديب حمود الصاهود، حيث تُعقد تحت عنوان «الثقافة والتراث في الأدب العربي» ويديرها الإعلامي علي العلياني، وتتطرق إلى كيفية تناول الأدب العربي للثقافة والتراث.
بينما تناقش جلسة «السلوكيات البشرية: القيم والمعتقدات» 13 مارس، تأثير المبادئ التي يتحلى بها الأفراد على حياتهم وتعاملاتهم، ويتحدث فيها الكاتب وصانع محتوى السلوك البشري على وسائل التواصل الاجتماعي د. خالد غطاس، وتديرها الإعلامية ريم سيف.
وتختتم الجلسات الرئيسية بجلسة «الأسرة وصناعة الأجيال: مقومات التربية والنشأة» يتحدث فيها الداعية مصطفى حسني، لمناقشة دور الأسرة في بناء أجيال المستقبل وتنشئتهم وفق الأسس الإسلامية والمنهج النبوي، ويدير الجلسة الإعلامي عبد الرؤوف أميرة.
كما ينظم المجلس الرمضاني تزامناً مع أولى جلساته يوم الاثنين 10 مارس جلسة «بين الألماني والياباني.. كيف تختار سيارتك؟» تستضيف متحدثين من منصة ArabGT، لطرح مقومات المفاضلة بين السيارات الألمانية والأمريكية واليابانية، وكيفية تحديد المستهلكين للسيارات وفقاً لاحتياجهم.
كما تنعقد جلسة «عندما يأخذك المحتوى الإلكتروني إلى عالم الكتاب» يتحدث فيها المدون وصانع المحتوى فارس عاشور، حول كيفية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في طرح موضوعات الكتب وأساليب الوصول للجمهور المستهدف بصورة فعالة، فيما تناقش الجلسة الجانبية قصة نجاح العلامة التجارية «مارا» كنموذج على كيفية نمو الأعمال التجارية ومقومات استمرار المشاريع.
وتزامناً مع آخر جلسات المجلس الرمضاني، تنظم الجلسة الجانبية «رؤية شبابية في الزراعة العضوية» يتحدث فيها سعيد الرميثي، أصغر مؤسس لمزرعة عضوية في الإمارات، حول طرق وأساليب الزراعة العضوية وكيفية استخدام المواد والأسمدة الطبيعية في الإنتاج الزراعي. وينظم المجلس الرمضاني مجموعة من الأنشطة التفاعلية والمسابقات التي تصاحب جلسات النسخة الرابعة عشرة، يحظى الحضور من خلالها بفرصة الفوز بجوائز قيمة.