المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج يعقد ندوة حول الإطار المرجعي للغة العربية للناطقين بغيرها
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
الشارقة في 16 سبتمبر/ وام/ عقد المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في الشارقة وهو أحد أجهزة مكتب التربية العربي لدول الخليج ندوة بعنوان "الإطار المرجعي لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى: تأليفٌ، تعليمٌ، تدريبٌ"، وذلك من خلال التواصل الالكتروني.
وتعد الندوة أحد الندوات النوعية التي تهدف إلى التعريف بأول إطارٍ مرجعيٍ متكاملٍ على مستوى العالم في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بلغاتٍ أخرى وهو إصدارٌ نوعيٌ جديد للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة وبرنامج متميز ومتكامل الأدوات.
وتأتي أهمية الندوة التي تعزز من البرنامج في رصد التجارب العالمية والعربية في مجال معايير تأليف وتعليم وتدريب مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، وتحليل منطلقات هذه التجارب وأهدافها، وإجراءاتها، وما أسفرت عنه من نتائج؛ للإفادة منها في بناء الإطار المرجعيّ لتعليم اللُّغة العربيَّة للناطِقِينَ بِلُغاتٍ أخرى.
ونفذت الندوة بحضور مجموعة من الخبراء الدوليين من ذوي الاختصاص في مجال اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها، وأعضاء اللجنة الاستشارية ومنهم الأستاذ الدكتور محمود كامل الناقة.
وجرى تنفيذ الندوة بعد أن شهدت محاور هامة تلاقت مع ما أعده المركز التربوي للُّغة العربيَّة لدول الخليج من خطة لضمان تحقيق الندوة للأهداف المرجوة، وذلك من خلال نشاطات وآليات تنفيذه والتي تضمنت: مراجعة نواتج برامج مكتب التربية العربي وأجهزته في تعليم وبناء مناهج اللغة العربية للناطقين بغيرها، والاطِّلاع على أفضل الممارسات والتجارب الإقليمية والعالمية الحديثة في بناء مناهج اللغة العربية للناطقين بغيرها، والاطلاع على الدّراسات الّتي تمحورت حول المواصفات المعيارية لتطوير مناهج اللّغة العربية للناطقين بغيرها، ودراسة جمع الوثائق والأطر والدراسات السابقة في مجال تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقين بغيرها ومراجعتها وكتابة أدبيَّات الدراسة ومنهجيَّتها، ومن ثم إعداد الدراسة وتحكيمها ورصد النتائج وتوصياتها ومقترحاتها.
وأكد سعادة عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج أنه وفِي إطارِ توجيهاتِ القياداتِ الخليجيةِ الرشيدةِ إلى النهوضِ باللغةِ العربية، ونظرًا لما يشهده العصر الحاضر من تطور في مجال تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقين بلغات أخرى تطوُّرًا ملموسًا في الآونة الأخيرة، وأصبح الاهتمام بتعليمها أمرًا غاية في الضرورة؛ ولمواكبة المتغيِّرات المعاصرة والتي تراعي التنوُّع في المحتوى اللُّغوي، تم تنفيذ الندوة والتي تضمنت عددا من مهارات اللغة وعناصرها، بجانب تضمنها موضوعات تاريخية وثقافية وأدبية قديمة تتعلق بتعزيز الهوية الوطنية.
وأشار إلى أن معالي وزراء التربية والتعليم أعضاء المؤتمر العام بمكتب التربية العربي لدول الخليج اعتمدوا برنامج “الإطار المرجعيّ لتعليم اللُّغة العربيَّة للناطِقِينَ بِلُغاتٍ أخرى ”تأليف – تعليم – تدريب"، كأحدِ مشروعات مبادَرة تطوير سياسات تعليم اللغة العربية، ضِمن خطة برامج المركزِ التربويِّ للغةِ العربيةِ لدولِ الخليجِ - أحدِ أجهزةِ مكتبِ التربيةِ العربيّ لدولِ الخليجِ - للدورة 2021/2022؛ وذلكَ تحقيقًا لهدفِ المركزِ في تطويرِ تعليمِ اللغةِ العربيةِ وتعلّمِها على أسسٍ تربويةٍ وعلميةٍ ومهنيةٍ متميزةٍ.
وأشار الحمادي إلى أن هذا البرنامج يركز على إعداد إطار عام لمعايير تأليف وتعليم وتدريب مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، لإبراز أهم السمات والمواصفات التي يجب توافرها في إعداد مناهج اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، وكيفية بنائها على أسس علمية محددة، وتوضيح آليات تقويم هذه المناهج على ضوء المعايير العلمية الحديثة.
وأوضح أن البرنامج يسعى إلى تلبية الضرورات الملحَّة لوجود مناهج ذات معايير تم بناؤها طبقًا لأفضل الممارسات الدولية لتعليم اللغة العربيَّة للناطقين بغيرها، وتطوير محتوى مناهج اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى في ضوء معايير الجودة العالمية، وكذلك في ضوء أفضل المعايير والممارسات العالمية، وتعرّف المواصفات المعيارية الّتي ينبغي أن تتّصف بها مناهج اللّغة العربية للناطقين بلغات أخرى في مجال الأهداف، والمحتوى، وطرائق التّدريس وإستراتيجياته، والوسائل التّعليميّة وتقنياتها، والأنشطة التّعليميّة، وإستراتيجيات التّقويم.
وأكد أنه يتم التطلع إلى تحقيق مخرجاته ونواتجه المتمثلة في إعداد الإطار المرجعيّ لتعليم اللُّغة العربيَّة للناطقين بلغات أخرى، وإلى تفعيل هذا الإطار والاستفادة منه من خلال ذوي الاختصاص والمعنيِّين في إدارات المناهج وأقسام اللُّغة العربيَّة والمعنيِّين بإعداد مناهج اللُّغة العربيَّة وتطويرها؛ ليسهم البرنامج في تطوير تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها للناطقين بغيرها.
عبد الناصر منعمالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: ة لدول الخلیج فی مجال
إقرأ أيضاً:
“روتشستـــر دبـــي” تسلط الضوء على دور الأسرة في الحفاظ على اللغة العربية بالإمارات
ألقت جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي الضوء على الأسباب الكامنة وراء التحول اللغوي للغة العربية، وكيف يمكن الحفاظ على اللغة الأم في دولة الإمارات بين الأجيال القادمة وذلك مع تزايد عدد الوافدين العرب في الدولة الذين يعتمدون اللغة الإنجليزيـــة كلغة أساسية للتواصل.
وتقول الدكتورة ريم رازم، الأستاذة المساعدة في الأنثروبولوجيا جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي ، إن الأداة الأساسية للحفاظ على اللغة العربية تتمثل في سياسة اللغة العائليــــة (الشراكــــة العائلية المحدودة)، وهي عبارة عن نهج تصاعدي من أسفل إلى أعلى، إذ يمكن أن تــــؤدي التغييرات الصغيرة في المنازل والمجتمعات إلى تحول مهم في التواصل المجتمعي. يلعب الأهــــل دور المحفز للتغيير المجتمعي غير الرسمي، في حين أنّ اللغة الأم تخلق صلة حيوية بين النسل وآبائهــــم، وتربط الأجيال بماضيهم ومستقبلهم.
وشرعت الدكتورة رازم في إجراء دراسة لاستكشاف مدى انتشار التحدث باللغة الإنجليزية لدى الجيل الثاني من العائلات العربية، مستلهمةً لهذا الغرض من ملاحظتها لأبنائها خلال جائحة كوفيد-19.
وأوضحت رازم، وهي مغتربة أردنية وأم باحثة: “لدي 3 أبناء يجيدون لغتين، وعندما اضطررنا للبقاء في منازلنا بدأت أتساءل عن سبب تحدث أبنائي باللغة الإنجليزية مع بعضهم البعض وأحيانًا يردون بالإنجليزية عندما أخاطبهم باللغة العربية. تطور هذا الأمر إلى مشروع بحثي ذاتي حيث قمت بتصوير محادثات أولادي أثناء فترة التباعد الاجتماعي. وقد كشف ذلك أنّ 30-40% من حديث أبنائي كان باللغة الإنجليزية، في حين أنّ المحادثات بيني وبين زوجي وعند مخاطبة أبنائنا كانت باللغة العربية بنسبة 90-95%”.
وتابعت رازم: “ثم استكشفت سبب استخدامهم للغة الإنجليزية في المحادثة في المنزل. عادةً ما كان ذلك للحديث عن القضايا المتعلقة بالتعلم عبر الإنترنت؛ ففي كل موضوع يتعلق باللغة الإنجليزية مثل القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا، كانوا يتحولون إلى اللغة الإنجليزية. كان الاتجاه الثاني مثيرًا للاهتمام، لأنه في كل ما يتعلق بالترفيه، كانوا يتحولون إلى اللغة الإنجليزية أيضًا. سواء كانت الموسيقى، أو الأفلام، أو المسلسلات التي أرادوا التحدث عنها، كانوا يتحولون على الفور إلى اللغة الإنجليزية. وهذا يعني أنهم لم يكن لديهم الكلمات العربية لمناقشتها”.
ووسّعت الدكتورة رازم نطاق بحثها ليشمل مجتمع المغتربين الأردنيين الأوسع نطاقًا لاستكشاف ما إذا كانت العائلات الأخرى تشهد الظاهرة نفسها.
وأوضحت: “أنا جزء من مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي للأمهات الأردنيات في الإمارات العربية المتحدة، حيث لاحظت الكثير من المنشورات التي تتطرق إلى التحول اللغوي، وعدم رضا الآباء والأمهات وإحباطهم من فقدان اللغة العربية، وعدم فهم أطفالهم للغة العربية أو تقديرهم لها. كانت غالبية المنشورات حول هذا الموضوع تسعى للحصول على نصائح حول كيفية غرس حب اللغة العربية وتنشيط اللغة العربية والحفاظ عليها في تربية أطفالهم وتشجيعهم على استخدام اللغة العربية في المنزل وفي مجتمعاتهم”.
ووجدت الدكتورة رازم أنّ هناك عددًا من القضايا التي تؤثر على مهارات الكتابة والقراءة باللغة العربية، بما في ذلك التحول إلى اللغة الإنجليزية كوسيلة للتعليم في المدارس والجامعات، مما يعني أنّ اللغة الإنجليزية أصبحت لغة التواصل والتعليم.
وأشارت أيضًا إلى تصرفات صغيرة غير واعية، مثل اختيار اللغة الإنجليزية على العربية في أجهزة الصراف الآلي، والتي ساهمت في انخفاض استخدام اللغة العربية.
وخلصت الدكتورة رازم إلى أنّ “هناك تقاطع بين دور الوالدين في المنزل ودور المجتمع المباشر، ثم الدور الحاسم للتعليم المدرسي. نحن بحاجة إلى اتخاذ خيار واعٍ للحفاظ على اللغة من خلال نهج تصاعدي من القاعدة إلى القمة. الأسرة هي نواة للتغيير الاجتماعي واتخاذ خطوات صغيرة لزيادة الوعي وممارسة اللغة العربية يمكن أن يساعد في خلق حركة واسعة النطاق. وعلى غرار تأثير الفراشة، حيث يمكن أن تؤدي رفرفة أجنحة صغيرة على ما يبدو إلى نتائج بعيدة المدى، فإنّ القرارات التي يتخذها الآباء والأمهات يوميًا، مثل اللغة التي يختارون التحدث بها في المنزل، والمدارس التي يختارونها، والممارسات الاجتماعية والثقافية اليومية التي يؤكدون عليها، تحمل القدرة على عكس التحول اللغوي والحفاظ على اللغة العربية كحجر زاوية للهوية والتراث”.