أكاديمي ليبي حذر من «كارثة درنة» قبل سنة من حدوث الإعصار دانيال
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
وفقا لتقرير نشرته نيويورك تايمز، كان من الواضح منذ سنوات أن السدود التي تحمي درنة، على ساحل البحر الأبيض المتوسط في ليبيا، كانت معرضة لخطر الانهيار، لكن لم يكلف أحد من المسؤولين نفسه عناء الاهتمام بأمر كان من الممكن أن يمنع كارثة.
وأفاد التقرير، بأنه كانت هناك عقود من الإهمال من قبل المسؤولين - الذين كانوا يعلمون أن السدود بحاجة إلى إصلاحات - في بلد مزقته سنوات من الحرب الأهلية، وكان الأكاديميون قد حذروا من أن الأمر يتطلب عاصفة لتطغى على السدود.
وكتب عبد الونيس عاشور، المهندس الهيدروليكي بجامعة عمر المختار في ليبيا، في بحث نشره عام 2022، وفقا لتقرير نيويورك تايمز أن سكان درنة معرضون بشدة لمخاطر الفيضانات.
وحذر من أن العواصف التي ضربت المنطقة في العقود الأخيرة - مستشهدا بفيضانات مدمرة عام 1959 - يمكن أن تؤدي إلى انهيار السدود وإغراق درنة، واصفا الوضع بأنه "خطير".
الأسبوع الماضي، ثبتت صحة هذه التنبؤات بشكل قاتم، عندما اجتاحت فيضانات هائلة ناجمة عن إعصار قوي، كلا السدين، وجرفت أجزاء من المدينة إلى البحر، ولقي الآلاف حتفهم، وهناك العديد من المفقودين، بحسب السلطات، ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فقد شردت الكارثة أكثر من 34 ألف شخص.
وقال الدكتور عبد الونيس عاشور، المهندس الهيدروليكي بجامعة عمر المختار في ليبيا، عبر الهاتف لـ"نيويورك تايمز"، إنه فقد العديد من أفراد عائلته الكبيرة بسبب الفيضانات الأسبوع الماضي، مضيفًا أن الحكومة تجاهلت سنوات من التحذيرات - بما في ذلك ورقته الخاصة.
وأضاف: الدولة لم تكن مهتمة بهذا، وبدلاً من ذلك، أكلوا المال، ومارسوا الفساد، وخاضوا المشاحنات السياسية.
وأوضح أن السدود بناها مهندسون قللوا من كمية الأمطار المتوقعة في المنطقة. ومما زاد الطين بلة أن التضاريس خضعت لعملية التصحر، مما جعلها أقل مسامية وقادرة على امتصاص الجريان السطحي. علاوة على ذلك، يقول المسؤولون المحليون إن السدود لم تتم صيانتها إلا بالكاد منذ بنائها في أواخر السبعينيات.
وقال الدكتور عبد الونيس عاشور، المهندس الهيدروليكي بجامعة عمر المختار في ليبيا، إنه أرسل ورقته البحثية إلى زملائه الأكاديميين في العاصمة طرابلس، وقال أحد كبار خبراء السدود في الولايات المتحدة إن استنتاجاته تبدو قوية.
وتم بناء السدين الشاهقين فوق المدينة بمساعدة مهندسين من يوغوسلافيا السابقة، بحسب الخبراء.
ويبلغ ارتفاع الحوض الأكبر، المعروف باسم أبو منصور، 74 مترًا ويمكنه استيعاب ما يصل إلى 22.5 مليون متر مكعب من المياه. أما السد الأصغر، وهو سد البلاد، أو سد درنة ببساطة، فقد تم بناؤه على مشارف المدينة.
وعلى الرغم من الضغوط، كانت الإصلاحات ضئيلة. وقال النائب العام صادق السور، إن الحكومة الليبية كلفت عام 1998 بإجراء دراسة كشفت عن تشققات في السدود.
وأضاف المدعي العام أنه بعد ما يقرب من 10 سنوات، تم التعاقد أخيرًا مع شركة تركية لإصلاح السدود، لكن الحكومة تباطأت في الدفع، ولم يبدأ المشروع إلا في عام 2010، حسبما صرح للصحفيين يوم الجمعة.
وتعهد بأن السلطات ستتخذ "إجراءات صارمة" ضد أي شخص تعتبره مسؤولا عن الفشل في صيانة السدين بشكل صحيح. وقال المدعي العام: "هذا أمر مهم للغاية لحماية حقوق الضحايا وتحديد المسؤول عما إذا كان هناك إهمال أو تقصير في أداء الواجب".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليبيا كارثة الدفن الجماعي في درنة فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
فيضان الألف عام يضرب أمريكا خلال أيام.. ماذا سيحدث؟
تستعد ولايات الوسط الأمريكي لما حذرت منه "ناسا" وتتوقع حدوثه في النصف الثاني من أبريل الحالي، وهو ما يعرف بـ فيضان الألف عام.
يُعتبر هذا الحدث الجوي من بين أكثر الظواهر الجوية تدميرا التي شهدتها الولايات المتحدة في التاريخ الحديث.
فيضان الألف عامتعتبر هذه الظاهرة، وفقاً للوكالة الوطنية للأرصاد الجوية، حدثاً مناخياً غير مسبوق، حيث سيؤدي التفاعل بين عوامل جوية متعددة إلى حدوث فيضانات تاريخية، تلك التي لم تعرفها أمريكا منذ 1000 عام.
تشير التوقعات إلى أن مناطق عدة في الوسط الأمريكي ستتحول إلى مناطق كوارثية فمن المتوقع أن تتساقط أمطار خلال 5 أيام، تفوق الكمية المعتادة في 4 أشهر، ما يعد تهديداً كبيراً لمناطق مثل أركنساس وكنتاكي والمناطق المجاورة.
ما سبب فيضان أمريكا؟يرجع السبب الرئيسي في هذا التهديد إلى "نهر جوي" ينقل كميات ضخمة من الرطوبة من المناطق الاستوائية إلى وسط الولايات المتحدة.
كما سيسبب هذا النظام الجوي الجديد تكوّن "ازدحام مروري" في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تكرار حدوث العواصف فوق نفس المناطق، وهو ما يمنع توزيع المياه بشكل متساوٍ.
وفي ظل هذه الظروف، يُتوقع أن يتسبب استمرار هطول الأمطار في تشبع التربة، ما يؤدي إلى تدفق المياه بشكل لا يمكن السيطرة عليه، كما يرفع من فرص حدوث الفيضانات المفاجئة والهائلة.
تحذير عاجل من الخبراءالأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فقد حذر خبراء الأرصاد الجوية، مثل جوناثان بورتر، من سرعة تصاعد الوضع. حيث يشير إلى أن هذا النوع من الطقس يمثل وصفة لفيضانات شديدة، قد يكون لها عواقب مهددة للحياة.
السبب في ذلك هو تضاغط ضغط جوي مرتفع عند الساحل الأميركي الجنوبي، ما ينقل الرطوبة من مناطق مثل الكاريبي وساحل الخليج إلى وسط البلاد.
الكمية المتوقع حدوثها من الأمطار ستكون بالغة الكثافة، قد تشهد بعض الأماكن تراكماً للمياه أكبر مما هو متوقع على مدار أشهر. المناطق التي تقع في قلب هذه العاصفة ستكون أكثر عرضة لمخاطر الفيضانات نظراً لأنها شهدت هطولات غزيرة مؤخراً.
قد يؤدي تدفق الأنهار بشكل كبير في الأيام اللاحقة إلى تفاقم المخاطر على المناطق المجاورة. وفقاً للخبراء، فإن الخطر يكمن في احتمال حدوث فيضانات مفاجئة تهدد الحياة، والتي قد تتطور إلى فيضانات نهرية كبيرة.
وقد استخدمت “ناسا” وهيئة الأرصاد، أقماراً اصطناعية وتكنولوجيات متقدمة في التنبؤ بهذه الظواهر، ما أتاح لهم درجة كبيرة من الدقة في التوقعات. التحذيرات تشير بشكل عاجل إلى أن الوضع يمكن أن يتحول بسرعة إلى خطرٍ مميت، حيث يمكن أن تحدث الفيضانات المفاجئة في غضون دقائق، ما يعرض المنازل والبنية التحتية وسلامة الناس للخطر.