وفقا لتقرير نشرته نيويورك تايمز، كان من الواضح منذ سنوات أن السدود التي تحمي درنة، على ساحل البحر الأبيض المتوسط في ليبيا، كانت معرضة لخطر الانهيار، لكن لم يكلف أحد من المسؤولين نفسه عناء الاهتمام بأمر كان من الممكن أن يمنع كارثة.

وأفاد التقرير، بأنه كانت هناك عقود من الإهمال من قبل المسؤولين - الذين كانوا يعلمون أن السدود بحاجة إلى إصلاحات - في بلد مزقته سنوات من الحرب الأهلية، وكان الأكاديميون قد حذروا من أن الأمر يتطلب عاصفة لتطغى على السدود.

وكتب عبد الونيس عاشور، المهندس الهيدروليكي بجامعة عمر المختار في ليبيا، في بحث نشره عام 2022، وفقا لتقرير نيويورك تايمز أن سكان درنة معرضون بشدة لمخاطر الفيضانات. 

وحذر من أن العواصف التي ضربت المنطقة في العقود الأخيرة - مستشهدا بفيضانات مدمرة عام 1959 - يمكن أن تؤدي إلى انهيار السدود وإغراق درنة، واصفا الوضع بأنه "خطير". 

الأسبوع الماضي، ثبتت صحة هذه التنبؤات بشكل قاتم، عندما اجتاحت فيضانات هائلة ناجمة عن إعصار قوي، كلا السدين، وجرفت أجزاء من المدينة إلى البحر، ولقي الآلاف حتفهم، وهناك العديد من المفقودين، بحسب السلطات، ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فقد شردت الكارثة أكثر من 34 ألف شخص.

وقال الدكتور عبد الونيس عاشور، المهندس الهيدروليكي بجامعة عمر المختار في ليبيا، عبر الهاتف لـ"نيويورك تايمز"، إنه فقد العديد من أفراد عائلته الكبيرة بسبب الفيضانات الأسبوع الماضي، مضيفًا أن الحكومة تجاهلت سنوات من التحذيرات - بما في ذلك ورقته الخاصة.

وأضاف: الدولة لم تكن مهتمة بهذا، وبدلاً من ذلك، أكلوا المال، ومارسوا الفساد، وخاضوا المشاحنات السياسية.

وأوضح أن السدود بناها مهندسون قللوا من كمية الأمطار المتوقعة في المنطقة. ومما زاد الطين بلة أن التضاريس خضعت لعملية التصحر، مما جعلها أقل مسامية وقادرة على امتصاص الجريان السطحي. علاوة على ذلك، يقول المسؤولون المحليون إن السدود لم تتم صيانتها إلا بالكاد منذ بنائها في أواخر السبعينيات.

وقال الدكتور عبد الونيس عاشور، المهندس الهيدروليكي بجامعة عمر المختار في ليبيا، إنه أرسل ورقته البحثية إلى زملائه الأكاديميين في العاصمة طرابلس، وقال أحد كبار خبراء السدود في الولايات المتحدة إن استنتاجاته تبدو قوية.

وتم بناء السدين الشاهقين فوق المدينة بمساعدة مهندسين من يوغوسلافيا السابقة، بحسب الخبراء.

ويبلغ ارتفاع الحوض الأكبر، المعروف باسم أبو منصور، 74 مترًا ويمكنه استيعاب ما يصل إلى 22.5 مليون متر مكعب من المياه. أما السد الأصغر، وهو سد البلاد، أو سد درنة ببساطة، فقد تم بناؤه على مشارف المدينة.

وعلى الرغم من الضغوط، كانت الإصلاحات ضئيلة. وقال النائب العام صادق السور، إن الحكومة الليبية كلفت عام 1998 بإجراء دراسة كشفت عن تشققات في السدود.

وأضاف المدعي العام أنه بعد ما يقرب من 10 سنوات، تم التعاقد أخيرًا مع شركة تركية لإصلاح السدود، لكن الحكومة تباطأت في الدفع، ولم يبدأ المشروع إلا في عام 2010، حسبما صرح للصحفيين يوم الجمعة.

وتعهد بأن السلطات ستتخذ "إجراءات صارمة" ضد أي شخص تعتبره مسؤولا عن الفشل في صيانة السدين بشكل صحيح. وقال المدعي العام: "هذا أمر مهم للغاية لحماية حقوق الضحايا وتحديد المسؤول عما إذا كان هناك إهمال أو تقصير في أداء الواجب".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ليبيا كارثة الدفن الجماعي في درنة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

تجديد حبس المتهم بضرب سائق الفردوس 15 يومًا

قرر قاضي المعارضات المختص تجديد حبس المتهم في واقعة مشاجرة الفردوس، 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

وطالب دفاع المتهم خلال الجلسة بإخلاء سبيل المتهم من القضية نظرًا لكونها قضية إتلاف وعقوبتها لا تتخطى سنة سجن، كما أنه اعترف بارتكابه الواقعة وإتلاف سيارة المجني عليه.

رصدت الجهات المختصة بوزارة الداخلية مقطع الفيديو المتداول، وبفحصه تبين نشوب مشاجرة بين طرفين اشتهرت بـ خناقة الفردوس، إحداهما قائد سيارة «فان ميكروباص»، وشخص آخر تعدى خلالها على سيارة السائق ونتج عنه حدوث تلفيات بالسيارة الميكروباص.

وبجهود الأجهزة الأمنية تبين أن بداية الخلاف نتج حينما وقع حادث مروري إثر تصادم سيارتين «ملاكي قيادة سيدة، فان ميكروباص قيادة شاب»، بمدينة الفردوس بدائرة قسم شرطة ثالث أكتوبر بالجيزة، وأسفر ذلك عن حدوث بعض التلفيات بسيارتها.

ذلك الأمر، جعل السيدة تستعين بزوجها، شخص بالمعاش، والذي تعدى خلالها على السائق، وأمسك بآلة حديدية وأحدث تلفيات بالسيارة الميكروباص وسط فزع وذعر المارة.

وعقب تقنين الإجراءات القانونية اللازمة، ألقى رجال المباحث القبض على طرفي خناقة الفردوس، واتخذت الجهات المختصة الإجراءات القانونية اللازمة.

اقرأ أيضاًمخدرات بأكثر من 4 ملايين جنيه.. القبض على عصابة تجارة «الكيف» بالقليوبية

حريق بمخزن مقرمشات بعزبة عويس بمنطقة سرياقوس في الخانكة

مقالات مشابهة

  • تعاون ليبي-بيلاروسي لتعزيز التكنولوجيا في قطاع النفط والطاقة
  • اعتقال ليبي متهم بجريمة قتل ارتكبت في هولندا عام 2003 بعد مطاردة دولية
  • ملك بريطانيا يكرّم عاملة إغاثة لمساعدتها متضرري فيضانات درنة
  • تجديد حبس المتهم بضرب سائق الفردوس 15 يومًا
  • «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تتعاون مع وفد أكاديمي من تشاد
  • حماية بورسعيد المدنية تنقذ المنطقة التجارية من كارثة | تفاصيل
  • بركة: تساقطات مارس أضافت 667 مليون متر مكعب من المياه إلى السدود
  • 5 سدود مغربية تمتلئ عن آخرها بفضل التساقطات المطرية الأخيرة
  • قنصل ليبيا: القضاء التونسي أصدر حكما جائرا بحق الليبي مهرب الكسكسي 
  • فيديو..أكاديمي لـ "اليوم": 3 نصائح لتجنب الاحتيال في التبرعات